الصراع على البيت الابيض... هل سيغير من وجه امريكا؟

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يشتد التنافس بين المرشحين في أمريكا كل أربع سنوات لشغل البيت الأبيض وتقلد منصب رئيس اقوى دولة في العالم حاليا، إذ يتنافس كل من مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني، ومرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما في الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر تشرين الثاني للعام الحالي، فعلى غير المعهود شهدت هذه السنة الانتخابية صراعات ونزاعات حامية الوطيس لاقتناص كرسي الرئاسة الأميركية، وقد استخدم المتنافسون كل أنواع الأسلحة في هذا الصراع من مالٍ وإعلام وإثارة لحساسيات دينية وعرقية وثقافية وتمايزات لمفاهيم اجتماعية، لكون انتخابات هذا العام حاسمة ومهمّة جداً في إطار الصراع بين أكبر حزبين في الولايات المتحدة الأمريكية، وحول من سيهيمن على مراكز صنع القرار الأميركي في البيت الأبيض وفي مجلس الكونغرس، ففي ضوء ما تثيره هذه الانتخابات من صراعات واشكاليات عميق، قد تصل في بعض الأحيان لدرجة القذف والتشهير، فلربما تكون الانتخابات 2012 محطة للحصول على توازن القوى او الطموح إلى الهيمنة، وهذا ينعكس جليا في الحروب الكلامية الجارية بين المتنافسين، فاستخدام حرب الغنائم المعنوية من خلال التصريحات المتبادلة من شأنه أن يشكل علامة فارقة في حسم هذا الصراع ، لقوة تأثير تلك الكلمات على طبيعة وقع ما يقال منها نفسيا وماديا بالطرف الآخر لجذب أكبر قدر من اصوات الناخبين، اذ من المنتظر ان تشهد المرحلة المقبلة سلسلة من المناظرات امام الراي العام الامريكي، وهي مرحلة صعبة بالنسبة لاولئك المتنافسين، اذ عليهم اقناع الامريكيين ان الرئيس القادم هو الرجل الافضل لادراة الولايات المتحدة الامريكية. في حين يبرز الخلاف الرئيسي بين المرشحين في عدة قضايا ويعد الاقتصاد من اهمها، فربما ستشهد الحملات الانتخابية القادمة تنافساً على يكون أشدّه بين أوباما وريان أكثر منه تنافساً مع رومني، ولهذا يتساءل بعض المحللين هل يمكن أن يخسر باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟ الجواب يرتهن بواقع الاقتصاد الأمريكي وبنتائج المعركة المحتدمة بين باراك أوباما ومنافسه ميت رومني؟، فما زال مشهد الانتخابات الأمريكية غير محسوم.

حرب الكلام

فقد هاجم ميت رومني بشدة الرئيس الاميركي باراك اوباما واصفا اياه بانه "غاضب ويائس" وطالبا منه ان يأخذ "كراهيته" ويعود بها الى شيكاغو في تصريحات اعتبره معسكر الرئيس اثرها "فاقد السيطرة"، واندلع تصعيد مفاجئ ومرير في السباق الى البيت الابيض عندما صرح نائب الرئيس جو بايدن في جولة انتخابية في فرجينيا التي كانت ولاية عبودية ان سياسات رومني المالية الرامية للحد من الضوابط على المصارف "ستعيد وضعكم في الاغلال جميعا"، وسارع رومني الى الرد غاضبا امام الاف الانصار في ولاية اوهايو منتقدا اوباما الذي تعهد في حملته الانتخابية عام 2008 بردم الصدع السياسي ومؤكدا انه يرمي الى "تمزيق اميركا ثم لصق 51 بالمئة من القطع ببعضها" ليكسب ولاية ثانية، وتابع "هذا ما تبدو عليه رئاسة غاضبة ويائسة"، في تبادل التصريحات الاكثر حدة حتى الان في الحملة، وتابع المرشح الجمهوري "لذلك، السيد الرئيس، خذ حملة تقسيمك وغضبك وكراهيتك وعد بها الى شيكاغو، ودعنا نبدأ اعادة بناء واعادة توحيد اميركا"، اما اوباما الديموقراطي فقرر في تجمعه الانتخابي الاخير في عصر اليوم نفسه في واترلو في ولاية ايوا عدم الدخول في السجال وترك هذه المهمة لفريق حملته كي يستخدم رد فعل المرشح الجمهوري الغاضب للتشكيك في قدرته على القيادة، وقال المتحدث باسم حملة اوباما بن لابولت ان "تصريحات الحاكم رومني الليلة بدت خارجة عن السيطرة وغريبة بشكل خاص لا سيما انها اتت في وقت ينفق فيه عشرات ملايين الدولارات على اعلانات سلبية يمكن اثبات خطأها"، وبدأ احتدام المواجهة بين حملتي رومني واوباما مع خوضهما الولايات المحورية في اثناء جولة بالحافلة لكل منهما استعدادا لمؤتمر التسمية الرسمي وانهاء السباق في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، وكرر اوباما اتهاماته لرومني بخصوص سجل اعماله مشيرا الى ان المليونير الذي اغتنى في اثناء عمله في شركة مخاطر مالية سيعمل على تعزيز ثروات اصدقائه الاثرياء عبر تقليل ضرائبهم وتحميل العبء للطبقة الوسطى التي تعاني من اجل الاستمرار وسط انتعاش اقتصادي بطيء. بحسب فرانس برس.

