هل من مكان في العراق لحركات سياسية خارجية؟

زاهر الزبيدي

في المنطقة الممتدة من حي البنوك في بغداد وحتى الطريق المؤدي منها الى حي أور وغيرها من المناطق نصبت لافتات تحتوي على صورة المرحوم عماد مغنية مع شعار ديني " العزاء قائم حتى ظهور القائم" مع إمضاء باسم المقاومة الإسلامية كتائب الشهيد عماد مغنية.

لايخفى أن لحزب الله مكانة كبيرة جاءته من تحقيق النصر على العدو الصهيوني في أكثر من موقعه إلا أن ذلك لايقتضي من احزابنا السياسية أن تفتح له مكاتب في العراق وبغداد ويعمل بحرية في وطن تنتهبه الأحزاب السياسية والائتلافات وغير قادر على تنظيم قانوناً لها ينظم عملها..

فهل هناك مكان في الساحة السياسية المتناحرة، حتى كسر العظم، لتدخل حركات إسلامية من خارج الوطن لتمارس نشاطاتها بعيد أو تحت أنظار الحكومة؟.. ترى كيف دخلت تلك الحركات الى العراق وأي قانون ينظم عملها ونحن لغاية اليوم نعمل بلا ذلك القانون!؟

حينما يدخل حزب الله للعمل في العراق تحت رداء خاص من الحرية في التحرك والدعم ألا يدفع لأن يكون سبباً لدخول الموساد لتعقب قياداته في العراق وما يتسببه ذلك من إشعال فتيل حرب بينهما على الساحة العراقية الملتهبة أصلاً بالمشاكل السياسية والحرب على الإرهاب؟.

وهل من الممكن أن نجعل من العراق ساحة للتناحر السياسي لقوى سياسية غير عراقية؟ ألم نكتفي بالقوى العراقية بعد أن سجلت الانتخابات الأخيرة المئات من الكيانات السياسية والأحزاب؟

 مالنا وتلك الحركات التي يستفحل وجودها ويقوى بمرور الوقت وتبدأ بإدخالنا بمشاكل سياسية نحن في غنى عنها؟ أو أن تجعل من العراق مكاناً ما لضرب دولة شقيقة أو صديقة أو أن يظن البعض بأن وجود تلك الحركات في العراق ما هو إلا ورقة ضغط تمارسها الحكومة على أطراف محددة ما... ثم أننا اليوم أمام ثورة كبيرة في سياستنا الخارجية بعد أن تم إعادة صياغة أسلوب السياسة الخارجية العراقية مع دول العالم ودول الجوار... وكيف نبرر وجود مثل تلك القوى على الأراضي العراقية وهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه حركات إسلامية من مصر والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا والسعودية والكويت والبحرين وجزر القمر والمالديف أو حتى من البرازيل تمرح على أرض العراق حتى لتكتظ بهم قفاره وهضابه.

لقد كان أشد ما يعاب على النظام البائد تقديمه المساعدات الكبيرة للحركات المسلحة الثورية على طول وعرض الكرة الأرضية وبمبالغ هائلة بل كان يمدهم بالسلاح في حين كان الشعب العراقي الأحوج لتلك المبالغ.. وما وجود منظمة خلق في العراق إلا كمثال واضح وحي على مدى تعاظم نفوذ الحركات السياسية المسلحة في العراق وما أدخلتنا به اليوم تلك المنظمة اليوم من مشاكل سياسية واضحة التأثير مع الكثير من البلدان و الأمم المتحدة.

علينا أن نعتمد التوزان والحياد في علاقاتنا مع المنظمات المسلحة على أشكالها وأن نضع مصلحة العراق فوق كل إعتبار ديني أو سياسي فهو الأهم لدينا الآن من كل شيء على الاطلاق ونهوضه واستعادة مكانته الدولية هي الأجدر في الدفاع عنها والتضحية من أجلها.. فرب منظمة ما قد تتسبب في عزلة جديدة للعراق بعد عزلته التي أدخله بها النظام السابق وأن نعيد النظر في اسلوب التعامل مع الحركات السياسية من خارج الوطن وبالأخص تلك التي لديها أجنحة مسلحة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10/أيلول/2012 - 22/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م