الثقافة المصرية... صراعات متصاعدة وأزمات متجددة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشهد الهوية الثقافية المصرية نوبات صراع جديدة على أكثر من صعيد وخاصة بين المثقفين والاخوان المسلمين خاصة ًفي الآونة الأخيرة، إذ تثير المخاوف لدى بعض المثقفين من انعكاس وصول الاسلاميين الى السلطة على المناخ الثقافي والفني في البلاد، مما يؤثر سلبا على حرية الابداع في مختلف الفنون ومجالات الثقافة المتعددة، ويحذر اتحاد الكتاب المصريين من تراجع الحريات الجديدة في البلاد بعد الثورة، ويمثل هذا التراجع مؤشر خطير شابهته انتقادات واسعة من قبل النقابات والمنظمات الحقوقية في ذاك البلد، متهمين الاخوان المسلمين بمعاداة الثقافة والمثقفين، إذ يعكس الخلاف بين شوؤن الثقافية التي يسيطر عليها العلمانيون في مصر والحكومة التي يقودها الان الرئيس محمد مرسي، صراعا أوسع بشأن الهوية في البلاد التي ظلت لعقود من بين أكثر الدول علمانية في العالم العربي، من جانب أخر يحب الأخذ في الاعتبار ما أنجزته مكتبة الإسكندرية في مصر من نجاحات كبيرة في تطوير ونشر الثقافة المصرية خاصة في السنوات القليلة الماضية، حيث سيشارك نحو 130 ناشرا من 12 دولة في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب الذي تقام دورته التاسعة في مارس اذار 2013،  في حين لا تزال مكافحة الفساد من المطالب الرئيسية للشباب الذين اطلقوا الثورة ضد مبارك، إذ سيتم محاكمة وزير الثقافة المصري الاسبق فاروق حسني امام الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع، الذي ظل وزيرا للثقافة ما يزيد عن عشرين عاما في عهد حسني مبارك، وكان مرشحا لمنصب مدير منظمة اليونسكو، من جهة أخرى غيّبَ الموت وفاة الروائي محمد البساطي اهم كتاب لجيل الستينات،  الكاتبة الصحفية المصرية حسن شاه بعد رحلة مع الصحافة استمرت أكثر من 50 عاما، و رحيل الشاعر المصري حلمي سالم، الذي يعد من أبرز شعراء مصر السبعينيات، إذ تعيش الثقافة المصرية اليوم ازمات عديدة ومتجددة.

معاداة الثقافة

فقد ندد اتحاد الكتاب المصريين باستبعاده من لقاء الاتحادات المهنية مع الرئيس محمد مرسي متهما الاخوان المسلمين بمعاداة الثقافة والمثقفين، وجاء في بيان اصدره اتحاد الكتاب "تم توجيه الدعوة لاتحاد النقابات المهنية الذي يضم 24 نقابة مهنية من بينها اتحاد الكتاب" للاجتماع مع الرئيس محمد مرسي، واضاف البيان "الا انه تم استبعاد الاتحاد من هذه الدعوة"، ورأى البيان ان ذلك "ياتي على ارضية استمرار سياسة الاخوان المسلمين التي تناصب الادباء والمفكرين والمثقفين العداء وتحاول اقصاءهم باستمرار"، معتبرا ان "استبعاد الاتحاد من الاجتماع المخصص للنقابات المهنية مع رئيس الجمهورية انما يؤكد العداء المنهجي للاخوان ضد الثقافة والمثقفين"، واضاف البيان ان هذا الاستبعاد يعتبر "نكوصا عما اكده (مرسي) في اكثر من مناسبة بأنه سيعمل لصالح جميع فئات الشعب بلا تفرقة والا يكون ملتزما بتوجيهات الاخوان المسلمين وحدهم". بحسب فرانس برس.

