الثقافة العالمية... تطور ملحوظ وانتشار متسارع

 

شبكة النبأ: يسعى الإنسان الى بناء وتطوير قدراته الثقافية في سبيل بناء مجتمع متحضر ومتكامل قادر على الاستمرار والإبداع والتواصل, ويرى بعض المتخصصين ان العالم المتقدم يشهد ثورة ثقافية كبرى في مختلف الفنون الأدبية التي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة التي شهدت تطورا علميا متزايدا وهو احد أسباب انتقال وانتشار الثقافة بين الناس وهذا ما تثبته بعض الوقائع والتقارير الخاصة، وفي هذا الشأن تنبأت الروائية البريطانية دينيس مينا بأن ارتفاع نسبة الكتب الرقمية "ستغير جوهريا" نوع القصص التي تؤلف، والمؤلفين الذين يكتبونها. وكانت رواية مينا "نهاية موسم الدبابير" قد فازت في هاروغيت في يوركشر بجائزة أفضل رواية بوليسية لهذا العام، وهي الجائزة التي تقدمها "Theakstons Old Peculier Crime Novel". وقالت مينا إن الكتب الرقمية -المعروفة بـ"Ebooks"- سوف "تحدث ثورة في كل شيء"، بدءا بعدد الصفحات وحجم الكتاب، وانتهاء بسيطرة كُتاب الطبقة المتوسطة.

وأضافت أن "الناس يخشون جدا النشر الآن. فلم يعد أحد يعرف نوع الكتب الرائجة من حيث البيع، وذلك لأن السوق آخذ في التغير الجوهري بسبب الأجهزة الإلكترونية مثل "كيندل"، وطرق النشر الإلكتروني. وسيكون لهذا تأثير كبير في الطريقة التي تكتب بها القصص".

وكانت الروائية البريطانية التي تعود أصولها إلى مدينة غلاسغو الاسكتلندية تتكلم عقب تسلمها جائزة أفضل رواية بوليسية عن روايتها التاسعة، التي تدور أحداثها حول مخبرة حامل تحقق في جريمة قتل بشعة وقعت في غلاسغو وتربطها بحادثة انتحار في مدينة كنت. وقالت مينا إن زيادة عدد قراء الأجهزة الإلكترونية، قد غير مما اعتدنا عليه من حيث معدل عدد صفحات الروايات الذي يصل إلى 350 صفحة.

وتتساءل مينا لماذا ينبغي أن تكون الرواية بهذا الحجم؟ ولماذا لا يمكن أن تكون قصة، مكونة من 18 صفحة مثلا أو 150 صفحة، رواية؟ ولكنها الآن يمكن أن تكون عملا إعلاميا إلكترونيا. "الكتب الرقمية سوف تحدث ثورة في كل شيء" إن الانقلاب الذي حدث في النشر أكبر مما حدث في مجال الموسيقى خلال السنوات العشر الماضية، وذلك لأن الناس مازالوا يستمعون إلى أغان لا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق.

لكنها تعتقد أن شكل القصص سيتغير، مع تضاؤل أهمية سلسلة المغامرات في نهاية كل فصل.

وقالت إن طريقة النشر الإلكتروني ستحدث ثورة في كل شيء، ففي الإنتاج الأدبي ستغير نوع القصص التي نسمعها، وهذا أمر جيد في رأيها.

وتنبأت بأن النشر الإلكتروني سيفتح مجالات النشر أمام عدد أكبر من المؤلفين. وقالت إن مجال النشر أصبح ضيقا أمام كثيرين، والناشرون جزء من تلك المشكلة. ثم إن مسألة الوقت المتاح للكتابة مسألة أخرى. وأشارت إلى أن طرق النشر الإلكتروني ستغير الكُتَّاب، وستغير ما يكتبون، ونوع القصص التي نسمعها. بل إن المجال سيكون مفتوحا أكثر لكتاب من الطبقة العاملة، ولأدب معبر عن تلك الطبقة.

