سوريا... بين المؤامرات الخارجية وجرائم الجماعات المسلحة الداخلية

 

شبكة النبأ: ادلة جديدة وبراهين موثقة تثبت للجميع ان ما يحصل في سوريا اليوم هو مؤامرة اقليمية بتأييد عالمي مخطط لها من قبل ثلاثي الحقد والتأمر في قطر والسعودية وتركيا بحسب بعض المراقبين والمتخصصين الذين اكدوا سعي تلك الدول الى الاستمرار بمشروع الابادة الرسمي المقدم لتصفية للشعب السوري من خلال دعم تجار الحرب و تسهيل عمل بعض العصابات الاجرامية والمجاميع المسلحة التي تعتاش على دماء الاخرين مقابل حصولها على بعض الموارد المادية التي تسهم بدوام واستمرار عملها الاجرامي، تلك المواقف الخليجية والدعم الخارجي اسهم بخلق مافيا سوريه خارج الحدود تتمنى دوام العمل المسلح بقصد الربح وتحقيق المكاسب والمادية وهو ما دفع بعض قادة ما يسمى بالمعارضة السورية المتشرذمة الى اجراء بعض الانشقاقات الداخلية وتكوين العديد من المجالس والتكتلات في سبيل الحصول على موارد مالية مستقلة، تلك الامور دفعت بعض معارضي الاسد الى اعادة النظر والتريث في مسألة تقديم الدعم العسكري للمجاميع المسلحة لعدم ثقتها وبقياداتها المنقسمة التي لاتملك السيطرة على افرادها الذين رفعوا شعار القتل والتخريب اساسا لعملهم، ولعل الحقائق الاخيرة تثبت حقيقة تجرد تلك العصابات المجرمة من كل قيم الانسانية حيث أظهرت اشرطة فيديو منشورة على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت صورا لافراد من المجاميع المسلحة في سوريا يقدمون على القاء اشخاص من سطح احد الابنية، ويذبحون رجلا بالسكين، ما يثير القلق من انتشار الممارسات الوحشية في النزاع السوري الآخذ بالتصعيد.

ويظهر احد الاشرطة رجالا يلقون اشخاصا من سطح مبنى البريد في مدينة الباب في محافظة حلب، ولا يمكن التأكد مما اذا كان هؤلاء احياء او موتى. ويمكن مشاهدة ثلاث جثث على الارض، قبل ان يبدأ القاء ثلاثة اجساد اخرى من فوق المبنى. ويقول مصور الشريط "ابطال مدينة الباب في مبنى البريد"، بينما يصرخ اشخاص تجمعوا في اسفل المبنى بعد رمي الشخص الاول "هذا شبيح... هذا شبيح".

وفي شريط آخر، يظهر رجل معصوب العينين ومقيد اليدين وراء ظهره، يقاوم مجموعة من الرجال يجبرونه على التمدد ارضا. ثم يقوم احدهم بجز عنق الاسير بالسكين اكثر من مرة، الى ان يتدفق دمه على الرصيف، وسط صيحات "الله اكبر". ويقول احد المقاتلين المفترضين لرفاقه "افضل (ان نقتله ب) رصاصة، ويجيبه آخر بحدة "لا، لا، اسكت". ويقول المصور "هذا مصير كل شبيح وكل مؤيد"، ثم "الحمد لله الحمد لله... يا بشار هذا مصير جيشك وشبيحتك".

وفي الشريط الثالث الذي التقط حسبما هو معلن في مدينة اعزاز في محافظة حلب، يظهر رجل مع لحية يلقى به من سيارة ويداه مقيدتان وراء ظهره ويدفع به ارضا. ويقوم احدهم باطلاق النار عليه من مسدس صغير، ثم يطلق عليه آخر رشقا رشاشا، ويتابعان اطلاق النار رغم مقتله.

