تنظيم القاعدة... بين الاصرار والاندحار

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يعد تنظيم القاعدة من ابرز الصور الدائمة للمنظمات الإرهابية الأخرى، وممثل صناعة الإرهاب وصراعه الدائم مع أمريكا، وله نصيب الاسد في اطار ما يسمى بـ (الحملة على الارهاب)، إذ يرى الجانب الأمريكي بأن تنظيم القاعدة سيستمر بانحدار خاصة بعد قتل بن لادن زعيمها السابق، بدليل انخفاض عدد الهجمات الإرهابية في العالم خلال 2011، اضافة الى مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي في غارة لطائرة بدون طيار في باكستان، وهذا ما تعتبره الولايات المتحدة الامريكية اقوى ضربة توجه الى التنظيم منذ مقتل اسامة بن لادن، ويشكل مقتل الليبي القيادي المعروف بين اوساط المتشددين من خلال ظهوره المتكرر عبر وسائل الاعلام انتصارا جديدا لادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المصممة على القضاء على تنظيم القاعدة، وعلى الرغم من ذلك فان الإدارة الأمريكية ما زالت تعتبر تنظيم القاعدة يشكل تهديدا خطيرا ومباشرا خاصة في ظل  اتساعه جغرافيا حول العالم، من جانب أخر اعتبر الجهاز البريطاني لمكافحة التجسس بأن الربيع العربي بابا جديدا لتهديدات  إرهابية جديدة، حيث ان انتفاضات الربيع العربي فتحت مناطق جديدة لتنظيم القاعدة كي يحاول اعادة بناء نفسه من جديد، ويرى الخبراء بهذا الشأن انه على الرغم من  تحسين التعاون في مكافحة الإرهاب القاعدي وانحدار مستوى هجماته، الا ان تنظيم القاعدة يبقى قادرا على التكيف مع مثل هكذا ظروف وانه مازال يمثل تهديدا مستمرا وخطيرا على العالم أجمع.

انحدار تنظيم القاعدة

فقد قالت الولايات المتحدة في تقرير أظهر أن الهجمات الإرهابية انخفضت العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ عام 2005 إن مقتل أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أدى إلى تراجع التنظيم بشكل سيصعب الرجوع فيه، وقالت الولايات المتحدة التي وصفت عام 2011 بأنه "عام تاريخي" إن من بين الأعضاء الآخرين في تنظيم القاعدة الذين قتلوا العام الماضي عطية عبد الرحمن الذي قيل إنه الشخصية الثانية في التنظيم بعد مقتل بن لادن وأنور العولقي الذي كان يقود عمليات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن، وقالت وزارة الخارجية في تقريرها السنوي "تقارير البلاد حول الإرهاب" والذي صدر ويغطي عام 2011 "خسارة بن لادن والأعضاء الكبار الآخرين يضع التنظيم في مسار انحدار سيكون من الصعب التراجع عنه، وفي حين ان التقرير قال إنه لم تقع هجمات إرهابية في الولايات المتحدة العام الماضي قال التقرير إن الحكومة الأمريكية ما زالت قلقة ازاء "المخاطر التي تهدد الوطن" مستندا إلى المحاولة الفاشلة يوم عيد الميلاد عام 2009 التي قام بها عمر الفاروق النيجيري لتفجير طائرة متجهة إلى ديترويت مستخدما عبوة ناسفة مثبتة في ملابسه الداخلية. بحسب رويترز.

وشمل التقرير ملحقا إحصائيا أعده المركز الوطني لمكافحة الإرهاب وهو جزء من المخابرات الأمريكية وأظهر أن إجمالي عدد الهجمات الإرهابية في العالم انخفض إلى 10283 في العام الماضي بعد أن كان 11641 في 2010، وتراجع عدد القتلى إلى 12533 في العام الماضي مقارنة مع 13193 في العام السابق طبقا للإحصاءات، وكان هذا أدنى مستوى منذ عام 2005 عندما وقع أكثر من 11 ألف هجوم وسقط أكثر من 14 ألف قتيل. ومن أسباب التراجع العام في أعداد القتلى بسبب الإرهاب -والذي بلغ الذروة في 2007 عندما قتل 22 ألف شخص- تراجع العنف في العراق.