الأكثر ثراء

في السياق ذاته تقدر مكاسبه السنوية بأكثر من 90 مليون دولار لذا فإنه -بفارق كبير عمن سواه- المؤلف صاحب أعلى مكاسب في العالم.. إنه الكاتب جيمس باترسون. لكن هذا لم يحجب صورة روائيات زاد دخلهن بوضوح وفقا لموقع فوربز دوت كوم. و جاء ستيفن كينج مؤلف كتاب "11 (22) 63" والعديد من الكتب الأخرى في المرتبة الثانية في قائمة فوربز دوت كوم بمكاسب بلغت 39 مليون دولار تلته مؤلفة روايات التشويق والإثارة جانيت إيفانوفيتش التي برزت كأكثر الروائيات ثراء بمكاسب بلغت 33 مليون دولار.

ثم جاء في المرتبة التالية مؤلف الدراما القانونية جون جريشام بدخل قدره 26 مليون دولار بينما حل الكاتب جيف كيني مؤلف سلسلة "الفتى الضعيف" في المرتبة الخامسة بمكاسب قدرها 25 مليون دولار. وقال جيف بيركوفيشي من فوربز دوت كوم إن معظم الأسماء الواردة في القائمة هذا العام أسماء مألوفة مضيفا "مايسترو الأعمال المثيرة... حصل في قائمة هذا العام على رقم مدهش بلغ 94 مليون دولار." غير أنه أشار إلى ثلاثة أسماء نسائية بارزة هي سوزان كولينز وإي.إل. جيمس وجيه.كيه. رولينج.

وجاءت كولينز في المرتبة الثامنة بالقائمة وكان معظم دخلها الذي بلغ 20 مليون دولار حصاد نجاح كتب "مباريات الجوع" التي تحولت أولى نسخها إلى فيلم سينمائي. بينما حلت رولينج مؤلفة روايات "هاري بوتر" في المرتبة العاشرة بمكاسب قدرها 17 مليون دولار. وتدخل رولينج سوق الروايات الموجهة للكبار بعمل جديد هو "الوظيفة العارضة". بحسب رويترز.

أما جيمس مؤلفة روايات "50 ظلا للرمادي" فقدرت مكاسبها بأكثر من مليون دولار أسبوعيا خلال ذروة نجاح عملها. ولم تضم قائمة هذا العام اسمها لكن فوربز دوت كوم تتوقع أن يرد في قائمة العام القادم. وجمعت فوربز دوت كوم معلوماتها للمكاسب المتوقعة خلال الفترة من مايو آيار 2011 إلى نفس الشهر من عام 2012 ووضعت ترتيباتها استنادا لخبراء من بينهم ناشرون ووكلاء ومؤلفون.

رحيل بعض المشاهير

على صعيد متصل ذكرت وسائل اعلام ايرلندية إن الكاتبة مافي بينتشي وهي واحدة من أكثر الكتاب شعبية في ايرلندا توفيت في دبلن بعد صراع قصير مع المرض عن عمر ناهز 72 عاما. واشتهرت بينتشي برواياتها التي تحولت الى افلام مثل "اشعل شمعة صغيرة Light a Penny Candle" و"طريق تارا Tara Road" ورواية "دائرة الاصدقاء Circle of Friends" والتي عرضت على الشاشة في 1995. وباعت اكثر من 40 مليون كتاب في جميع انحاء العالم. وغالبا ما تناولت رواياتها وقصصها القصيرة الخلاف بين التراث والحداثة في ايرلندا. وترجمت اعمالها الى 37 لغة.

ولدت بينتشي في ضاحية دالكي في دبلن في 1940 وبدأت حياتها العملية معلمة قبل ان تتحول الى حياة عملية مختفلة كصحفية وكاتبة. وانتقلت بعد ذلك الى لندن حيث اصبحت رئيسة تحرير نسخة صحيفة ذا ايريش تايمز في العاصمة البريطانية. ونشرت روايتها الاولى "اشعل شمعة صغيرة" في 1982 واصبحت اكثر الكتب مبيعا. بحسب رويترز.