في السياق ذاته انتشرت على بعض المواقع الالكترونية مقاطع فيديو لعمليات إعدام عناصر في الجيش السوري النظامي على أيدي عناصر مسلحة من افراد ما يسمى الجيش السوري الحر المعارض. وبث موقع يوتيوب مقطعا مصورا لتنفيذ عقوبة الإعدام رميا بالرصاص ضد أربعة أشخاص وسط تهليل حشد من الأشخاص فور تنفيذ حكم الإعدام، وظهرت بعد قليل جثث هؤلاء القتلى مضرجة بالدم. ويعتقد أن يكون هذا الحادث وقع في فناء إحدى المدارس بمدينة حلب وظهر في مقطع الفيديو أربعة من عائلة بري بينهم اثنان مجردان من ملابسهما واقتيدوا جميعا باتجاه حائط قبل أن يطلق عليهم مسلحون النار باستخدام رشاشات نصف آلية. بحسب فرنس برس.

كما بثت المواقع الالكترونية مقطع فيديو آخر لمسلحين أثناء احتفالهم بالسيطرة على مركز للشرطة في مدينة النيرب جنوب شرقي حلب. وظهر في الفيديو جثث نحو 15 شخصا داخل مركز الشرطة وتحدث أحد المسلحين مخاطبا الشخص الذي يحمل الكاميرا "ادخل وشاهد جثث الذين ماتوا من أجل الأسد". وقام مسلح آخر بتوجيه سلاحه الآلي إلى جثة شخص يعتقد أنه ضابط في مركز الشرطة وأطلق النار على رأسه.

قتل مذيع سوري

في السياق ذاته قالت مجموعة (سايت) لمراقبة المواقع الإسلامية المتشددة إن جماعة متشددة أعلنت مسؤوليتها عن خطف وقتل مذيع سوري وهددت بشن المزيد من الهجمات على مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مذيع التلفزيون الحكومي السوري محمد السعيد الذي خطف من منزله في منتصف يوليو تموز أعدم. وقالت سايت إن جبهة النصرة ذكرت في واحد بين أربع بيانات نشرت على منتديات إسلامية أنها خطفت السعيد في محافظة دمشق يوم 19 يوليو تموز وقتلته بعد إخضاعه للتحقيق. ونقلت سايت عن الجماعة المتشددة قولها في بيان إن هذه العملية لعلها تكون "عبرة لكل من يساند هذا النظام الطاغوتي أن يتوب إلى الله... وإلا فإن سيوف المجاهدين ستقطف رؤوسهم وتطهر الشام من رجسهم."

و يذكر ان الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم وتفجير يوم 27 يونيو حزيران لمقر قناة الإخبارية وهي قناة تلفزيونية موالية للحكومة والذي سقط فيه سبعة قتلى. وفي يونيو حزيران أعلنت جبهة النصرة المسؤولية عن قتل 13 رجلا عثر على جثثهم مقيدين ومقتولين بالرصاص في مدينة دير الزور بشرق سوريا يوم 29 مايو ايار. وأدان مراقبو الأمم المتحدة قتل هؤلاء ووصفوه بأنه "مروع ولا يغتفر". بحسب رويترز.

ويقول كميل الطويل وهو مؤرخ للجماعات الإسلامية المسلحة وكاتب في صحيفة الحياة إن الجماعة تثير حفيظة غالبية السوريين. ونقلت سايت عن جبهة النصرة قولها في بيان آخر إن مقاتليها في عملية مشتركة مع كتيبة الصحابة وهي جزء من الجيش السوري الحر اقتحموا مركزا للشرطة في جديدة عرطوز قرب دمشق ودمروه وصادروا المعدات والأسلحة.

تعذيب الاسرى

من جانب اخر و في أكثر مواسم الصيف سخونة في سوريا، اكتظت فصول إحدى المدارس الابتدائية في شمال البلاد ليس بالطلاب، بل باسرى الجيش النظامي السوري المقبوض عليهم من قبل المسلحين في "لواء التوحيد". تلك المدرسة التي أصبحت منذ عدة شهور، معتقلا مؤقتا يضم نحو 112 سجينا على الأقل. وفي أحد الفصول، كان هناك نحو 40 معتقلا، حفاة الأقدام، حليقو الرؤوس، يحاولون إخفاء وجوههم من عدسات الصحفيين الذين يقومون بزيارة هذا المعتقل.

وبنظرة تفقدية سريعة على تلك الغرفة، كانت هناك علامات واضحة تشير إلى تعرض المعتقلين للضرب المبرح من قبل المتمردين. أحدهم عيناه متورمين مع احمرار شديد، وبالكاد يستطيع أن يرى.

