عمالقة التكنلوجيا... تنافس مشروع ام حرب بلا اخلاق؟

 

شبكة النبأ: تتسع حدة المنافسة بين عمالقة التكنلوجيا والاتصالات في سبيل استقطاب اعداد اضافية من المشتركين من خلال تطوير منتجاتها طرح كل ما هو جديد من الافكار والاختراعات بهدف زيادة ارباحها، ويرى بعض المراقبين ان حرب السيطرة بين كبرى الشركات العالمية قد اتسعت في الفترة الاخيرة بشكل مثير واخذت بتوسيع عملها في سبيل احتكار السوق واقصاء باقي المنافسين، وفي هذا الشأن فقد أعلنت شركة "أكريليك سوفتوير" التي تتخذ في فانكوفر مقرا لها أن "فيسبوك" اشترتها وتضمها إلى "استوديوهات التصميم"، من ودون أن تحدد شروط الصفقة. وكتب داستن ماكدونالد مؤسس "أكريليك سوفتوير" على مدونة الشركة "تقدم فيسبوك فرصة للتأثير بشكل كبير في حياة الكثير من الأشخاص. والأهم أن فيسبوك تضم الكثير من الأشخاص الموهوبين الذين سيتمكنون من مساعدتنا على الاستفادة من كامل قدراتنا في السنوات المقبلة".

وتقدم "أكريليك سوفتوير" نفسها على أنها "استوديو مستقل لتصميم البرمجيات" متخصص في "ابتكار تطبيقات مسلية ومفيدة وجميلة ل(أجهزة الكمبيوتر) ماك و(الأجهزة المحمولة العاملة بنظام) آي أو أس" من "آبل". وأطلقت "أكريليك سوفتوير" تطبيقين هما "بالب" الذي يسمح بتنظيم دفق المعلومات لقراءتها على شكل مجلة و"ووليت" الذي يسمح بتخزين كلمات السر وأسماء المستخدمين وأرقام بطاقات الائتمان وغيرها بطريقة آمنة.

في السياق ذاته أعلن كل من مجموعة الانترنت الأميركية "ياهو!" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن التوصل إلى اتفاق بالتراضي في مجال الإعلانات من شأنه أن يضع حدا للخلاف القائم بينهما في ما يخص البراءات. وجاء في بيان مشترك أن "ياهو! وفيسبوك أبرما اتفاقا نهائيا لإطلاق شراكة في مجال الإعلانات بهدف توسيع نطاق اتفاقات التوزيع ووضع حد لجميع الشكاوى القائمة بين الشركتين في ما يخص البراءات".

وأضاف البيان أن " الطرفين سيتعاونان بموجب أحكام الاتفاق الذي يتضمن رخصا متبادلة ضمن محفظة من البراءات"، بغية تعزيز الإعلانات وتوزيعها بشكل أفضل على "ياهو!" و"فيسبوك" في الوقت عينه. وصرح روس ليفنسون المدير العام ل "ياهو!" بالإنابة "يسعدنا أن نوطد شراكتنا مع فيسبوك وقد عملنا جاهدين للتوصل إلى هذا الاتفاق الدينامي". وختم قائلا إن "دمج المحتويات ذات القيمة المضافة ونطاق ياهو في فيسبوك يقدم للمروجين فرصا لا مثيل لها". بحسب فرنس برس.

وكانت مجموعة "ياهو!" قد أشارت في حزيران/يونيو الى أن الطرفين يجريان مفاوضات. وفي آذار/مارس، أطلقت المجموعة الاميركية ملاحقات قضائية ضد موقع التواصل الاجتماعي متهمة إياه بانتهاك إبداعات في مجال التواصل الاجتماعي. فرد "فيسبوك" بشكوى رفعها الشهر التالي ضد "ياهو!". وقد اعترف "فيسبوك" في آذار/مارس بأنه من شأن فوز "ياهو!" بهذه القضية ان يؤثر "كثيرا" على نتائجه المالية.

فيسبوك يدفع 10 ملايين دولار

على صعيد متصل وافق "فيسبوك" على دفع 10 ملايين دولار في إطار شكوى تقدم بها مستخدمون للانترنت واتهموا فيها موقع التواصل الاجتماعي باستخدام صورهم وبياناتهم بشكل مفرط في منتجات إعلانية معروفة تحت اسم "سبونسورد ستوريز". ووفقا لمستندات قضائية طلب كل من "فيسبوك" والمتقدمين بالشكوى، أولهم أنجيل فرايلي من ولاية واشنطن، من قاضية فدرالية في سان خوسيه (كاليفورنيا، غرب الولايات المتحدة) التصديق على اتفاقهم الذين أبرموه خلال عملية وساطة. وشرحت الجهة التي تولت الوساطة أن الطرفين اتفقا على أن يوزع "فيسبوك" 10 ملايين دولار على "مجموعات ترتبط مهامها" بحجج المشتكين.

