الصداع... الم قد يقود الى الموت!

 

شبكة النبأ: تتواصل الأبحاث والدراسات الطبية في سبيل الوصول والتعرف على أسباب بعض الإمراض المهمة التي تصيب الإنسان ومنها الصداع النصفي بحسب بعض المتخصصين الذين أكدوا وجود عدة عوامل تساعد على ظهور هذا المرض منها الضغط العصبي وأخرى غذائية، ويصيب هذا النوع جزءا واحدا من الرأس أي بشكل نصفي قد يختلف في حده الألم وهو يصيب النساء بشكل أكثر من الرجال ، وفي هذا الشأن قالت دراسة أمريكية ان روائح وهمية مثل رائحة شيء يحترق او عفن او حتى كبد الاوز يمكن أن تكون جزءا من الشعور الذي ينتاب بعض الناس قبل الاصابة بنوبة من الصداع النصفي. ويعاني نحو 30 في المئة ممن تتكرر اصابتهم بالصداع النصفي من اضطرابات حسية قبل الصداع لكنها تكون عادة مرئية مثل ومضات من الضوء او بقع مظلمة. وقد تظهر أعراض للوخز او الخدر او صعوبة في الكلام او الفهم. لكن الدراسة التي أجراها ماثيو روبينز وزملاؤه في مركز مونتفيور للصداع بنيويورك وجدت أن عددا صغيرا من الناس وصف روائح شمها مرتبطة بالصداع.

وقال روبينز "هذا غير شائع لكنه مميز" مشيرا الى اضطرابات في حاسة الشم تعرف باسم الهلاوس الشمية. وفحص الباحثون سجلات اكثر من 2100 مريض تمت متابعتهم على مدى 30 شهرا. ووصف 14 شخصا اي اقل من 0.7 في المئة روائح شموها قبل الاصابة بنوبة الصداع. وقال روبينز "الاكثر شيوعا كانت (رائحة) شيء يحترق او انواعا مختلفة من الدخان." ووصفت بعض الحالات رائحة شيء يحترق دون تحديد طبيعته. وقال اخرون انهم شموا رائحة دخان سيجار ودخان خشب او فشار محترق.

وكانت روائح "التعفن" مثل القمامة او مياه المجاري ثاني اكثر الروائح شيوعا التي تحدث المرضى عنها. ووصف عدد قليل من الناس روائح طيبة مثل البرتقال او القهوة وفي احدى الحالات كبد الاوز وهو طبق محبوب في بعض الدول الاوروبية. ويعاني نحو 11 في المئة من سكان العالم من الصداع النصفي لهذا يقول روبينز ان على الرغم من أن الهلاوس الشمية جزء غير مألوف من الشعور الذي يسبق الصداع فانه قد يكون هناك عدد كبير من الناس الذين يشعرون بها. بحسب رويترز.

وليس واضحا لماذا تكون الروائح الوهمية في معظم الاحيان كريهة او لماذا هي عرض نادر من الاعراض المحيطة بالصداع النصفي. ويعتقد أن الاعراض السابقة للصداع النصفي ترجع الى موجة من النشاط الكهربائي في الخلايا العصبية للمخ تعقبها موجة من تراجع النشاط.

خلايا المخ تضرر

من جهة أخرى ربطت دراسة ألمانية حديثة بين الإصابة المتكررة بصداع في الرأس بشكل متكرر وبين الضرر الدائم في خلايا المخ. وإلى جانب ما يسببه الصداع من ألم نفسي وجسدي يتمثل في حالة الإرهاق والضعف العامة التي تعتري الجسد وعدم القدرة على التركيز فضلا عن شدة الألم، قد يصل الأمر إلى وضع أكثر خطورة برأي الدراسة تمتد آثاره أحيانا إلى فقدان "المادة الرمادية" في قشرة المخ.

وفي هذا الصدد يقول مدير المستشفى الطبي للأعصاب بجامعة آيسن غربي ألمانيا البروفيسور هانز كريستوف دينر لمجلة "برجيت وومان" الألمانية "إذا استمر صداع الرأس لفترات متقطعة تزيد عن خمسة أعوام، لن يستطيع المريض أن يتحرر من الألم مطلقا". وأشار دينر إلى أنه لا يمكن معالجة الصداع بأي حال من الأحوال إلا عندما يتم تحديد سببه بشكل مبكر واستهداف ذلك السبب ومعالجته. وأضاف "حينها فقط يمكن منع إصابة الشخص بالمضاعفات ومنها الإصابة بضعف الذاكرة".

