اوباما ورومني... وكفتي الانتخابات

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لا يزال مشهد الانتخابات الأمريكية غير محسوم، فكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تنطلق موجات جديد من الصراع والمعارك بين الغريمين الجمهوري والديمقراطي، فيتضح من النوايا المعلنة لسبق الأحداث وتراشق الكلمات وصراع  السباق على كرسي الرئاسة الأميركية، بانه وصل حد الغليان، فمازال مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني يواصل هجومه على ومرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما بشكل متواصل ومحموم جدا، وقد استخدم المتنافسون كل أنواع الأسلحة في هذا الصراع من مالٍ وإعلام وإثارة لحساسيات دينية وعرقية وثقافية وتمايزات لمفاهيم اجتماعية، وخاصة من جانب مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني الذي تفضح نواياه تناقض كلماته، التي تبدو أكثر وقعا من الأفعال، وبالتالي أصبح عرض للانتقادات من قبل الطرف في المقابل الذي يواصل تنديداته بتصريحات المرشح الجمهوري رومني، فيما تعد إسرائيل لاعب مهم جدا في معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشهد صراعا حادا خاصةً في الاونة الاخيرة، حيث يسعى المتنافسون الى طمأنة اسرائيل الشريك الاول والخاص بانها ستكون اهم قضايا الرئيس الجديد، ومع دخول السباق شوطه الأخير قبل انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، ستشكل هذه المناظرات الرئاسية الفرصة الوحيدة المتاحة للناخبين لرؤية المرشحين يتواجهان مباشرة حول الملفات الكبرى المطروحة في الحملة الانتخابية، فعلى غير المعهود شهدت هذه السنة الانتخابية صراعات ونزاعات حامية الوطيس لاقتناص كرسي الرئاسة الأميركية، وعليه فأن استمرار الجدل السياسي الحساس في تلك البلاد، يضع مؤشرات الفوز والخسارة وبؤر الصراع السياسي مرهونة بالنتائج للانتخابات الأمريكية القادمة.

الشرق الاوسط بحاجة الى قيادة اميركية

فقد اعتبر المرشح الجمهوري الى انتخابات الرئاسة الاميركية ميت رومني ان دول الشرق الاوسط التي لا تزال تشهد احتجاجات مناهضة للاميركيين، بحاجة الى "قيادة اميركية"، من دون التراجع عن تصريحاته التي عرضته لانتقادات شديدة، وقال رومني اثناء اجتماع في اطار حملته الانتخابية في فيرفاكس في فيرجينيا (شمال شرق الولايات المتحدة) ان "العالم بحاجة الى قيادة اميركية. الشرق الاوسط بحاجة الى قيادة اميركية وانوي ان اكون رئيسا يجسد هذه القيادة التي تحترمها اميركا والتي تحقق لنا الاعجاب في كل مكان في العالم".

واضاف رومني امام 2700 من انصاره المجتمعين في احدى الحدائق "عندما ننظر الى العالم اليوم، قد نقول اننا تحت رحمة الاحداث بدلا من ان نكون نحن من يحركها. ذلك ان احدى الصفات الاساسية لاميركا هي تحريك الاحداث".

ووصف مقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين في هجوم في 11 ايلول/سبتمبر ضد القنصلية الاميركية في بنغازي (شرق ليبيا) من قبل متظاهرين يحتجون على فيلم مسيء للاسلام، بانه "ماساة".

الا ان رومني لم يتراجع عن تصريحات ادلى بها وسببت له انتقادات من كل جانب بما في ذلك من معسكره بالذات، وكان المرشح الجمهوري تطرق الى ان ادارة باراك اوباما وجهت "اشارات غامضة" بعد التظاهرات العنيفة امام السفارات الاميركية.

واتهم الرئيس الاميركي باراك اوباما منافسه الى الرئاسة ميت رومني ب"اطلاق النار اولا ثم التصويب" في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وذلك بعد ان انتقده خصمه الجمهوري على رد فعل الادارة الاميركية على الهجمات المعادية للاميركيين في ليبيا ومصر.

وفي تصريح لمحطة التلفزيون الاميركية "سي بي اس"، قال اوباما "العبرة التي ينبغي استخلاصها من هذه القضية: نقول ان الحاكم رومني عنده ميل لاطلاق النار اولا ثم التصويب".