حرية الفكر والابداع في مصر

فيما طالب المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدفاع عن حرية الفكر والابداع في المسرح الصغير بدار الاوبرا المصرية  بضرورة اتخاذ مواقف سياسية ودستورية تؤكد على حرية الابداع في مصر في ظل المخاوف من انعكاس وصول الاسلاميين الى السلطة على المناخ الثقافي والفني في البلاد، وكان المؤتمر قد بدأ بالوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الثورة المصرية، والشاب احمد حسين الذي قتل في السويس قبل بضعة ايام على يد متشددين اسلاميين، وافتتح المؤتمر بكلمة لسعيد توفيق الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة المصري، الجهة المنظمة بالتعاون اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الفكر والابداع، اكد فيها على انه "ينبغي على الرئيس الجديد للبلاد محمد مرسي ان يؤكد على حرية الابداع في مختلف الفنون ومجالات الثقافة المتعددة"، واوضح توفيق ان "ما تم الحصول عليه حتى الان مجرد تطمينات نتمنى ان تتحقق فعليا على ارض الواقع ويتاكد ذلك عندما لا نرى مصادرة لفيلم او لكتاب ولا يكون هناك اي قيود على حرية الراي مع ضوروة البدء بمبادرة لايجاد الثقة".

وتحدث الشاعر الشعبي الكبير سيد حجاب في المؤتمر معتبرا ان "الدفاع عن حقوق حريات الفكر والابداع في مصر التي تشهد مرحلة فارقة في تاريخها ضرورة اساسية خصوصا وان هناك اشارات مسمومة بدأت تظهر في السماء مثل جريمة قتل شاب من ابناء مدينة السويس كرسالة ترسلها جماعات متطرفة توحي ببداية طريق مظلمة"، وطعن الشاب احمد حسين (20 عاما) في 25 حزيران/يونيو الماضي وتوفي متاثرا بجروحه ودفن في جنازة شعبية.

واشار شهود الى ان القتيل خرج يوم الحادث والتقى خطيبته امام سينما وشاهد ثلاثة ملتحين يستقلون دراجة نارية ويرتدون جلابيب بيضاء نهروه على وقوفه مع فتاة ورغم تاكيده لهم انها خطيبته فانهم طعنوه بسيف في الفخذ وقطعوا شريانه. وقد اوقفت السلطات مرتكبي الجريمة، وفي ختام الجلسة الافتتاحية القى وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري بيانا صادرا عن مثقفي مصر بعنوان "من اجل موقف وطني موحد لحماية الهوية الثقافية".

واعتبر البيان ان "الهوية الثقافية المصرية تتعرض لمحاولات اثمة وغاشمة من التشويه والتمزيق والطمس باسم الدين، والدين منها براء". واضاف البيان ان "ما يشهده المجتمع المصري في هذه اللحظة من استهانة بمدنية الدولة واستهداف حرية الفكر والابداع جرس انذار على ما يتهددها"، كما اشار البيان الى "رفع قضايا على بعض المفكرين والمبدعين مثلما حدث مع الفنان عادل امام والكاتبه نوال السعدواي والتعدي على النشاطات الفنية والابداعية في الجامعات"، ورفض البيان "اي شكل من اشكال الوصاية او الرقابة على الفكر او الابداع تحت اي ستار وطالب بضرورة تمثيل المثقفين في الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الذي وصفه بمعركة مصر الحالية". بحسب فرانس برس.

وشدد البيان على ان "مصير مصر اصبح مرهونا الان بمعركة مصر الثقافية من اجل حاضر ومستقبل الوطن وهي معركة ان هزمت مصر فيها ستكون اخطر من اي هزيمة عسكرية لحقت بها وهذا يحمل المثقفيين مسؤولية تاريخية لان يقودوا هذه المعركة انتصارا للحرية والابداع والفكر"، وجرت مشاحنات بين بعض المشاركين في المؤتمر من التيار الاسلامي وآخرين هتفوا ضد "حكم مرشد" جماعة الاخوان المسلمين"، وتبعت حفل الافتتاح الجلسة الاولى للمؤتمر وهي بعنوان "حقوق وحريات الفكر والابداع" وقدمت خلالها اوراق بحثية وادار الجلسة المخرج مجدي احمد علي، والاوراق التي قدمت "حرية الفكر والابداع في الدساتير المصرية" لعصام الاسلامبولي، و"قضايا الحسبة.. متى ولماذا؟" للكاتب حلمي النمنم، و"حق التقاضي وملاحقة المبدعين" لاحمد سيف الإسلام، و"القوانين المقيدة لحرية الفكر والابداع" للباحثة ماجدة فتحي رشوان، و"حريات التعبير في الدستور الثقافي" للشاعر رفعت سلام.