كما اعتبر أن تحديد سبب الصداع في حد ذاته أمر ليس بالهين, قائلا "هناك نحو 243 نوعا لصداع الرأس مدرجة بالقائمة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية حول أنواع الصداع المختلفة، وفيها يحتل الصداع النصفي المركز الأول". وحذر دينر قائلا "من وصلت حالته إلى درجة متقدمة يحتاج معها إلى تناول المسكنات بصفة متكررة مثلا في عشرة أيام من الشهر، لن يجدي معه العلاج نفعا". ونصح بنوع من "العلاج المتكامل" الذي يجمع بين الأدوية وعلاج السلوك المعرفي مثل تمارين الاسترخاء وأساليب التخلص من التوتر والقلق والممارسة الدائمة لرياضة زيادة قدرة التحمل حتى يتم تحاشي إحداث أي ضرر "بالمادة الرمادية" في المخ.

يشار إلى أن المادة الرمادية تسمى كذلك بسبب لونها الظاهر للعين المجردة، وهي تمثل قشرة المخ. وتبين تحت الملاحظة المجهرية أن هذه المادة مكونة أساسا من أجسام رخوية نجمية الشكل تشكل أجسام الخلايا العصبية، في حين أن المادة البيضاء يتكون قوامها من الألياف العصبية.

الطقس عامل رئيسي

في السياق ذاته يبدو أن الطقس أصبح متهما في تحريض نوبات صداع الشقيقة، وذلك حسب دراسة جديدة نشرت مؤخرا. فقد تمت متابعة حوالي 66 شخصا يعانون من صداع الشقيقة المزمن، قاموا بتسجيل يومياتهم لمدة سنة كاملة، والتي تبين من خلالها أن أكثر من النصف لديهم فرط حساسية لتبدل درجة الحرارة. وقد وجد باحثون أن درجة الحرارة كانت السبب في معظم الوقت، وتحديدا في الأيام الباردة أكثر منها في الأيام الحارة.

الباحثة شو جوين وانغ، من مستشفى المحاربين القدماء في تايوان، قالت إن "هذه الدراسة وفرت دليلا على الارتباط بين مدى إدراك حساسية الحرارة وحدوث نوبة الصداع." وأكدت أنه من الشائع أن يحرض الطقس صداعا معتدل الشدة أكثر من الصداع الشديد. وتشير الأرقام إلى أن حوالي 36 مليون أمريكي مصابين بصداع الشقيقة المزمن، من بينهم 6 مليون يعانون من آلام الصداع الشديد مرتين في الشهر تقريبا، وتكون مصاحبة بغثيان وفرط حساسية للضوء والصوت.

وتشمل قائمة المحرضات كل من: الطعام، التبدلات الهرمونية، الشدة النفسية، الأضواء الساطعة، الأصوات المرتفعة، الروائح الغريبة، تغيرات نمط النوم، التعب الجسدي، والأدوية.

ويعتبر الطقس أحد أهم خمس محرضات لهذا الصداع، حسب ما تذكره الدكتورة شانون بابينيو، الأخصائية في الصداع من كلية طب ماونت سينا بنيويورك: " قد يكون المحرض تبدل الطقس، ارتفاع وهبوط الضغط الجوي، المطر، أو الشمس ... ومن الطبيعي ألا يكون بمقدرتك التحكم بالمطر وأوقاته، لكن يمكنك تجنب التعرض لأشعة الشمس في حال كان ارتفاع درجة الحرارة أحد محرضات نوبة الألم لدى المريض، مع ضرورة شرب الكثير من الماء." بحسب CNN.

ويجب العلم أن المحرض قد يساعد على بدء نوبة الألم لكنه ليس السبب الرئيسي للمرض، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المرضى قد لا يتأثرون بأي محرض، بينما البعض الآخر قد يكون عرضة للتأثر بأكثر من واحد منها. النصائح التي يبديها الأطباء للمرضى لتجنب النوبات هي الحصول على قسط جيد من النوم، تناول ثلاث وجبات في اليوم، وشرب كمية كافية من الماء.

