مغامرون بجنونهم الخاص!

 

شبكة النبأ: تختلف المغامرات والتحديات التي يقوم بها الإنسان بحسب قدراته وقابليته منها الخطر ومنها المقبول الذي قد يسهم بتعزيز قوة الشخصية وإظهار بعض القدرات الخفية، وحب المغامرة جنون خاص قد يصيب البعض من البشر الساعين الى ركوب تلك الأخطار في سبيل اثبات الوجود او تحقيق الشهرة بحسب أراء بعض المتخصصين لكونها قد تسبب بفقدان الحياة او تؤدي الى إعاقة مستديمة، وفي هذا الشأن فقد تعرض راكب أمواج لإصابات خطرة بعد أن هاجمته سمكة قرش قبالة شاطئ منعزل في غرب أستراليا، في سادس هجوم من نوعه في أقل من سنة في البلاد، بحسب ما ذكرت الصحف المحلية. وعض القرش الرجل الثلاثيني في معدته وذراعه اليمنى بينما كان يمارس رياضة ركوب الأمواج قبالة شاطئ رد بلاف الشعبي والمنعزل الواقع على بعد ألف كيلومتر تقريبا شمال بيرث. وقد أنقذته راكبة أمواج اخرى وغطته بمناشف للحد من نزيف الدم، ثم نقلته بسيارتها على طرقات وعرة لمدة ساعتين لتوصله إلى سيارة إسعاف كانت في انتظارهما.

وفي تموز/يوليو، هاجم قرش راكب أمواج في الرابعة والعشرين من العمر بالقرب من جزيرة ويدج شمال بيرث وقتله. ومع أن سمك القرش يكثر في المياه الأسترالية، إلا أن هجماته نادرة أي ما معدله 15 هجوما في السنة، من بينها هجوم مميت على الأقل. ويفسر العلماء ازدياد الهجمات في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع عدد ممارسي الرياضات المائية.

من جانب اخر اصيب بحار جنوب افريقي بكسر في ذراعه بعدما اصطدم مركبه الشراعي بحوت قبالة سواحل جنوب افريقيا من دون ان يصاب الحيوان باذى. واوضح كريغ لامبينون الناطق باسم مركز "ناشونال سي ريسكيو اينستيتوت" ان ديريك بينار (50 عاما) تعرض لكسر في ذراعه اليمنى بعد اصطدام مركبه الشراعي بحوت قبالة شواطئ دوربان. وقال الناطق ان "بينار اصيب بعدما وقع على سطح المركب بعدما اصطدم بحوت" اقترب منه. واوضح المنقذون ان ركاب المركب السبعة الاخرين فضلا عن الحوت لم يصبوا باذى خلال حادث الاصطدام.

من جانب اخر حققت المراهقة الكندية أناليز كار البالغة من العمر 14 سنة إنجازاً عالمياً بعدما أصبحت أصغر شخص يتمكن من عبور بحيرة أونتاريو سباحة. وأفادت المؤسسة الكندية للإرسال ان كار، من مدينة سيمكو، استغرقت 27 ساعة لتقطع سباحة مسافة 52 كيلومتراً في بحيرة أونتاريو، وأصبحت بذلك أصغر يشخص ينجح بهذا الأمر. وأعرب الوالد جيف كار عن فرحته بإنجاز ابنته وقال "نحن نحبها وما قامت به كان مذهلاً".

وخرجت الفتاة البالغة من العمر 14 سنة من البحيرة وعانقت والديها قبل أن تركب في سيارة إسعاف في ظل تصفيق وتهليل عدد كبير من الناس الذي احتشدوا للاحتفال بإنجازها. يشار إلى أن الهدف من سباحة كار في بحيرة أونتاريو كان جمع مال لأطفال يعانون من السرطان، وقد تمكنت من جمع 70 ألف دولار حتى الآن. ويذكر انه في العام 1954 كانت مارلين بيل من تورنتو أول شخص يقطع البحيرة سباحة وكانت في الـ16 من العمر.

الى جانب ذلك ابحر قائد مركب من البندقية في الحادية والسبعين من العمر من فيينا باتجاه بودابست في محاولة للربط بين المدينتين بالغندولا للمرة الاولى. وفيتوريو اوريو الذي سبق ان قطع القناة الانكليزية في 2011 ونهر هادسون في مركب تقليدي من البندقية سيقطع مسافة 60 الى 70 كيلومترا في اليوم مع محطة اولى متوقعة في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا. وستستغرق الرحلة البالغة 300 كيلومتر والتي تمولها اطراف راعية خاصة، خمسة ايام. ويرافق فريق دعم اوريو على نهر الدانوب في مركب مجهز بمحرك وسيعرض شريط فيديو على موقع يوتيوب حول الرحلة. بحسب فرنس برس.