مستقبل الحريات بعد الثورة

كما أبدى مثقفون مصريون في مؤتمر عن قضايا الحريات بالقاهرة خوفهم مما يرونه تهديدا لحرية الإبداع في ظل صعود تيارات إسلامية حيث حصل الإسلاميون على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية الشتاء الماضي كما فاز محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين برئاسة الجمهورية، وقال سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة في افتتاح مؤتمر (حقوق وحريات الفكر والإبداع.. تحديات الثورة والمستقبل) بدار الاوبرا بالقاهرة إن العالم الديمقراطي "فرغ من مناقشة قضية الحرية... ولكننا (في مصر) نشعر بأننا خارج سياق حركة التاريخ الإنساني"، ووصف الفترة التي تمر بها مصر حاليا بأنها فترة ارتداد قائلا "إننا نمر بأسوأ فترة يمكن أن تمر بها الثورات" بعد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت في عموم مصر يوم 25 يناير كانون الثاني 2011 وأدت بعد 18 يوما إلى خلع الرئيس السابق حسني مبارك.

وقال توفيق إن "الثورة التي قامت من أجل الحرية تريد الآن أن تدافع عن حريتها"، والمؤتمر الذي دعت إليه وتنظمه (اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع) يستمر يومين بمشاركة كتاب منهم الروائية سلوى بكر وأستاذا الفلسفة حسن حنفي وحسن طلب ومن الحقوقيين أحمد سيف الإسلام وعصام الإسلامبولي والفنان التشكيلي عز الدين نجيب ومخرجو السينما مجدي أحمد علي ومحمد كامل القليوبي وسيد سعيد، وقال الشاعر سيد حجاب المنسق العام للجنة المنظمة للمؤتمر -وهي هيئة أهلية مستقلة- إن قضية المصريين حاليا هي "معركة الدستور... هناك أصوات ضالة ومضللة ونحن في طريق كتابة دستور" بعد الحكم ببطلان الجمعية التأسيسية الأولى لكتابة الدستور وتشكل جمعية ثانية يراها البعض غير ممثلة أيضا لتنوع الشعب المصري. بحسب رويترز.

وأضاف أن "أصوات الجلافة والبداوة التي تسعى للتضيق على الحريات" لا تعي طبيعة الشعب المصري الذي قال إنه توصل إلى التوحيد كما اخترع رموزا للجمال وللعدالة منها "ماعت.. رمز العدالة والصدق" وتحوتي الذي ينسب إليه اختراع الكتابة قبل أكثر من ستة آلاف عام وتتخذه جامعة القاهرة رمزا لها، وقرأ الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان -وهو وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري- بيان مثقفي مصر (من أجل موقف وطني موحد لحماية الهوية الثقافية) والذي يسجل مرور مصر حاليا بفترة ملتبسة "تتعرض فيها الثقافة المصرية لمحاولات آثمة وغاشمة من التشويه والتمزيق والطمس باسم الدين والدين منها براء... والاستهانة بمدنية الدولة والمجتمع والحقوق والحريات العامة والخاصة" معتبرا استهداف الحرية جرس إنذار.

