العراق والمتغيرات السياسية

تجيير الأحداث لصالح التنظيمات الارهابية

المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: تلعب التنظيمات المتطرفة ادوارا كبيرة من خلال استغلال الفراغ السياسي والأمني الذي حصل في البلدان التي شهدت متغيرات سياسية مما دعت الأوضاع الى مطالبة المجتمع الدولي الرد على استراتيجية الحركات المتطرفة والارهابية واتخاذ اجراءات سريعة من اجل ايقاف نزيف الدم كما يحصل في سوريا وليبيا ومصر ودول أخرى.

ودعا مراقبون إلى العمل مع حكومات المنطقة لاستئناف النمو الاقتصادي، ومكافحة المتطرفين الذين يستخدمون العنف، والاستمرار في دعم الحركات السياسية التي تتخذ من السلام والديمقراطية منهجها.

فإن الحركات المسلحة التي بدأت تفقد قواعدها في العديد من الدول العربية لصالح القوى الإسلامية المعتدلة والقوى السياسية الليبرالية تحاول التشبث بأي مناسبة لحشد الناس ضد أعدائها السياسيين، مستغلة سوء الفهم المنتشر ضد الولايات المتحدة وسياستها تجاه العالم الإسلامي.

ونتيجة لخطة مسبقة يحاول المتطرفون إجبار الإسلاميين المعتدلين، إلى المفاضلة بين رغبتهم في بناء علاقات بناءة مع واشنطن والمنافسة مع المتطرفين في اجتذاب الشعب.

وهذه الضغوط هي التي تفسر الرد البطيء والغامض للرئيس مرسي على الاحتجاجات الأولى في القاهرة.

ويرى محللون ان الخطر الأكبر على المصالح الأميركية بالشرق الأوسط ليس الهجوم على السفارات الأميركية أو قتل المزيد من ممثلي الولايات المتحدة، بل هو تقاعس واشنطن عن دعم الديمقراطية والحرية بدول المنطقة. حسب واشنطن بوست .

وما إذا كان تنظيم القاعدة قد جدد حيويته وسط فوضى الربيع العربي أم إنه يستمر لكونه مجرد فزاعة مفيدة أو كبش فداء.

وأنحى رئيس المؤتمر الوطني الليبي المنتخب حديثا باللائمة على مقاتلين أجانب مرتبطين بالقاعدة قدموا من الجزائر ومالي، وقال إنهم دخلوا البلاد قبل أشهر من وقوع الهجوم على القنصلية. وكان فرع تنظيم القاعدة بشمالي أفريقيا قد أشاد بالهجوم على القنصلية وحث على تنفيذ المزيد مثله في المنطقة.

وفي واشنطن تبنى بعض الجمهوريين تلك الرواية في انتقاد ضمني لإدارة الرئيس باراك أوباما لإعلانها المبكر أن تنظيم القاعدة قد انتهى بمقتل أسامة بن لادن العام الماضي. حسب نيويورك تايمز.

وتضمن الجدل المثار حقيقة أنه ومهما كانت قدرة القاعدة أو المجموعات المحلية التي ترتبط بها على إحداث أضرار بالمصالح المحلية أو الأجنبية، فإن القوة المخيفة لاسمها قد منحتها حياة شبحية ثانية كنوع من المظلة الشاملة لجميع المسلحين الإسلاميين.

المسلحون الإسلاميون في كل مكان تقريبا الذين لا تربطهم إلا علاقات ضعيفة بالتنظيم الأصلي وجدوا أن استخدام اسم القاعدة وسيلة سهلة للمبالغة في تهديداتهم، كما أصبح السياسيون المتحمسون لمكافحة هؤلاء المسلحين -سواء بالكونغرس الأميركي أو بالعواصم العربية- يستفيدون من ذلك.

ولم تناقش وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمرها الصحفي أي علاقات محتملة لمهاجمي القنصلية بتنظيم القاعدة، لكنها ألقت بالمسؤولية على متطرفين معارضين للتحول الديمقراطي بأماكن مثل ليبيا، وتونس، ومصر في أعمال العنف والاحتجاجات بالمنطقة عموما.

وفي مصر تنفي الجهات الحكومية أن يكون للمسلحين في سيناء أي علاقة بالقاعدة، في حين تؤكد التقارير الصحفية هذه العلاقة. وفي تونس قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن القاعدة ليس لديها موطئ قدم بالبلاد، بينما يشير بعض منتقدي الحكومة إلى أن القاعدة ربما تكون قد لعبت دورا في الدفع بمنفذي الهجمات.

أما في سوريا تقول إن القاعدة ناشطة وسط الثوار السوريين، فيما تقول المعارضة السورية إن مسلحين أجانب انضموا مؤخرا لألوية الثوار.

وحذر حقوقيون تابعون للأمم المتحدة من أن الثوار في سوريا باتوا أكثر تطرفا مع التحاق المزيد من المقاتلين الأجانب بالمعركة للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، واتهموا المعارضة والحكومة بارتكاب انتهاكات حقوقية.

فيما فريق الأمم المتحدة المستقل أعرب عن قلقه من تزايد وخطر وجود المسلحين الإسلاميين في سوريا. وإن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقعت بشكل متزايد من حيث الحجم والعدد، وأن المدنيين معظمهم من الأطفال يتحملون نتيجة دوامة العنف. فهناك مجاميع مسلحة تنفذ الجرائم وهي خارجة عن السيطرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/أيلول/2012 - 6/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م