ونشرت بعد ذلك عشرات الروايات والروايات القصيرة ومجموعات من القصص القصيرة من بينها "شجرة الاحلام The Copper Beech" و"زفاف فضي Silver Wedding" و"فصل المساء Evening Class" و"قلب وروح Heart and Soul". وفي 2000 أعلنت بينتشي تقاعدها لكنها واصلت الكتابة. ونشرت اخر روايتها في 2010. وعاشت بينتشي في دالكي حتى وفاتها في مكان غير بعيد عن المكان الذي نشأت فيه.

من جهة اخرى توفي الروائي الاميركي غور فيدال صاحب اعمال مثل "لينكولن" و"مايرا بريكنريدج" التي تناولت الحياة والتاريخ الاميركيين، عن 86 عاما على ما ذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز". واوضح ابن شقيقته بور ستيرز للصحيفة ان الكاتب توفي جراء اصابته بالتهاب رئوي في منزله الواقع على تلال هوليوود. ويعتبر غور فيدال من عمالقة ادب الاميركية على غرار نورمان مايلر وترومان كابوت. وهو معروف بحياته الاجتماعية والعاطفية الصاخبة.

وقد كتب فيدال 25 رواية، ومحاولات ادبية ومسرحيات ناجحة في برودواي وسيناريوهات واعمالا تلفزيونية. غور فيدال الذي كان يضمن اعماله مواقفه السياسة الواضحة جدا، حاول مرات عدة ان ينتخب لمناصب سياسية من دون ان ينجح. وكان يعشق النقاشات الحادة في التلفزيون ومثل ايضا في فيلم "روما" لفيلليني. بحسب فرنس برس.

وعن عمر ناهز 87 عاما، توفيت الروائية نينا باودن، التي كتبت رواية "حرب كاري" وأكثر من 40 رواية أخرى للأطفال والبالغين. وتعد رواية "حرب كاري"، التي نُشرت عام 1973، من أشهر أعمال باودن. وتعتمد الرواية على تجربتها إثناء إجلائها إلى جنوب ويلز خلال الحرب العالمية الثانية. ورُشحت باودن للحصول على جائزة "بوكر" عام 1987 لكتابها "دوائر الخداع" (Circles of Deceit). وفي عام 2002 قتل زوجها ومنيت بإصابات بالغة خلال حادث قطار "بوترز بار".

وتعتبر باودن واحدة من الروائيين المعاصريين الذين حققوا نجاحا في كتاباتهم للأطفال والبالغين، وحظيت بالكثير من الثناء لتصويرها الرائع لمرحلة الطفولة وتعقيدات العلاقات الأسرية. ووصفت فرانسيسكا داو، مديرة قسم الأطفال في شركة "بنغوين" للنشر، باودن بأنها "روائية رائعة وماهرة في التسلل إلى عقول شخصياتها."

ولدت باودن عام 1925، وتم إجلاؤها وهي في الرابعة عشر من عمرها إلى إيبسويتش ثم إلى جنوب ويلز. وكانت هذه التجربة أساسا لرواية "حرب كاري"، التي حولتها "بي بي سي" لعمل تلفزيوني، كما تم تحويلها إلى عمل مسرحي عرض في "وست إند" عام 2009. وكثيرا ما كانت تستخدم باودن تجربتها الشخصية أو تجارب أسرتها في أعمالها.

وألفت كتابها الأول للأطفال، "الممر السري" الذي نُشر عام 1963، لأطفالها الثلاثة بعد اكتشافها ممرا سريا في قبو منزلهم. واعتمدت رواية "Peppermint Pig"، التي فازت بجائزة الغارديان لأدب الأطفال عام 1976، على قصة أسرتها القديمة. وتروي روايتها "Outside Child" قصة فتاة اكتشفت أن لديها أخ غير شقيق وأخت من زواج والدها الأول. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية حصلت باودن على منحة دراسية لـ"كلية سمرفيل"، حيث درست السياسة والفلسفة والاقتصاد مع مارغريت تاتشر.

