حرب في الخليج... نوايا مبيته ورهانات مكلفة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو أن النوايا المبيتة والرهانات شبة الحتمية لإثبات الوجود بمنطقة الشرق الاوسط  تقرع طبول الحرب في الخليج، إذ تعمل اسرائيل على توجيه رسائل تحذير لأيران بعد أن زادت حدة التوتر كثيراً بالمنطقة خاصةَ في الآونة الأخيرة، في المقابل ردود ايران لاتقل قوة على تحذيرات خصومها، حيث تخشى إسرائيل من اي تأخير قد يعطي الفرصة لإيران بأن تنقل جميع منشآتها النووية الى ما تحت الأرض، ونشرها في اماكن متباعدة بشكل يصعب العثور عليها وتدميرها، ولذا فهي تدق طبول الحرب وتصدر أجهزتها الاستخباراتية تقارير تتحدث عن تقدم سريع في برنامجها النووي، كما اعربت الدولة نفسها عن مخاوفها من أن إيران تحاول فرض ميزان قوة إقليمية جديدة باعتبارها واجهة أمامية للصراع المتصاعد يوماً بعد آخر في المنطقة، واستغلال حالة السلم العسكري بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي لحد الان، لتعزيز برنامجها النووي وصناعة قنبلة نووية تحت غطاء البرنامج المدني، حيث ازدادت المخاوف الإسرائيلية بشأن نشوب الحرب في المنطقة، بينما تسعى الولايات المتحدة  حليفة اسرائيل، التي تعمل الآن مع حلفائها العرب على بناء نظام دفاع صاروخي إقليمي في الخليج العربي من أجل حمايتها، حيث تزايد التحشيد العسكري من خلال الطلب على الدفاع الصاروخي بالشرق الأوسط وبيع الاسلحة وصنعها بين الاطراف المتخاصمة،  يبرز عدة معطيات تطرح عدة تساؤلات حول موازين هذا الحرب، لكن يبقى السؤال الاهم هو من من سيشعل فتيل المعركة اولاً؟.

منظومة صواريخ إقليمية لمواجهة إيران

فقد كشف مسؤولون حكوميون أمريكيون ان الولايات المتحدة تعمل الآن مع حلفائها العرب على بناء نظام دفاع صاروخي إقليمي في الخليج العربي من أجل حماية المدن، مصافي وأنابيب النفط والقواعد العسكرية الموجودة في المنطقة من أية هجمات إيرانية محتملة، طبقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز».

بيد أن هذا المشروع سيتطلب من شركاء الولايات المتحدة في الخليج وضع خلافاتها ومنافساتها جانباً من أجل تقاسم المعلومات، وتنسيق عمليات اعتراض الصواريخ بما يضمن بناء نظام درع صاروخي فعال يشمل بلدان كل الدول الحليفة لأمريكا في منطقة الخليج، ويُذكر أن وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي كانت من بين أول من أثار الحاجة لمثل هذا الدرع قبل ثلاث سنوات، سعت خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة لحث المسؤولين فيها على المضي قدماً الى الأمام في هذا الشروع، قالت كلينتون خلال جلسة عقدتها دول مجلس التعاون الخليجي في مارس الماضي: بإمكاننا عمل الكثير للدفاع عن الخليج من خلال التعاون على مستوى الدفاع الصاروخي البالستي، وأضافت: يتطلب الدفاع عن بلد معين أحياناً نصب نظام راداري في بلد مجاور مما يعني أن هناك حاجة ماسة للتعاون في هذا المجال. لذا دعونا نشمر أكمامنا ونبدأ العمل. سوف يتضمن المشروع نشر منظومة إدارات لزيادة مدى الإنذار المبكر في منطقة الخليج بالإضافة لبناء أنظمة قيادة وتحكم واتصال من أجل تبادل المعلومات بشأن اعتراض الصواريخ المعادية.

ولهذا الغرض، أعلنت وزارة الدفاع لأمريكية العام الماضي عن عقد لبيع اثنين من رادارات الدفاع الصاروخي المتقدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكشف المسؤولون الأمريكيون في وقت سابق من هذه السنة اعتزامهم نصب رادار دفاعي مماثل في قطر أيضاً.

وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن اضافة جديدة لأنظمة الدفاع الصاروخي في الخليج حينما أبلغت الكونغرس اعتزامها بيع ما قيمته 4.2 مليارات دولار من الأسلحة للكويت منها 60 صاروخاً من طراز باتيريوت – فئة متقدمة -، 20 منصة إطلاق صواريخ و4 رادارات. وهذا عدا عن ترسانة الكويت الصاروخية التي اشترتها ما بين عامي 2007 و2010، وتتضمن 350 صاروخاً من طراز بتريوت، وتزامنت هذه المعلومات مع تصريحات لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان تقديرات الولايات المتحدة واسرائيل لاحتمال ان تتمكن ايران من امتلاك اسلحة نووية متقاربة وان الطرفين متفقان على منع ذلك، واضاف باراك على مدى شهور نحن وامريكا على مخاطر هذا الاحتمال وان كل الخيارات مفتوحة في اشارة الى احتمال شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الايرانية. وقال باراك «نواجه تحديا كبيرا ويجب اتخاذ قرارات».

على صعيد آخر كشفت تقارير إسرائيلية ان الرياض أبلغت تل أبيب عبر مسؤولين أمريكيين بأنها ستعترض أي طائرة اسرائيلية تعبر مجالها الجوي في طريقها الى ايران، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان الرسالة الواضحة تم توصيلها خلال مباحثات أجراها مسؤولون من الإدارة الأمريكية في القدس،، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين بارزين ان الأمريكيين يستفيدون من التهديد السعودي في محاولتهم لإثناء اسرائيل عن شن هجوم أحادي على المنشآت النووية الايرانية.

وترى مصادر ان السعودية، التي تمتلك مقاتلات أمريكية الصنع، كانت ستسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي في حال نسقت الأخيرة للعملية العسكرية مع البيت الأبيض.

من جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان اسرائيل ستفضل استخدام طريق مباشر عبر الأردن والعراق.

وعلى صعيد آخر، عقد في طهران اجتماع تشاوري ضم ممثلين عن 12 بلدا من آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية لـ«اتخاذ مواقف واقعية من الازمة السورية»، واعلن وزير الخارجية علي اكبر صالحي ان بلاده مستعدة للتوسط بين الحكومة السورية والمعارضة لوقف العنف واجراء حوار وطني، واعلنت كل من الكويت ولبنان عدم ارسال ممثلين عنها لهذا الاجتماع، وحذر صالحي لصحيفة «واشنطن بوسطت» من ان المجتمع السوري سيتفكك في حال سقوط الرئيس بشار الاسد فجأة واصفا فكرة حصول اتصال منظم للسلطة بعد ذلك بـ«الوهم».

الدفاع الصاروخي بالشرق الأوسط

فيما قال مسؤولون بشركة لوكهيد مارتن أكبر موردي الاسلحة والمعدات العسكرية لوزارة الدفاع الأمريكية إن السعودية وأقرب شركائها بالمنطقة أبدوا اهتماما بشراء نظام دفاع صاروخي متطور تنتجه الشركة لمواجهة تهديدات متوقعة.

وقال دينيس كافين نائب رئيس الشركة لبرامج الجيش والدفاع الصاروخي في مؤتمر عبر الهاتف "كل دول مجلس التعاون الخليجي مهتمة، وتلقت لوكهيد عقدا مبدئيا بقيمة 1.96 مليار دولار في ديسمبر كانون الأول لبيع وحدتين من نظامها للدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية المعروف باسم ثاد للامارات العربية، وهذه أول مرة يباع فيها النظام الي دولة اجنبية. ويأتي هذا بينما يتزايد التوتر مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وتزداد أهمية هذه الصفقات الخارجية لشركات صناعة السلاح الأمريكية مع تقليص ميزانية وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بسبب متطلبات خفض عجز الميزانية الأمريكية، وثاد نظام خاص للجيش الأمريكي مصمم لاسقاط الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى بصواريخ اعتراضية. وبإمكان النظام استقبال إشارات من نظام ايجيس الذي تنتجه لوكهيد ومن الأقمار الصناعية وغيرها من اجهزة الاستشعار الخارجية كما يمكنه العمل بالتوازي مع نظام باتريوت باك-3 للدفاع الجوي الصاروخي.

وقال كافين إن ما يعزز الاهتمام بنظام ثاد جهود الجيش الأمريكي لتكوين هيكل دفاع جوي وصاروخي متكامل في المنطقة إلى جانب ما وصفه باقرار دول مجلس التعاون الخليجي بأنها "تحتاج الي أفضل قدرات يمكن الحصول عليها في مواجهة التهديد القائم هناك، وقال مات جويس نائب رئيس لوكهيد لنظام ثاد إن من السابق لأوانه الحديث عن مشترين محتملين بعينهم "لكن عندما يخطرون الحكومة الأمريكية رسميا باهتمامهم سنكون سعداء بتزويدكم بتلك المعلومات". بحسب رويترز.

