حرب الهواتف الذكية ومعركة الخريف القادم!

 

شبكة النبأ: تتسع حرب المنافسة بين الشركات العملاقة المتخصصة في مجال الاتصالات لأجل التفرد السيطرة على السوق العالمية بهدف تحقيق عوائد وارباح اضافية وذلك من خلال طرح تقنيات جديدة الغرض منها استقطاب اعداد جديدة من المستهلكين و يشحذ عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة سيوفهم مع سلسلة من الأجهزة الجديدة المزمع صدورها في الخريف ما يمهد الطريق في نظر المحللين، لمعركة "تاريخية" قد تنعكس إيجابا على الأسعار. ويلفت كولين جيليس المحلل لدى مجموعة "بي جي سي بارتنرز" إلى أن النسخة الجديدة من هاتف "آي فون" التي تسري إشاعات حول صدورها تثير ترقبا "محموما"، إذ أنها من أبرز محطات هذا الموسم.

ويقدر المحلل عدد الهواتف التي في وسع شركة "آبل" بيعها فور صدور النسخة الجديدة بعشرة آلاف هاتف. ومن المزمع أيضا أن تقدم الشركة نسخة مصغرة من جهاز "آي باد" الذي يحتل مركز الصدارة في سوق الأجهزة اللوحية، حتى أن البعض يتكلمون على احتمال إصدار الشركة تلفازا خاصا بها يعرف ب "آي تي في". وهذه الحالة تنسحب أيضا على منافسي "آبل".

فشركة "مايكروسوفت" تخوض غمار سوق الأجهزة اللوحية، مع جهاز "سورفس" الذي سيطرح في الأسواق نهاية تشرين الأول/أكتوبر تزامنا مع إصدار النسخة الأخيرة من نظام التشغيل "ويندووز 8" الذي تأمل الشركة التقدم بفضله في مجال الهواتف الذكية. أما "غوغل" فقد أطلقت جهازها اللوحي الجديد "نيكسس 7"، ووطدت استخدام نظام التشغيل "اندرويد" في سلسلة من الأجهزة والهواتف الخلوية التابعة لعدة مصنعين، من بينهم المصنع الكوري الجنوبي "سامسونغ".

ومن المرتقب أن تلتحق "امازون" أيضا بركب منافسيها، إذ يتوقع محللون كثيرون أن يعلن الموزع الإلكتروني عن نسخة محسنة من جهاز "كيندل فاير"، أو حتى عن هاتف. ويؤكد بوب إندرليه المحلل المتخصص في التكنولوجيات والمستشار لدى مجموعة "إندرليه غروب" أن "المنافسة المرتقبة خلال الربع الرابع ستكون تاريخية ... فهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها آبل منافسة على عدة صعد".

ويكشف المحلل أيضا أنها "المرة الاولى التي تشكل فيها غوغل منافسا مباشرا" لآبل، ويقدر المبالغ التي من المحتمل أن تنفقها "مايكروسوفت" على الحملات التسويقية الخاصة بأجهزتها الجديدة بالمليار دولار. ويبدو في الأحوال جميعها أن الاميركيين مستعدون للانفاق على أجهزتهم. فبحسب جمعية مستهلكي الأجهزة الإلكترونية، من المتوقع أن تتخطى مبيعات القطاع عتبة المئتي مليار دولار هذه السنة، وذلك للمرة الاولى في الولايات المتحدة لتصل إلى 206 مليارات.

ويشير ستيف كوننغ المحلل المعتمد لدى الجمعية إلى أن "الأجهزة اللوحية هي المنتجات التي تشهد أسرع نمو في تاريخ الأجهزة الإلكترونية الموجهة لعامة الجمهور". ومن المفترض ان تتخطى مبيعاتها قيمة 29,1 مليار دولار هذه السنة، فتسجل ارتفاعا بنسبة 83% في غضون عام واحد. أما في ما يخص الهواتف الذكية، فمن المرتقب ان تصل مبيعاتها إلى 33,7 مليارات دولار وتشمل 108 ملايين وحدة. بحسب فرنس برس.

ويعتبر رامون ياماس المحلل لدى مجموعة الابحاث "آي دي سي" أنه ينبغي التركيز على "آبل" في هذا المجال نظرا لوفاء زبائنها ولقدرتها على فرض أسعار مرتفعة، لافتا في الوقت عينه إلى قدرة كبيرة على النمو في اوساط هواتف "نوكيا" الجديدة التي تعمل بنظام "ويندووز". غير أن ساره روتمان إبس من شركة "فوريستر ريسترتش" تفضل التزام جانب الحذر وتنذر من أن "مايكروسوفت" قد تخسر مكانتها بسبب الصدور المتأخر لنظام "ويندووز 8" في 26 تشرين الأول/أكتوبر، موضحة "لكنه عندما يطرح في السوق، ستستعيد الشركة مكانتها برأينا". ومن شأن احتدام المنافسة أن ينعكس إيجابا على الاسعار. ويقول جاك غولد من شركة "جي غولد أسوشييتس" إن "الضغوطات ستزداد على آبل لتخفض أسعارها"، لا سيما أن بعض منافسيها، مثل "غوغل" و"امازون"، يبيعون بخسارة بغية استقطاب الزبائن.