وكانت باودن تأمل العمل كصحفية، وبعد تخرجها عرضت عليها وظيفة محرر تحت التدريب في "مانشستر إفينينغ نيوز". لكنها رفضت العرض عندما تزوجت هاري باودن وأصبحت حاملا. وعانى طفلهما نيكي من الشيزوفرينيا وأدمن المخدرات، وانتحر عام 1981 عن 33 عاما، وكان الأساس لأحد شخصياتها في لروياتها "دوائر الخداع".

وفي عام 1954 تزوجت باودن من أوستن كارك، الذي قابلته في إحدى الحافلات. وفي العاشر من مايو/أيار 2002 كان الزوجان في طريقهما لحضور حفلة في كامبريدج، لكن خرج القطار عن مساره. ومات في الحادث كارك، الذي كان مديرا بـ"بي بي سي وورلد سيرفيس". وعانت زوجته من كسور في الكاحل والذراع والقدم والكتف.

وحصلت باودن على قرابة مليون جنيه استرليني كتعويض من "Network Rail" وشركة "جارفيس" للقطارات. وروت باودن قصة الحادث في روايتها "عزيزي أوستن". وحصلت باودن على جائزة "قلم إس تي دوبونت الذهبي" لمساهمتها في الأدب عام 2004.

وزارة الثقافة البريطانية

الى جانب ذلك نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة كتابا مفتوحا للكاتبة جوليا دونالدسون، الحائزة على جائزة بريطانية في أدب الاطفال، موجها لوزيرة الثقافة البريطانية الجديدة ماريا ميلر تدين من خلاله اغلاق مكتبة على خلفية خفض الانفاق. ودعت الكاتبة، مؤلفة رواية "طفل الغرافالو"، وزيرة الثقافة البريطانية الى تحسين سجل اعمال سلفها جيريمي هانت بوزارة الثقافة.

وأدانت دونالدسون ما وصفته بانه "رفض للحكومة بالتدخل" أو تزعمها لقضية خفض الانفاق على الخدمات المكتبية. وقالت وزارة الثقافة والاعلام والرياضة البريطانية انه سيكون من دواعي سرور وزيرة الثقافة الجديدة ان تلتقي بدونالدسون لمناقشة الامر.

واستشهد الكتاب الذي نشرته الصحيفة البريطانية بمسح اخير اجراه موقع "اخبار المكتبات العامة" الالكتروني الذي أظهر ان نحو 250 مكتبة تواجه حاليا تهديدا بالاغلاق او مكتبات اغلقت بالفعل او تخضع لرقابة السلطة المحلية منذ ابريل/نيسان الماضي. وحذرت دونالدسون من مغبة استمرار خفض الانفاق وما يسفر عنه من دفع البلاد الى حالة من الأمية التي بدورها تذكي مشكلات اجتماعية عديدة كاستشراء الجريمة وتراجع التنافسية البريطانية.

ودعت الكاتبة وزيرة الثقافة الى التفكير في انشاء مجلس رقابي يناط به مراقبة الانفاق على خدمات مكتبات الاطفال او الاستعانة ببعض الاموال من ميزانية التعليم لتوفير المساعدة. وكانت ماريا ميلر قد تولت مهام منصبها خلفا لوزير الثقافة السابق جيرمي هونت الذي اتهمته دونالدسون من خلال كتابها المفتوح بتجاهله المستمر للقضية ورفضه الاستجابة لطلبات اعضاء حملات مناهضة خفض الانفاق.