الصداع وتأثيراته على النساء

على صعيد متصل كشفت دراسة علمية حديثة أن النساء اللواتي يعانين من آلام الرأس والصداع، يشكون في الغالب من حالات اكتئاب مزمن. وأكد الباحثون في الدراسة، التي نشرت على مجلة التايم الأمريكية وشملت 36.154 ألف سيدة، أن النساء اللواتي لا يوجد لديهن سوابق مع آلام الرأس والصداع، تنخفض نسبة إصابتهن بحالات الاكتئاب بمعدلات تتجاوز نسبتها 40 في المائة. ولوحظ في الدراسة أن النساء اللواتي سبق وأصبن بآلام الرأس والصداع، قبل بدء الدراسة وطوال فترة الدراسة، تلازمت معهن حالات من الاكتئاب، ولكن بنسب متفاوتة تتماشى طرديا وحدة الصداع. بحسب CNN.

ونُوه في الدراسة إلى أن احتمالات الإصابة بالاكتئاب جراء الصداع العادي أو الصداع النصفي المصاحب لفقدان البصر المؤقت أو غباشة الرؤية وحتى رؤية أجسام وومضات ضوئية، تتساوى، مما يؤكد نظرية أن الصداع هو سبب قوي لحالات الاكتئاب المزمن. ونقلت الدراسة على لسان كبير الباحثين المشاركين فيها، توبياس كورث، "بعد الاطلاع على النتائج النهائية للدراسة، ندعوا الأطباء إلى مصارحة مرضاهم ممن يعنوا من الصداع، بمخاطر الاكتئاب والسبل التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون الإصابة به، أو التخفيف قدر الإمكان من الآثار السلبية للاكتئاب."

في السياق ذاته قالت دراسة إن النساء اللواتي يعانين الصداع النصفي لسن أكثر عرضة لخطر السمنة عن غيرهن من النساء الأخريات على النقيض مما تقوله بعض الدراسات الأخرى. وخلصت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الوزن الزائد وارتفاع معدلات الإصابة بالصداع النصفي لكنها فحصت الأشخاص في الأساس عند نقطة زمنية واحدة دون توضيح ما إذا كان الصداع النصفي أم الوزن الزائد حدث أولا. والدراسة الحالية التي نشرت في دورية (الصداع) "Cephalalgia" فحصت بيانات من دراسة لصحة المرأة وهي دراسة سريرية طويلة الأجل بدأت في متابعة آلاف النساء في الولايات المتحدة في منتصف تسعينات القرن الماضي.

وقال الباحث توبياس كورث من المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية وجامعة بوردو في رسالة عبر البريد الإلكتروني "تؤكد دراستنا على أن وجود الصداع النصفي لا يرتبط بزيادة وزن الجسم في المستقبل أو السمنة." وبشكل عام لم تكن النساء اللواتي يعانين صداعا نصفيا في البداية أكثر عرضة لزيادة الوزن أو السمنة عن النساء الأخريات في الثلاث عشر عاما التالية. وكان متوسط زيادة الوزن في المجموعتين متطابقا تقريبا بمقدار حوالي 4.5 كيلوجرام.

ومن الناحية النظرية يمكن أن يسهم الصداع النصفي في زيادة الوزن بشكل غير مباشر مثلما يمنع الصداع المتكرر أو الحاد الشخص من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

وتستند النتائج الجديدة على 19162 من العاملات في مجال الصحة وأعمارهن 45 عاما فأكثر وكانت أوزانهن طبيعية عندما بدأت الدراسة. وذكرت حوالي 3500 وجود تاريخ مرضي من الصداع النصفي. وخلال الثلاث عشر عاما التالية أصبح 41 في المئة من النساء يعانين زيادة الوزن في حين أصبح حوالي 4 في المئة يعانين السمنة المفرطة. لكن احتمالات الإصابة بالسمنة لم تكن أكبر بين النساء اللواتي لديهن تاريخ مرضي للصداع النصفي وزاد خطر زيادة الوزن قليلا فقط بنسبة 11 في المئة.