نوكيا ومايكروسوفت

في السياق ذاته أزاحت نوكيا ومايكروسوفت الستار عن أقوى إصدارات الشركة الأوروبية المتعثرة من الهواتف الذكية فيما قد تكون آخر محاولة كبيرة لاسترداد صدارة السوق التي فقدتها أمام أبل وسامسونج وجوجل. وعرضت مايكروسوفت أكبر شركة برمجيات في العالم ونوكيا الفنلندية التي كانت تهيمن يوما على سوق الهاتف المحمول الجهاز الجديد في نيويورك وتعتزمان عرضه على المختصين بالصناعة في هلسنكي أيضا.

وتأمل الشركتان في أن يصبح هاتف لوميا الجديد سلاحا فعالا في الحرب المتصاعدة التي تشهدها صناعة المحمول على مستوى العالم لكن رد فعل المحللين كان فاترا في بادئ الأمر. وهبط سهم نوكيا 15 في المئة لفترة وجيزة بعد الإعلان عن الجهاز الجديد إلى 1.94 يورو. ويعمل لوميا 920 ولوميا 820 الأصغر حجما بأحدث اصدارات ويندوز فون الذي تأمل مايكروسوفت في أن ينافس برنامج تشغيل آي.أو.اس من أبل وأندرويد من جوجل. وإذا لم ينل الجهازان الجديدان اعجاب المستهلكين فقد تكون تلك نهاية نوكيا التي تتكبد خسائر وضربة شديدة لمايكروسوفت في محاولاتها لاستعادة توازنها في السوق. بحسب رويترز.

وسجلت نوكيا خسائر تشغيلية تتجاوز الثلاثة مليارات يورو (3.8 مليار دولار) في الثمانية عشر شهرا الماضية مما دفعها للاستغناء عن عشرة آلاف موظف وبحث بيع أصول. وهوت حصة الشركة الفنلندية في سوق الهواتف الذكية العالمية إلى أقل من عشرة في المئة بعد أن بلغ 50 في المئة في أوقات ازدهارها قبل إطلاق آي فون في 2007. ووفقا لبيانات استراتيجي اناليتيكس يبلغ نصيب أجهزة المحمول التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز 3.7 في المئة في سوق الهواتف الذكية العالمية. ويبلغ نصيب الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل أندرويد 68 في المئة والتي تعمل بنظام تشغيل ابل 17 في المئة.

من جانب اخر عرضت شركة "موتورولا موبيليتي" ثلاثة نماذج جديدة من الهواتف متعددة الوظائف، على أمل منافسة هاتف "آي فون" من "آبل"، في خطوة تعتبر أكبر إنجاز لها حتى الآن منذ أن اشترتها شركة "غوغل" في أيار/مايو. ومن المزمع ان يطرح هاتف "درويد رايزر أم" "الذي تعتبر شاشته أكبر ب 40% من شاشة هاتف آي فون" في الأسواق، بسعر 99 دولارا، على ما أوضح ريك أوسترلوه مسؤول المنتجات في الشركة خلال مؤتمر صحافي في نيويورك.

أما النموذجان الآخران "درويد رايز إتش دي" و"درويد رايزر ماكس إتش دي"، فسيطرحان في الأسواق قبل موسم الأعياد، على ما أضاف المسؤول من دون ذكر الاسعار. وتعمل هذه الهواتف الثلاثة بنظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل"، وهي تستخدم تكنولوجيا الجيل الرابع "أل تي إي". وقد شددت شركة "موتورولا" على سرعة هذه الهواتف ومدة حياة بطارياتها.

ولفت ريك أوسترلوه إلى أن بطارية هاتف "درويد رايز إتش دي" "تتمتع بمدة حياة تناهز ضعف مدة الحياة في الأجهزة المنافسة"، وأن "درويد رايزر ماكس إتش دي" مزود ببطارية أقوى وذاكرة أكبر، وهو يتيح الاستماع إلى الموسيقى طوال 27 ساعة، ومشاهدة أشرطة فيديو خلال 10 ساعات. بحسب فرنس برس.

وكانت "موتورولا" قد أودعت أولى براءات الهواتف الخلوية في السبعينيات، قبل ان تتراجع مكانتها في هذا المجال. وقد اشترتها شركة "غوغل" في أيار/مايو، مقابل 13 مليار دولار. ويكثف صانعو الهواتف متعددة الوسائط حاليا حملات إطلاق منتجاتهم الجديدة، في ظل اقتراب الموعد المحتمل لطرح هاتف "آي فون 5" من "آبل" في الأسواق في 12 أيلول/سبتمبر. وكانت شركة "نوكيا" قد عرضت الأربعاء نموذجين جديدين صمما بالتعاون مع "مايكروسوفت".