وقام احد الحراس باستدعاء أحد المعتقلين بتلك الغرفة، حيث أمره بخلع قميصه لتظهر مجموعات من الوشومات على صدره للرئيس السابق حافظ الأسد، و ابنه المتوفى باسل، بجانب الرئيس الحالي بشار. أما على ظهره فقد كان هناك صورة لسباع مع بعض الكتابات بالعربية مثل: " سوريا- بشار الأسد"، "رجال الأسد"، "يحيا حزب الله" إشارة إلى الحليف الشيعي اللبناني القوي لنظام الأسد. أكثر الأمور المقلقة على هذا الرجل، هي عشرات الجروح البالغة الحديثة التي تتناثر بين الوشومات التي عجز الحارس عن إيجاد تبريرات لها، بجانب عجزه عن تبرير جرح غائر في جذع الرجل.

حينئذ تدخل أبو حاتم وهو حارس السجن قائلا: " لقد اعترف الرجل بارتكابه جرائم ضد الثوار، لذلك قام بجرح جذعه للتبرع بدمه لنا. لقد كان قائدا لمجموعة من الشبيحة قامت بسحق الثوار، بجانب اتصاله المباشر بالمخابرات السورية." القائد الأعلى لهذا المعتقل يدعى "جامبو"، أو هكذا أراد أن نناديه. عمل جامبو كسائق تاكسي لسنوات عديدة. يقول جامبو: "نعم أريد أن أعذب جميع الشبيحة، ولكننا نعمل حسب شريعة الله. حتى أننا لا نصفع أحد منهم بمجرد اعتقاله."

لكن محمد الذي أحضره لنا رجال جامبو لمحاورته، كانت تظهر على معصميه العديد من الكدمات التي ربما نتجت من الحبال التي يوثق بها. لقد كان يرتجف من الفزع، و في كل مرة تكلم فيها كان ينظر إلى جامبو بنظرات من الرعب خشية تعرضه للأذى. محمد الذي يتهمه خاطفوه بالانضمام للشبيحة، أنكر كثيرا وبطريقة غير مباشرة، مؤكدا أنه كان مجرد موظف حكومي في دائرة حسابات بلدية مدينة حلب قبل أن يفجرها المتمردون. محمد يروي قصته قائلا:" بعد أن فجر المتمردون مبنى عملي، كنت محتاجا و بشدة لوظيفة لدفع إيجار منزلي وتوفير مصروفات عملية ولادة زوجتي القيصرية. البلدية أخبرتني أنه يوجد وظيفة لي حيث سأعمل ليوم كامل على أن يكون اليوم التالي عطلة نظير قيامي بحراسة أحد المتنزهات العامة، لذلك أعطوني سلاحا. يستطرد محمد في قصته قائلا: " لقد قضيت خمسة أيام فقط في هذه الوظيفة التي راتبها ما يعادل 190 دولارا فقط للشهر قبل أن يعتقلونني في أحد نقاط التفتيش". بحسب CNN.

حاول جامبو التأكيد على أن الرجل لم يعذب في المعتقل حيث أومأ إليه بأن يخلع قميصه، لكن محمد همس له قائلا: "لا، ما زالت توجد علامات." في الجانب الأخر من المعتقل، هناك غرفة أخرى للمعتقلين تحوى 40 معتقلا تقريبا. معظم المعتقلين في تلك الغرفة يقدمون أنفسهم على رتبة رائد أو عقيد، يجلسون جميعا على الأرض بالقرب من سبورة الفصل التي تمتلئ بالكثير من الآيات القرآنية.

ميثاق شرف

على صعيد متصل ولاجل اخفاء فضائحهم وجرائمهم المستمرة بحق ابناء الشعب السوري وقع بعض مقاتلي المجاميع المسلحة او ما يسمى بالمعارضة السورية البارزين ميثاقا للشرف يلتزمون بموجبه باحترام حقوق الانسان بعد أسبوع من عرض لقطات مصورة يظهر فيها معارضون يعدمون افراد ميليشيا موالية للاسد في حلب. ويتضمن الميثاق الذي قال نشطاء ان زعماء عدة كتائب وقعوه التعهد بعدم ممارسة الاغتصاب او التعذيب أو قتل الأسرى.