وكتبت دونالدسون قائلة: "لدي اهتمام شديد بأثر خفض الانفاق واغلاق المكتبات على (عادة) القراءة لدى الاطفال. لقد حرمت اليوم مدن عديدة من المكتبات. وان لم تتوافر مكتبات، لن يجد الاطفال ما يقرأونه." واضافت واصفة المنازل التي تخلو من وجود كتب قائلة "انها مفاجاة ان نقرأ دوما احصاءات مفزعة عن عدد المنازل التي تخلو من وجود (مكتبات)". بحسب فرنس برس.

وقال متحدث باسم وزارة الثقافة والاعلام والرياضة البريطانية ان وزيرة الثقافة "ستكون سعيدة جدا اذا التقت مع جوليا دونالدسون لمناقشة نص (اجراء) المكتبات في بريطانيا." واضاف المتحدث بشأن تمويل المكتبات قائلا "ان السلطات المحلية هي المنوطة دائما بتمويل المكتبات وادارتها، فهي لا تخضع لتمويل الحكومة المركزية ومن ثم من الصواب ان تتسم السلطات المحلية بالمرونة الرامية لاتخاذ قرار يقضي باتاحة افضل فرص الخدمات المكتبية للمجتمع المدني." وقال "نحن دوما واضحون فيما يتعلق باستخدام سلطاتنا بموجب قانون المكتبات لعام 1964 الذي يقضي بالتدخل اينما برز انتهاك للقانون من جانب السلطة المحلية المعنية بتوفير خدمة مكتبية شاملة تتسم بالفاعلية.

مئوية جورجي آمادو

من جهتها احتفلت البرازيل بمرور مئة سنة على ولادة جورجي آمادو، كاتب ولاية باهيا الشهير الذي لطالما تمحورت قصصه المزركشة حول الملذات والاختلاط العرقي، وهي خصائص طبعت هوية هذه الولاية شمال شرقي البلاد. وترجمت أعمال آمادو، الذي توفي قبل 11 سنة، إلى 49 لغة، علماً أن مواطنه الوحيد الذي تجاوزه في مجال الأعمال المترجمة هو باولو كويلو. وحوّلت أعمال آمادو إلى مسرحيات وأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية فضلاً عن عروض مدارس السامبا خلال الكرنفال الشهير.

ويقول تياغو نوغويرا، ناشر آمادو في دار «كومبانيا داس ليتراس» للنشر: «كان كاتباً عظيماً يسجل مبيعات كبيرة، وهو أمر لم يكن النقاد ينظرون إليه بعين الرضا في تلك الفترة... قدّم رؤية متفائلة عن البرازيل والتوفيقية الدينية والاختلاط العرقي... كان متقدماً جداً عن عصره». وكرّم البرلمان البرازيلي رسمياً، الكاتب الذي يحتفى به هذا العام في دول عدة، من خلال معارض وجلسات نقاش واستعادات. وحاز فيلم مستوحى من روايته الشهيرة «قبطان الرمال»، على جائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما البرازيلية في لوس انجليس. وأخرجت هذا الفيلم الطويل، حفيدة الكاتب سيسيليا آمادو، وهو يروي مغامرات أطفال من أحياء سلفادور دي باهيا الفقيرة جداً في خمسينات القرن الماضي.

في ساو باولو، قدم متحف اللغة البرتغالية، على مدى أربعة أشهر، معرضاً استعادياً بعنوان «جورجي آمادو عالمي»، مستعيداً مسيرة الكاتب من خلال صور ومخطوطات وأفلام ومقتنيات شخصية. ومن بين أشهر أعمال الكاتب «غابرييلا، قرنفل وقرفة»، و «دونا فلور وزوجاها». وتجري أحداث «غابرييلا»، الذي كتبه عام 1958، في مدينة ايلوس التي أمضى فيها آمادو القسم الأكبر من طفولته. وكتاب «التشويق» السياسي والنقد الاجتماعي والقصة الفولكلورية والعاطفية هذا، يجمع بين قصص الشغف والخيانة الزوجية والاغتيالات، وأعيد تقديمه في مسلسلات تلفزيونية عدة.