ومن مشاريع اوريوالسابقة الابحار من مدينة بايزل السويسرية الى امستردام في هولندا ومن البندقية الى الفاتيكان لزيارة البابا. وقال اوريو انه اختار الدانوب هذه المرة لما يشكله من "رمز وحدة بين دول وشعوب عدة". والدانوب هو ثاني اكبر نهر في اوروبا وطريق رئيسية للنقل النهري تمتد من المانيا وصولا الى البحر الاسود مرورا بالنمسا والمجر وصربيا ورومانيا خصوصا.

قناديل البحر تحبط مغامرة

من جهة أخرى أنهت قناديل البحر وزوابع رعدية المحاولة الرابعة للسباحة الأمريكية، ديانا نياد، للسباحة لقطع المسافة من كوبا إلى أمريكا عبر مضيق فلوريدا. والتقطت نياد، 62 عاماً، التي أصابها الإعياء والإجهاد بعد قضاء 60 ساعة بالمحيط، وقطع نصف المسافة من كوبا إلى فلوريدا، بحسب فريق سباحة المسافات الطويلة الأمريكية.

وقال مارك ستولينغر، مدير العمليات بفريق نياد، إنها انتشلت من المياه مع تزايد المخاطر البالغة المحدقة بالمغامرة جراء قناديل البحر والزوابع الرعدية. وأوضحت ديانا في مدونتها الشخصية، إنه وأثناء قضاء الليلة الأولى بالمياه، أصيبت بلدغات قناديل البحر في الوجه واليدين، والعنق، وأن تورما أصاب شفتيها ووجهها وأنها تعاني من الإجهاد. كما دفعتها قوة تيار الخليج العاتي بعيدا عن مسارها خلال الليلة الثانية.

ويشار إلى أنها المغامرة الرابعة للسباحة الأمريكية، منذ أن بدأت في سبعينيات القرن الماضي محاولتها الأولى لقطع المسافة البالغ طولها نحو 165 كيلومتراً، كان آخرها محاولتان العام الماضي آلتا إلى الفشل أيضاً بعد إصابتها بأزمة ربو ولدغات قناديل البحر. واستعانت خلال رحلتها الأخيرة، التي قطعتها دون قفص للحماية من أسماك القرش، بجهاز إلكتروني وفريق من الغواصين لإبعاد تلك الأسماك المفترسة. بحسب CNN.

وتعتبر نياد واحدة من أوائل النساء اللائي قمن بالسباحة حول جزيرة مانهاتن، كما حققت رقماً قياسياً بالسباحة لمسافة طويلة بالمحيط، وبلغت 102.5 ميلاً من "بيميني" في الباهاما إلى فلوريدا. تأمل نياد أن تكون الرحلة بمثابة إلهام لمن هم في سنها للاستمرار في السعي لتحقيق أحلامهم، وأكدت عزمها المحاولة مجددا لبلوغ هدفها المنشود، والذي ستعتبر، في حال تحقيقه، صاحبة الرقم القياسي العالمي في السباحة لأطول مسافة في المحيط.

سباحة بلا أطراف

على صعيد متصل نجح سباح فرنسي بلا ذراعين او ساقين في السباحة عبر المياه الشديدة البرودة التي تفصل بين الاسكا وروسيا بالاستعانة باجهزة تعويضية للتجديف. وقال ممثلون عن تنظيم هذه الرحلة إن فيليب كرويزون الذي خضع لعملية لبتر أطرافه بعد حادث صعق بالكهرباء عام 1994 وهو في سن 26 عاما - أتم محاولته الفريدة منطلقا من جزيرة ديوميد الصغرى في الاسكا وحتى الحدود البحرية الروسية قرب جزيرة ديوميد الكبرى. وقال كرويزون على موقعه على الانترنت ان المسافة بين بداية الرحلة ونهايتها تصل الى اربعة كيلومترات.

وقال منظمو الرحلة إن السباح الفرنسي كان يعتزم قطع مسافة أكبر الا ان السلطات الاقليمية الروسية منعته من دخول اراضيها. وقال مارك جافيارد منسق الرحلة في اتصال تليفوني من جزيرة ديوميد الصغرى إن كرويزون قطع مسافة الرحلة في نحو ساعة و15 دقيقة. ويستعين كرويزون بأجهزة تعويضية ذات مجاديف وكان قد تمكن في السابق من عبور القنال الانجليزي والبحر الاحمر وممرات مائية أخرى. وقالت المنظمة الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة التي لا تهدف للربح والتي تولت تنظيم هذه الرحلة ان رحلة كرويزون عبر مضيق بيرينج هي أحدث حلقة ضمن سلسلة من الانجازات المماثلة عبر ممرات مائية تفصل بين قارات العالم.