في المقابل يصف رومني اوباما بانه لم يعد يملك افكارا جديدة ويعادي انشاء الوظائف والشركات الصغيرة ويسعى الى السيطرة على الحكم على مستويات مختلفة من نمط الحياة الاميركي ويشكك في فهمه بلده فعلا، ويعتقد معسكر اوباما انه قادر على كسب الاصوات في ايوا بالتركيز على معارضة رومني لتمديد مهلة تسديد قروض للطاقة الهوائية التي تنتهي هذا العام، واوقف الرئيس حافلته الانتخابية السوداء امام مرزعة عائلية حيث يحصد حوالى 52 توربينا ما يكفي من الطاقة الهوائية لتزويد الالاف من منازل ايوا بالطاقة، وطغت حدة الحملة الانتخابية على مسالة اختيار رومني لشريكه الانتخابي كمرشح لنيابة الرئيس بول راين الذي يحظى بتاييد القاعدة المحافظة في الحزب الجمهوري، فيما بدات وسائل الاعلام تتحقق من خلفية وسياسات نائب ويسكونسن البالغ 42 عاما.

خطف الاضواء

فيما سيواصل الرئيس الاميركي باراك اوباما حملته الانتخابية بوتيرة مكثفة خلال مؤتمر الحزب الجمهوري اعتبارا من في فلوريدا، في محاولة مع فريقه الديموقراطي لخطف الاضواء من خصومه، وفيما يلتقي الجمهوريون في تامبا لاربعة ايام تختتم بتنصيب ميت رومني مرشحا عن الحزب للبيت الابيض، فان هذا المؤتمر مهدد منذ الان بانعكاسات الجدل الذي اثاره سيناتور جمهوري بكلامه عن "الاغتصاب الحقيقي"، وبهبوب عاصفة "اسحق" الاستوائية التي قد تتحول الى اعصار، كذلك قرر الديمقراطيون التشويش على مؤتمر الحزب الجمهوري بارسالهم نائب الرئيس جو بايدن الى فلوريدا، احدى الولايات الاساسية في انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر، لعقد "اجتماعات انتخابية" يجري واحد منها على الاقل في تامبا تحديدا، ويعتبر بايدن خطيبا ماهرا ولو ان عفويته توقعه احيانا في هفوات. وهو لا يتردد في التذكير باصوله المتواضعة وبالتنديد بما يعتبره جنوحا جمهوريا الى اليمين، وسخر في ديترويت بولاية ميشيغان (شمال) من الجمهوريين موضحا انهم اليوم لم يعودوا اليوم يشكلون الحزب ذاته كما كان في السابق واضاف "ليسوا حتى حزب والد رومني" جورج رومني وهو جمهوري معتدل ترشح للانتخابات الرئاسية في الستينيات بدون ان يحالفه الحظ، ويروي بايدن بتأثر كيف تكفل مع عائلته بتكاليف رعاية والدته التي توفيت تسعينية بدون ان يدعها تعلم بان تغطيتها الطبية لم تكن كافية، وبات موضوع الضمان الصحي للمسنين يتصدر الحملة الانتخابية بعدما اختار رومني السناتور بول راين، الداعي الى تخفيض العجز في الميزانية بشكل حاد من خلال الحد من الانفقاع، مرشحا لمنصب نائب الرئيس في فريقه، وقلل متحدث باسم الحزب الجمهوري تيم ميلر من اهمية زيارة بايدن الى تامبا معتبرا ان خطابه "الذي سيكون بالتاكيد مليئا بالهفوات، لن يؤدي سوى الى تسليط الاضواء اكثر على التباين بين الحلول الشجاعة التي يقترحها فريق رومني وراين من اجل اعادة الاقتصاد الى السكة، وادارة (ديموقراطية) لم تف بوعودها". بحسب فرانس برس.