انخفاض عدد الهجمات الإرهابية في العالم

في سياق متصل أعلن السفير دانيال بنجامين أن عام 2011 كان معلمًا هامًا في جهود مكافحة الإرهاب في العالم أجمع لأن تنظيم القاعدة فقد زعيمه الذي كان يقوده طوال 22 عاما إلى جانب عدد من وجوهه البارزة، وأضاف بنجامين، وهو منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية حول أحداث العام الماضي: "شاهدنا الملايين في طول الشرق الأوسط وعرضه يندفعون من أجل مطالب شعبية بالتغيير بدون أية إشارة إلى وجهة نظر القاعدة المثيرة للفتنة، "وكانت الخارجية الأميركية قد اصدرت تقاريرها عن الإرهاب في دول العالم في 2011 يوم 31 تموز/يوليو، وهي تقارير جعل الكونغرس إعدادها أمرًا إلزاميًا، وأشار التقرير السنوي، الذي تعده عدة هيئات للحكومة الأميركية والسفارات الأميركية في الخارج، إلى أن مقتل أسامة بن لادن وعدد من الرموز البارزة وضع شبكة القاعدة "على مسار من الإنحدار سيكون من الصعب عكس وجهته." وكان بن لادن قد لاقى حتفه خلال عملية خاصة في مجمع سكني في مطلع أيار/مايو 2011. وكان تنظيم القاعدة هو الذي شن الهجوم الإرهابي في الولايات المتحدة في عام 2001 والذي أودة بحياة قرابة 3000 شخص من 88 بلدًا يوم 11 أيلول/سبتمبر.

ولفت التقرير إلى أن النجاحات التي تحققت ضد القاعدة يمكن أن تعزى بصورة كبيرة إلى التعاون العالمي في مكافحة الإرهاب مما فرض ضغطًا هائلا على جوهر زعامة القاعدة رغم أن هذا التنظيم وملحقاته وأتباعه، بحسب ما جاء في التقرير، ما زالوا قادرين على التأقلم والتكيف، وجاء في التقرير في هذا السياق: "لقد أبدى هؤلاء مرونة واحتفظوا بقدراتهم على شن هجمات إقليمية وأخرى تتجاوز الحدود، وبالتالي فإنها تشكل تهديدًا مستديمًا وخطيرًا لأمننا القومي"، وطبقا للمركز القومي لمكافحة الإرهاب (NCTC)، سجل 10283 حادثًا إرهابيًا في 2011 أثرت على 43990 فردًا من 70 بلدًا. وكان عدد الذين قضى عليهم الإرهابيون 12533 في 2011 وهو عدد أدنى بنسبة 12 في المئة عن مجموع الـ13193 ضحية في 2010 وأقل بنسبة حوالي 29 في المئة عن مجموع عام 2007 البالغ 22720 ضحية. وقد بدأ تراجع عدد القتلى بسبب الأعمال الإرهابية في 2005 وسجل انحدارًا مطردًا منذ ذلك الحين، بحسب ما أفاد التقرير.

ومجموع الضحايا لعام 2011، كما ورد في ملحق التقرير، هو الأدنى خلال 5 سنوات لكنه يبرز الخسارة في الأرواح والباع الجغرافية للإرهاب. وجاء أيضا في الملحق: "ظلت منطقتا الشرق الأوسط وجنوب آسيا تشهدان أكبر عدد من الهجمات وشكلت نسبة أكثر بقليل من 75 في المئة من المجموع، كما لفت التقرير إلى ارتفاع عدد العمليات والهجمات في أفريقيا والنصف الغربي للكرة الأرضية "مما مثل تطورًا ثابتًا في التهديد الإرهابي". وأوضح التقرير أن عدد الاعتداءات الإرهابية تراجع بمعدل 14 في المئة في أفغانستان وبمعدل 16 في المئة في العراق.