وثاد جزء من درع صاروخية متعددة الطبقات تبنى للدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها ضد الصواريخ بمختلف نطاقاتها وفي جميع مراحل تحليقها. ويجري تطوير ثاد في مواجهة كل من ايران وكوريا الشمالية، وتجري جهود كبيرة بقيادة الولايات المتحدة لحماية أراضي حلف شمال الأطلسي في اوروبا من الصواريخ التي يمكن أن تطلق على سبيل المثال من ايران ردا على أي ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الايرانية، وتصف لوكهيد ثاد بأنه النظام الوحيد الذي يتمتع بالمرونة اللازمة لاعتراض أهداف داخل وخارج الغلاف الجوي، وأخطرت حكومة الرئيس باراك اوباما الكونجرس الشهر الماضي باحتمال بيع 60 صاروخا من نظام باك-3 وعتاد مرتبط بها للكويت في صفقة تصل قيمتها إلى 4.2 مليار دولار، وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي بالبنتاجون في الإخطار إن هذه الصفقة ستساعد بين اشياء اخرى في ردع تهديدات اقليمية.

سيناريو كابوسي لأسعار النفط

كما يشير تقرير صادر عن مركز الدراسات والبحوث الدولية في صوفيا الى انه «مع تزايد احتمالات نشوب الحرب في الشرق الأوسط تلح الحاجة لإبراز تداعيات مثل هذا التطور على أسعار النفط العالمية، لأن إيران تعد رابع أكبر منتج للنفط في العام، وهي تتمتع بموقع استراتيجي قرب مضيق هرمز الذي يمر عبره %20 من نفط العالم»، لافتاً الانتباه الى «تهديد طهران بإغلاق الممر في حال تعرضها لهجوم عسكري تهدد بشنه إسرائيل».

ويورد التقرير الى أن شن هجوم عسكري ضد منشآت إيران النووية سوف يتسبب فقط في تأخير وليس تعطيل البرنامج النووي، ولكنه سيؤدي الى توقف إنتاج النفط الإيراني لبضعة اشهر وبالتالي حدوث قفزة كبيرة في أسعار النفط في الأسواق العالمية تؤدي الى تخطي الأسعار التي كانت سجلت قبل الأزمة العالمية، وهي 145 دولاراً للبرميل» مستدركاً الإشارة الى «ان السعودية ستقوم برفع مستويات إنتاجها القياسية السابقة بغية تعويض النفط الإيراني المفقود»، موضحاً «ان هذه الخطوة على الرغم من اهميتها إلا انها سوف لن تؤدي الى انخفاض الأسعار كون العالم لا يعود يملك اي طاقة إنتاجية اضافية لمواجهة أزمات اخرى.

وبرأي التقرير فإن السيناريو الأسوأ هو قيام إيران برد فعل عسكري وإغلاق مضيق هرمز لمنع تدفق النفط الى الأسواق العالمية عبر تفخيخه، مبيناً «ان وجود الاسطول الأمريكي في الخليج سوف لن يمنع إيران من القيام بهذه الخطوة» من دون «ان يستبعد لجوء طهران الى تهديد المنشآت النفطية الخليجية» معتبراً ذلك بمثابة «السيناريو الكابوسي» لأسواق النفط العالمية.

ويتناول التقرير تحليلات متعددة مفادها ان الولايات المتحدة لها مصلحة في نشوب هذه الحرب بعدما اضحت غنية بالموارد الغازية إثر الاكتشافات الأخيرة، موضحا انها – الولايات المتحدة - «لا تستطيع احتواء نمو الاقتصاد الصيني المنافس الأكبر لاقتصادها إلا عبر تعطيل امدادات نفط الشرق الأوسط التي تعتمد عليها بكين التي اصبحت اكبر مستورد للنفط السعودي قبل عامين»، مستنتجاً «ان كلفة ارتفاعات أسعار النفط باهظة على الاقتصاد العالمي» موضحاً «ان اي ارتفاع بـ10 دولارات للبرميل يفقد اي دولة مستوردة ما بين 0.1 - %0.5 من نمو ناتجها القومي».