ويقول الميثاق ان مقاتلي ما يسمى بالجيش السوري الحر سيحترمون حقوق الانسان بشكل يتفق مع مبادئهم القانونية ومبادئ الدين السمحة والقوانين الدولية المعنية بحقوق الانسان. كما يقضي الميثاق بمعاملة اي جندي أو اي شخص من انصار الاسد يقع في اسر مقاتلي المعارضة وفقا للقوانين المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب. ويتعهد المسلحون بموجب الميثاق بعدم المشاركة في اي نوع من انواع التعذيب اوالاغتصاب او تشويه الاشخاص او اهانتهم واحترام حقوق الاسرى وعدم ممارسة اي شكل من هذه الانتهاكات لانتزاع اعترافات. بحسب رويترز.

وعرضت لقطات مصورة يظهر فيها بعض المسلحين وهم يعدمون اربعة اشخاص يشتبه في انهم من الشبيحة ومقاتلين يعبرون عن شماتتهم امام الجثث في مركز للشرطة في حلب. ولم تكن كتيبة التوحيد في حلب التي يعتقد انها اسرت هؤلاء الرجال الذين قتلوا رميا بالرصاص في المدينة ضمن الموقعين على الميثاق ومن بينهم مقاتلون من درعا ودير الزور والسويداء وحماة وحمص. واكد قائد احدى الكتائب انه وقع الوثيقة لكنه قال انه لا يعتبر التعهدات الواردة فيها ملزمة. وقال مقاتل آخر ان كتيبته رفضت توقيع الميثاق لان لها تحفظات على بعض بنوده. ورفض الخوض في تفاصيل محددة.

تمويل سري

على صعيد متصل لجأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تخشى من تسليح ما يسمى المعارضة السورية بشكل مباشر إلى حل أمريكي نموذجي عندما لا تريد الحكومة أن تتورط: ترك المهمة للشركات الخاصة. ومن بين خليط من منظمات ما يعرف بالمعارضة السورية في الولايات المتحدة التي يديرها مغتربون ظهرت مؤخرا جماعة الدعم السورية التي لديها هدف محدد يتمثل في جمع الأموال لما يسمى للجيش السوري الحر المعارض المتكون من العديد من المجاميع المسلحة و عصابات القتل والتكفير التي يصعب السيطره عليها .

وتقول الجماعة إنها أقنعت الحكومة الأمريكية بأن تعطيها ترخيصا بإرسال أموال للمعارضة بعد أن أسست مكتبا في واشنطن واستعانت بمسؤول سياسي سابق في حلف شمال الأطلسي لإدارته. ويمكن للمؤيدين الآن أن يدخلوا إلى موقع الجماعة ويقوموا بتحميل استمارة لتقديم تبرع للمعارضة السورية عن طريق بطاقة الائتمان أو خدمة باي بال. ولم تعلن جماعة الدعم السورية عن حجم الأموال التي جمعتها ولم تقل إنها لم ترسل أموال بعد. ووفقا للؤي السقا المؤسس المشارك لجماعة الدعم السورية وهو كندي من أصل سوري يعيش في تورنتو فإن الأعضاء بدأوا بجمع سبعة ملايين دولار شهريا. ويعترف بأن جمع هذه الأموال كان سيكون صعبا بدون قدر من المساعدة "المؤسسية الكبيرة".

وقد تستخدم المعارضة الأموال لدفع مرتبات لآلاف المسلحين العرب والاجانب وكذلك لشراء الأسلحة والذخيرة. ولكن جماعة الدعم السورية لا تزال تضغط على إدارة أوباما لتخصيص أموال حكومية و/أو التدخل عسكريا. وقال مدير مجموعة الضغط الخاصة بالجماعة في واشنطن برايان سايرز وهو مسؤول سياسي سابق في حلف الأطلسي "لا نستطيع تمويل منطقة لحظر الطيران." وقال إن منطقة كهذه ضرورية لنجاح المعارضة السورية التي تريد أن تنشيء مناطق آمنة للمدنيين ليفروا من القتال دون خوف من القصف الجوي. ورفضت إدارة أوباما أن تقوم بتسليح مقاتلي ما يسمى المعارضة السورية مباشرة بالرغم من ضغوط البعض في الكونجرس. وعبر مسؤولون أمريكيون سرا عن استيائهم من اتساع نطاق جماعات المعارضة السورية ومعرفتهم المحدودة عنهم.

