كواكب المجرة وفرص استيطان الانسان لها

 

شبكة النبأ: أصبح عالم الكواكب من خلال الاكتشاف الجديدة والمذهلة في الاونة الأخيرة،  واقع جديد  لمستقبل ليس ببعيد، حيث يتطلع العلماء للبحث عن كواكب أخرى يمكن للإنسان اللجوء إليها في حالة وقوع كارثة ما... وأول المرشحين لهذا الأمر هو كوكب المريخ؛ فهو يشبه الأرض في أمور كثيرة منها وجود كميات كبيرة من الماء والكربون والنيتروجين عليه، فيما يعتقد معظم العلماء بأن الانفجار العظيم هو الذي أسفر عن تشكيل الكون بصورته الحالية، وذلك بإحداث تصادم لمئات الملايين من جزيئات المادة من خلال نظام تسريع الجزيئات، وفي وقتنا الحالي يسعى العلماء الى ابتكار آلة جديدة تستطيع إحداث انفجارات ضخمة تحاكي الانفجار العظيم الذي يعتقد أنه كان السبب لبداية الكون.

في حين توصل علماء اخرون الى عهد جديد من الاستكشاف مثل حل لغز النجم الخرافي واكتشاف أول مجرة حلزونية في وقت مبكر من عمر الكون، ومجرة أخرى قديمة عمرها 13 مليار سنة، و أعمق لقطة للسماء تم تجميعها من صور للتلسكوب هابل، وغيرها الكثير من الاكتشاف والأبحاث التي تبرز التطور المذهل في عالم الفضاء

النجم الخرافي

فقد قال علماء من ألمانيا إنهم عثروا على تفسير للوجود «المستحيل» لما يعرف بالنجوم الخرافية. وذكر الباحثون تحت إشراف سامباران بانيرجي من جامعة بون في دراستهم التي نشرت، أمس، في مجلة «مانثلي نوتيسيز اوف زي رويال أسترونوميكال سوسايتي» المعنية بالأبحاث الفلكية والتابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا أن هذه الشموس العملاقة التي تمتلك كتلة تزيد على كتلة الشمس بما يصل إلى 300 مرة نشأت عن انصهار نجوم أصغر، وكان علماء الفلك عثروا قبل عامين على أربعة نجوم هائلة الحجم وحديثة نسبياً لا يتصور وجودها طبقاً للمعلومات المتوفرة حاليا لدى العلماء. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتمتلك جميع هذه النجوم الهائلة كتلة تزيد على كتلة الشمس بأكثر من 150 مرة وهو ما يعد حسب النظرية المعروفة لنشأة النجوم حداً أقصى لكتلة النجوم الجديدة، ومن المفارقة أن كل هذه النجوم الأربعة العملاقة تقع في الركام النجمي نفسه في ما يعرف بسحابة ماجلان الهائلة، وهي إحـدى المجرات الدوارة في درب التبانة الذي تتبعه شمسنا.

أول مجرة حلزونية

فيما تمكن علماء الفلك من رصد أول مجرة حلزونية معروفة إلى الآن، والتي يعود تاريخها إلى قبل فيما ثلاثة مليارات عام بعد حدوث ما يعرف بـ "الانفجار الكبير"، وتقول النظريات حول كيفية تشكيل المجرات أن الكون كان لا يزال مكانا فوضويا جدا لدرجة لا تسمح بتشكل مثل هذه المجرات الحلزونية بهذا الشكل التام، حيث كان من المعروف أن ذلك يستغرق وقتا أطول حتى تتمكن الجاذبية من أن تضع الأشياء بهذا الشكل الدقيق والأنيق.