وتتواصل الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للاسلام في القاهرة وفي اليمن حيث قتل اربعة متظاهرين في هجوم على السفارة الاميركية. بحسب فرانس برس.

إسرائيل

فقد نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتهامات بتدخله في الانتخابات الرئاسية الاميركية عبر الضغط على الرئيس باراك اوباما ليتخذ موقفا اكثر تشددا من البرنامج النووي الايراني، ورفض نتانياهو في مقابلات صحفية نشرت مقتطفات منها، الاتهامات بانه يحاول اظهار اوباما بموقف العاجز امام ايران من اجل حشد الدعم للمرشح الجمهوري ميت رومني.

وقال نتانياهو لصحيفة هايوم التي تعتبر مقربة منه "هذا هراء"، وتابع ان "الموضوع الذي يوجهني ليس الانتخابات في الولايات المتحدة الاميركية لكن اجهزة الطرد المركز في ايران وما الذي بامكاننا فعله اذا كانت اجهزة الطرد المركزي في ايران لا تهتم بالجدول الزمني السياسي في الولايات المتحدة"، وكرر في حديث لصحيفة جيروزاليم بوست "الامر لا علاقة له بالانتخابات الاميركية"، واضاف "اذا ما توقفت اجهزة الطرد المركزي عن العمل بمعجزة، واذا ما توقفوا عن تحضير اليورانيوم المخصب لصناعة قنابل ذرية، عندها باعتقادي لا يجب علي التحدث بالامر"، وقال "بالنسبة لي انه موضوع يتعلق برسم السياسات وموضوع امني وليس موضوعا سياسيا"، وتعليقات نتانياهو هذه مقتطفات من مقابلات مطولة ستنشر بشكل كامل عشية راس السنة اليهودية في اسرائيل، وكان زعيم حزب كاديما المعارض شاوول موفاز قال ان سعي نتنياهو الى خلاف مفتوح وعلني مع اوباما حول ايران هو محاولة للتأثير على الناخبين ضد الرئيس الاميركي في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر. بحسب فرانس برس.

واضاف خلال جلسة للكنيست ان "تدخل اسرائيل في الشؤون الداخلية الاميركية وتحويل الادارة الاميركية من حليف الى عدو سبب لنا الكثير من الضرر البالغ"، وتساءل موفاز "الرجاء ان تشرحوا لنا من هو العدو الاكبر لاسرائيل الولايات المتحدة ام ايران؟ ممن تخافون اكثر من احمدي نجاد ام اوباما؟ اي نظام من الاهمية اسقاطه، ذاك الذي في واشنطن ام طهران؟"، وعبرت الصحف الاسرائيلية والاميركية عن انتقادت مشابهة لمطالب نتنياهو المتكررة بان يضع اوباما "خطوطا حمراء" واضحة حول البرنامج البرنامج النووي الايراني الذي تعتقد اسرائيل ومعظم الدول الغربية انه يخفي دوافع لصناعة اسلحة نووية، وكانت اسرائيل عبرت بوضوح ان ايران نووية تشكل خطرا مصيريا على الدولة اليهودية وهددت بعمل عسكري احادي ضدها، لكن واشنطن تدعم مزيدا من الضغوط الدبلوماسية وتقول انه ليس الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية.

مصر

من جهته قال مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري ميت رومني إن على مصر حماية أمن الدبلوماسيين الأجانب وإلا خاطرت بفقدان المساعدات العسكرية التي تحصل عليها من الولايات المتحدة والتي تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، وبعد أيام من محاولة محتجين اقتحام السفارة الأمريكية في القاهرة قال رومني في حفل إفطار لجمع التبرعات أقيم في نيويورك إن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر حزما مع مصر.

وقال "على سبيل المثال بالنسبة لمصر أعتقد أننا يجب أن نوضح بجلاء أنه من أجل الحفاظ على علاقة وصداقة وتحالف ودعم اقتصادي مع الولايات المتحدة يتعين على مصر أن تدرك ضرورة احترام معاهدة السلام مع إسرائيل."