وشدد البيان على رفض "أي شكل من أشكال الوصاية أو الرقابة على الفكر أو الابداع سواء كان تحت ستار الدين أو بسياط الدولة المختلفة" وضرورة تمثيل المثقفين في الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور الذي وصفه بمعركة مصر حاليا "وهي معركة إذا هزمت فيها مصر ستكون أخطر كثيرا من أية هزيمة عسكرية لحقت بها"، واستعرض وقائع اعتبرها جرس إنذار منها "التعدي" على أنشطة فنية وإبداعية في بعض الجامعات مثل جامعة عين شمس ورفع قضايا على فنانين منهم الممثل عادل إمام ومخرجين ومؤلفين لبعض اعماله بتهمة ازدراء الإسلام في بعض الأفلام والمسرحيات.

ازمة بين وزارة الثقافة والمثقفين

على الصعيد نفسه قررت وزراة الثقافة المصرية وغرفة صناعة السينما اثر لقاء بين وزير الثقافة محمد صابر عرب واعضاء غرفة صناعة السينما انعقاد الدورة 35 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وصدر بيان عن مكتب وزير الثقافة اشار الى هذا الاجتماع الذي عقد بناء "على التطورات والمستجدات الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي، واكد جميع الحضور ضرورة تنفيذ المهرجان في دورته الحالية والتغلب على جميع الصعاب التي صادفت المهرجان"، واشار البيان إلى ان اللقاء اتخذ مجموعة من القرارت اولها رعاية وزارة الثقافة لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال 35 واسناد رئاسة المهرجان في هذه الدورة لرئيسه السابق الفنان عزت ابو عوف، وشملت القرارات أيضا الأخذ في الاعتبار ما أنجزته مجموعة السينمائيين التي اخذت على عاتقها اقامة المهرجان على الصعيد الفني مع ضرورة الاستعانة بشخصيات لها خبرة سابقة في ادارة اعمال المهرجان هذا العام نظرا إلى ضيق الوقت، وجاء هذا اللقاء بعد الخلافات التي تسربت الى الصحافة بين وزير الثقافة محمد صابر عرب الذي يصر على اعادة مديرة المهرجان السابقة سهير عبد القادر إلى إدارة هذه الدورة، ورئيس المركز القومي للسينما، واكد البيان على ان وزارة الثقافة ستستمر في سياستها بالتعاون مع غرفة صناعة السينما والعاملين في الحقل السينمائي لدعم الجمعيات والمجتمع المدني في تنظيم المهرجانات واعداد الية فنية وقانونية لتنفيذ هذه الرؤية بدءا من الدورة القادمة للمهرجان.

وفي الوقت نفسه اصدرت جبهة الابداع المصري التي تضم المئات من المثقفين والفنانين والمخرجين السينمائيين والمسرحيين المصريين بيانا اكدت فيه على "تضامنها الكامل مع (مؤسسة مهرجان القاهرة) التي تم تكليفها بتنظيم المهرجان من قبل الوزارة و تم إشهارها في يناير من العام الجاري وانجزت خلال الفترة الماضية قرابة ال 85% من تحضيرات المهرجان والتنسيق مع الدول والأفلام المشاركة فيه"، وناشد البيان وزير الثقافة "الا يدور في الفلك القديم نفسه لممارسات العهد الماضي وان يستغل ما يملك من سلطات ادراية وقانونية لتبني قرار وزير الثقافة الاسبق عماد ابو غازي القاضي باستقلالية المهرجانات عن الدولة وان لا يدفع المهرجان ومؤسسة مهرجان القاهرة ثمن اخطاء ادارية ارتكبها موظفوا الوزارة نفسها". بحسب فرانس برس.

