سوريا والعراق... علاقة مضطربة وخشية متبادلة!

 

شبكة النبأ: يشهد مسار العلاقات العراقية السورية نوعا من التخلل والاضطراب بسبب الأزمة السورية الحالية، فعلى الرغم من أهمية العلاقة الخاصة بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي وثقلهما في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الاضطرابات السورية أدت الى خلق حالة من عدم التوازن بتلك العلاقة، وهذا يعني أن التأثير المتبادل لكل منهما في الواقع السياسي للأخرى أيضا، وان كل تطور داخلي أو خارجي في سياسة أحداهما، لا بد ان  يؤثر على الدولة الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر بشكل يفوق ما هو حاصل في معظم الدول الأخرى في العالم ذلك للقرب التاريخي والجغرافي والاجتماعي بين البلدين، وعليه فأن الاضطرابات التي تشهدها سوريا بما في ذلك على طول حدودها، جعلت العراق بموقف حرج، إذ بادر العراق بإيجاد حل سياسي في سوريا، وسبق وان تحفظت على العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على النظام السوري، كما تقدمت بمبادرة تقوم على الحوار بين المعارضة والسلطة، ولكن على الرغم من ذلك فأن الصراعات الطائفية ستفاقم الخصومة بين العراق وسوريا، ويخشى العراق من ازمة سوريا في ان تغذي العنف وتعيد الحياة للقاعدة في البلاد، وخصوصا في ظل التدخلات العلنية والسرية من أغلب  الدول الإقليمية وحتى العالمية، مما يعني ان العلاقات العراقية السورية ستكون تحت وطأة التهديد خاصة في المستقبل القريب.

تهريب الرجال والسلاح

فقد أفاد تقرير لجهاز مخابرات غربي اطلعت عليه بأن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته، وفي وقت سابق قال مسؤولون امريكيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم بإعادة النظر في المعونة الأمريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي، ويقول العراق إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي. لكن تقرير المخابرات الذي اطلعت عليه قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الايراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح، وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة نسخة منه "هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها ايران لم يتحدث عنها المسؤولون الامريكيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس"، وأضاف "وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من ايران الى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة افرادا من الحرس الثوري الايراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة"، وأضاف التقرير قوله ان ايران أيضا "مستمرة في مساعدة النظام في دمشق بإرسال شاحنات برا عبر العراق"، والاتهام المحدد للعراق بالسماج لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران، ورفض على الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقرير المخابرات، وقال "يرفض العراق المزاعم التي لا أساس لها بأنه يسمح لإيران باستخدم مجاله الجوي في ارسال أسلحة الى سوريا. وقد دعا رئيس الوزراء دائما إلى حل سلمي للصراع في سوريا وضرورة فرض حظر على تدخل أي دولة في سوريا سواء بإرسال أسلحة أو مساعدة آخرين أن يفعلوا ذلك"، وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية الى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك، وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لاقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات الى سوريا فرد قائلا انه اوضح للعراق هو ومسؤولون امريكيون اخرون انه ينبغي وقف هذه الرحلات الجوية، وقال كيري انه منزعج لأن الجهود الامريكية لم تنجح حتى الان في اقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح ان تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهونا بتعاونه بشأن سوريا، ومضى قائلا "ربما يجدر بنا ان نجعل بعضا من مساعداتنا او بعضا من دعمنا مرهونا بالاستجابة المناسبة. لا يليق على الإطلاق كما يبدو ان نحاول المساعدة في بناء الديمقراطية وندعمهم ونعرض ارواح الامريكيين للخطر ونضخ المال في البلد وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة"، وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم ان ايران ابرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي، وقال مبعوث انه من المحتمل ان طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر اي اتفاق رسمي وانما تفاهما غير رسمي على عدم طرح أي اسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل اسلحة الى سوريا، وقال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري في تصريحات نشرها الإعلام الايراني الرسمي ان افرادا من الحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان حيث يقدمون مساعدة غير عسكرية. واضاف ان ايران قد تتدخل عسكريا في سوريا اذا تعرضت لهجوم خارجي. لكن وزارة الخارجية الايرانية نفت تلك التصريحات في اليوم التالي، واشار التقرير بشكل محدد الى طائرتين من طراز بوينج 747 على انهما تستخدمان في عمليات نقل الاسلحة الى سوريا وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الايرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي). وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات فيما يخصهما، وادرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح. واشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على ايران الى ياس إير بشكل متكرر على انها من الجهات الاساسية التي تزود سوريا بالسلاح الى جانب ايران إير. بحسب رويترز.

