بعد ان فشلت جهات معينة من شرعنة اطلاق سراح القتلة والارهابيين
والمجرمين من اتباعها خصوصاً بعد رفض اطراف عديدة داخل مجلس النواب
العراقي تمرير هذا القانون الذي تسبب قانون يماثلهُ في 2008 في اطلاق
سراح المجرمين والقتلة والعفو عن سراق المال العام حتى قالت هيئة
النزاهة في حينها ان هذا العفو تسبب بضياع اكثر من اربعة مليارات
دولار، بعد العفو عن سراق المال.
كانت نتيجة هذا الاصرار الايجابي لبعض الكتل النيابية على رفض مقترح
قانون العفو العام، قيام جهات – قال عنها السيد حاكم الزاملي في مقابلة
تلفزيونية – انها نافذة بتهريب سجناء تنظيم القاعدة من خلال مهاجمة سجن
تكريت واطلاق سراح السجناء الخطرين واحراق الوثائق ومحاضر التحقيقات،
بل وسرقة وثائق مهمة وخطرة ستعرض حياة المئات من المتعاونين مع الاجهزة
الامنية للخطر، وطبقت هذه الجهات قانونها الخاص بالعفو العام!.
يعني ما رفضه البرلمان طبقهُ الارهابيون على الارض بدون اللجوء الى
توافقات الكتل السياسية المعقدة، وبدون المرور بمقايضة شرسة لقانون
البنى التحتية.
وهذا يجعلنا نتساءل باندهاش كبير : كيف يمكن الهجوم بهذه الشدة
وبهذا التخطيط المنظم دون وجود جهات ساندة وفرت المعلومات الاساسية
وسهلت دخول هذه المجاميع من خلال اختراق المناطق الرخوة وساعات معينة
لتنفيذ عملية تهريب 250 ارهابي ومجرم بذلت القوى الامنية الاف الساعات
ومئات التضحيات الكبيرة من اجل القبض عليهم، وايقاف شرورهم تجاه الشعب.
هذه العملية التي سبقتها عمليات تهريب منظمة تجعل المواطن يقف حائراً
ومتردداً قبل الاقدام على تقديم معلومات امنية للأجهزة الامنية خشية ان
تصل الى هذه المجاميع الارهابية ويقع عملية انتقام.
كما ان من شأن هذه عمليات تهريب السجناء بهذه الطريقة التي لا تخلو
من تواطئ مهما بررت سلطات تكريت او وزارة الداخلية العراقية، لا تخلو
من تشجيع لهذه الجماعات للاستمرار في مهاجمة السجون والمعتقلات التي
يقبع بها الارهابيون لتخليصهم من السجن، خصوصاً مع نجاح المنفذين في كل
مرة من تحقيق هدفهم المنشود.
هذا يستدعي وقفة جادة من مجلس النواب العراقي وخصوصاً الجهات التي
تحرص على مصلحة البلاد ودماء الناس بتشكيل لجنة تحقيقية تتولى التحقيق
مع كل الجهات الامنية في صلاح الدين لا سيما محافظها ومساعديه ورئيس
مجلس المحافظة وكل قادة الاجهزة الامنية، واستجواب كل المسؤولين عن ملف
المعتقلات في وزارة الداخلية لوضع حد لهذه المهزلة التي صارت تهدد وجود
المواطن وتمس سير تحقيق القانون وتطبيق العدالة في العراق.
وايضاً هي دعوة استغراب الى لجنة حقوق الانسان ورئيسها "الاسلاموي "
سليم الجبوري الذي التزم الصمت، وهو الذي كان دوره خطراً للغاية في
المدافعة عن الارهابيين والقتلة وزيارة المعتقلات لتفقدهم، نراه يلتزم
الصمت هو واعضاء لجنته عن هذه الجريمة التي اقدمت عليها جهات ارهابية،
لا اظنها مجهولة على بعض النواب والاحزاب السياسية، فلم الصمت يا رئيس
لجنة حقوق الانسان عن ادانة مثل هذه الجريمة.
ام ان موضوع الاختراق يحقق الهدف المرجو الذي كان تمرير قانون العفو
العام سيء الصيت سيحققه.
بالمناسبة العفو عن بعض الحالات الخاصة ولا سيما اولئك الذين
انخرطوا في اعمال مسلحة ضد التواجد الأجنبي المتواجد، هو ضرورة وطنية
لان سلاح هذه الجماعات" وهي واضحة " لم يتوجه سوى الى الوجود الاجنبي،
لا كما يريد البعض ان يوجه عفوه عن قتلة الشعب العراقي الطائفيين
واعادتهم الى ساحة المعركة مع الشعب من جديد. |