القاعدة بمثابة طاعون أرسل إلينا من السماء

على الصعيد نفسه انفردت صحيفة الغارديان بنشر أجزاء من مقابلة أجريت مع واحد من "أبرز قادة طالبان" كما تصفه، وتنقل الصحيفة عن هذا القائد "اعترافه" بأن طالبان لا تستطيع تحقيق النصر في الحرب الدائرة في أفغانستان، وأن السيطرة على العاصمة كابول "احتمال بعيد جدا".

وأضاف القائد أن هذه الحقائق دفعتهم إلى السعي للتوصل إلى تسوية مع القوى السياسية الأخرى في البلادن وتضيف الصحيفة، في التقرير الذي أعده جوليان بورغر، محررها للشؤون الدبلوماسية، أن هذه الأجزاء من المقابلة ستنشر في عدد من مجلة "نيو ستيتسمان" البريطانية اليسارية، وتضيف الصحيفة أن قائد طالبان، الذي وصف بأنه سجين سابق في معتقل غوانتانامو، "استخدم أقوى عبارات ممكنة تصدر عن شخصية بارزة (في طالبان) للنأي بأنفسهم عن تنظيم القاعدة". بحسب البي بي سي.

وتنقل الغارديان قوله "ما لا يقل عن 70 في المئة من عناصر طالبان غاضبون من القاعدة"، ويتابع قائد طالبان قائلا "رجالنا يعتبرون القاعدة بمثابة طاعون أرسل إلينا من السماء"، وأضاف القائد "لقد دمر أسامة بن لادن أفغانستان بسبب سياساته. لو كان يعتقد في الجهاد حقيقة كان عليه الذهاب إلى السعودية والجهاد هناك، بدلا من أن يدمر بلادنا".

الربيع العربي تهديد ارهابي جديد

في حين اعتبر المدير العام للجهاز البريطاني لمكافحة التجسس "أم آي-5" ان انتفاضات "الربيع العربي" فتحت مناطق جديدة لتنظيم القاعدة كي يحاول اعادة بناء نفسه وكذلك زيادة خطر الاعتداءات من قبل المرشحين البريطانيين للقيام باعمال ارهابية، وقال جوناثان ايفينس خلال محاضرة في لندن ان الفوضى التي خلفها انهيار الانظمة التي اطاحت بها الانتفاضات العربية خلق "مناخا متسامحا" للقاعدة، واكد ان جهازه يمتلك ادلة عن "مرشحين بريطانيين للجهاد" قاموا برحلات الى الخارج سعيا لتدريبات والقيام باعمال قتالية، واضاف ان "بعضهم يعودون الى المملكة المتحدة ويشكلون تهديدا هنا بالذات" مضيفا ان الامر يتعلق ب"تطور جديد ومقلق وقد يتفاقم ايضا"، واشار المدير العام للجهاز البريطاني لمكافحة التجسس ان نفوذ القاعدة يبتعد عن افغانستان وباكستان ليترسخ في اليمن والصومال والساحل. بحسب فرانس برس.

وقال ايضا "نخرج من فترة تهديد حادة ومحددة لندخل في مرحلة اخرى حيث التهديد لا يرتكز على تنظيم واحد ولكنه اكثر انتشارا"، في العام 2005، قام اربعة اصوليين بريطانيين بعملية انتحارية استهدفت وسائل النقل المشترك في لندن ما ادى الى سقوط 52 قتيلا، يشار الى ان تنظيم الالعاب الاولمبية بين تموز/يوليو واب/اغسطس في لندن جعل من الامن الخطة الرئيسية في البلاد. واقر جوناثان ايفينس بان الالعاب الالمبية تقدم "هدفا مغريا لاعدائنا" ولكنه اعرب عن ثقته بقدرة قوات الامن في التصدي لهم، واكد ان "الالعاب لن تكون هدفا سهلا وكوننا اجهضنا عددا من المؤامرات الارهابية هنا وفي الخارج خلال السنوات الماضية يدل على ان المملكة المتحدة ليست هدفا سهلا للارهاب".