وقال بيان وزارة الخزانة الامريكية بشأن الإضافات الجديدة الى القوائم السوداء ان هذه الخطوة "ستسهل على الاطراف المعنية الرصد المستمر لهذه الممتلكات الممنوعة وتزيد على ايران صعوبة استخدام اساليب مخادعة لمحاولة تفادي العقوبات"، ولم يشر البيان الى العراق، وفي وقت سابق اوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة ياس إير الى القائمة السوداء للأمم المتحدة لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الامن حتى الان اي إجراء بشأن هذه التوصية، وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث عن شحنات من الأسلحة الإيرانية الى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق.

وقال تقرير المخابرات ان مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت، واضاف "منذ اعتمدت انقرة موقفا حازما ضد سوريا واعلنت انها ستعترض كل شحنات السلاح المرسلة الى نظام الأسد عبر اراضي تركيا او مجالها الجوي اوقفت ايران تماما استخدام هذه القناة"، ومحظور على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي، وفي وقت سابق قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان الصراع السوري اتخذ منحى وحشيا مع قيام دول اخرى بتسليح الجانبين الامر الذي يشيع المعاناة وينطوي على احتمال ان يؤدي الى "نتائج غير مقصودة مع اشتداد القتال واتساع رقعته."

الغضب الطائفي

فيما يواجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مهمة ليست بالسهلة في سعيه للحفاظ على وحدة حكومته وبلاده بعد صدور حكم بالاعدام على نائب للرئيس يصفه "بالطائفي" ويسعى الى حشد المعارضة له وبعد اراقة مزيد من الدماء في الشوارع وفي ظل انقسام الشرق الاوسط بأسره على اساس ديني بشأن الحرب في سوريا، وندد نائب الرئيس السني طارق الهاشمي بالمالكي ووصفه بأنه متآمر وظالم ويتحالف مع الشيعة في ايران وان الكراهية الدينية حركته لتدبير حكم الاعدام الذي صدر ضده فيما يتصل بحوادث قتل نفذتها فرق إعدام طائفية، وصاحبت الحكم على الهاشمي وهو من زعماء الاقلية السنية تفجيرات وهجمات على اهداف شيعية اودت بحياة نحو 115 شخصا في واحد من اكثر الايام دموية منذ انسحاب القوات الامريكية في ديسمبر كانون الاول. وسارعت حكومة الهاشمي الى تحميل المسلحين السنة المسؤولية، ودعا الهاشمي متحدثا من منفاه في تركيا الى الهدوء لكنه دعا ايضا الى ابداء معارضة قوية لرئيس الوزراء الذي باتت جهوده للحفاظ على وحدة حكومته المؤلفة من الشيعة والسنة والاكراد مشتتة فيما يبدو منذ صدور أمر اعتقال الهاشمي في اليوم نفسه الذي غادرت فيه القوات الامريكية.

وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي في انقرة ان المالكي ونظامه القضائي أنهيا المرحلة الاخيرة من الحملة المسرحية ضده باستخدام محكمة هزلية، واضاف "أدعو الشعب العراقي للوقوف أمام المالكي وأعوانه الذين يريدونها فتنة طائفية" والى معارضة ما وصفه بمؤامرات رئيس الوزراء واستفزازاته بهدوء، وتضع الاضطرابات الداخلية في العراق الاغلبية الشيعية في مواجهة مع العرب السنة والاقلية الكردية. ويحتدم التوتر بوجه خاص فيما يتعلق بتوزيع الثروة النفطية، لكن العراق وسكانه 32 مليون نسمة نال نصيبه من الانقسامات العرقية والطائفية التي تعم المنطقة حيث يخوض الزعماء السنة في أغلب الدول الاخرى مواجهة مع ايران الشيعية وحلفائها ومن بينهم الرئيس السوري بشار الاسد، وتمثل قضية الهاشمي بالنسبة لكثير من الزعماء السنة في العراق نموذجا واضحا للتدخل السياسي في عمل القضاء من جانب زعيم شيعي يقولون انه يسيطر على قوات الامن من خلال الاحتفاظ بسيطرته الشخصية على وزارتي الدفاع والداخلية، ويشعر كثير من السنة العراقيين بأنهم باتوا مهمشين منذ سقوط صدام حسين قبل تسع سنوات وصعود الزعماء الشيعة في الانتخابات التي رعتها الولايات المتحدة. ويتهم الساسة السنة المالكي بعدم تنفيذ اتفاقات اقتسام السلطة التي ساندتها الولايات المتحدة وهو اتهام ينفيه أنصار المالكي مشيرين الى بعض السنة الذين يتولون مناصب مهمة.