لكن الفريق العلمي الذي قام بالدراسة، والتي نشرت بمجلة نيتشر العلمية، يقول إن هذه المجرة التي تم رصدها ويطلق عليها اسم "بي إكس 442" قد حصلت على "دفعة" من قوة الجاذبية التي تحتاجها لتكون هذا الشكل الحلزوني، وذلك من خلال مجرة أصغر منها تدور حولها ويطلق عليها اسم "المجرة القزمة"، ورصد الفريق العلمي هذه المجرة بوصفها الوحيدة التي تتخذ هذا الشكل الحلزوني من خلال المسح الفضائي لنحو 300 مجرة قام بها تليسكوب الفضاء هابل، وشعر الفريق بالمفاجأة حين رصدوا هذه المجرة الحلزونية التي تشبه مجرة درب التبانة، ويقول الباحث الرئيسي بهذه الدراسة ديفيد لو من معهد دنلاب لعلوم الفلك والفيزياء الفلكية بجامعة تورنتو لبي بي سي: " ما تعلمناه عند النظر إلى المجرات في هذه الحقبة من الزمن هو أنها تكون نشيطة جدا في حركتها، ولإلقاء نظرة قريبة لمجرة "بي إكس 442"، ذهب الفريق لاستخدام أجهزة رصد بتقنية الأشعة تحت الحمراء في مرصد فلكي في هاواي، وتستطيع هذه الأجهزة أن تنحي جانبا تأثير المياه التي تقع بين كوكب الأرض والمجرات الأخرى.

وأكدت الملاحظات التي توصلت إليها الدراسة ما توصلت إليه من قبل إحدى الإشارات الظاهرة في بيانات التليسكوب الفضائي هابل بأن مجرة "بي إكس 442" كانت تحاط عند جوانبها بمجرة أصغر منها يطلق عليها اسم "المجرة القزمة"، وأضاف ديفيد لو: "يمكن الحصول على المزيد من المساعدة الإضافية إذا تم الحصول على مجرة تدور في الجوار، فهي تعطي قوة جاذبية دافعة، وتضعها ضمن تلك الأمثلة الظاهرة للعين مثل مجرة الدوامة التي نرى كل الصور المتعلقة بها."

وبعد إثبات أن مثل هذه المجرات الحلزونية كانت تتواجد في مثل ذلك الوقت المبكر من عمر الكون، يقول ديفيد لو إن فريقه يريد الآن أن ينظر إلى عمليات مسح فضائية أكبر وعلى نطاق أوسع من ذلك، وخاصة عمليات المسح التي يقوم بها التليسكوب الفضائي هابل حاليا والمعروفة باسم عمليات المسح كاندلز.

مجرة قديمة

كما تمكن باحثون من اكتشاف مجرة في الفضاء السحيق تشكلت قبل 13 مليار سنة، اي بعد 500 مليون سنة على الانفجار الكوني الكبير، في مرحلة تعد مبكرة من عمر الكون، ويعود الفضل في هذا الاكتشاف الى التسلكوب هابل والى نظرية النسبية العامة لاينشتاين، والصورة الاقدم للكون التي بات يحوزها الانسان مصدرها الضجيج الكهرومغناطيسي الذي سببه الانفجار الكوني "بيغ بانغ"، وهو شكل من أشكال هالة الموجات الدقيقة التي لا يمكن ان تنسب الى اي نجمة او مجرة او جرم فضائي محدد.

وقد وقع ذلك بعد 400 الف سنة على الاقل من الانفجار الكوني الهائل، وهي مدة زمنية يمكن ان تعد جزءا من الثانية مقارنة بعمر الكون البالغ 13,7 مليار عام. وفي الصور العائدة لذلك الزمن، لا نجوم ولا مجرات، بل يمكن العثور فقط على ذرات هيدروجين حديثة التكوين، وفي صور تعود الى مرحلة بعد تلك المرحلة بمليار عام، يختلف المشهد تماما، حيث يمكن مشاهدة مجرات تحتوي الواحدة منها على مليارات الكواكب.

يجد علماء الفلك صعوبة في معرفة ماذا جرى بين المرحلتين، وكيف تحولت ذرات الهيدروجين الى مجرات، تمكن الباحث وي جينغ وزملاؤه في قسم الفيزياء الفضائية في جامعة جونز هوبكينز من التوصل الى الامساك بطرف الاجابة على هذا السؤال، من خلال الكشف عن مجرة تشكلت بعد الانفجار الكوني الهائل بخمس مئة مليون سنة، واستخدم العلماء كاميرا تعمل بالاشعة دون الحمراء زود بها التسلكوب هابل في العام 2009، وقد تمكنت هذه الكاميرا حتى الان من العثور على اكثر من مئة مجرة تشكلت بعد نشأة الكون ب650 الى 850 مليون سنة. لكن الاشارات الواردة منها ضعيفة ومشوشة بحيث لم تتمكن الكاميرا من تحديد سوى مجرة واحدة تشكلت بعد الانفجار الكوني بخمس مئة مليون عام، ولجأ وي جينغ وفريقه الى عالم الفيزياء الالماني البرت اينشتاين ونظريته المعروفة بنظرية النسبية العامة، والتي تقول ان الاجرام ذات الكتل الكثيفة تتمتع بجاذبية قوية من شأنها ان تسبب انحرافا في الاشعة الضوئية التي تمر بجانبها. بحسب فرانس برس.

