شبكة النبأ: بمناسبة حلول الذكرى
السنوية الحادية عشر لرحيل المجدد الثاني الإمام السيد محمد الحسيني
الشيرازي(قدس سره) أقامت مؤسسة الرسول الأعظم (ص) في كربلاء المقدسة،
مهرجانا تأبينيا بهذه المناسبة تحت شعار (الإمام الشيرازي سيرة جهادية
وتاريخ مشرق). وأقيم المهرجان في منطقة ما بين الحرمين الشريفين للإمام
الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) يوم السبت الموافق 20 شوال 1433
هجرية المصادف 8/9/2012، بعد صلاتي المغرب والعشاء، وحضر الحفل عدد من
مسؤولي المكاتب الحوزوية ومبعوثو الحضرة الحسينية والعباسية المطهرة
ومسؤولي المكاتب المنظمات والأحزاب المهنية والوطنية في المحافظة
بالإضافة الى جمع غفير من مواطني المحافظة.
وابتدأ المهرجان بقراءة آيا من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج
مصطفى المؤذن ومن ثم تلتها الخطب والقصائد الشعرية التي تغنت بالمواقف
البطولية والإيمانية التي تخللت سيرة المحتفى به. وأولى فقرات ذلك
الحفل كانت كلمة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي(دام ظله) التي القاها سماحة الشيخ محمد تقي الذاكري الذي
استعرض وبشىء من الروية اهم المرتكزات الاساسية التي استند اليها
الامام الشيرازي(قدس سره).
وهي ايات ثلاث اعتمد عليها فقيدنا الرحيل في مراحل حياته الشخصية
وهي التي صنعت من وجوده شخصية عظيمة يصعب التحدث عنها باختصار، الآية
الاولى التي اعتمدها هي بسم الله الرحمن الرحيم ان الله لا يغير ما
بقوما حتى يغيروا ما بأنفسهم، والآية الثانية كانت بسم الله الرحمن
الرحيم ان الله لا يضيع اجر المحسنين، والآية الثالثة بسم الله الرحمن
الرحيم ليقوم الناس بالقسط ولولا وجود هذه الحقائق الربانية الخالدة
وتمثلها امامه لما تجشم فقيدنا الراحل قدس سره عناء السفر الى تطبيقها
حرفيا من خلال تقويم ذاته واهله ليتمكن من بعد ذلك بتغيير المجتمع
الاسلامي من الخمود الى الاعتقاد الحقيقي للنهوض وعند ذاك انتهج حالة
الانفتاح على الاخر وتقبل الصغير والكبير ومناقشة كل الاطياف بمواضيع
قل ما كان يناقشها من مثله من الشخصيات الحوزوية. ولم يكتفي رحمه الله
بهذا الامر حتى بداء عملية التغيير استنادا عل سيرة رسول الله صلى الله
عليه وسلم حيث كان نبي هذه الامة طبيبا دوارا بطبه وهكذا اخذ الامام
الشيرازي بمتابعة زياراته الى البلدان والمرجعيات المهمة ومفاتحتهم
بضرورة اخذ زمام المبادرة وتمشية احوال الناس دينيا من خلال اقترح دولة
الفقهاء المراجع وقد دافع عن الشخصيات الاسلامية وبقوة.
ففي العراق دافع عن السيد الحكيم وفي ايران دافع عن شريعة مدار
واخرون من المرجعيات والشخصيات الحوزوية في مختلف بقاع الارض في سبيل
الحفاظ على استقلال المرجعية وعدم تسييسها وقد اسس لحركة الاصلاح في
الشرق الاوسط مما شاهدنا اثاره في ايران وتونس ومصر ودول اخرى وان كان
الاصلاح تختلف نسبته من دولة الى دولة وللامام الراحل مواقف اخرى جمه
منها سلمية حركة الاصلاح وضرورة تنقية الاجواء الحياتية وخدمة الانسان
ومعالجة حالة الاكتفاء الذاتي كي لا نكون امة مستهلكة تلعب بها اقدار
الدول المتنفذة ونهب ثرواتها.