وأضاف "لا بد أيضا أن تحمي حقوق الأقليات في الدولة. وأخيرا لا بد من بين أشياء أخرى أن تحمي سفارات دولتنا والدول الأخرى."

وقال رومني في الحفل الذي جمع خلاله أربعة ملايين دولار إن الأمريكيين يشعرون بالانزعاج والقلق مما يحدث لسفاراتهم في أنحاء العالم. بحسب فرانس برس.

ورغم نقص خبرته في السياسة الخارجية أدلى بول ريان المرشح نائبا لرومني بدلوه في أحداث الشرق الأوسط، وقال ريان لمجموعة محافظة في واشنطن اليوم "كلنا رأينا صور علمنا يحرق وسفاراتنا تتعرض للهجوم من جانب غوغاء شريرين."

وأضاف قائلا "وسط كل هذه التهديدات والأخطار فإن ما نفتقده هو وجود قيادة أمريكية صلبة ومتماسكة ... في الأيام القادمة وفي السنوات القادمة تحتاج السياسة الخارجية الأمريكية لوضوح أخلاقي وثبات على الهدف."

ايران الفشل الاكبر

على الصعيد نفسيه اعتبر المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني ان السياسة التي انتهجها الرئيس الاميركي باراك اوباما في التعاطي مع الملف الايراني تمثل "فشله الاكبر"، واعدا بمقاربة مختلفة لهذا الملف في حال انتخابه، وذلك في مقابلة مع قناة ان بي سي.

الا ان رومني لم يوضح التدابيبر التي يعتزم اتخاذها تجاه الجمهورية الاسلامية التي تثير مخاوف لدى القوى الغربية الكبرى من امكان سعيها للتزود باسلحة نووية.

وقال ميت رومني "انه ربما الفشل الاكبر (لاوباما) لانه يمس بالخطر الاكبر الذي قد تواجهه اميركا والعالم: ايران مزودة بسلاح نووي". بحسب فرانس برس.

واضاف "لك ينجح الرئيس في حمايتنا من خطر تزود ايران بالسلاح النووي، وفي حقيقة الامر، ايران باتت اقرب اليوم الى التزود بالسلاح النووي مما كانت عليه عند تسلمه مهامه قبل اربع سنوات"، كما اشار رومني الى ان "سياسة الرئيس اوباما كانت السعي الى التقارب مع الرئيس (محمود) احمدي نجاد. هذه السياسة لم تنجح والنتيجة ان ايران باتت اقرب الى التزود بالسلاح النووي"، وخلص المرشح الجمهوري الى التاكيد "انني ساعتمد مقاربة مختلفة جدا في هذا الملف، موقفا يقترب اخيرا الرئيس منه. وهذا يبدا بعقوبات تشل فعليا البلاد. كان حريا القيام بذلك منذ زمن طويل".

امريكا تحت رحمة الاحداث

من جانب أخر انتقد ميت رومني مرشح الحزب الجهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية طريقة معالجة الرئيس باراك اوباما للسياسة الخارجية بعد مقتل اربعة أمريكيين في ليبيا قائلا ان الولايات المتحدة أصبحت فيما يبدو تحت رحمة الاحداث العالمية، وقدم رومني حججا لبناء جيش أمريكي أقوى اثناء حملته الانتخابية في فرجينيا وهي منطقة يمكن ان تلعب دورا حاسما في تحديد الفائز في انتخابات الرئاسة التي ستجري في السادس من نوفمبر تشرين الثاني، لكن الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس لم يصل الى حد تكرار اتهامات بأن اوباما يعتذر لاعداء امريكا، وقال في فيرفاكس وهي ضاحية بواشنطن العاصمة "كما نشاهد العالم اليوم فان الوضع يبدو اننا تحت رحمة الاحداث بدلا من تشكيل الاحداث."

وتعرض رومني لانتقادات من الديمقراطيين والمحللين وبعض الجمهوريين لانتقاده الرد الاولي لحكومة اوباما ازاء متظاهرين عند البعثات الدبلوماسية الامريكية في بنغازي وليبيا والقاهرة، وكان رومني قد شجب السفارة الامريكية في القاهرة لانتقادها فيلما مسيئا للاسلام أغضب محتجين تسلقوا اسوار السفارة. وقتل السفير الامريكي لدى ليبيا وثلاثة امريكيين آخرين عندما هاجم مسلحون القنصلية في بنغازي اثناء احتجاج ضد الفيلم. بحسب فرانس برس.