وفي بعض الحالات، يسبب هذا الانحراف الضوئي تضخيم الصورة التي يتلقاها مشاهد في الجانب الآخر، وتسمى هذه الظاهرة "عدسة الجاذبية"، واستخدم العلماء التلسكوب هابل للبحث عن المجرات البعيدة المختبئة خلف مجرات عملاقة تشكل بحد ذاتها عدسة تكبير كونية طبيعية، وبذلك، تمكنوا من العثور على مجرة في الفضاء السحيق، تشكلت بعد نشوء الكون بنصف مليون سنة، بحسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" البريطانية، وضاعفت ظاهرة "عدسة الجاذبية" الاشعة الصادرة عن هذه المجرة خمسة عشر ضعفا، ما اتاح للعلماء اجراء دراسة لها اكثر دقة من تلك التي يمكن اجراؤها بالوسائل التقليدية، ويعتقد العلماء ان هذه المجرة تتكون من عدد لا بأس به من "النجوم العجوز" التي تشكلت خلال مئتي مليون سنة لتصل كتلة الواحدة منها ما يوازي 150 مليون مرة كتلة الشمس، وفي حال كان هذا النظام يشكل نموذجا لمجرات اخرى، فمعنى ذلك ان النجوم بدأت بالتشكل بعد 300 مليون الى 500 مليون سنة بعد نشوء الكون، ولكن لا يمكن تأكيد هذه الفرضية بسبب عدم كفاية وسائل القياس المتوفرة، بحسب ما يشير رائد الفضاء دانيال ستارك الباحث في جامعة ارزونا، غير ان انشاء التسلكوبات الارضية العملاقة من شأنه ان يفتح في العقود المقبلة آفاقا جديدة للاستكشاف.

اختفاء هالة

من جهة أخرى رصد علماء فضاء اختفاء مفاجئا لهالة مضيئة من الغبار حول نجم يشبه الشمس دون ان يعرفوا حقيقة ما حدث، وقال بن زوكرمان أحد اعضاء فريق الباحثين الذين نشروا نتيجة الدراسة يوم الاربعاء في دورية (نيتشر) إن الهالات الغبارية المحيطة بالنجوم يمكن ان تشكل كواكب صخرية مثل الارض، ويمكن رؤية هذه الهالات -المكونة من مادة غبارية ساخنة- بواسطة تلسكوبات تعمل بالاشعة تحت الحمراء. وشوهدت الهالة للمرة الأولى في 1983 بواسطة قمر صناعي تابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) حول النجم (تي. واي. سي 82412652). وظلت الهالة متوهجة لربع قرن قبل ان تختفي في غضون عامين ونصف، وأكدت صورة التقطها مرصد جميني في لاسيرينا في تشيلي في الاول من مايو أيار الماضي اختفاء الهالة، وقال زوكرمان عبر الهاتف من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس إن علماء الفلك اعتادوا رؤية احداث تتداعى على مدى ملايين أو مليارات السنين ولذلك فإن زوال هالة مضيئة في اقل من ثلاث سنوات هو شيء مثل لمح البصر في عالم الفلك، واضاف ان الهالة اثناء وجودها كانت تبعد عن نجمها كبعد كوكب عطارد عن الشمس أو حوالي نصف المسافة بين الشمس والارض. بحسب رويترز.