بعدها جاءت كلمة آية الله سماحة السيد ابو الحسن حميد المقدس
الغريفي مبتدأ كلمته بقول رب العزة والجلالة في محكم كتابه الشريف
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ خصوصا وان لهذا المعنى انتساب حقيقي لصاحب هذه
الذكرى العطرة التي تتجدد كل عام لما لها من خصوصية الاعتبار بالمثل
العليا فكان للمجدد الشيرازي (قدس سره) الموقف تلو الموقف راجيا في ذلك
تقوى الله سبحانه وتعالى ومرضاته والتدبر في كل ما اورده القران بصوره
عصريه ليناقش من خلال ذلك كل الفلسفات الانسانية من دون ان يستثني
الاصول والفقه وما الى ذلك ومناقشة العولمة على انها نهج اسلامي انساني
محظ ووضع المعالجات والحلول لمنطقة ما تسمى بالفراغ.
وقد اثبت الشيرازي (قدس سره) بالدليل القاطع بان لا وجود لمنطقة
الفراغ فالفقيه يملأ ذلك الفراغ من خلال ما يستند اليها من النصوص
القرانية ماثله الذكر فيقول المولى جلة قدرته في كتابه الحكيم ما فرطنا
في الكتاب من شىء ففيه تبيان كل شىء الا انه يحتاج الى تدبر وليس
بالمصادفة ان توجد في القران مثل هذا الايات ونحن اذا نتطرق الى مثل
تلك الاضاءات في تلك المناسبة لاننا امام فقيه رسالي فقيه ميداني، دخل
الى صلب المجتمع وتفاعل مع الشباب والشيوخ بل ايضا حث على نظم الامر.
فالمرجعية علم وعدالة وادارة وهذه الادارة هي التي تتابع شؤون
الحياة هي التي تدير وتدير شؤون البلاد والعباد وعلى هذا الاساس انطلق
المجدد الثاني (قدس سره) للكتابة في فقه المرور وكتب في فقه الاسرة كتب
في فقه البيئة كتب في فقه السياسة كتب في فقه الاقتصاد كتب في فقه
المياه، وبحقيقة الامر لا نستطيع ان نستقرأ ما كتبه من بحوث تستقي من
واقع الاسس الاساسية لبناء الدولة الاسلامية وكما يريدها ويدعو اليها
الاسلام الالهي، وهو لا يامن بالحدود بين الدول الاسلامي ولا يامن
بالجوازات بين البلدان الاسلامية ولا يامن بالقوميات ولا يامن باختلاف
الالسن فكلهم يشهدون ان لا اله الا الله محمد رسول الله.
وكانت له ايضا اطروحات في عالم السياسية كي لا ينفت المجتمع ويخرج
عن دارة المرجعية القيادية لان المجتمع اذا لم ينضبط في ميزان الشرع
يكون في تيه وضياع وكان ايضا يحترم الاخر ولا يقبل بمصادرة الحريات
ورعاية الحوزات العلمية ومساعدة طلاب الحوزات العلمية كان مجاهدا في كل
شىء ابتداءا من نفسه وعائلته التي كانت ولا زالت مدادا للجهاد الاسلامي
المتواصل من المهد الى اللحد.
بحث خاص
ومن ثمة ارتقى المنصة البروفسور الدكتور متعب مناف واحببنا وقد توجه
مباشرة بالقول ايه الجمع المومن يامن تناديتم واجتمعتم في هذه البقعة
الطاهرة بين الحرمين الشريفين لذكرى من اعطر ما مر بنا من فقهاء ال
محمد انه السيد الشيرازي الذي الف وكتب وخطب وبلغ وكان له القدح المعلى
في كل ما قام به لذى بقيت سيرته عطره وكتابته مآثرة لذى اشكر لكم
حضوركم الكريم سادة اجلاء وشيوخ عشائر ومتنادين للتعرف على هذه الشخصية
التي لم تأثر في زمانها حسب، وانما استطاعت ان تخرق الحجب، وان تكون
بالفعل احد اعلى قامات الفقه والعلم والمعرفة واشكر المؤسسة التي دعتني
لكي اتكلم بينكم وارجو ان اكون مخلصا ومعبرا في كلامي لذى فانني ابدأ
بالسلام عليكم سلاما ملؤه المحبة والايمان السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته عنوان البحث هو الامام محمد مهدي الشيرازي (قدس سره)
انسكلوبيديه كربلائية واريد ان أؤكد على ان هذا الانسان المومن المبدع
قد حملني الكثير عندما درسته لذى فانني ابدأ بالبيت الاتي:
هو البحر من أي النواحي اتيته فلوجته المعروف والجود ساحله
السيد الشيرازي الامام المجدد هذا الذي ملأ الدنيا والذي اوجد ما
يمكن ان نسميه بافضل حركة اصلاح في امتنا الاسلامية انما ولد في الحيرة
في ارض ابي الاحرار علي ابن ابي طالب سلام الله عليه وعلينا ان ندرك ما
هي الحيرة ولماذا سمية الحيرة لانها حيرة الناس فالحياة تقع ما بين
المنذرة والغساسنة بين الرومان والساسانيين، وكان العراقي يجلس على
حافة الصحراء يقوم بمقاصة النقدية لذى فان الحيرة قد دخلت في قلوب
الناس وظلت عصيتا على من يريد ان يتحداها فالعراق العراق بما فيه من
مدن يمكن ان تنجب من رجالا لا يتكررون كالسيد الشيرازي (قدس سره).