وطالب البيان "المسؤولين عن غرفة صناعة السينما الذين التقوا بوزير الثقافة بان يراجعوا موقفهم كي لا يتم اتخاذ الاجتماع بهم مطية للعودة الى النظام القديم ووجوهه"، واعتبرت الجبهة في بيانها ان "قرارت هذا الاجتماع الذي اتخذ الاجراءات التي اعلنت الوزارة عنها تهدد مستقبل الفن المصري وفعالياته المختلفة عبر اغراقها في محيط البيروقراطية والنزاعات القانونية وهي اللعبة التي يجيدها رموز النظام القديم و صار واضحا الان انها ستكون اسلوب النظام الجديد في تكبيل الفعاليات الفنية، الامر الذي يهدد مستقبل اكبر وأعرق مهرجان عربي للسينما ومن بعده يهدد كافة الفعاليات الأخرى"، يشار الى ان وزارة الثقافة تراجعت عن دعمها لمهرجان الاقصر للسينما المصرية الاوروبية قبل ايام من انعقاده في 17 ايلول/سبتمبر المقبل ولم تحترم الاتفاق الموقع بينها وبين المهرجان حول تقديم دعم بمبلغ 2 مليون و 200 الف جنيه مصري واكتفت بدفع 500 الف جنيه فقط.

الروائي محمد البساطي

من جانب أخر توفي الروائي والقصاص المصري محمد البساطي بعد صراع مع مرض سرطان الكبد على ما افادت عائلته، ويعتبر النقاد محمد البساطي من اهم روائيي وقصاصي جيل الستينات في مصر والعالم العربي، وتوفي محمد ابراهيم البساطي المولود العام 1937 في بلدة الجمالية المطلة على بحيرة المنزلة التي كتب عنها رواية من اجمل روايات الادب العربي المعاصر بعنوان "صخب البحيرة" والتي وصف فيها جزءا من عالم طفولة صعبة عاشها بعد رحيل والده المعلم في مدرسة البلدة، وفاز عن روايته الخامسة هذه بجائزة افضل رواية لعام 1994 في معرض كتاب القاهرة وفاز بجائزة العويس في 2000-2001، وقد رفض البساطي طوال حياته الجوائز التي تمنحها الدولة المصرية خصوصا في ظل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ولم يقبل سوى بالجائزة التقديرية التي حصل عليها بعد ثورة 25 يناير وهو على حافة الموت، ومن اهم اعماله "فردوس" و"خالدية" و"دق الطبول" وغيرها، ويشيع جثمانه الاحد من مسجد رابعة العدوية ليدفن في مدافن اسرته في القاهرة. بحسب فرانس برس.

الكاتبة الصحفية المصرية حسن شاه

في حين توفيت الكاتبة الصحفية المصرية حسن شاه بعد رحلة مع الصحافة استمرت أكثر من 50 عاما، وقال موقع أخبار اليوم الإلكتروني وهي المؤسسة التي عملت بها منذ أكثر من نصف قرن إن حسن شاه "رحلت"، ولدت الراحلة في القاهرة والتحقت عام 1950 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية وعملت في مؤسسة أخبار اليوم وكانت تشرف على صفحة (أخبار الأدب الأسبوعية) بصحيفة (الأخبار) حتى منتصف الثمانينيات ثم تولت رئاسة تحرير مجلة (الكواكب) التي تصدرها دار الهلال، وكتبت حسن شاه مجموعات قصصية تحول بعضها إلى أفلام منها (الضائعة) 1986 إخراج عاطف سالم و(الإرهاب) 1989 إخراج نادر جلال (الغرقانة) 1993 إخراج محمد خان و(القتل اللذيذ) 1998 إخراج أشرف فهمي إضافة إلى (أريد حلا) 1975 إخراج سعيد مرزوق وبطولة فاتن حمامة وهو الفيلم الذي يعتقد أنه كان من اسباب تغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر. بحسب فرانس برس.

رحيل الشاعر المصري حلمي سالم

كما توفي في القاهرة الشاعر المصري المعروف حلمي سالم عن عمر يناهز 61 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أصيب به العام الماضي، ويعد سالم من أبرز شعراء مصر السبعينيات، وهو من مواليد محافظة المنوفية في الدلتا عام 1951، حصل سالم على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر في القاهرة، ورئيس تحرير مجلة أدب ونقد الفكرية الثقافية المصرية، وحاصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية.