وقال إن النجم الذي كانت حوله الهالة حديث النشأة نسبيا إذ ان عمره عشرة ملايين عام فقط مقارنة بالشمس التي عمرها 4.6 مليار عام. واضاف ان الهالة التي كانت تحيط عن قرب بالنجم كانت تضم "كمية هائلة من جزئيات الغبار الدقيقة، وقال ان هالة بهذه المكونات حول نجم كان من المفترض ان تتحول الي كوكب مثل كوكب الارض في النظام الشمسي لكنها اختفت فجأة، واضاف قائلا "في الواقع فاننا لا نعرف بالتفصيل من اين جاء الغبار وبالتأكيد فاننا لا نعرف سبب اختفائه بهذه السرعة، ومن المحتمل ان يجعل الاكتشاف علماء الفلك يعيدون النظر في افكارهم بشان ما يحدث عندما تتشكل الانظمة الشمسية.

ثقوب سوداء هائلة

على الصعيد نفسه أثناء رصده للملايين من الثقوب السوداء الهائلة شديدة الحرارة، أضاف تلسكوب فضائي نتائج إضافية إلى قائمة النتائج المهمة التي خرج بها ومنها اكتشاف مجرات "هائلة" أخرى، وكانت هذه النتائج التي أظهرها التلسكوب (وايز) الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، غير واضحة بسبب الغبار، إلا أن هذا التلسكوب يمكنه أن يرصد الاتصال بين درجة الحرارة والطول الموجي، لذا فإنه رصد لأول مرة بعض الأجرام شديدة التوهج في الفضاء، وسيساعد هذا الاكتشاف الفلكيين على أن يتعرفوا على كيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء، ومن المعلوم أن معظم المجرات الكبرى بها ثقوب سوداء في مركزها، تتغذى في بعض الأحيان على الغازات والأتربة والنجوم التي حولها، كما أنها تنشر في بعض الأحيان طاقة تكفي لإيقاف تشكل النجوم تماما، ويظل السر وراء كيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء معا لغزا محيرا، كما تبرز البيانات التي يخرجها تلسكوب وايز بعض المفاجآت.

ويمد التلسكوب وايز الفلكيين بما يعتبرونه الآن رؤية فريدة عن الكون، فهو يسبر الفضاء ليرصد الأطوال الموجية لأضواء أبعد من التي نراها، ويخرج لنا بمعلومات لم يكن يتسنى لنا قراءتها.

وكان أحد الاكتشافات لهذا التلسكوب هو أنه رصد عام 2011 كويكب طروادة ، يدور أمام الأرض في نفس مدارها، إلا أنه وفي آخر النتائج، تفرد وايز بكونه قناصا لا يبارى للثقوب السوداء، وقال دانييل ستيرن من مختبر الدفع النفاث التابع للوكالة الفضائية، والكاتب الرئيسي لإحدى الدراسات الثلاث التي تم نشرها: "لقد تمكنا من حصر الثقوب السوداء، وكان ستيرن وزملاؤه يستخدمون منظومة التليسكوب الطيفي النووي "ناستار" لكي يختبروا أشعة اكس التي تنبعث من ما يعتقد أنها ثقوب سوداء كان تليسكوب وايز قد رصدها، ومن ثم يقدمون نتائجهم في ورقة بحثية تُنشَر في دورية "آستروفيزيكال" العلمية، ويقول ستيرن: "يقوم تليسكوب وايز برصد الثقوب في الفضاء ، ومن ثم يعمل تليسكوب ناستار على منحنا رؤية جديدة تماما لأشعة اكس ذات الطاقة العالية التي تنبعث منه، مما قد يفيدنا في معرفة السبب وراء حجمها الهائل."

وتركز الدراستان الأخريان، والتي نشرت إحداهما في دورية آستروفيزيكال العلمية ولم تنشر الأخرى بعد، على المجرات شديدة الحرارة والتوهج التي لاتزال محجوبة حتى الآن بسبب الغبار، والتي يطلق عليها "الهوت-دوجز". بحسب البي بي سي.