من جهته سيزور اوباما في اليوم الثاني والثالث من المؤتمر الجمهوري ما لا يقل عن ثلاث ولايات مرشحة للعب دور حاسم في الانتخابات، وسيتوجه الرئيس المنتهية ولايته الى ايوا (وسط) حيث سبق ان قام بجوله استمرت ثلاثة ايام في منتصف اب/اغسطس، ثم الى كولورادو (غرب) وفرجينيا (شرق)، واختار اوباما مدن ايمز في ايوا، وفورت كولينز في كولورادو، وشارلوتسفيل في فرجينيا، حيث سيلقي كلمات في جامعات مع بدء الموسم الدراسي الجديد، ضامنا بذلك التوجه الى حضور شاب شديد الحماسة، وستنضم ميشال اوباما الى الحملة مع مشاركتها في برنامج "لايت شوو" الواسع الشعبية الذي يقدمه ديفيد ليترمان على شبكة سي بي اس، وجاء الاعلان عن هذا الظهور التلفزيوني البارز للسيدة الاولى التي تتخطى شعبيتها 60%، في وقت افادت صحيفة نيويورك تايمز ان كبرى الشبكات التلفزيونية ان بي سي وايه بي سي وسي بي اس لن تبث مباشرة خطاب زوجة المرشح الجمهوري آن رومني امام مؤتمر تامبا، وباحتلاله الارض والهوائيات حتى ان لم يكن هناك اي حدث مقررا يوم تنصيب رومني، يخالف فريق اوباما تقليدا من اللباقة يفترض من كل من المرشحين الحد من نشاطاته اثناء مؤتمر الحزب الخصم، وقالت متحدثة باسم لجنة حملة اوباما جينيفر بساكي ردا على اسئلة فرانس برس بهذا الصدد ان "هذه الانتخابات ستشهد منافسة حادة، ولا نهمل اي صوت ولا اي يوم" من الحملة، واكدت ان "المرشحين والرؤساء المنتهية ولاياتهم غالبا ما واصلوا الحملة خلال مؤتمرات" خصومهم في الماضي.