ويقول منتقدون ان رومني تسرع في اقحام سياسات عام الانتخابات في أزمة للسياسة الخارجية الامريكية وانه حصل على تسلسل زمني خاطيء لحادث السفارة، وفي فيرفاكس لم يكرر رومني خط الهجوم الذي ينتهجه لكنه لم يبد أي مؤشر على التراجع، وبينما كان يشيد بالامريكيين الاربعة الذين قتلوا في ليبيا قاطع أحد المحتجين رومني، وصرخ الرجل وفقا لتسجيل صوتي التقطته كاميرا تلفزيون قائلا "لماذا تعطون صبغة سياسية لاحداث ليبيا؟"، وقال رومني انه كان يريد الصمت دقيقة حدادا على ارواح الضحايا "لكن أحد الرجال المهذبين لا يريد ان يلزم الصمت وبالتالي سنستمر، واتهم رومني اوباما باجراء تخفيضات كبيرة في ميزانية الدفاع التي سيبدأ سريانها في نهاية العام ما لم يتوصل الرئيس لاتفاق بشأن الميزانية مع الكونجرس.

رومني يستخدم العامل الديني في معركته

الى ذلك وضع المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني العامل الديني في صلب معركته للوصول الى البيت الابيض ما اثار انتقادات من معسكر باراك اوباما الذي اتهمه "بالتطرف" والسعي الى "زرع الشقاق"، وجاء ذلك اثناء ظهور رومني في برنامج تلفزيوني تبشيري انجيلي معروف يعده بات روبرتسون في ولاية فرجينيا حيث استفاد من الخلاف الذي ظهر خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي حين طالب مندوبون بشطب عبارة تشير الى "الله" من برنامجهم، وقال رومني امام الحشد المشارك في البرنامج "لن اشطب الله (...) من برنامجنا. لن ازيل الله من قلبي. نحن امة كرمها الله"، وصرح رومني ان الاميركيين يحتاجون رئيسا "يلتزم لاجل امة (...) تعترف اننا، الشعب الاميركي، حصلنا على حقوقنا ليس من الحكومة لكن من الله نفسه"، والمح المرشح الجمهوري الذي شغل سابقا منصب حاكم ماساتشوستس الى ان الديموقراطيين يريدون شطب العبارة الشهيرة "بالله نؤمن" (إن غود وي تراست) من العملة الاميركية.

وسارعت حملة الرئيس باراك اوباما الى التنديد بتصريحات المرشح الجمهوري واصفة اياها بانها "هجمات متطرفة ومغلوطة"ن واتهمت ليز سميث المتحدثة باسم حملة اوباما المرشح الجمهوري "بشن هجمات متطرفة ومغلوطة ضد الرئيس تتماشى مع اشد الاصوات لدى الحزب الجمهوري الداعية الى زرع الشقاق"، واضافت "هذه ليست طريقة لجعل اميركا اقوى، انها وسيلة للانقسام واخذنا الى الوراء".

ورد فريق حملة رومني قائلا ان حملة اوباما هي التي "تؤلب الناس ضد بعضهم البعض".

وقال مستشار حملة رومني كيفن مادن "انه امر بعيد جدا عما وعد به الناخبين حين كان مرشحا".

وياتي هذا الجدل الجديد في الحملة الانتخابية وسط مؤشرات على تزايد شعبية اوباما بعد مؤتمر الحزب الديموقراطي حيث ارتفعت بنقطة لتصبح 49 بالمئة مقابل 45 بالمئة لرومني بحسب استطلاع اجراه معهد غالوب، ونسبة التاييد لادائه بقيت مستقرة على 52 بالمئة بحسب غالوب، وهي النسبة الاعلى التي حققها منذ ان امر بعملية تصفية اسامة بن لادن في ايار/مايو 2011.

ولم يحقق رومني اي تقدم في شعبيته بعد مؤتمر الحزب الجمهوري.

وروبرتسون الذي التقى رومني قبل ان يتحدث المرشح الجمهوري امام حوالى ثلاثة الاف شخص في متحدف الطيران العسكري في فرجينيا بيتش، له تاريخ طويل في التصريحات المثيرة للجدل.