وقد تم التقدم بهذه الشكوى في آذار/مارس 2011، وطالبت بموجبها أنجيل فرايلي ومستخدمين آخرين، ولا سيما أهالي قاصرين، بدعوى جماعية لمصلحة "جميع مستخدمي فيسبوك المسجلين في تاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2011 الذين استخدمت أسماؤهم وصورهم وهوياتهم في منتجات سبونسورد ستوريز. وأكد المشتكون أن "فيسبوك" استعمل باينات مستخدميه من دون إذنهم لكسب عائدات إعلانية. بحسب فرنس برس.

وتتألف خدمة "سبونسورد ستوريز" التي أطلقت في بداية السنة من رسائل إعلانية بسيطة تظهر على الصفحة الرئيسية لمستخدم "فيسبوك" لإعلامه بأن أحد "أصدقائه يحب" منتج أحد الإعلانات، كما لو كان يروج لهذا المنتج. وقد كشف الطرفان أنهما توصلا إلى اتفاق، من دون الكشف عن تفاصيله المالية.

آبل و تويتر

من جهة اخرى أكدت صحيفة "ذي نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر مطلعة أن مجموعة "آبل" المعلوماتية الأميركية أقامت في الأشهر الأخيرة محادثات مع المسؤولين عن موقع المدونات الصغرى "تويتر" بهدف الاستثمار في موقعهم. وأوضحت الصحيفة أن آبل تفكر في استثمار يصل إلى مئات ملايين الدولارات باعتبار أن قيمة تويتر التقديرية تتخطى 10 مليارات دولار"، علما أن لا مفاوضات جارية حاليا.

وكان محللو شركة "ودبوش سيكيوريتيز" قد قدروا قيمة "تويتر" الذي أطلق سنة 2006 ويضم 500 مليون مستخدم، بتسعة مليارات دولار، انطلاقا من صفقات أجراها الموقع مؤخرا في الأسواق الخاصة. وشرحت الصحيفة أن "آبل" لم تنجح حتى اليوم في إثبات نفسها في شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت "تلعب دورا أكبر في الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم ويمضون وقتهم".

وقد حاولت "آبل" دخول هذه السوق سنة 2010 بإطلاق خدمة "بينغ" المرافقة لمتجرها الموسيقي الالكتروني "آي تيونز"، لكن الخدمة لم تحقق النجاح المطلوب. إلا أنها أتاحت ل"آبل" فرصة إقامة شراكة للمرة الأولى مع "تويتر" الذي أدرج "بينغ" في نظامه في نهاية العام 2010. ومذاك، بات "تويتر" بدوره متوافرا تدريجيا على الأنظمة التشغيلية الخاصة بأجهزة "آبل"، من هاتف "آي فون" إلى كمبيتور "ماك".

الى جانب ذلك أعلنت شركة "سبارو" الباريسية التي صممت تطبيقا لإدارة البريد الالكتروني مخصصا لمنتجات "آبل" (هواتف "أي فون" وأجهزة الكمبيوتر) أن مجموعة "غوغل" اشترتها. وكتبت الشركة الصغيرة التي تضم خمسة موظفين والتي أسسها مديرها العام دومينيك ليكا وموظف سابق في "آبل" و"أمازون" يدعى هوا دينه فييت "يسرنا أن نعلن أن غوغل اشترتسبارو". وأضافت على موقعها الالكتروني "ننضم إلى فريق جي ميل لتطبيق رؤية أوسع نعتقد أننا سنتمكن من التوصل إليها بشكل أفضل مع غوغل". ومن المتوقع أن تستمر تطبيقات "سبارو" الحالية بالعمل، من دون أن تجرى عليها تحسينات تذكر. ولم يتم تحديد شروط الصفقة المالية.

و"سبارو" هو تطبيق مدفوع أطلق في البداية من أجل أجهزة الكمبيوتر "ماك" من "آبل" سنة 2010، ثم من أجل هواتف "آي فون" في بداية السنة. وذكرت صحيفة "لو فيغاور" في آذار/مارس أن التطبيق المخصص ل"ماك" استقطب 150 ألف مستخدم، ما سمح للشركة بتحقيق رقم أعمال قدره 750 ألف يورو سنة 2011. أما التطبيق المخصص لهواتف "آي فون" والذي أطلق في آذار/مارس 2012 فاستقطب 60 ألف مستخدم في غضون ساعات قليلة. بحسب فرنس برس.