وخلص فريق الباحث كورث إلى أن الصداع النصفي الحاد لا يبدو أنه ينطوي على خطر حدوث وزن زائد أيضا. ولم تكن النساء اللواتي يعانين صداعا نصفيا بوتيرة أسبوعية إلى يومية أكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن أو السمنة من اللواتي يعانين صداعا نصفيا عدة مرات في السنة.

ولم تبحث الدراسة ما إذا كانت المرأة التي تعاني زيادة الوزن او السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالصداع النصفي أو الصداع الأكثر حده. بحسب رويترز.

وقال كورث "لا يزال ذلك ممكنا. في الواقع أظهرت عدة دراسات أن السمنة مرتبطة بزيادة وتيرة الإصابة بالصداع النصفي." وأضاف أن هناك أيضا بعض الأدلة التي تربط بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي في المقام الأول لكن انتشار الصداع النصفي ظل مستقرا في العقود الأخيرة في حين ارتفعت معدلات السمنة.

العلاج بين الفوائد والمضار

الى جانب ذلك كشفت مراجعة لأبحاث سابقة أن البوتكس قد لا يكون علاجاً فعالاً لمعالجة كافة حالات أوجاع الرأس كما كان يعتقد سابقاً. وقام فريق من الباحثين بمراجعة تجارب أجريت للتحقيق حول مدى فعالية البوتكس في تخفيف الآلام الناجمة عن الصداع النصفي (الشقيقة) والصداع المزمن الناتج عن التوتر. وأظهرت التجارب تراجعاً طفيفاً في نوبات الصداع النصفي بين مستخدمي البوتكس، دون أن يؤدي لتحسن يذكر بين من يعانون من الصداع المزمن الناتج عن التوتر.

وقال د. جيفري جاكسون، من جامعة وسكوكنسن للطب: "اندهشت لأن فوائد البوتوكس لتخفيف الصداع النصفي كانت محدودة، وأنه غير فعال في تسكين الصداع المزمن الناتج عن التوتر." وأجازت دائرة الدواء والغذاء الأمريكية استخدام حقن البوتكس كعلاج وقائي من الصداع المزمن "الشقيقة" لدى البالغين. وكانت الحكومة الأمريكية قد أجازت في 2010 استخدام حقن البوتكس كدواء لحالات الصداع المزمنة. بحسب CNN.

ويستخدم البوتكس لإزالة مظاهر الشيخوخة وتجاعيد الوجه. وأوصت الدائرة الفيدرالية بحقن البوتكس في منطقة الرأس والعنق كل ثلاثة أشهر، تقريباً، لتسكين نوبات الصداع المستقبلية. ولفتت عندها بأن البوتكس ويعرف علمياً باسم "أونابوتوليمنامتوكسين" onabotulinimtoxinA، ليس له مفعول ضد نوبات الشقيقة التي تتكرر 14 يوماً أو أقل خلال الشهر، أو تجاه الأشكال الأخرى المختلفة للصداع. ويذكر أن بريطانيا كانت قد أجازات استخدام البوتكس لذات الغرض. ويصنف الصداع النصفي بالمزمن عند تكرار الإصابة به لأكثر من 15 يوماً في الشهر وتستمر نوباته على مدى أربع ساعات أو أكثر في اليوم.

من جهة اخرى أفاد اطباء بريطانيون أن "الوقاية التامة" من الام الصداع الشديدة الناجمة عن تناول كميات كبيرة من المسكنات ليست بعيدة المنال، في تحذير أدلى به الاطباء من خلال توجيهات لجنة المعهد الوطني للتفوق الصحي والسريري لعلاج الصداع. وقالوا ان البعض وقع أسير "عادة سيئة" تتعلق بتناول مسكنات الالام التي تسبب بدورها حدوث الام الصداع الشديدة، في حين أوصوا بعلاج المرضى عن طريق الوخز بالابر في بعض الحالات.