لكن وفي وقت سابق منحت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصا لجماعة الدعم السورية لإرسال أموال للمعارضة. وجاءت الخطوة بعد جهود بذلها أعضاء الجماعة على مدى شهور لتقييم قيادات المعارضة وتقديم تقارير لإدارة أوباما وللكونجرس عنهم. ولم يتضح بعد ما إذا كانت جماعات أخرى حصلت على تنازلات مماثلة.

ووقع أوباما أمرا سريا يسمح بتقديم دعم أمريكي سري لمعارضي الأسد لا يصل إلى حد تقديم مساعدات عسكرية. وتقول مصادر أمريكية إن الولايات المتحدة تتعاون مع مركز قيادة سري تديره تركيا والسعودية وقطر قرب الحدود السورية للمساعدة في توجيه الدعم الحيوي المباشر العسكري وفي مجال الاتصالات لدعم المسلحين.

وتقول جماعة الدعم السورية إنها تمثل آلاف المقاتلين في تسع محافظات وقعوا إعلان مبادئ يدعو إلى دولة ديمقراطية لجميع السوريين بغض النظر عن الطائفة أو الدين أو العرق. وترفض المبادئ كذلك الإرهاب والتطرف والقتل بغرض الانتقام. ويقول السقا إن جماعة الدعم تريد أن ترسل أموالا إلى هذه المجموعات. وتعهدت جماعة الدعم بعدم تمويل قادة المعارضة إلا إذا التزموا بالمبادئ المنشورة على الموقع الإلكتروني للجماعة.

وقال سايرز "لا نريد تخريب هذا." وجماعة الدعم مطالبة بتقديم تقارير دورية للخارجية الأمريكية.

وتقول الحكومة الأمريكية إنها خصصت ما يصل مجموعه إلى 25 مليون دولار لتقديم مساعدات "غير قتالية" للمعارضة السورية. ويقول مسؤولون أمريكيون إنه يجري تنظيم مساعدة المعارضة بالأسلحة وتمويلها من خلال دول أخرى مثل قطر والسعودية.

وقال سايرز إن جماعة الدعم السورية تضم نحو 60 عضوا والسقا واحد من مجلس إدارة الجماعة المؤلف من 12 عضوا. وقال أندرو تابلر وهو خبير في الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه من الأمور المثيرة أن كثيرا من قادة المعارضة وقعوا إعلان المبادئ. وأضاف تابلر أن جماعات سورية معارضة أخرى مثل المجلس الوطني السوري ومقره اسطنبول أخدت وقتا طويلا "كي تتفق على أي شيء." ويظن أن جماعة الدعم السورية لديها تأثير أكبر من جماعات معارضة أخرى في المنفى لأنها تركز على المسلحين داخل سوريا. وقال رضوان زيادة وهو زعيم ما يسمى بالمجلس الوطني السوري يقيم في الولايات المتحدة إنه لا توجد صلة مباشرة بين المجلس الوطني السوري وجماعة الدعم السورية ولكن الاثنين يعملان من أجل الهدف ذاته.

في السياق ذاته قال تقرير لمحطة تلفزيون (إن.بي.سي. نيوز) إن المسلحين الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد حصلوا للمرة الاولى على عدد محدودة من صواريخ أرض-جو. وقال التقرير إن ما يسمى الجيش السوري الحر حصل على حوالي 24 صاروخا سلمت اليهم عبر تركيا الجار الشمالي لسوريا والتي تطالب حكومتها الاسلامية المعتدلة برحيل الاسد. وتشير الدلائل الي ان الحكومة الامريكية -التي قالت انها تعارض تسليح مقاتلي المعارضة- غير مسؤولة عن تسليم الصواريخ. بحسب رويترز.

لكن مصادر بالحكومة الامريكية تقول منذ اسابيع ان حكومات عربية تسعى للاطاحة بالاسد -من بينها السعودية وقطر- تحث على تقديم مثل هذه الصواريخ المضادة للطائرات والتي تعرف ايضا باسم (مانباد) وتطلق من على الكتف. وفي اعقاب الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قدر بعض خبراء المخابرات أن ما بين 10 آلاف إلي 15 ألف صاروخ مانباد نهبت من مخازن اسلحة الحكومة الليبية. ولم يعرف المكان الذي ذهبت اليه معظم هذه الصورايخ. ويخشى مسؤولون امريكيون كثيرون فكرة تسليح مقاتلي المعارضة السورية بصواريخ مانباد مشيرين الي انها يمكن بسهولة ان تستخدم ضد اهداف غير الحكومة السورية بما في ذلك الطائرات المدنية.