فقد اعلن ان هايتي ضربها الزلزال المدمر في 2010 لان هذه الدولة الفقيرة التي غالبا ما تشهد كوارث طبيعية، حلت عليها لعنة بعدما ابرمت اتفاقا مع الشيطان.

واضطر اوباما للطلب من الديموقراطيين اعادة ادراج الاشارات الواردة في برنامج الحزب حول اعتبار القدس "عاصمة لاسرائيل" وعن "الله" لانهاء الجدل السياسي الحساس في البلاد.

وتدخل اوباما الذي يواجه انتقادات حادة من الجمهوريين بشأن مسالة اسرائيل، شخصيا لاعادة هذه الاشارات التي لم تكن واردة في البرنامج الحكومي الذي تم تبنيه عشية خطاب الرئيس الاميركي في المؤتمر الديموقراطي في شارلوت، وفق مسؤول في حملة اوباما.

واستغرب هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه قيام الديموقراطيين بسحب هذه الاشارات على رغم انها وردت في البرنامج الحكومي لعام 2008.

وغالبا ما لجأت حملات الجمهوريين الى استخدام قضايا دينية وثقافية في محاولة لتحسين مواقعها في حملات متقاربة جدا، وكهجوم مبطن ايضا على اوباما الذي اضطر عدة مرات في السابق الى تاكيد انه مسيحي ملتزم. بحسب فرانس برس.

وفيما يتنافس المرشحان على كسب اصوات الناخبين البيض من الطبقة العاملة في ولايات لم تحسم امرها بعد، فان المواضيع الثقافية والدينية يمكن ان ترتدي اهمية اكبر قبل انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفبمر.

وحول اوباما انظاره الى وسط فلوريدا، الذي يقرر عادة مصير اصوات الولاية وفي بعض الاحيان الرئاسة، وقال اوباما ان "القيم التي نحارب من اجلها ليس قيم الديموقراطيين ولا قيم الجمهوريين، انها قيم اميركا" فيما تمكن فريق حملته من جمع حوالى 11 الف شخص في هذا التجمع.

وقام تشارلي كريست الحاكم الجمهوري السابق لفلوريدا بتقديم اوباما في سان بطرسبرغ قائلا ان موقعه الحزبي تغير بعد خسارته الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ امام ماركو روبيو المدعوم من حزب حركة الشاي في 2010.

المناظرات التلفزيونية

في حين باشر المرشحان للانتخابات الرئاسية الاميركية التحضير للمناظرات التلفزيونية الثلاث المقررة بينهما في تشرين الاول/اكتوبر والتي سيدافع خلالها الرئيس باراك اوباما عن حصيلته فيما سيسعى الجمهوري ميت رومني لطرح حلول بديلة، ويتواجه اوباما ورومني في 3 تشرين الاول/اكتوبر في دنفر (كولورادو، غرب) ومن ثم في 16 تشرين الاول/اكتوبر في هيمستيد (نيويورك، شمال غرب) وبعدها في 22 تشرين الاول/اكتوبر في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق)، كما تجري مناظرة تلفزيونية بين مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس جو بايدن وبول رايان في 11 تشرين الاول/اكتوبر في دانفيل (كنتاكي، وسط شرق).

وقضى المرشح الجمهوري وفريقه ثلاثة ايام هذا الاسبوع في فرمونت (شمال شرق) للشروع في التحضير لهذه المناظرات، اثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي نصب رسميا باراك اوباما مرشحا للبيت الابيض في مدينة شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق).

وكلا اوباما ورومني خطيب هادئ يفضل الحجج المنطقية والمجادلة على حساب قدر من العفوية في النقاش. وغالبا ما يكون الفائز في هذه المناظرات المرشح الذي يتفادى التلفظ بجملة زائدة تبقى في اذهان الناخبين ضده، غير ان ذلك لا يعني برأي المحللين ان هذه اللقاءات ستكون رتيبة.

وقال جون غير استاذ العلوم السياسية في جامعة فاندربيت انه "سيترتب على رومني ان يثبت في هذه المناظرات وخصوصا في الاولى انه جاهز لتولي المنصب الرئاسي. وسيتوجب عليه التصرف بحيث يبدأ الناس يعتادون صورته رئيسا".