ايران تقول انها ستبقي مضيق هرمز مفتوحا

من جهتها نقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن قائد كبير في الحرس الثوري الايراني قوله ان ايران ستحافظ على استمرار فتح مضيق هرمز للملاحة ما دام ذلك في مصلحتها، وكثيرا ما صرح ساسة ومسؤولون ايرانيون بأن ايران قد تغلق المضيق ردا على العقوبات او على تعرضها لعمل عسكري، ومن المحتمل ان تؤدي مثل هذه الخطوة الى رد عسكري امريكي وقال وزير الخارجية علي اكبر صالحي في وقت سابق وان من المرجح الا تنفذ ايران تلك التهديدات ما لم تمنع سفنها من المرور عبر المضيق. بحسب رويترز.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مسعود جزايري القائد الكبير في الحرس الثوري قوله في تصريح لتلفزيون العالم "هدف ايران هو ان يستخدم الجميع مضيق هرمز ما دام ذلك لا يضر بمصلحة ايران أما اذا اضر بها فسيكون رد فعلنا مختلفا بالتأكيد، "معظم الخبراء العسكريين يعرفون انه اذا قررت ايران إغلاق مضيق هرمز فلن تستطيع دولة او دول التصدي لهذه الخطوة"، ويقول خبراء ان الوجود العسكري الغربي الكثيف في الخليج والمنطقة المحيطة به من شأنه ن يعوق الى حد بعيد اي محاولة لاغلاق المضيق.

صاروخ فاتح الايراني

على الصعيد نفسه اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان بلاده اجرت تجربة "ناجحة" لنسخة محسنة من صاروخها البالستي القصير المدى فاتح-110 للتحقق من قدرته على اصابة اهداف ثابتة أرضا او بحرا، على ما نقل التلفزيون الرسمي، ولم يحدد وحيدي تاريخ اجراء التجربة لكنه اكد ان الصاروخ بات مداه "اكثر من 300 كلم" ويمكن اطلاقه على "اهداف في الخليج وفي بحر عمان وكذلك على اهداف برية"، بحسب التلفزيون، واكد الوزير ان هذا الصاروخ سلاح "رادع" مضيفا انه "لن يستخدم الا ضد من يملك نوايا سيئة تجاه الجمهورية الاسلامية"، وسبق ان اجرت ايران اعتبارا من 2001 تجارب على نسخ سابقة من الصاروخ يتراوح مداها بين 150 و250 كلم، وتجري ايران دوريا تجارب على صواريخ ومناورات عسكرية فيما لا تستبعد اسرائيل والولايات المتحدة امكانية توجيه ضربات لمواقع نووية ايرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الدول الكبرى لاقناع طهران بوقف برنامجها النووي المثير للجدل. بحسب فرانس برس.

وتشكل الصواريخ سلاح ايران الوحيد الكفيل بضرب اهداف خارج حدودها نظرا الى غياب قوة طيران حديثة او قوة بحرية متخصصة في اعالي البحار ذات نفوذ، ولا تتوافر معلومات موثوقة ودقيقة حول عدد الصواريخ الذي تملكه ايران، فيما تؤكد طهران ان ترسانتها تشمل حوالى 50 نموذجا مختلفا تم اشتقاق اغلبها من صواريخ روسية او صينية او كورية شمالية، ويشير خبراء غربيون الى امتلاك ايران ما لا يقل عن عشرات الصواريخ البالستية من طراز شهاب 3 وسجيل 2 القادرة على اصابة اسرائيل او اهداف اميركية.

مهاجمة السفن الأميركية

في حين ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إيران تمكنت من اكتساب قدرات جديدة وجمع ترسانة من الصواريخ المضادة للسفن وتوسيع أسطولها من الزوارق الهجومية السريعة والغواصات ما يمكّنها من استهداف سفن أميركية، ونقلت الصحيفة عن خبراء ومحللين أميركيين أن الأنظمة الجديدة والكثير منها تم تطويره بمساعدة أجنبية، تمنح القادة الإيرانيين ثقةً متجددة أن بإمكانهم تدمير أو إلحاق الضرر بسفن أميركية بسرعة، في حال حصول أعمال عدائية.