وقال سعد المطلبي القيادي بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي عن حكم الاعدام الصادر بحق الهاشمي انه لن يعقد العملية السياسية او يدمرها. واضاف انه يرفض ان يحول القضية الى قضية سياسية قائلا انها قضية قضائية، لكن أداء المالكي يبين أنه خصم ذو بأس شديد، وقد كشف المالكي وهو مدرس سابق للغة الغربية شق طريقه صاعدا في صفوف حزب الدعوة الاسلامي الشيعي عن مهارة في استخدام الفصائل السياسية العراقية بعضها ضد بعض والحفاظ على توازن صعب في خضم الدبلوماسية الإقليمية، وبعد فرار الهاشمي من البلاد في وقت سابق هذا العام تجاوز المالكي مقاطعة قصيرة الأجل للبرلمان والحكومة من جانب كتلة العراقية المدعومة من السنة وانتهى الامر بها الى مزيد من الانقسام وهو ما زاد الزعيم الشيعي قوة في آخر الأمر.

وفي الآونة الاخيرة استغل المالكي الانقسامات في الكتلتين الكردية والسنية للتغلب على محاولة من جانب معارضيه لتوحيد القوى مع بعض حلفائه الشيعة لفرض تصويت بحجب الثقة، وعلى الرغم من ان العراق بات اهدأ كثيرا عن ذروة العنف التي بلغها في 2006 - 2007 فإن هجمات امس اتبعت اسلوب الهجمات التي ظهرت منذ انسحاب القوات الامريكية في نهاية العام الماضي وهو قيام مفجرين كل ثلاثة او اربعة اسابيع بتوجيه ضربة على نطاق واسع في انحاء العراق فيقتلون عشرات الاشخاص في هجمات منسقة، وسارعت السلطات العراقية إلى تحميل مسلحين سنة قالت إنهم ذوو أهداف طائفية المسؤولية عن هجمات يوم الاحد التي استهدفت قوات الامن ومقاهي ومساجد في أحياء شيعية.

ويقول محللون ان جناح القاعدة في العراق المتمثل في جماعة دولة العراق الاسلامية والذي اضعفه قتال القوات الامريكية لسنوات بدأ يستفيد من الاموال والمعنويات العالية مع عبور مقاتلين اسلاميين سنة الحدود الى سوريا للمشاركة في القتال هناك، وقال جون دريك المحلل الامني بمجموعة إيه كي إي للاستشارات "يحتمل أن الارهابيين يسعون إلى زيادة حدة اي توتر طائفي. هذا لا يظهر ان الارهابيين في تحالف مع الهاشمي وإنما ان من المرجح إلى حد بعيد انهم يحاولون استغلال الحساسية الطائفية لقضيته"، ويهدف المسلحون الى استغلال السخط الاوسع بين العراقيين الذين ضاقوا بفشل الحكومة في اعادة الخدمات الاساسية بعد مرور اكثر من تسع سنوات على الغزو الامريكي. بحسب رويترز.

لكن ثمة علامة استفهام اكبر فيما يتعلق باستقرار البلاد على المدى الاطول قد تكون مرتبطة بما يحدث في سوريا حيث يمثل الاسلاميون من أغلبيتها السنية جزءا كبيرا من القوات التي تحاول الاطاحة بالاسد الذي ينتمي للاقلية العلوية الشيعية وتعد اسرته منذ أمد طويل حليفا عربيا لايران، والمالكي قريب ايضا من ايران التي وفرت له شأنها شأن سوريا ملاذا من الاضطهاد في عهد صدام وهو يقاوم دعوات الزعماء العرب السنة لاتخاذ موقف اشد ضد الاسد، ويعتمد المالكي الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ 2006 على مساعدة طهران في حشد تأييد الشيعة في الداخل له وساندت كل من طهران ودمشق حكومته الهشة الجديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في 2010، وتمثل سوريا مسألة حساسة بالنسبة للمالكي. ويخشى الزعماء الشيعة في العراق وايران من ان يفضي انهيار حكومة الاسد الى تقسيم سوريا على اساس طائفي ويؤدي في نهاية الامر الى صعود نظام سني متشدد معاد لبغداد، وانتقد القادة العراقيون دمشق لايوائها مسلحين تسللوا عبر الحدود عندما خاضت القوات الامريكية قتالا ضد القاعدة والاسلاميين السنة. وتخشى بغداد من ان يتمكن البعثيون السابقون وغيرهم من الاسلاميين السنة من استخدام سوريا مرة اخرى كملاذ لضرب العراق في ظل نظام جديد، وترتد موجة العنف بالفعل من سوريا الى العراق ثانية. ويقول مسؤولو بغداد ان المقاتلين الاسلاميين السنة يعبرون الحدود الى سوريا من الاراضي العراقية. وأصابت صواريخ سورية بلدة القائم الحدودية العراقية فقتلت فتاة صغيرة، وترتبط كثير من العشائر السنية العراقية في المناطق الحدودية في المحافظات العراقية التي تعتبر معاقل للسنة بأواصر القربى والتعاطف مع اخوانها من أبناء العشائر السنية السورية، وقال الشيخ حاتم سليمان شيخ احدى اكبر القبائل في محافظة الانبار ان العراق سيشهد عاصفة مضيفا ان الازمة في سوريا ستنتهي على الارجح خلال شهور قليلة وان القادم سيكون صعبا بالنسبة للعراق.