فيسبوك والهاتف ذكي

من جهة اخرى يبدو أن جميع الأقاويل التي ترددت سابقا حول إمكانية إطلاق موقع فيسبوك الأجتماعي الشهير هاتفا ذكيا خاصا به غير صحيحة، خاصة بعد أن خرج الخبير الأهم في فيسبوك عن صمته، وقال إن هذا لن يحدث أبدا. فقد أعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك، أن الشركة لن تطلق أبدا هاتفا ذكيا، وأضاف:" هناك الكثير من الأمور التي يمكن تطويرها، ولا أعتقد أن قيام فيسبوك بإطلاق هاتف ذكي سيكون أمرا منطقيا." وأكد زوكربيرغ أن مجال الهواتف الذكية مهم جدا لاستمرار الشركة، ولكن رغم الملايين التي تحققها الشركة كعائدات إعلانية، لا تبيع فيسبوك إعلانات عبر هواتفها الذكية، فأجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف الذكية أصبحت إحدى أبرز الوسائل المستخدمة للتواصل الاجتماعي الإلكتروني. بحسب CNN.

يقول زوكربيرغ: "أعتقد أننا قريبون جدا من نقطة بدء مشاريعنا، وليس من نقطة النهاية...وأعتقد أن أمامنا الكثير لخوض تجربة جديدة في فيسبوك على الهواتف الذكية." ولعل أحدث تلك الأخبار التي تناولت إطلاق فيسبوك هاتفا ذكيا كان ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز قبل نحو شهرين، إذ ذكرت أن "العاملين في فيسبوك وعددا من المهندسين من ذوي العلاقة بالموقع الاجتماعي يقولون إن الشركة تأمل بإطلاق هاتفها الذكي الأول خلال العام المقبل." أما صحيفة وول ستريت جورنال فبدت واثقة من الخبر الذي نشرته العام الماضي، بقولها إن فيسبوك تعمل مع شركة اتش سي تي التايوانية لإطلاق هذا الهاتف الذكي، الذي يحمل اسم "بافي"، نسبة إلى شخصية مصاصة الدماء التلفزيونية.

طرق جديدة للمهاجمة

على صعيد متصل عرض خبراء في الاختراق الالكتروني طرقا جديدة لمهاجمة الهواتف الذكية التي تستخدم نظام أندرويد عن طريق أساليب يقولون إنها تصلح مع كل الهواتف المستخدمة حاليا وذلك رغم جهود قام بها محرك البحث الشهير جوجل الذي يطور نظام أندرويد في الاونة الاخيرة لتعزيز الحماية.

واستعرض الخبراء طرقهم في مؤتمر بلاك هات للاختراق الذي عقد في مدينة لاس فيجاس بمشاركة نحو 6500 من العاملين في الشركات وفي الحكومة في مجال الأمن التكنولوجي للاطلاع على التهديدات الجديدة التي تنتظر شبكاتهم. وقال شين شولت من سبايدر لابز التابعة لشركة تراست ويف "جوجل تحرز تقدما لكن مبتكري البرامج الخبيثة يتقدمون." ولم تعلق جينا سكيجليانو المتحدثة باسم جوجل على المخاوف الأمنية أو الأبحاث الجديدة.

واستعرض تشارلي ميلر وهو باحث في شركة اكيوفانت طريقة لاصابة الهواتف التي تستخدم نظام أندرويد بشفرة خبيثة باستخدام خاصية جديدة في أندرويد. وقال ميلر إنه توصل إلى طريقة صنع جهاز في حجم طابع البريد يمكن لصقه في مكان لا يثير الريبة بجوار ماكينة النقود في مطعم على سبيل المثال. وعندما يقترب شخص يحمل هاتفا يستخدم نظام أندرويد منه يصاب بالشفرة الخبيثة. وعمل ميلر طوال خمس سنوات كمحلل في وكالة الامن القومي الامريكي وكانت مهامه تتضمن اختراق أنظمة كمبيوتر أجنبية. بحسب رويترز.

ويقول خبراء إن هواتف اي فون وأجهزة اي باد لا تواجه المشكلة نفسها لان شركة أبل التي تصنعها تمكنت من إجراء التحديثات الامنية اللازمة بشكل سريع. وتوصل اثنان من المشاركين في المؤتمر إلى تطبيق لاعاقة الرسائل النصية يستخدم أداة برمجة قانونية تسمح للمطورين بإضافة خصائص جديدة عن بعد الى البرنامج دون استخدام عملية التحديث المعتادة في نظام أندرويد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/أيلول/2012 - 27/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م