ويسمح "سبارو" لمستخدميه بتصفح البريد الالكتروني، مثل "جي ميل"، ويتمتع بواجهة مشابهة لواجهة شبكات التواصل الاجتماعي. وتزامن الاعلان عن صفقة الشراء هذه مع زيادة "غوغل" عروضها المتعلقة بتطبيقات تنافس برامج "آبل"، مثل برنامج التصفح "كروم" المتطابق مع هواتف "آي فون".

ويندوز 8 في الطريق

في السياق ذاته أعلنت "مايكروسوفت" في مؤتمر "وورلد وايد بارتنر" في تورونتو في كندا أن نظامها التشغيلي "ويندوز 8" سيصدر في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، موضحة أنها تريد تحديثه كي يكون قابلا للتشغيل على مجموعة أكبر من الأجهزة الالكترونية. وسيكون "ويندوز 8" متوافرا ب109 لغات في العالم أجمع. وستكون النسخة الجديدة من هذا النظام التشغيلي الذي يستخدم على غالبية أجهزة الكمبيوتر في العالم قابلة للتشغيل على الهواتف متعددة الوظائف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ويسمح "ويندوز 8" للمستخدمين بتخزين بياناتهم الشخصية وتشاطرها بين أجهزة مختلفة بفضل خدمة "سكاي درايف" على الانترنت. وتسعى "مايكروسوفت" إلى تعزيز وجودها في سوق برمجيات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تشهد ازدهارا وتسيطر عليها حاليا "آبل" و"غوغل". وأعلنت "مايكروسوفت" أيضا أنها ستطلق نسخة جديدة من سلسلة برمجيات "مايكروسوفت أوفيس"، اسمها "أوفيس 365 أوبن". وأضافت أيضا أنها اشترت شركة "برسبتيف بيكسل" التي تصنع شاشات تعمل باللمس، من دون أن تكشف شروط هذه الصفقة. بحسب فرنس برس.

واجرت مايكروسوفت تعديلات على بريدها الالكتروني المجاني، حيث قررت تغيير اسمه من هوتميل، وهو الاسم الذي اطلقته عليه منذ عام 1998، ليصبح اوتلوك دوت كوم. وسيساعد الايميل المعدل مستخدميه على تصنيف الرسائل فور وصولها علاوة على اجراء مكالمات هاتفية على سكايب. ومن المتوقع ان يؤدي التغيير الى التخلص من صندوق البريد الالكتروني المكتظ بالرسائل. وقد يكون التغيير مدفوعا ايضا بالرغبة في استمالة مستخدمي بريد غوغل المنافس.

وقالت مايكروسوفت إنه في كثير من الحالات اصبح استخدام البريد الالكتروني "مهمة صعبة" لأن صناديق البريد اصبحت مكتظة بالرسائل. والحل الذي تقدمه مايكروسوفت لهذه المشكلة هو تصنيف الرسائل في عدة مناطق للتمييز بين الرسائل التي تصل من الاصدقاء والرسائل القادمة من شركات او البريد الذي تبعثه شبكات الاتصال الالكتروني.

وقال كريس جونز من مايكروسوفت على مدونة الشركة على الانترنت "نقدم لكم اول خدمة بريد الكتروني متصلة بفيس بوك وتويتر ولينكدان وغوغل وقريبا سكايب". وأضاف جونز "في بريد اوتلوك دوت كوم ستصل الرسائل إلى صندوقك البريدي ترافقه صورة صديقك وأخر تحديثات له على فيسبوك وتويتر". وفيما قد يعد محاولة لانتقاد غوغل، اضاف جونز إن مايكروسوفت لن تفحص محتوى البريد الالكتروني لبيع المعلومات لشركات الاعلان وغيرها. واوتلوك دوت كوم متصل ايضا بموقع سكاي درايف للتخزين الخاص بمايكروسوفت، مما يسمح لمستخدميه بارسال الصور وغيرها من المستندات عبر سكاي درايف دون حاجة للتقيد بحجم محدد للمواد المرسلة.