اقترن اسم حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات. وكان أبرز أصوات جيله إبداعا وتنظيرا مع عبد المنعم رمضان وحسن طلب ومحمد سليمان، وكان سالم ضمن طلائع الحركة الطلابية الناشطة في السبعينيات ثم غادر القاهرة إلى بيروت وعايش هناك تجربة الحرب الأهلية في بيروت كما عايش تجربة الاحتلال الإسرائيلي لبيروت في العام 1982.

وفجرت قصيدته "شرفة ليلى مراد" قبل نحو خمس سنوات أزمة مع الجماعات والجهات الأصولية حيث بادر الشيخ يوسف البدري برفع دعوى قضائية لسحب ترخيص مجلة إبداع التي نشرتها كما طالب بسحب جائزة التفوق من الشاعر الراحل، وفي رده حول اتهام أن القصيدة تسيء للذات الإلهية، نفى سالم الاتهام مضيفا "لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين. وهذا معنى ديني ذكر في القرآن الكريم، حيث قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرأون الأدب قراءة حرفية"، وقد وثق الشاعر الراحل هذه الأزمة تفصيلا في كتاب حمل عنوان " محاكمة شرفة ليلى مراد "صدر عام 2008. بحسب البي بي سي.

وكان سالم قد قرأ الأسبوع الماضي في حزب التجمع مقاطع من ديوانه الجديد كما أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة نيتها نشر الأعمال الكاملة للشاعر وتتضمن دوواوينه الشهيرة ومنها " الأبيض المتوسط، سيرة بيروت، الثناء على الضعف، مدائح جلطة المخ" وغيرها من الدواوين، وبخلاف الاعمال الشعرية ترك الراحل مجموعة من المؤلفات الفكرية منها " الثقافة تحت الحصار، الوتر والعازفون، العائش في الحقيقة، الحداثة أخت التسامح، وهيا إلى الأب".

مكتبة الإسكندرية

من جهة أخرى يشارك نحو 130 ناشرا من 12 دولة في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب الذي تقام دورته التاسعة في مارس اذار 2013 بعد توقف المعرض منذ عام 2010، وقالت المكتبة في بيان إن المعرض الذي يقام بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين سيناقش عددا من القضايا المتعلقة بقضايا النشر الورقي والإلكتروني كما يفتح "بابا للحوار الهادف والبناء لإثراء الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي، وأضاف البيان أن المعرض الذي يستمر 15 يوما سيتضمن لقاءات وندوات ثقافية وعددا من الندوات المتخصصة وحفلات توقيع الكتب الجديدة، وحلت فرنسا وموريتانيا ضيفي شرف على الدورة الثامنة للمعرض عام 2010 في "تقليد جديد" باستضافة دولة أوروبية وأخرى افريقية كما أعلنت المكتبة آنذاك، وتأجل المعرض منذ العام الماضي بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد عقب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في يناير كانون الثاني 2011 وأدت إلى خلع الرئيس السابق حسني مبارك. بحسب رويترز.

وكان مقررا استضافة المغرب عام 2011 في الدورة التاسعة التي تأجلت لمدة عامين، وقال خالد عزب مدير إدارة الإعلام بالمكتبة إن دعوة المغرب كضيف شرف ما زالت قائمة ومن المقرر الإعلان عن ذلك رسميا في الأيام القادمة كما يجري اختيار ضيف الشرف الأوروبي من بين ثلاث دول لها أنشطة ثقافية بارزة في حوض البحر المتوسط.

في الوقت ذاته تلقت مكتبة الإسكندرية في النصف الأول من العام الجاري 38 ألف إهداء تشمل ألوف الكتب ومئات المجلدات والموسوعات والدوريات والمواد السمعية والبصرية في مجالات المعرفة المختلفة تمهيدا لإتاحتها لرواد المكتبة، وقالت رئيسة قسم التزويد بالمكتبة مروة الغرباوي في بيان إن من بين الإهداءات التي تلقتها المكتبة في النصف الأول من 2012 نحو 22 ألف كتاب من منظمة (كتب لافريقيا) وهي منظمة غير ربحية بولاية مينيسوتا الأمريكية وتعنى بجمع ملايين الكتب وإيصالها إلى الأطفال والشباب في الدول الافريقية. بحسب رويترز.