تزايد الانقسامات

من جانب اخر ولاجل الثراء والاستغناء والاستفادة من الدعم المالي المقدم من الجهات الخارجية فقد طرحت ثلاث جماعات سورية معارضة اقتراحات منفصلة لتشكيل حكومة انتقالية في مؤشر على ازدياد عمق الخلافات بين معارضي الرئيس السوري بشار الاسد وتأمل الدول الغربية أن تتفق هذه الجماعات المختلفة على خطة مقبولة للحكومة الانتقالية في حالة سقوط الأسد. وقال رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني السوري -وهو جماعة معارضة تجمع تحت مظلتها جماعات متعددة- ان محادثات ستجرى لتشكيل حكومة انتقالية.

وطرح ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يضم جماعات مسلحة عرضا يدعو إلى تشكيل مجلس اعلى للدفاع يضم شخصيات عسكرية ومدنية. وبعد يوم واحد اعلنت جماعة من النشطاء السوريين المعارضين الذين انشقوا على المجلس الوطني السوري تشكيل تحالف جديد يهدف ايضا إلى تشكيل حكومة انتقالية. وظهور المعارضة السورية منقسمة ليس خبرا جديدا ولا يشكل أي مفاجأة. فخصوم الاسد يتنوعون ما بين اسلاميين وعلمانيين وبين اكراد وعرب وبين مسلمين سنة وابناء اقليات دينية وبين منشقين عن الجيش ونشطاء سياسيين وبين منفيين في الخارج ومسلحين يقاتلون على الارض.

وتعرض المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له لانتقادات شديدة لابتعاده عن المقاتلين على الارض في سوريا نفسها. وهاجم قائد الجيش السوري الحر تشكيل ائتلاف سياسي جديد خارج سوريا يخطط لاقامة حكومة انتقالية ووصف زعماءه بانهم انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها. وأعلنت مجموعة من 70 ناشطا سوريا في المنفى انشاء ما يسمى "مجلس الثورة السورية" في مؤتمر صحفي في القاهرة. وقال العقيد رياض الاسعد في تسجيل مصور بثته قناة العربية التلفزيونية الاخبارية إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد "أصابهم حمى التسلق على الفرص وإغتنام المناصب الذي دعاهم ان يعلنوا انشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا." واضاف قائلا "لكنهم في الواقع يحاولون اعادة احياء نظام الاسد الساقط في إتخاذ قرار من دون الرجوع الى الشعب الذي بذل الدم والدموع لكي يحصل على استقلاله من عصابة الاسد المجرمة." وقال الاسعد ان الاعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلي "إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر."

وانشق هيثم المالح القاضي السابق عن المجلس الوطني السوري ليعلن قيام تشكيل جديد يسمى "مجلس الثورة السورية".وقال انه لا خلاف بين مجلسه والمجلس الوطني السوري بشأن رؤيته لكن بشأن اساليبه وان الخلاف بين الاثنين هو انه يعمل على الارض بينما المجلس الوطني مجرد مجموعة من المنظرين. وقال الامين العام السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون ان الانباء عن الخطط الجديدة الخاصة بتشكيل المجلس لحكومة انتقالية خلقت آلية تنافسية بين هؤلاء الذين يبحثون عن دور.

لكن اكثر ما يزعج الغرب هو وجود مقاتلين اسلاميين داخل سوريا بينهم مقاتلون يتبنون نهج القاعدة الطائفي. كما لا يخفي العلمانيون واعضاء الاقليات الدينية قلقهم. وقال تقرير مجموعة الازمات الدولية "تبنى العديد من جماعات المعارضة توجها وسلوكا اصوليين وهو مسار يعكس تحول الصراع تدريجيا إلى صراع اكثر قتلا واكثر اقرارا بذلك إلى جانب فقدان الثقة في الغرب."