القاعدة ما زالت خطر محتدم

فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لدى افتتاح مؤتمر دولي حول الامن في اسطنبول يضم 30 دولة، ان تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا خطيرا ومباشرا مع اتساعه جغرافيا، وقالت كلينتون في افتتاح اعمال "المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب" ان "نواة القاعدة التي شنت هجمات 11 ايلول/سبتمبر قد تكون على وشك ان تهزم، لكن التهديد توسع واصبح اكثر تنوعا جغرافيا"، واضافت "سنصر دائما على حقنا في استخدام القوة ضد الجماعات مثل القاعدة التي هاجمتنا وما زالت تهددنا بهجمات وشيكة"، وتابعت ان "خطر الارهاب يبقى ملحا ولا يمكن انكاره"، وكانت كلينتون تشير خصوصا الى مقتل المسؤول الثاني في القاعدة بضربة جوية في باكستان، وقد اعلنت الولايات المتحدة مقتل ابو يحيى الليبي في ضربة من طائرة بدون طيار في باكستان معتبرة انها وجهت عبر ذلك "ضربة كبرى" للتنظيم المتطرف بعد اكثر من سنة على مقتل اسامة بن لادن، واعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في اليوم التالي ان بلاده ستواصل هجماتها ضد القاعدة في باكستان، وتابعت كلينتون "خلال مهمتنا هذه سنحترم كل القوانين السارية بما فيها قوانين الحرب وسنستخدم وسائل استثنائية لضمان الدقة (في الضربات) ومنع وقوع خسائر بين الابرياء" في وقت احتج فيه الرئيس الافغاني حميد كرزاي على قصف حلف شمال الاطلسي منطقة لوغار بجنوب افغانستان في عملية ادت الى سقوط 18 قتيلا بينهم نساء واطفال، وقال الرئيس الافغاني ان "هجمات الحلف الاطلسي التي تتسبب بخسائر بشرية ومادية بين المدنيين غير مبررة وغير مقبولة في مطلق الظروف" منددا "بشدة" بالقصف، من جهته دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في افتتاح المؤتمر، الدول الاوروبية الى مكافحة انشطة المتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستاني على اراضيها بشكل اكثر فاعلية، ويشن حزب العمال الكردستاني تمردا منذ 1984 ضد السلطة التركية. بحسب فرانس برس.

وقال داود اوغلو "يجب الا يكون ممكنا ان يواصل حزب العمال الكردستاني انشطته في الخارج وخصوصا في اوروبا عبر هيكليات شرعية او سرية. ان استمرار هذه الانشطة يشكل اهانة بالنسبة الينا جميعا"ن وقد اوقع النزاع الكردي في تركيا اكثر من 45 الف قتيل بحسب الجيش، وهذا المنتدى لمكافحة الارهاب هو مبادرة اطلقت السنة الماضية على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة وعقد اول مؤتمر له في ايلول/سبتمبر في نيويورك، ويخصص الذي ينظم على مستوى وزراء الخارجية، للشق السياسي فيما يخصص الجمعة لجلسة تقنية، وكان دبلوماسي تركي اعلن قبل افتتاح اعمال المنتدى ان "مجموعة من المواضيع ستبحث بالطبع تعزيز مكافحة الارهاب على المستوى العالمي الذي هو موضوع الاجتماع لكن ايضا مواضيع راهنة مثل الوضع في سوريا وبرنامج ايران النووي"، ويتمثل الاتحاد الاوروبي بوزيرة خارجيته كاثرين اشتون التي ستشارك في موازاة ذلك في اجتماع تركيا مع الاتحاد الاوروبي.

مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة

من جانب أخر اكدت الولايات المتحدة مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي في غارة لطائرة بدون طيار في باكستان، معتبرة ما جرى اقوى ضربة توجه الى التنظيم منذ مقتل اسامة بن لادن، ويشكل مقتل الليبي القيادي المعروف بين اوساط المتشددين من خلال ظهوره المتكرر عبر وسائل الاعلام انتصارا جديدا لادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المصممة على القضاء على تنظيم القاعدة، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "بوسع حكومتنا تأكيد مقتل الليبي"، مما يضع حدا لحملة طويلة من اجل القضاء على هذا القيادي الذي نجا من محاولات سابقة لاغتياله وتمكن من الفرار من سجن اميركي في افغانستان، ورفض المسؤولون تاكيد ملابسات مقتل الليبي الا ان السلطات في باكستان كانت افادت عن غارة لطائرة اميركية بدون طيار على مجمع في وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود مع افغانستان، وقال مسؤول اميركي اخر "انها ضربة قوية"، مضيفا ان الليبي كان يتولى ادارة عمليات تنظيم القاعدة في باكستان ويشرف على العلاقات مع تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقره اليمن والذي شن هجمات ضد اهداف اميركية، وتعذر على المسؤولين في وقت سابق التحديد ما اذا سقط ضحايا اخرون في الهجوم على الليبي بعد ان اشارت تقارير سابقة الى مقتل 15 شخصا في الغارة، وياتي اعلان مقتل الليبي اثر تقارير تناولت بالتفصيل نطاق الحملة الاميركية على الارهاب الدولي بما فيها معلومات بان الرئيس الاميركي باراك اوباما يشرف شخصيا على "قائمة مستهدفين بالقتل" من كبار المشتبه بهم.

وسيعزز مقتل الليبي سجل الامن القومي لادارة اوباما الذي يسعى الى دحض ادعاءات من منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر ميت رومني بانه يعتمد سياسة ضعيفة في الخارج، وانتقد الجمهوريون قيام البيت الابيض بتسريب معلومات استخباراتية بشكل انتقائي من اجل تعزيز صيت اوباما كقائد قوي للبلاد، الا ان مقتل الليبي قد يزيد من تدهور العلاقات مع باكستان حليفة الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب والتي تضررت بشكل كبير من غارات الطائرات بدون طيار والعملية السرية التي فيها اسامة بن لادن العام الماضي ورفض اسلام اباد فتح طرق تموين الحلف الاطلسي في افغانستان، وكان الليبي وهو من المعاونين الموثوق بهم لبن لادن ظهر في عدة تسجيلات فيديو للتنظيم ويعتبر مهندس الماكينة الاعلامية للتنظيم، وكان المسؤول الاميركي الذي رفض الكشف عن هويته اعلن الاثنين ان الليبي كان يؤدي دور "مدير عام" وكان يشرف على العمليات اليومية في منطقة القبائل الباكستانية، واعتبر هذا المسؤول ان مقتل الليبي يشكل "ضربة قوية" لقلب تنظيم القاعدة وسيزيد الضغوط على زعيم التنظمي ايمن الظواهري. بحسب فرانس برس.

وقال محللون ان الليبي كان بمثابة قدوة في التنظيم وغيابه سيشكل خسارة قد لا يتعافى منها.

واعتبر خبير الارهاب الدولي جاريت براكمان من جامعة داكوتا الشمالية انه "في حال القضاء على الظواهري سريعا فان القيادة العليا للتنظيم ستتفكك وستنتقل الى فرع جزيرة العرب"، وكان الرجل الثاني السابق في القاعدة عطية عبد الرحمن قتل في باكستان في منطقة وزيرستان القبلية في 22 اب/اغسطس. ومنذ مقتل اسامة بن لادن مطلع ايار/مايو 2011 في عملية نفذتها وحدة كومندوس اميركية في باكستان تولى الرجل الثاني في القاعدة المصري ايمن الظواهري قيادة التنظيم، وقال كارني انه "دور من الصعب تاديته وقد لا يكون هناك كثيرون لتوليه بالنظر الى المدة القصيرة التي يشغلونه فيها"، وكان مسؤولون باكستانيون اعلنوا في البدء انه من غير الواضح ما اذا كان الليبي موجودا في المجمع الواقع في بلدة بشرق ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية والذي استهدفته الغارة، وكان الليبي اسر في العام 2002 بعد ان اطاحت قوات الحلف الاطلسي بنظام طالبان ونقل الى سجن اميركي في قاعدة باغرام الجوية الا انه فر منها بعد ثلاث سنوات مما زاد من شهرته بين الناشطين، وكانت هناك تقارير غير مؤكدة بان الليبي اصيب بجروح في غارة لطائرة اميركية بدون طيار قتل فيها تسعة ناشطين في 28 ايار/مايو. كما تبين ان تقريرا اشار الى مقتله في غارة مماثلة في كانون الاول/ديسمبر 2009 كان خاطئا، وقد اشرف الرئيس الاميركي باراك اوباما منذ توليه مهامه في العام 2009 على حملة شرسة للقضاء على تنظيم القاعدة سواء في باكستان او في اليمن، وصرح خلال زيارة الى افغانستان الشهر الماضي ان القضاء على المجموعة المسؤولة عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 "بات في متناول ايدينا".   