وأضافت أن أبرز الإهداءات التي تلقتها المكتبة في الفترة الماضية كانت 500 ألف كتاب من فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني 2009 "ويعتبر هذا الإهداء أكبر هدية ثقافية في التاريخ" حيث شملت الكتب تخصصات علمية مختلفة، وتابعت أن مكتبة الإسكندرية أصبحت بعد الهدية الفرنسية "رابع مكتبة تحتوي على أكبر مجموعة من المصادر باللغة الفرنسية خارج فرنسا".

وزير الثقافة المصري الاسبق فاروق حسني

على صعيد مختلف سيحاكم فاروق حسني الذي ظل وزيرا للثقافة ما يزيد عن عشرين عاما في عهد حسني مبارك، وكان مرشحا لمنصب مدير منظمة اليونسكو، امام محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع، بحسب ما اعلنت وسائل الاعلام الرسمية، واعلن رئيس جهاز الكسب غير المشروع التابع لوزارة العدل عاضم الجوهري ان حسني احيل الى محكمة الجنايات بتهمة "الكسب غير المشروع" بعد تحقيقات مطولة، مضيفا ان الجهاز يطالب الوزير الاسبق برد 18 مليون جنيه مصري (قرابة ثلاثة ملايين دولار)، ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن الجوهري ان فاروق حسني "عجز" اثناء التحقيقات عن اثبات مصدر هذه الاموال، وقال مصدر قضائي ان حسني لم يستطع اثبات مصدر تسعة ملايين جنيه وان جهاز الكسب غير المشروع يطالبه بغرامة قدرها تسعة ملايين جنيه، وظل فاروق حسني وزيرا للثقافة لمدة تزيد عن عشرين عاما في عهد مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في 11 شباط/فبراير 2011. وبدأت تحقيقات مع حسني فور اسقاط الرئيس السابق ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد الا ان اسمه رفع من هذه اللوائح بعد بضعة اشهر، وكان اسم فاروق حسني احتل عناوين الصحف بعد ان ترشح لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو وفشل في الحصول على المنصب اثر جدل واسع ثار بسبب تصريحات ادلى بها في البرلمان المصري انذاك واكد فيها انه لا توجد كتب اسرائيلية في مصر وانه "سيحرقها بنفسه" اذا وجدت في بلده، وقال حسني انذاك ان عبارته عن "حرق الكتب الاسرائيلية" انتزعت من سياقها ونفى ان تكون لديه اي مواقف معادية للسامية الا انه لم يفلح في اقناع العديد من الدول بموقفه، واعتبر فاروق حسني ان فشله في الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو يرجع الى "مؤامرة" و"ضغوط صهيونية".

غير ان مثقفين مصريين انتقدوا كذلك اداءه كوزير للثقافة معتبرين انه لم يحقق اي "تقدم ملموس" في مجال الثقافة وان بقاءه في منصبه يرجع لعلاقته الشخصية بمبارك واسرته، وفي عهد فاروق حسني، سرقت اللوحة الاصلية لفان غوخ "بيت الخشخاش" من احد متاحف القاهرة في العام 2010. بحسب فرانس برس.

واظهر التحقيق ان من بين 47 كاميرا مراقبة في المتحف الذي وضعت فيه اللوحة اكثر من 30 كاميرا كانت معطلة، وخاض حسني معارك عدة مع التيار الاسلامي في مصر اشهرها تصريحات اكد فيها معارضته لارتداء المرأة الحجاب واثارت ضده عاصفة من الاحتجاج من الاسلاميين، وباحالة حسني الى محكمة الجنايات، ينضم الى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين ورجال الاعمال المرتبطين بنظام مبارك الذين احيلوا للمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/أيلول/2012 - 21/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م