الدول المجاورة ليست محصنة

كما حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من ان الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الازمة فيها خصوصا بسبب "تركيبة المجتمعات والابعاد الاتنية والمذهبية"، وشدد زيباري في موازاة ذلك على انه "لا يمكن لاي جهة تجاوز العراق ودور العراق" في الازمة السورية، مقترحا اعتماد "التجربة العراقية" كسبيل للحل في سوريا التي تملك حدودا بطول نحو 600 كلم مع العراق، وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية السويد وبلغاريا وبولندا في بغداد "قلقنا الاكبر هو ان تتمدد الازمة (...) نحو الدول المجاورة، وليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات، والامتدادات، والعلاقات، والابعاد الاتنية والمذهبية"، واوضح "اذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل او الى حرب اهلية، فالعراق سيتاثر، ولبنان سيتاثر، والاردن لن يكون محصنا ضد ذلك"، وراى الوزير العراقي ان "هناك تدهورا بالتاكيد كما راينا"، مشيرا الى "قصف مناطق سكانية واستهداف المدنيين وارتفاع عدد ضحايا التظاهرات السلمية" و"انشقاق طيار سوري وفراره الى الاردن (...) واسقاط طائرة تركية فوق المياه السورية"، واعتبر ان هذه الامور تمثل "مؤشرات على ان تاثير الصراع سيكون اكبر من سوريا نفسها، انها مسالة امنية تخص اوروبا، ومصدر قلق للمنطقة، ولذا فقد دعينا الى انتقال سياسي ديموقراطي محسوب". بحسب فرانس برس.

وفيما اكد زيباري ان المبادرة العراقية "مستمرة لكنها رهن موافقة الطرف الآخر"، شدد على انه "لا يمكن لاي جهة او اي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية"، واوضح الوزير العراقي "لدينا مصالح مشتركة، وحدود مشتركة، نحن جيران ولدينا جالية عراقية، ومصالح امنية، ولدينا الكثير من الامور المشتركة فلذلك ما يجري في سوريا يهمنا ويعنينا وربما يعنينا اكثر من غيرنا"، واعلن زيباري ان العراق يقيم حاليا "اتصالات مستمرة مع اطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الاطراف العسكرية"، وتابع "العراق ربما من الدول التي تعرف ما يجري في سوريا اكثر من غيرها من خلال التجربة والعلاقات والارتباطات والمعرفة الميدانية، بالتاكيد (...) يجب الاستماع الى راي الجانب العراقي لانه طرف مطلع على تطورات الازمة ومراحلها والحلول المقترحة وافاقها"، وراى زيباري ان "العراق مصدر الهام بالنسبة الى الدول الاخرى والتجربة العراقية في عملية الانتقال اساسية والظروف التي مر بها العراق ممكن ان تعلب دورا مهما في هذه الازمة"، مشيرا الى مشاورات في هذا الاتجاه، وجدد زيباري موقف العراق الرافض لتسليح المعارضة والنظام، قائلا ان "عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح (...) التسليح وتزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح تؤدي الى تعميق وادامة الازمة"، وتابع "ندين استخدام العنف والقتل العشوائي والقصف للمناطق السكنية الامنة، وندين ايضا الارهاب والعمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات ارهابية ضد مصالح الآخرين".