ولا توجد بيانات محددة في بريطانيا بشأن حالات الاصابة بالصداع، غير ان دراسات اجريت في بلدان اخرى تشير الى اصابة واحد الى اثنين في المئة بالالام، فيما قالت منظمة الصحة العالمية ان الارقام تقترب من خمسة في المئة. وعلى الرغم من كون تناول المسكنات يعتبر بمثابة رد فعل فوري من جانب المواطنين، فانها في الوقت عينه قد تزيد من الشعور بالالام.

وقال مارتن اندروود، الاستاذ بكلية طب (وارويك)، والمشرف على لجنة المعهد الوطني للتفوق الصحي والسريري "يؤدي ذلك الى دخول (المرضى) في دائرة تزيد من الام الصداع، لذا كلما كثر تناول المسكنات، ازداد الشعور بالصداع ليصبح الامر أسوأ بكثير"، مضيفا انه "من السهل ان تمتنع عن هذه (العادة)." ومازالت اسباب تأثير المسكنات على الدماغ في هذا الامر على وجه غير معلومة بالنسبة للاطباء.

فثمة اعتقاد بان معظم المصابين وقعوا في براثن تناول العقاقير المسكنة اما بصفة يومية او مع حدوث صداع جراء التوتر او الشعور بالصداع النصفي (الشقيقة). وقال مانجيت ماثارو، استشاري الامراض العصبية بالمستشفى الوطني لطب وجراحة الاعصاب، ان هناك نقطة تحول عند تناول المسكنات لفترة من 10 الى 15 يوما شهريا، تصبح العقاقير الطبية بعدها مشكلة في حد ذاتها.

وقال "انها مشكلة كبيرة تواجه السكان. ان الارقام المسجلة بشأن عدد الاشخاص الذي يفرطون في تناول الدواء تشير الى (معاناة) شخص من كل خمسين شخصا، لذا يصاب تقريبا مليون شخص بالصداع يوميا او ربما على اساس يومي بسبب تناولهم المسكنات." كما تشير النتائج الى ان الاشخاص ممن لديهم سجل عائلي يتعلق بالإصابة بالصداع الناجم عن التوتر او الصداع النصفي ربما هم الفئة الاكثر عرضة من الناحية الوراثية للإصابة بالصداع الناجم عن الافراط في تناول الدواء. كما يصبح الامر محل شك حتى اذا تناول هؤلاء مسكنات وان كانت ليست لغرض تسكين الام الصداع.

وتنصح التوجيهات الجديدة للاطباء في انجلترا وويلز المصابين بالاحجام فورا عن تناول جميع انواع المسكنات، وان كان ذلك سيفضي الى الشعور بالالام لنحو شهر دون تناول المكسنات، فهو جيد في النهاية حتى تتلاشى الاعراض نهائيا. وقالت اللجنة ان الخيارات الاخرى المطروحة للحد من الصداع تكمن في تناول علاجات وقائية.

وبرغم من أن التمرينات الرياضية توصف كعلاج للصداع النصفي في الغالب، إلا أنه لم يظهر في الماضي أي دليل علمي يكفي حقا لإثبات فعالية هذا العلاج. غير أن بحثا أجري بأكاديمية ساهلجرينسكا بجامعة جوتنبرج السويدية أظهر أن التمرينات الرياضية لها نفس كفاءة العقاقير الطبية في الوقاية من الصداع النصفي.

يقول موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني المتخصص في المجال العلمي إن الأطباء يستخدمون حاليا وسائل مختلفة للوقاية من الصداع النصفي. ففيما يتعلق بالعلاج الدوائي، ثمة عقار مصنوع من مادة التوبيراميت قد أثبت فعاليته، بينما تتضمن طرق العلاج غير الدوائي، التي تم توثيق آثارها، تمارين الاسترخاء. وكثيرا ما ينصح الأطباء بممارسة التمرينات الرياضية أيضا كعلاج للصداع النصفي، رغم أنه ليس هناك أي دليل علمي يكفي لإثبات أثرها الفعال على المرضى. ومن خلال دراسة أجريت على عينات عشوائية، استطاع باحثون من أكاديمية ساهلجرينسكا بجامعة جوتنبرج السويدية تحليل مدى فعالية التمرينات الرياضية باعتبارها علاجا يقي من الإصابة بالصداع النصفي، مثلها مثل تمارين الاسترخاء ومادة التوبيراميت.