شركات حائرة

على صعيد متصل تمتلك "آبل" أكثر من 891 مليار دولار في حسابات خارج الولايات المتحدة، في مقابل 54 مليارا ل"مايكروسوفت" و43 مليارا ل"غوغل" و 42 مليارا "سيسكو" ... وهذه الشركات كلها لا تدري ماذا تفعل بهذه الارباح. وتسعى هذه المجموعات إلى إقناع السلطات في واشنطن بتعديل القانون الضريبي بغية تمكينها من إعادة هذه الاموال إلى الولايات المتحدة من دون إثقال كاهلها بالضرائب، وهي تشدد على أن هذه الخطوة تخدم مصلحة البلاد إذ انها تعزز الاستثمارات وتسمح باستحداث فرص عمل.

ومجموعات التكنولوجيا المتقدمة التي تتمتع بهوامش ربح كبيرة ليست الوحيدة العالقة في هذا الوضع، فبحسب بعض التقديرات، تتخطى أصول الشركات التي لها فروع في الخارج المئة مليار دولار. وهذه الحالة شائعة في أوساط المجموعات التي تزخر بأصول غير مادية.

وشرح روبرت ماكنتاير مدير منظمة "سيتيزن فور تاكس جاستيس" أنه "يمكن لكل شركة تتمتع بملكية فكرية، من قبيل برمجيات أو براءات أدوية، أن تحيل هذه الملكية إلى فرع لها في إحدى الجنات الضريبية". وأكد روبرت ماكنتاير أنه في حالة "آبل لم تفرض أي ضرائب على تقريبا كل الاموال التي أودعتها الشركة في الخارج".

وكانت وكالة التصنيف "موديز إنفسترز سيرفس" قد كشفت في تموز/يوليو أن 22 مجموعة أميركية من قطاع التكنولوجيات كانت تحتفظ حتى آذار/مارس بنسبة تساوي 70% من سيولتها في الخارج، ومن المحتمل أن يرتفع إجمالي السيولة المودعة في الخارج من 289 إلى 400 مليار دولار في خلال السنوات الثلاث المقبلة. ولفتت وكالة التصنيف "موديز" إلى التحفظات التي تبديها الشركات في ما يخص إعادة الاموال إلى الولايات المتحدة حيث قد تفرض عليها ضرائب تصل نسبتها إلى 35%.

وفي العام 2004، طالبت الشركات المتعددة الجنسيات بالحصول على نسب تفضيلية، وحققت مرادها في نهاية المطاف مع نسبة تدنت إلى 5,25%. وقد أطلق كل من عملاق البرمجيات "مايكروسوفت" وشركة "سيسكو" للتجهيزات في مجال الاتصالات ومختبرات "فايزر" حملة العام الماضي أشارت فيها إلى أنه من شأن إعفاء ضريبي جديد أن يؤدي إلى استحداث 2,9 مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة. لكن الشركات الثلاث علقت مبادرتها مع بدء تصعيد الحملة الانتخابية، على أمل أن تعاود نشاطاتها هذه بعد تشرين الثاني/نوفمبر.

وصرح بيتر أوبنهايمر المدير المالي ل "آبل" منذ بضعة أشهر أن "النظام الضريبي الحالي يثني بشدة الشركات الأميركية عن إعادة جزء كبير من سيولتها إلى الولايات المتحدة". غير أن إدارة اوباما تعتبر أن الحسم الذي منح في العام 2004 لم يحقق النتائج المرجوة وهي تبدي تحفظات إزاء مبادرات أخرى من هذا القبيل.

وفي المقابل، يقترح ميت رومني المرشح الجمهوري للرئاسة نظاما جديدا "مناطقيا" تفرض في إطاره الضرائب في المناطق حيث تحقق الأرباح، باعتبار أن النظام الحالي "يشجع الشركات الأميركية المتعددة الجنسيات على إبقاء أرباحها في الخارج". لكن سيث هنلون من مركز الابحاث اليساري "سنتر فور أميريكان بروغرس"، أكد أنه من شأن هذه الخطة أن "تدفع إلى تغيير مواقع فرص العمل والاستثمارات". بحسب فرنس برس.

وأكد المتخصص في الشؤون الضريبية كريستوفر برغن أن المشكلة تكمن في أن "نظام الضرائب المفروضة على الشركات مفكك ويمكن بالتالي للشركات الكبيرة أن تلجأ إلى المحامين والخبراء لتخفيض الضرائب الواجب دفعها". وختم قائلا إن "آبل لا تقترف جرما عندما تستفيد من القواعد كما هي مكتوبة بحذافيرها ... فالقانون الضريبي هو بحد ذاته غير منصف".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/أيلول/2012 - 25/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م