وقالت إنه على الرغم من ثقة المسؤولين في البحرية الأميركية أن الولايات المتحدة ستتمكن من الانتصار في أي قتال، إلا أن التقدم الذي حققته إيران زاد القلق حيال نقاط ضعف الولايات المتحدة في خلال الساعات الأولى لأي قتال، وقال خبراء عسكريون حاليون وسابقون إن الصواريخ القصيرة المدى الدقيقة بالإضافة إلى استخدام إيران لتكتيكات "الحشد المندفع" التي تشمل المئات من زوارق الدوريات البالغة التسلح، قد يقوّض القدرات الدفاعية لمعظم السفن الأميركية. بحسب يونايتد برس.

وأشارت واشنطن بوست إلى ان السفن الحربية الأميركية مزودة بأنظمة دفاع متعددة مثل صواريخ "أجيس"، ولكن إيران تسعى لمواجهة التقدم التقني الأميركي من خلال قدرتها على الهجوم من عدة اتجاهات في وقت واحد، ولا تعتمد هذه الاستراتجية على قاذفات الصواريخ وحدها بل أيضاً على غواصات صغيرة ومروحيات والمئات من الزوارق الصغيرة.

صفقة صواريخ باتريوت للكويت

كما كشفت وزارة الدفاع الامريكية عن عزمها ابرام صفقة مع الكويت تشمل بيع 60 صاروخا مضادا للصواريخ من طراز باترويت "باك-3" بما يسمح بتعزيز دفاعاتها في مواجهة التهديدات الاقليمية، واخطرت الوكالة المختصة بمبيعات الاسلحة الامريكية داخل البنتاجون الكونغرس بعملية البيع المحتملة في العشرين من الشهر الجاري، وامام الكونغرس مهلة ثلاثين يوما لطرح اعتراضاته والا فان العقد ساري المفعول.

وتشمل الصفقة بيع 60 صاروخا من طراز باترويت من الجيل الجديد (باك-3) و 20 قاذفة و4 رادارات ومحطات مراقبة والتدريب الضروري لاستخدامها وتشغيلها اضافة الى قطع غيار، كما اوضحت وكالة التعاون للدفاع والامن. بحسب البي بي سي.

وقالت الوكالة إن "الكويت ستستخدم التجهيزات وصواريخ باك-3 لتحسين قدراتها الدفاعية المضادة للصواريخ وتعزيز دفاعها عن اراضيها وردع التهديدات الاقليمية"، وتعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من ابرز زبائن صناعة الاسلحة الاميركية، واشترت الكوت عام 1992 210 من الجيل السابق من صواريخ باتريوت وفي عام 2007 اشترت 140 صاروخا اضافيا في نهاية 2007 حسب مكتب الابحاث في الكونغرس الامريكي.

اصطدام بين مدمرة اميركية وناقلة نفط قرب مضيق هرمز

الى ذلك اعلن الاسطول الاميركي الخامس المتمركز في البحرين ان مدمرة اميركية قاذفة للصواريخ اصطدمت بناقلة نفط يابانية قرب مضيق هرمز دون سقوط ضحايا، واوضح بيان للاسطول الخامس ان حادث الاصطدام وقع حوالى الساعة الواحدة بين يو اس اس بورتر "التي تقوم بعمليات امنية بحرية" في الخليج وناقلة النفط التي ترفع علم بنما ومالكها ياباني، واكد البيان انه "لم يصب احد جراء الاصطدام الذي وقع قرب مضيق هرمز"، الممر الاستراتيجي التي يمر عبره اكثر من ثلث صادرات النفط العالمية عن طريق البحر، ولا تزال ناقلة النفط قادرة على الابحار فيما يجري تقييم الاضرار التي لحقت بالمدمرة بحسب المصدر نفسه. بحسب فرانس برس.

وقد عززت البحرية الاميركية وجودها في الاشهر الاخيرة في الخليج لمواجهة اي ازمة محتملة مع ايران حيث يملك الحرس الثوري، جيش النخبة في النظام الاسلامي، العديد من الزوارق السريعة المجهزة بقاذفة صواريخ.

وكان مسؤولون سياسيون وعسكريون ايرانيون هددوا في الاشهر الاخيرة باغلاق مضيق هرمز في حال تعرض ايران لهجوم من قبل اسرائيل او الولايات المتحدة، او في حال واجهت صادراتها النفطية الحظر الغربي الذي فرض لارغام طهران على وقف انشطتها النووية الحساسة، لكن طهران خففت مطلع تموز/يوليو من تهديداتها مؤكدة انها تتصرف ب"عقلانية" ولن تلجأ الى مثل هذا القرار الا كتدبير اخير ان تعرضت مصالحها الحيوية للخطر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/أيلول/2012 - 21/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م