وأجريت الدراسة، التي نشرتها مجلة "سيفالالجيا" الطبية الصادرة عن الجمعية الدولية للصداع، على 91 شخصا يعانون من الصداع النصفي، حيث طلب من ثلثهم أداء تمرينات رياضية لمدة 40 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا تحت إشراف أخصائي علاج طبيعي، بينما طلب من الثلث الثاني إجراء تمارين الاسترخاء، فيما تناول الثلث الأخير مادة التوبيراميت.

استمرت الدراسة لمدة ثلاثة أشهر، جرى خلالها قياس درجة الإصابة بالصداع النصفي لدى المريض ونوعية حياته وقدرته الهوائية "قدرة الجسم على أخذ الأكسجين بواسطة الرئتين ونقله عبر الشرايين ومن ثم استخلاصه في الخلايا العاملة" ومستوى نشاطه البدني قبل وبعد العلاج وفي أثنائه. وخضع المشاركون في الدراسة لمتابعات بعد ثلاثة وستة أشهر.

أظهرت نتيجة الدراسة أن عدد نوبات الصداع النصفي انخفض في المجموعات الثلاث، لكن المثير للاهتمام هو أنه لم يكن هناك أي اختلاف في الأثر الوقائي للطرق العلاجية الثلاث. تقول إيما فاركي، أخصائية العلاج الطبيعي التي تعد رسالة دكتوراه في أكاديمية ساهلجرينسكا ومعدة الدراسة: "خلصنا إلى أن التمرينات الرياضية يمكن أن تكون بديلا لتمارين الاسترخاء ومادة التوبيراميت عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الصداع النصفي، كما أنها تناسب بصورة خاصة المرضى الذين لا يرغبون في تناول الأدوية الوقائية أو لا يستطيعون تناولها

أنواع الصداع

 منها الصداع الناجم عن التوتر – وهو النوع الشائع "يوميا" ويصاب به اغلب الناس في بعض مراحل العمر. وفي بعض الحالات يصاب الناس بصداع اغلب ايام الشهر.

الصداع النصفي – صداع شديد يمكن ان يستمر لعدة ايام. ويزداد الاحساس بالام مع النشاط ويصاحبه عادة غثيان اضافة الى الشعور بحساسية شديدة للضوء والصوت.

الصداع العنقودي – نوع تصاحبه الام شديدة حول العين وجانب الوجه، يميزه حدوث تورم وإدماع للعين المحمرة. ويؤكد البعض تعرضهم لالام هذا النوع ثماني مرات يوميا تدوم لاكثر من ثلاث ساعات.

الافراط في تناول الدواء – شعور اشبه بالصداع الناجم عن التوتر او الصداع النصفي، غير انه يحدث نتيجة الافراط في تناول المسكنات. ويوجد ما يزيد على مائتي نوع من الصداع ولا تنصح التوجيهات طلب الاطباء من المرضى اجراء اشعة على الدماغ "لا لشئ سوى الاطمئنان" والتأكد من عدم اصابة المريض بورم (خبيث) في المخ. وقالت اللجنة ان الاورام قد تصاحبها اعراض مثل تغير السلوك والصرع.

وقال ويندي توماس، المدير التنفيذي لدى (ميجرين تراست) المعنية بالصداع النصفي، ان "التوجيه يساعد على تشخيص الحالات بدقة والارشد على نحو مناسب وتوفير معلومات تستند الى دليل بالنسبة لاولئك الذين يعانون من صداع مزمن. كما يساعد على رفع الوعي ازاء الافراط في تناول الدواء، الذي قد يكون احد اسباب الاصابة بالصداع الشديد."

واضاف توماس ان المرضي الذي يعانون الصداع النصفي المزمن "سيشهدون تحسنا في حياتهم جراء هذه التوجيهات." ورحبت فايزة أحمد، رئيسة الجمعية البريطانية لدراسة الصداع، بالتوجيهات وقالت "ان الصداع يعد اكثر الحالات المرضية استشراء، وان واحدا من كل سبعة اشخاص في بريطانيا يعاني من الصداع النصفي."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/أيلول/2012 - 8/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م