عودة الى مسلسل الأيام الدامية!

زاهر الزبيدي

لا أعتقد ان هناك حلقة أخيرة لهذا المسلسل "الأيام الدامية"، ففي عودة لحلقة جديدة من حلقاته البغيضة، ضربت العراق في يوم 9/9 سلسلة إنفجارات خلفت ما يقارب من 300 مواطن بين شهيد وجريح.. بوجبتين صباحية ومسائية، حيث تنوعت تلك التفجيرات في استهدافها لأبناء الشعب العراقي، مابين الانتحاريين والعبوات الناسفة وفي كركوك والبصرة وميسان وبغداد. الغريب أنه لم يمض على انفجارات كركوك الأخير سوى ايام معدودة لتعاود المدينة إستقبالها لموجة موت جديدة.

المهم في الموضوع كله أننا أمام مسلسل سوف لن ينتهي حتى ينهي أخر نسلنا.. في حرب شعواء.. نرى أننا من الضعف على مواجهتها بحيث نسمح للمجاميع الإرهابية أن تختار ضرباتها كيفما تشاء ووقتما تشاء.. ومع مئات الآلاف من عناصر الأمنية مابين شرطة وجيش ووحدات خاصة ومع تلك التجهيزات العسكرية والامتيازات المادية والمعنوية التي تغدقها الحكومة عليها، نرى اننا مسؤولون عن أي انفجار يقع داخل الرقعة الجغرافية للعراق فكل متر مربع في العراق هو تحت مسؤولية وسيطرة القوات الأمنية إلا أن الأمر الغريب أننا نغفل في بعض الأحيان الانفجارات البسيطة التي تحدث في أماكن متفرقة من العراق.

وبغرابة شديدة لازلنا نصر على مراجعة الخطط الأمنية فلو نرى منذ عقد من الزمن عدد المرات التي تمت مراجعة الخطط الأمنية بها لرأينا أنها قد تصل الى مئات المرات ولغاية تفجيرات الأمس لا نرى اننا قد أحسنا تلك المراجعة واعدنا جدولة المهام الأمنية لقواتنا ووصلنا للمرحلة التي نكون معها قادرين على إيجاد العلاجات الناجعة لمسلسل القتل هذا.. ونعود لنؤكد على صعوبة أن نزرع الثقة بنفس الجندي أو الشرطي.. وتلك الصعوبة تتأتى من كوننا لم نمنحه السلاح اللازم لاكتشاف المتفجرات والكشف عن العبوات الناسفة والانتحاريين فالمراجعة ليست في الخطط بل في مستلزماتها الرئيسية التي تتمثل في معدات الكشف عن المتفجرات وسيارات السونار والكاميرات الرقمية عالية الدقة.. نحن بحاجة الى معرفة مصدر العبوات والسيارات المفخخة هل هي من داخل المحافظات أم من خارجها ليتسنى إتخاذ الإجراءات المناسبة لردعها والحفاظ على ارواح ابناء شعبنا.

 ما ظنكم لو خير ابناء شعبنا بين الحصة التموينية، التي يصرف عليها المليارات، ولشهر واحد؟ واستبدالها بشراء المعدات التي تساعد على الحفاظ على ارواحهم من الذبح المستمر.... نحن بحاجة الى تخطيط محكم لايتسبب بالفوضى في الطرق والشوارع ويسهل علينا العمليات الوقائية من تلك التفجيرات القاتلة وهذا لا يمكن الحصول عليه بسهولة ويسر بل بدراية وتدريب عالي المستوى وبتوجيه معنوي عالي لأبناء قواتنا المسلحة، نحن بحاجة لتلك الثقة في قدرة ابناءنا من افراد القوات المسلحة بأنفسهم أولاً وبِعدتهم ثانياً.

يجب الابتعاد عن الإجراءات الروتينية غير المبررة والمرهقة في توفير المعدات واستيرادها بسرعة مع التفكير بجدية في الخوض في غمار تجارب أمنية كبرى لدول الجوار من تلك التي حققت نصراً كبيراً على الإرهاب والتدريب على تطوير كفاءة الاستخبارات العراقية بما يكفل لها القدرة على الوقاية من تلك التفجيرات التي لازمتنا منذ عقد من الزمن ولازلنا بانتظار ان يشرق علينا صباح لا دماء فيه ولا تقتيل.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/أيلول/2012 - 25/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م