أما «دونا فلور»، العائد إلى عام 1966، فيروي قصة فلوريبيديس، الأرملة التي تتزوج مجدداً، إلا أن حياتها تضطرب مع ظهور شبح زوجها الأول. وقد حوله برونو باريتو، فيلماً سينمائياً وضع موسيقاه تشيكو بواركي، وحقق نجاحاً كبيراً عام 1976، كما شكّل الانطلاقة الفعلية للممثلة صونيا براغا. وتتناول غالبية روايات جورجي آمادو، حياة الخلاسيين في الطبقات الفقيرة جداً، والتي يرى إنها تختزن غنى كبيراً.

وقال ألبرتو دا كوستا اي سيلفا، من الأكاديمية البرازيلية للآداب في مقابلة تلفزيونية أخيراً، إن آمادو «كان يرى الاختلاط العرقي على أنه كنز وطني ينبغي تثمينه والحفاظ عليه، وكان على قناعة بأن هذا الاختلاط على كل المستويات يميزنا عن بقية العالم». وحاز آمادو الكثير من الجوائز في البرازيل وخارجها، وكان ملتزماً سياسياً، بل كان ناشطاً شيوعياً عندما كانت البرازيل ترزح تحت قبضة الأنظمة الديكتاتورية، وسُجن عامي 1936 و1937، قبل أن ينتقل إلى المنفى في الأرجنتين والأورغواي عامي 1941 و1942. بحسب فرنس برس.

انتخب نائباً عن ساو باولو عام 1945، تحت راية الحزب الشيوعي، واضطر مجدداً إلى مغادرة البلاد والانتقال إلى باريس (1948-1950) ثم براغ (1951-1952). ولد جورجي ليال آمادو دي فاريا، في 10 آب (أغسطس) 1912 في مزرعة للكاكاو في ايتابونا (جنوب باهيا)، وتوفي في سالفادور في 6 آب 2001.

عاصمة أوروبية للثقافة

في السياق ذاته اختيرت مدينة آرهوس الدنماركية عاصمة للثقافة الأوروبية للعام 2017، بحسب ما أعلنت المفوضية الأوروبية. وقد تم تفضيل مدينة آرهوس الساحلية بمرفئها في شرق البلاد على سوندربورغ (جنوب) لتمثيل الدنمارك. وستختار لجنة تحكيم مستقلة المدينة الثانية التي ستنال لقب عاصمة الثقافة الأوروبية للعام 2017، علما أن المدينتين القبرصيتين نيقوسيا وبافوس لا تزالان ضمن المنافسة.

وفي أيار/مايو 2013، ستعلن حكومات الاتحاد الأوروبي المدينتين الفائزتين رسميا. وقالت مفوضة الثقافة أندرولا فاسيليو "أهنئ آرهوس على اختيارها فعاصمة الثقافة الأوروبية تلعب دورا مهما في تعزيز تنوع الثقافات الأوروبية. تؤمن هذه المبادرة منافع اقتصادية واجتماعية مهمة للمواطنين وتشكل أيضا حافزا لتنمية المدن". بحسب فرنس برس.

وبعد غيمارايش (برتغال) وماريبور (سلوفينيا) هذه السنة، ستكون مارسيليا (فرنسا) وكوشيتسه (سلوفاكيا) عاصمتي الثقافة الأوروبيتين للعام 2013 وأوميا (السويد) وريغا (لاتفيا) عاصمتي الثقافة الأوروبية للعام 2014 ومونس (بلجيكا) وبلزن (تشيكيا) للعام 2015 وفروتزواف (بولندا) ودونوستيا-سان سيباستيان (اسبانيا) للعام 2016. وقد نالت أكثر من أربعين مدينة هذا اللقب، من ستوكهولم إلى جنوا، مرورا بأثنيا وغلاسغو وكراكوفيا وبورتو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/أيلول/2012 - 3/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م