الإحصائية التي تقوم بها عادة مراكز دراسات غير مسيسة تشير الى أن
أرقام الذين قررت السماء الزج بهم الى جهنم ومن العراقيين تحديدا في
إرتفاع مستمر مقارنة بالعباد من بلاد أخرى.
الإحصائية تورد أرقام مهولة عن عراقيين سيدخلون جهنم وبأعداد كبيرة
وإعتبارا من العام 1968 ميلادي وحتى كتابة هذا العمود، هؤلاء في الغالب
ممن تولوا مناصب رفيعة في الدولة العراقية على مستوى البرلمان او
الحكومة وحتى الإدارات التنفيذية والوكلاء والمدراء العامين ورؤساء
الاقسام والتجار والمقاولون.
الإحصائية أوردت أسماء عمال شاي ومنظفين حتى يعملون في مؤسسات
الدولة، يبدو إنهم كانوا يقومون بدور وسطاء مقابل رشا مالية ينقلونها
من اصحاب مصالح خاصة الى موظفين صغار ومعقبي معاملات.
لكن اللافت عن أصحاب الكروش التي تتدلى إلى أمام كانوا من أكثر
الذين اوردت أسماءهم تلك الإحصائية وعبر عقود من الزمن ودون أن تستثن
الحقب أو الحكومات التي توالت على ضيم العراق.
في الواقع هذا أمر يثير أكثر من علامة إستفهام عن تأكيدات أحد
الزعماء الماضين على ضباط جيشه أن يمارسوا الرياضة لإنقاص أوزانهم
والتخلص من كروشهم المتدلية كأنها نهود زنجية لاتعرف الريجيم، وليس
معقولا أن يقف ضابط في ساحة التدريب بكرشه المتدل بينما يطلب من جنوده
الجري لمسافة خمسة كيلومترات ذهابا وجيئة.
واضح تماما إن للأمر علاقة بالفساد الذي يطبع الحياة السياسية في
العراق وعلى صعد أخرى فليس من المبالغة القول بأن المؤسسة العسكرية
تعاني من فساد مثلها مثل مؤسسات أخرى ويبدو ذلك بالنظر الى سلوك أفراد
فيها من خلال قربهم للنظام السياسي أو ممارستهم الفساد على صعيد
المعاملات الداخلية في تلك المؤسسة.
الفساد سمة من سمات العصر وقد يأتي اليوم الذي تتهم فيه دول بأنها
متخلفة لأن الفساد غير متوفر فيها بمستوى يليق بدولة متحضرة، وربما
وضعت دراسات وخطط وبرامج وشكلت وزارات وهيئات تعمل على تأكيد وجود
الفساد وترسيخه في المؤسسات الرسمية وتطبيع الشعب عليه من خلال مواد
تثقيفية تدرس للعامة والخاصة من المواطنين.
ينتظر أيضا أن تدخل وزارة الفساد في نظام المحاصصة، حيث ترشح كل
قائمة أحد أعضائها لتولي حقيبة الفساد شريطة أن يكون فاسدا حد العظم
وأن يكون قد مارس السرقة والابتزاز في كافة المناصب التي تولاها خلال
وجوده في مؤسسات الدولة التنفيذية، ولايشترط ممارسته ذلك فيما لو كان
تولى منصبا تشريعيا.
على اية حال فإن السباق واسع وممتد ومتاح للجميع المشاركة فيها
للرجال والنساء وليس شرطا ان ترتدي النساء لباسا محتشما فيكفي الجري
بالبجاما او حتى لباس النوم! |