ان الشيرازي ترعرع في كربلاء فهو حسيني فاستطاع هذا الامام الفذ
والقامة العالية ان يجلب الانظار اليه فقد كتب وهو في الخامسة والعشرين
من عمره اكبر انسكلوبيدية دائرة معارف بخمسة مجلدات واريد ان اتقدم
بسؤال ان في جامعتنا وان استاذ ولمدة اربعين سنة نعاني من ان نكتب مئتي
صفحة فكيف بالامام الشيرازي الذي كتب وهو في الخامسة والعشرين من عمره
هذه المجلدات واستطاع بالفعل ان يغير مفاهيم ومفاهيم كما انني عندما
بداءات اكتب عنه انتصب امامي جبل عالا شامخ بتاج عمامته السوداء وبوجهه
النوراني المشوب بالحمرة وبجسمه النحيل فكيف حمل هذا الجسم هذا العقل
الكبير الذي هز العالم والذي اعاد للفقه والاصلاح منبته. الامام
الشيرازي بداء مبكرا في كتابه عن الحرية واستطاع ان يشخص مشاكل المجتمع
فوجد ان المشكلة الاساس هي في تعسف الحكام وان هناك فراغ بين الحكام
وبين شعوبهم وهذا الفراغ تتسلل منه كل خفافيش الظلام فتعبث بالامة
شقاقا وتحاول ان تفرقها لتسود.
الامام الشيرازي استطاع فعلا ان يضع اصبعه على الجرح مشكلتنا هي
الحرية فاذن الحرية فكيف تمارس تلك الحرية، لابد من ان تمارس بمجتمعنا
يقدر الاحرار لذى كان هديه وسبيله الآية الكريمة التي تقول لا يغيروا
الله بقوما حتى يغيروا ما بانفسهم، وبذلك وضعنا السيد الشيرازي رضوان
الله عليه امام مشاكلنا فراينا مشاكلنا بانفسنا، ولا باس بذلك فالمدرسة
الشيرازي ويحق لي هذا القول لان هذه المدرسة تميزت بصنع الفتاوى
السياسية فسماحة السيد محمد حسين الشيرازي هو الذي افتى ببطلان ما اعطي
للانكليز من احتكار التنباك، واستطاع السيد محمد حسين الشيرازي ان يصفع
بريطانيا وكان في عز قوتها وعز جبورتها فلم تكن الشمس تغرب عن
ممتلكاتها واستطاع ان يفعل بها ما لم تستطع الدول ان تعمله ويوكد ان
الايمان اذا اقترن بالارادة واقترن بالسمو واقترن بنوع من التصميم فلا
تقف امامه واقفه.
هذا محمد حسين الشيرازي ولابد ان نعرج على الميرزا محمد تقي
الشيرازي الذي افتى بثورة العشرين ومن ان انزهه واعظم الثورات ليس في
تاريخ العراق فحسب وانما على صعيد المنطقة لانها كانت بداية ربيعا عربي
لذى فان المدرسة الشيرازية انجبت ايضا محمد ابن حبيب الله الشيرازي
مدرسة قد سارت على طريق هذه الفتاوى واندمجت بالامة وتقدمت في عملية
الاصلاح لذى فان ما كتبه السيد الشيرازي الذي نحتفل بذكراه اليوم يعتبر
تقدما في نواحي عده لانه كتب الف وستمائة واحد عشر كتابا ومقالا وكان
خطيبا جامعا بين الفقه والاصول والادب اللغة فكان مفوه الكلمة.