وسبق للمرشح الجمهوري ان تدرب على هذه المواجهات من خلال مشاركته في عشرين مناظرة اثناء الانتخابات التمهيدية لحزبه خلال الاشهر الاخيرة.

ومن المؤكد انه سيستعيد الحجة التي رددها الجمهوريون في الاونة الاخيرة متوجهين الى الناخبين بشان حصيلة سنوات اوباما "لستم بوضع افضل مما كنتم عليه قبل اربع سنوات، لكن بوسعي انا ان اجعل حياتكم افضل"، وفي المقابل، لم يدخل الرئيس المنتهية ولايته في اي مناظرة منذ تشرين الاول/اكتوبر 2008 حين تواجه مع خصمه الجمهوري آنذاك جون ماكين. وسيسعى حتما ليثبت ان خصمه سيطبق سياسات قديمة سبق ان فشلت، وسيحاول كسب تأييد الطبقات المتوسطة.

وقال جون غير "اعتقد فعلا ان اوباما في موقع اكثر تعقيدا". بحسب فرانس برس.

ومن المواضيع الحساسة التي سيتم التطرق اليها حكما مسألة الضمان الصحي، ولن يكون بوسع ميت رومني التشدد في انتقاد قانون "اوباماكير" الذي يؤكد انه سيلغيه في حال انتخابه، اذ انه طبق في ماساتشوستس حين كان حاكما للولاية قانونا مماثلا استوحى منه اوبما اصلاحه.

وقالت ويندي شيلر الاستاذة في جامعة براون ان "اوباما قد يغتنم ذلك للتشكيك في صدق رومني".

لكن لا يزال امام المرشحين شهر كامل للاستعداد وتطوير حججهما، وقد يكمن مفتاح النجاح في هذه المناظرات في قدرة احد المرشحين على الرد على سؤال غير متوقع، وقال غير "هنا يمكن لرومني ان يكون جيدا جدا او سيئا للغاية".

وسبق للمرشحين ان ارتكبا هفوات في الماضي، وبدا ميت رومني مطابقا للصورة التي يرسمها عنه منتقدوه، صورة الثري المنقطع عن الواقع وعن حياة الناس العاديين، حين راهن حاكم تكساس ريك بيري خلال مناظرة في كانون الاول/ديسمبر على عشرة الاف دولار.

اما باراك اوباما فقد بدا متعاليا على منافسته في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية هيلاري كلينتون عام 2008، كما حذرت شيلر من انه سيترتب على الرئيس المنتهية ولايته ان يتجنب بأي ثمن ارتكاب الخطأ الذي وقع فيه آل غور المرشح الديموقراطي للانتخابات عام 2000 حين ظهر "باردا ومتعجرفا، مدعيا بعض الشيء" في مواجهة جورج بوش.

اوباما يسأل طفلا من هاواي عن شهادة ميلاده

من جانب أخر اثار الرئيس الاميركي باراك اوباما حالة من الضحك في مطعم في فلوريدا (جنوب) عندما مازح طفلا من هاواي، التي يتحدر منها اوباما نفسه، سائلا عما اذا كان بحوزته شهادة ميلاد، ساخرا بذلك من الجدل الذي اثاره بعض المحافظين حول مكان ولادته للطعن في ترشحه للانتخابات، واثناء وجود الرئيس الاميركي في المطعم، توجه الى طاولة يجلس حولها عشرة اشخاص من بينهم خمسة اطفال، فاخبرته سيدة ان احد الاطفال مولود في هاواي مثله.

فقال له الرئيس "انت مولود في هاواي؟ هل لديك شهادة ميلاد؟" ما اثار حالة من الضحك في المكان. بحسب فرانس برس.

وكان عدد من المحافظين المتشددين اثاروا جدلا حول مكان ولادة اوباما عندما اعلن في العام 2007 ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وعمد اوباما بعدها الى نشر وثيقة ولادته التي تظهر انه ولد في الرابع من اب/اغسطس من العام 1961 في هاواي، اي على الاراضي الاميركية، بما يتوافق مع شروط الترشح الى الرئاسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20/أيلول/2012 - 3/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م