وحتى الآن، هناك ما يقرب من ألف مجموعة مرشحة لأن تصنف كمجرات يمكنها أن تفوق وهج الشمس بمئة ترليون مرة، ويقول بيتر آيزينهارد من مختبر الدفع النفاث، والكاتب الرئيسي للدراسة التي تتحدث عن أول نتيجة للهوت-دوجز توصل إليها تليسكوب وايز: "هذه المجرات الغبارية تعد نادرة؛ بحيث يحتاج تليسكوب وايز لأن يقوم بمسح كامل للسماء حتى يرصدها، وأضاف: "نرى بعض الدلائل على أنه من الممكن أن تكون تلك المجرات قد تكونت ثقوبها السوداء قبل تشكل مجموعات النجوم فيها، وتتاح البيانات التي يرصدها تليسكوب وايز حتى يتسنى للعلماء الآخرين من خارج هذا التشكيل البحثي أن يستفيدوا منها في دراساتهم، ومن ثم يكون لدينا في المستقبل كم لا بأس به من الدراسات حول تلك الأجزاء البعيدة من الكون.

الثقب الأسود و درب التبانة

من جانب أخر أكد علماء فلك أن الثقب الأسود الضخم الموجود في مركز مجرة درب التبانة يجذب نجما حديث التكوين والسحابة المحيطة به، وتحتوي مجرة درب التبانة، كما الحال مع مجرات أخرى، على ثقب أسود في مركزها يُعرف بـ"الرامي أ*".(ٍٍ *SgrA)، وتمكن الثقب الأسود من إخراج النجم من مداره الأصلي وسط مجموعة من النجوم حديثة التكوين، ومن المتوقع أن تتلاشى هالة الغازات والغبار المحيطة بالنجم قبل أن يتحول إلى نظام شمسي، ونُشرت الدراسة، التي قام بها فريق من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية بكامبردج في الولايات المتحدة، في دورية "Nature Communications"، يُذكر أنه في وقت سابق من العام الحالي تحدث باحثون عن رؤية هالة من الغبار والغازات المتأينة متجهة صوب "الرامي أ*"، وأشاروا إلى أن الهالة تشكلت عندما اختلطت غازات تنساب من نجمين قريبين، وخلص عالما الفلك روث موراي-كلاي وأبراهام لوب إلى تفسير مختلف وهو أن الهالة عبارة عن حلقة كوكبية تحيط بنجم منخفض الكتلة، وتبقى حلقة من الغبار والغازات حول النجوم حديثة التكوين لملايين الأعوام. وإذا اتجه أحد هذه النجوم صوب الثقب الأسود الموجودة بمركز مجرتنا، تؤدي الإشعاعات والجاذبية إلى تآكل المادة المحيطة بالنجم خلال أعوام قليلة، وفي الوقت الحالي يندفع النجم صوب الثقب الأسود في مدار بيضاوي، ومع أن النجم ذاته أصغر من أن تتم ملاحظته مباشرة، إلا أن الحلقة الكوكبية المصاحبة للنجم تتآكل، وهذه الأنقاض جعلت الباحثين قادرين على رصد النجم، وفيما يستمر اتجاه النجم حديث التكوين صوب الثقب الأسود خلال مدار العام المقبل، سيتآكل المزيد من الحلقة الكوكبية المحيطة به. بحسب البي بي سي.

وعلى الرغم من اتجاه الحلقة الكوكبية للتآكل بشكل تام، إلا أنه من المحتمل ان يبقى النجم.

وقال العالم موراي-كلاي لـ"بي بي سي": "قوة الجذب من الثقب الأسود كافية لجذب الغازات بعيدا عن النجم دون جذب أجزاء من النجم ذاته"، ويضيف: "سيبقى الجزء الداخلي من الحلقة الكوكبية، حيث أن الغازات القريبة من النجم أكثر كثافة"، وتكتسب هذه النتائج أهمية حيث يفترض أن يكون مركز درب التبانة مكانا غير مناسب لتكون أي كوكب، ويشير البحث إلى أن الكواكب يمكن أن تتشكل في منطقة التجاذبات الكونية هذه، وذلك على عكس الاعتقاد السائد من قبل، ومع أن الحلقة الكوكبية تتلاشى، إلا أنه يمكن للنجوم الموجودة بالحلقة المحافظة على السحب المشكلة للكواكب. ويعني ذلك أنها يمكن تشكل كواكب على الرغم من المحيط العدائي، ويقول أبراهام لويب: "من المثير التفكير في كواكب تتكون بالقرب من الثقب الأسود".