واقراء الان ما كتبه عن تاريخ العراق المعاصرة واحده عالم اجتماع
بكل ما لهذه الكلمة من معنى استطاع ان يشخص العلل وقال ان العراقيين هم
يستاهلون ان يكون على راس الحكم حاكم بقدر همتهم وبقدر ارادتهم وهذا ما
ارادة وعمل له فان المدرسة الشيرازية انما تتفوق على غيرها من مدارس
اهل العلم والمعرفة والفقه لانهم صناع فتاوى سياسية،
واريد ان اذكر حقيقة ان الميزرا محمد تقي الشيرازي واحد من الذي
غيروا تاريخ الشرق لان جمال الدين الافغاني اريد ان يجتمع به وبواسطة
سماحة الامام محمد حسين النائيني فلو اجتمع الثلاثة لتغير وجه المنطقة
بكامله ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فلم يتم مثل هذا الاجتماع.
فان ما كتبه صاحب الذكرى العطرة يمكن ان يكون سبيلا للتعرف كيف يكون
الفقيه وكيف يكون السياسي واستطاع السيد الشيرازي ان يكتب في مواضيع
قيمة في مادة من اخطر مواد العلوم الانسانية الا وهو الاقتصاد، وله
ثلاثة كتب فقه البيع ثانيا فقه المكاسب هذه المكاسب المحرمة وله فقه
التجارة وساقف عند فقه المكاسب المحرمة السيد الشيرازي المحتفه به صاحب
نظرية اقتصادية لا يذكر ذلك في جامعتنا لماذا لاننا نريد ان نقلد
ونستنسخ ولكننا لا نريد ان نصل، ماذا قال السيد في المكاسب المحرمة انه
يحاول ان يعتمد كتاب الله عزه وجل والقران الكريم يقول لها ما كسبت
وعليها ما اكتسبت هذه الآية لها عمق لمن يتداركها حيث يريد السيد ان
يفرق بين الكسب والاكتساب واني على يقين وانى استاذ اقتصاد واجتماع ان
الرسمالية الحديثة انما تجد مشكلاتها لا في الكسب وانما في الاكتساب،
لان الاكتساب معناه زيادة في الثروات وتكديس في الارباح ووضع راس المال
فوق المجتمع وتحويل الانسان الى سلعة لقى وقف المحتفى (قدس الله سره )
ليجعل من الاقتصاد علما له اخلاقيته وله تدينه.
لذلك وجدة كتاب للشيباني يحمل عنوان الاكتساب في الرزق المستطاب
اذان السيد الشيرازي قد وصل الى كنه علم الاقتصاد ليفرق بين الكسب
والاكتساب وهي كمن يفرق بين من يخلط الاوراق ويحصل على السحت والحرام
ولدى توصيه اود ان اطرحها من خلالكم وهي ان يدرس فكر السيد الشيرازي
المجدد كمفكر اقتصادي فهووا افضل من ادام سمث وركاردوا وافضل من كل من
درسناهم في الغرب، لانهم لا يفرقون بين الكسب الحلال والاكتساب الحرام
وفي الختام دعا قد ا الدكتور متعب الى ان تتكرر تلك الاماسي وان يدعى
اليها من كل حدبا وصوب وان تجري بعد هذه الجلسة مناقشات لكي نستطيع ان
ننزل بفكر السيد المجاهد الفذ القيمة القامة ننزل بهذا الفكر وهذه
الشخصية فنعلمها ابائنا فسلاما عليه يوم ولد ويوم مماته ويوم يبعث حيا
يخصص يوم هذا اليوم للسيد محمد مهدي الشيرازي (قدس سره) ويكون هذا
اليوم متمثلا اليوم الذي اجتمع به السيد الشيرازي بالبزاز في عهد عارف
وقال له لا تحاصص كان يكون الحاكم على مسافة واحدة من جميع ابناء الشعب
لا تحاصص ان يعاد البحث في المدرسة الشيرازية.
اريد ان يرمم البيت الذي كان يسكنه قدس الله سره في كربلاء وبعدما
توضع فيه كتبه ورسائله وادواته وما كان يستعمله وصوره لكي تتفهم
الاجيال القادمة انه هناك قدوة جديرة بالاقتداء وان تخصص جائزة باسم
السيد الامام محمد بن حبيب الله الشيرازي وهذه الجائزة تعطى في العلوم
الدينية وفي الادب وفي التاريخ وفي العلوم الانسانية وان توضع لها لجنة
متخصصه وتكون مجزية.
|