اشعال صراعات طائفية

على الصعيد نفسه حذر العراق من ان الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الازمة فيها، معربا في الوقت ذاته عن قلقه من "العناصر التكفيرية التي تحاول جر الشعب السوري الى صراعات طائفية"، وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية السويد وبلغاريا وبولندا في بغداد "قلقنا الاكبر هو ان تتمدد الازمة (...) نحو الدول المجاورة"، واضاف "ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات والامتدادات والعلاقات والابعاد الاتنية والمذهبية، واذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل او الى حرب اهلية، فالعراق سيتاثر ولبنان سيتاثر والاردن لن يكون محصنا ضد ذلك"، وراى الوزير العراقي ان "هناك تدهورا بالتاكيد كما راينا في الايام الماضية"، مشيرا الى "قصف مناطق سكانية واستهداف المدنيين وارتفاع عدد ضحايا التظاهرات السلمية" و"انشقاق طيار سوري وفراره الى الاردن (...) واسقاط طائرة تركية فوق المياه السورية".

واعتبر ان هذه الامور تمثل "مؤشرات على ان تاثير الصراع سيكون اكبر من سوريا نفسها، انها مسالة امنية تخص اوروبا، ومصدر قلق للمنطقة، ولذا فقد دعينا الى انتقال سياسي ديموقراطي محسوب"، واشار زيباري الى ان "العراق مع عملية التغيير السياسي والديمقراطي"، مضيفا انه "باعتبارنا دولة مجاورة ولدينا مصالح وطنية، يهمنا كيف ستتم عملية التغيير السياسي".

واعتبر انه "يجب ان تكون هذه العملية مدروسة وتجري مراعاة مصالح الدول المعنية في هذا الموضوع ولا تنعكس اثارها السلبية على دول الجوار"، وفيما اكد زيباري ان المبادرة العراقية "مستمرة لكنها رهن موافقة الطرف الآخر"، شدد على انه "لا يمكن لاي جهة او اي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية (...) واي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجح".

واوضح "لدينا مصالح مشتركة، وحدود مشتركة، نحن جيران ولدينا جالية عراقية، ومصالح امنية، ولدينا الكثير من الامور المشتركة فلذلك ما يجري في سوريا يهمنا ويعنينا وربما يعنينا اكثر من غيرنا"، واعلن زيباري ان العراق يقيم حاليا "اتصالات مستمرة مع اطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الاطراف العسكرية"، وراى ان "العراق مصدر الهام بالنسبة الى الدول الاخرى والتجربة العراقية في عملية الانتقال اساسية والظروف التي مر بها العراق ممكن ان تعلب دورا مهما في هذه الازمة"، مشيرا الى مشاورات في هذا الاتجاه. بحسب فرانس برس.

كما جدد زيباري موقف العراق الرافض لتسليح المعارضة والنظام، قائلا ان "عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح (...) التسليح وتزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح تؤدي الى تعميق وادامة الازمة"، وتابع "ندين استخدام العنف والقتل العشوائي والقصف للمناطق السكنية الامنة، وندين ايضا الارهاب والعمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات ارهابية ضد مصالح الآخرين".

من جهته، قال وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف "نعتقد ان هناك الكثير مما يمكن تعلمه في عملية انتقال السلطة من تجربة العراق. من المهم الاستماع الى مختلف الآراء هنا وادراجها ضمن وجهة نظرنا حيال كيفية (...) وقف العنف الرهيب الذي ازهق ارواح اكثر من 15 الف شخص خلال عام" في سوريا.

والتقى الوزراء الثلاثة الذي يقومون بجولة اقليمية تهدف الى بحث الازمة السورية، مسؤولين عراقيين آخرين في بغداد بينهم نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ورئيس البرلمان اسامة النجيفي، وقد اعرب الشهرستاني خلال لقائه الوزراء الاوروبيين الثلاثة عن "قلق العراق من العناصر التكفيرية التي تحاول جر الشعب السوري الى صراعات طائفية مما يلقي بظلاله على المنطقة"، كما شدد بحسب ما نقل عنه بيان تلقته فرانس برس على "التمسك بخطة كوفي انان"، ورفض النجيفي من جهته "اي تدخل دولي" في سوريا على اعتبار ان خطوة مماثلة "قد تولد مزيدا من التوتر خصوصا فيما يتعلق بتزويد الاطراف المتنازعة بالسلاح"، محذرا من "خطورة سيناريو الحرب الاهلية" في سوريا، وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار، وقد اعلن مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية ان هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا، التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعما ماليا وعسكريا ولوجستيا لجماعات "جهادية" متمردة في العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/أيلول/2012 - 5/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م