وتخشى الدول الغربية ان يؤدي العنف الطائفي إلى صعوبة في انهاء القتال حتى بعد سقوط الاسد ومن الممكن ان يؤدي إلى اعمال قتل واسعة على غرار ما حدث في العراق بعد الاطاحة بصدام حسين. ومن بين الاسباب التي تؤدي إلى انقسام المعارضة دور الضباط الكبار المنشقين عن الجيش مثل العماد مناف طلاس العضو السابق في الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد الذي فر من سوريا وتستضيفه منذ ذلك الحين تركيا والسعودية المعاديتين للاسد.

 ويقول كثير من نشطاء المعارضة ان طلاس له تاريخ ملوث بخدمته الطويلة مع الاسد ويخشون ان يفرض عليهم كقائد في المستقبل. وقال غليون انه يتوقع قيام طلاس بدور عسكري مع غيره من الضباط المنشقين لاستعادة السيطرة على الجيش واعادة بناء الامن في البلاد. بينما استبعد المالح الفكرة تماما. وقال المالح انه لا يعتقد ان طلاس سيكون له دور في المستقبل كزعيم وقال انه كان عليه ان يعلن انشقاقه عندما غادر سوريا ويعلن انضمامه إلى الجيش السوري الحر وانه سيقاتل في صفوفه.

الى جانب ذلك قال عبد الباسط سيدا رئيس ما يسمى المجلس الوطني السوري إنه مستعد للتفاوض مع مسؤولي الحكومة الذين لم تلوث الدماء ايديهم بمجرد ترك الرئيس بشار الأسد وأعوانه السلطة. وأضاف سيدا لصحيفة الشرق الأوسط إن استقالة مبعوث السلام الدولي كوفي عنان ربما تفتح الباب لمبادرة جديدة لحل الأزمة. واستقال عنان من مهمة السلام في سوريا بسبب الإحباط من إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التصرف بحسم لإنهاء العنف في سوريا المستمر منذ 17 شهرا. بحسب رويترز.

كما أبدى سيدا قلقه إزاء ظهور سلاح في المناطق الكردية بشمال سوريا التي لم تشهد حتى الآن أي قتال. وتظهر تصريحاته قلقا متزايدا في تركيا بشأن تزايد نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا والمرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة انفصالية. وقال سيدا "طبعا هذا الظهور المسلح لهم يثير أكثر من علامة استفهام وبخاصة في المناطق الكردية لأن تلك المناطق لم تشهد أي قلاقل أو مواجهات عسكرية."

سوريا تتهم

في السياق ذاته اتهمت سوريا إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية وقطر بإدارة مراكز عمليات عسكرية في تركيا لدعم المجاميع المسلحة وإدارة معاركها المستمرة منذ 17 شهرا. وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي اتهم بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة مجددا قطر وتركيا والسعودية بايواء وتمويل وتسليح الجماعات "الارهابية المسلحة".

وقال في الرسالة إن تركيا أقامت على أراضيها مراكز عمليات عسكرية تديرها أجهزة مخابرات إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية وقطر. وأضاف أن تلك المراكز تستخدم للاشراف على المعارك التي يشنها "الارهابيون" على المواطنين السوريين في حلب وغيرها من المدن السورية وما وصفها بالمذابح التي يرتكبونها بعد دخولهم سوريا بأعداد كبيرة.

ووقع الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمرا سريا يجيز اجراءات لمساعدة المجاميع المسلحة ويقول مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تتعاون مع مركز قيادة سري تديره تركيا والسعودية وقطر للمساعدة في توجيه دعم عسكري وفي مجال الاتصالات إلىتلك الجماعات. وقال الجعفري إن من قال إنهم يذرفون الدمع على ما يحدث في حلب ويطالبون بضرورة انعقاد مجلس الأمن هم أنفسهم نفس الأطراف التي تسببت في المأساة من خلال دعمهم "للارهاب" وتسليحهم "للجماعات الارهابية". بحسب رويترز.

واضاف أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا تقود حملة لتغيير ميزان القوى في المنطقة وإجبار دولها على الامتثال لما وصفها بسياسات الهيمنة لتلك الدول والاذعان لارادة تلك الدول الغربية. ودعا الجعفري مجلس الأمن للضغط على تلك البلدان لوقف دعم وتسليح وتمويل وتسهيل عمليات المعارضة المسلحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/أيلول/2012 - 14/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م