وقال جافيارد إنه رغم قصر مسافة الرحلة عن المستهدف اصلا الا انها كانت تتسم بالتحدي. وأضاف "قال فيليب إنها اصعب مهمة يمر بها وفاقت في صعوبتها عبور القنال الانجليزي." ومضى يقول "عندما انتهى من مهمته كانت قواه قد خارت تماما." واستطرد قائلا ان المياه كانت قريبة من درجة التجمد اذ بلغت اربع درجات مئوية "اضطر الى استخدام زوج من لباس البحر بدلا من واحد."وقال إن المياه كانت ضحلة في معظم مراحل الرحلة فضلا عن كثافة الضباب مما جعل مهمته ومهمة مرافقه في السباحة واربع قوارب أكثر صعوبة. حسب رويترز.

واستخدم منظمو الرحلة النظام العالمي لرصد المواقع (جي بي اس) للتعرف على مكان كرويزون واستقل المتسابق احد القوارب في طريق عودته الى جزيرة ديوميد الصخرية الصغرى وسيتوجه الى انكوراج فور تحسن الاحوال الجوية. وبعد هذا الانجاز يعتزم كرويزون السفر الى لندن كي يعمل معلقا تلفزيونيا واذاعيا خلال دورة الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة. ويسعى كرويزون الى رفع الوعي بمدى قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ثاني شخص يعبر مضيق بيرينج سباحة من الاسكا الى روسيا بعد سباح المسافات الطويلة الامريكي لين كوكس الذي انجز هذا العمل البطولي عام 1987.

عمليات انقاذ ناجحة

الى جانب ذلك قال مسؤول أسترالي إن عملية إجلاء ناجحة تمت لباحث أمريكي من موقع ناء في القارة القطبية الجنوبية بفضل مهارة طيار والتعاون الدولي وكثير من الحظ مشيرا الى إن الباحث كان بحاجة إلى جراحة عاجلة. وتمت عملية الأجلاء في منتصف فصل الشتاء في القارة القطبية الجنوبية حيث كانت القارة تخرج للتو من ليلة طويلة استمرت ستة أشهر ووصلت درجات الحرارة فيها إلى 35 درجة تحت الصفر.

وقال توني فليمينج مدير الادارة الاسترالية للقارة القطبية الجنوبية والتي تراقب مواقع الأبحاث الاسترالية "لا تشرق الشمس في الأفق في هذا الوقت من العام في موقع ماكميردو البحثي لكن كانت هناك بضع ساعات يظهر فيها الشفق وأحيانا يكون الطقس هادئا وصافيا وهذا هو ما حدث." وتدير الحكومة الأمريكية موقع ماكميردو البحثي الذي يعمل طوال العام. بحسب رويترز.

وتعاون أعضاء فرق بحثية من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا في إزالة جليد متراكم فوق مهبط للطائرات مما ساعد في عملية الأجلاء. وأضاف فليمينج أن عملية الاجلاء استكملت في ساعة وأن نقل الباحث إلى مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية استغرق خمس ساعات. ولم يعلق فليمينج على حالة الباحث لكنه قال إنه يتلقى الرعاية الطبية اللازمة الان.

من جانب اخر أعلن جهاز الإنقاذ الكرواتي أنه أنقذ مجموعة من 28 كشافا ألمانيا، من بينهم 26 طفلا، ضلت طريقها في سلسلة جبال فيليبيت (جنوب غرب) بسب عاصفة هوجاء. وكان الكشافون قد خططوا لمسيرة "سهلة" في الجبل، لكنهم ضلوا طريقهم ووصلوا إلى منطقة يصعب النفاذ إليها. فأطلقوا نداء استغاثة وانتظروا وصول المسعفين.

وجاء في بيان أصدرته خدمات الإنقاذ أن "الأطفال لم يكونوا يملكون المعدات اللازمة لقضاء الليلة في الجبل وقد وجدناهم يبكون وكان بعضهم يعاني هبوطا في الحرارة". يذكر أن نحو 10 ملايين سائح أجنبي زار كرواتيا سنة 2011، خصوصا ساحل البحر الأدرياتيكي والسلاسل الجبلية. ويعتبر السياح الألمان من أكثر السياح الأجانب الذي يقصدون كرواتيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/أيلول/2012 - 7/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م