أعمق لقطة في السماء

في حين كشف علماء في الفلك النقاب عن أعمق لقطة لجزء صغير من السماء اثناء الليل تظهر فيها آلاف المجرات والاجسام السماوية الاخرى وتم تجميعها من صور التقطها التلسكوب الفضائي هابل على مدى 10 سنوات، وتضيف اللقطة -التي اطلق عليها اسم (هابل اكستريم ديب فيلد)- 5500 مجرة اخرى لما توصل إليه التلسكوب في عامي 2003 و2004 في بقعة صغيرة في اقصى الكون، وعاد التلسكوب هابل لتصوير نفس البقعة أكثر من 50 مرة على مدار السنوات العشر الماضية مما اتاح له مليوني ثانية اضافية لالتقاط الصور. بحسب رويترز.

ويرجع عمر أبعد الاجسام المكتشفة إلى حوالي 500 مليون سنة بعد تشكل الكون قبل 13.7 مليار سنة، وتظهر اللقطة التي تم تجميعها من صور التلسكوب ايضا مجرات مضيئة تأخد اشكالا لولبية ومجرات اخرى حمراء غير واضحة الشكل أكبر عمرا انقضت مرحلة تشكل النجوم بها، وجمعت اكثر من 2000 صورة -لنفس البقعة اخذت بواسطة كاميرتين متطورتين بالتلسكوب- لتكوين اللقطة الشديدة العمق الجديدة، وقال جراث ايلينجوورث من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز في بيان "هابل اكستريم ديب فيلد هي أعمق صورة للسماء يتم الحصول عليها على الاطلاق."

الماء كان يجري على المريخ

على صعيد مختلف عثر الروبوت "كوريوزيتي"، الذي حط على سطح المريخ قبل 6 أسابيع، على حجارة وحصى، يبدو أنها تجمعت بفعل مرور جدول ماء، وهو ما يعزز الفرضية القائلة بأن الكوكب الأحمر شهد حياة مائية في غابر الزمان، وتظهر الصور التي نقلها "كوريوزيتي"، حجارة وحصى وتراباً ملتصقة، في طبقة صخرية تبلغ سماكتها بين 10 و15 سنتيمتراً، وتعود ربما إلى "عدة مليارات من السنين"، كما أفاد وليام ديتريش من جامعة كاليفورنيا، وهو أحد العلماء المشرفين في المهمة، والذي أوضح أن الجداول على سطح المريخ، قد تكون وجدت قبل "آلاف السنين وربما قبل ملايين السنين"، وتتراوح أحجام الحصى بين حبة تراب وكرة غولف، وهي تعطي فكرة عن سرعة جريان الجدول وطوله، وقال ديتريش، "انطلاقاً من أحجام هذه الحجارة والحصى، يمكن أن نستخلص أن المياه كانت تجري بسرعة 0.91 متر في الثانية"، مع عمق يصل إلى المتر تقريباً، وقالت الباحثة في معهد "بلانيتاري ساينس" في توسون في أريزونا، العاملة ضمن فريق "كوريوزيتي"، إن "أشكال هذه الحجارة تكشف انها أتت إلى هذا المكان من مكان آخر، وأحجامها تؤكد أن ما نقلها من مكانها ليس الرياح، بل جريان الماء". بحسب فرانس برس.

ويشير الشكل الكروي لبعض هذه الأحجار الى انها تدحرجت لمسافات طويلة من أعلى الحوض، حيث توجد قناة "بيس فاليس" التي تصب في تدفق الطمي، كما تشير وفرة الجداول وقنوات المياه في هذا الحوض، إلى أن تدفقات المياه لم تكن حدثاً عرضياً على سطح المريخ، بل كانت متواصلة ومتكررة على حقبة طويلة من الزمن، وسبق أن عثر العلماء على مؤشرات تدل على وجود سابق للمياه على المريخ، لكنها "المرة الأولى التي يعثر فيها على ترسبات ناتجة عن جريان الماء"، وفق ديتريش. فقبل سنوات طويلة، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية وجود قنوات على سطح المريخ، قال العلماء إنها ناجمة عن جريان الماء، ويعتقد العلماء أن الموقع القاحل الذي حط فيه "كورويوزيتي" على سطح المريخ والذي تحرك فيه في الأسابيع الماضية، كان في سالف الأزمان حوضاً غنياً بالجداول والانهار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/تشرين الأول/2012 - 16/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م