القاعدة تبث شريطا مصورا جديدا

من جهة أخرى بث تنظيم القاعدة تسجيلا مصورا جديدا يظهر فيه ابو يحيى الليبي، الرجل الثاني في الشبكة المتطرفة الذي تقول الولايات المتحدة انها قتلته خلال غارة لطائرة اميركية من دون طيار في باكستان، على ما اعلن موقعان متخصصان في مراقبة المواقع الاسلامية، وافاد موقعا سايت وانتل سنتر المتخصصان في مراقبة المواقع الاسلامية انهما يجهلان تاريخ انجاز هذا التسجيل الذي اعده الذراع الاعلامي للقاعدة المسمى "السحاب"، وقال الليبي في التسجيل "ندعو اخواننا المجاهدين في العراق والاردن وتركيا ان يهبوا لنصرة اخوانهم وليجعلوا نحورهم دون نحورهم حقنا لدماء الضعفاء"، واشار موقع سايت الى ان الرسائل المرافقة للتسجيل المصور عادة ما يرفقها تنظيم القاعدة بالتسجيلات التي يبثها لقادة احياء في التنظيم. بحسب فرانس برس.

الا ان موقع انتل سنتر اشار الى حالات سابقة لنشر مجموعات متطرفة تسجيلات مصورة لمسؤولين متوفين تم تسجيلها قبل وفاتهم، وكانت الولايات المتحدة اعلنت قبل اسبوع مقتل ابو يحيى الليبي في غارة لطائرة اميركية من دون طيار في باكستان، وتحدثت السلطات الباكستانية من جانبها عن هجوم لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) في الرابع من حزيران/يونيو بواسطة طائرة من دون طيار على مجمع في شمال وزيرستان قرب الحدود الافغانية، فيما لم يكشف المسؤولون الاميركيون تفاصيل الهجوم.       

حقائق عن ابو يحيي الليبي الرجل الثاني في القاعدة

من جهته أكد مسؤول باكستاني ان أبو يحيي الليبي الرجل الثاني في القاعدة قتل بصاروخ اطلقته طائرة امريكية بدون طيار ووصف مسؤولون امريكيون مقتله بانه ضربة قوية للشبكة الاسلامية المتشددة. بحسب رويترز.

وفيما يلي بعض الحقائق عن الليبي:

* أبو يحيي الليبي هو اسم الشهرة لمحمد حسن قائد وهو ليبي يحمل درجة علمية في الكيمياء سافر الي افغانستان في اواخر عقد الثمانينات. وهناك انضم الي الجماعة الليبية المقاتلة التي قاتلت القوات السوفيتية وسعت الي الاطاحة بمعمر القذافي.

* وفي وقت لاحق درس احكام الاسلام في موريتانيا قبل ان يعود الي افغانستان. واستخدم مؤهلاته الدينية لتبرير اعمال عنف متطرفة وتشويه سمعة العلماء الاسلاميين المعتدلين.

* كان يتحدث اللغات العربية والباشتو والاردية وعمل كخبير في الانترنت لطالبان قبل أن تلقي المخابرات الباكستانية القبض عليه في 2002 .

* في 2005 فر من باجرام الذي يعتبر السجن الامريكي الاكثر تأمينا في افغانستان مع ثلاثة نزلاء اخرين كانوا معه في الزنزانة. وقص الليبي فيما بعد قصة هروبه المثيرة في تسجيلات مصورة دعائية.

* كان الليبي رجل دين بارزا وكبير مسؤولي الدعاية بالقاعدة وأصدر حوالي 70 رسالة باسم التنظيم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 5/أيلول/2012 - 17/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م