استقطاب الناخبين

في سياق متصل اتهم الرئيس باراك اوباما بول راين الذي اختاره المرشح الجمهوري ميت رومني نائبا له ويزور ولاية ايوا (وسط)، بعرقلة المساعدات للمزارعين رغم الجفاف، وقال الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته خلال المحطة الاولى في كاونسل بلافس من جولة تستمر ثلاثة ايام في هذه الولاية الاساسية للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر "اذا صادفتم راين قولوا له كم ان هذا القانون الزراعي مهم بالنسبة لايوا وسكان الارياف"، والجمهوري بول راين الذي اعطى زخما لمعسكره بعد تعيينه في منصب نائب الرئيس قدم ايضا الى ايوا لزيارة المعرض الزراعي الكبير الذي يستمر بضعة ايام في دي موين، وفي هذه الولاية التي تغطيها حقول الذرة، تحدث الرئيس الاميركي عن الجفاف القياسي الذي يضرب حاليا الولايات المتحدة واتهم راين بانه من الاشخاص الذين يصوتون في الكونغرس ضد تقديم المساعدات للمزارعين واصفا اياه ب"العقائدي في المعسكر الجمهوري" في الكابيتول مقر الكونغرس، وايوا تعتبر ولاية "مترددة" حتى وان لم تصوت الا مرة واحدة لمرشح جمهوري منذ اعادة انتخاب رونالد ريغن في 1984، وايوا هي ايضا الولاية التي بنى فيها باراك اوباما قاعدة حركة شعبية ساهمت في فوزه على هيلاري كلينتون بالترشح عن الحزب الديموقراطي خلال الاقتراع في العام 2008، وقال الرئيس ان راين "متحدث مثالي لنقل مواقف الحاكم رومني لكن المشكلة هي انني لا اوافق هذه المواقف على الاطلاق"، من جهته استمر رومني في خوض حملته في فلوريدا (جنوب شرق)، في حين انتقد راين سياسة اوباما الاقتصادية، وقال راين "خلال ولاية الرئيس اوباما حصلنا خلال اربع سنوات على عجز تجاوز المئة مليار دولار. انه يضر بمستقبل اولادنا"، الا ان الجمهوريين وعدا في نهاية الاسبوع بتصحيح وضع البلاد بفضل خفض الضرائب والنفقات، ورد الديموقراطيون بانتقاد "تصلب" برنامج خصومهم ومقترحات راين وهو ايضا رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب الذي يريد على حد قولهم الغاء برنامج ميديكير لتقديم مساعدة عامة للمسنين، وقال ديفيد اكسلرود من فريق حملة الرئيس اوباما ان راين "مهندس خطة ترمي الى وقف برنامج ميديكير كما هو عليه (...) والى ارغام مسنين على دفع آلاف الدولارات". بحسب فرانس برس.  

ورفض رومني وراين هذه الانتقادات واكدا ان الاصلاحات ترمي الى انقاذ هذا البرنامج من الافلاس وليس الى الغائه، وقال راين "والدتي تتلقى مساعدات من هذا البرنامج في فلوريدا" مقترحا "اصلاحا للمواطنين الاصغر سنا"، ورفض عضو في حملة رومني فكرة ان يكون غياب راين عن فلوريدا مرتبطا بخشيته من تلقي استقبال سيء لان عددا من المسنين يقيمون في هذه الولاية، من جهته احتفل رومني في فلوريدا التي تعد ايضا من الولايات الاساسية، بفوز الرياضيين الاميركيين في الالعاب الاولمبية امام جماهير محدودة، وتظهر استطلاعات الرأي على المستوى الوطني تقدما كبيرا لاوباما على خصمه الجمهوري. واظهر استطلاع للرأي اجرته فوكس نيوز حصول اوباما على 49% من نوايا الاصوات مقابل 40% لرومني.

الاقتصاد الامريكي

يسعى المرشح الجمهوري الى البيت الابيض ميت رومني ومرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين الى اعطاء زخم جديد للحملة الانتخابية وسيحاولان اقناع الناخبين في ولايتين رئيسيتين بانهما سيعيدان قوة اميركا الاقتصادية، وفي الحملة الانتخابية استفاد مساعدو الرئيس الديمقراطي المرشح لولاية جديدة باراك اوباما من برامج الحوارات لانتقاد رومني وراين اللذين سيقضيان بنظرهم على المكاسب التي تحققت بالنسبة لاصلاح نظام الضمان الصحي للمسنين (مديكير)، لكن رومني وراين يسعيان لتقديم نفسيهما على انهما يحملان الحل للنهوض بالاقتصاد الاميركي الذي يسجل نسبة بطالة مرتفعة، وقال رومني وسط التصفيق في مقر الجمعية الوطنية لسيارات السباق (ناسكار) في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق)، "لدي اخبار سارة لكم. هذا البلد سيستعيد قوته"، وهاجم رومني اوباما لانه يجعل برأيه الولايات المتحدة "شبيهة اكثر فاكثر باوروبا" مع "بطالة مرتفعة مزمنة ونمو ضعيف وكارثة مالية على الابواب"، وحاول راين من جهته ان يركز على الفارق الواضح الذي يميزه عن فريق اوباما في توجهه الى 1700 مناصر داخل المبنى فيما كان حشد من اربعة الاف مناصر ينتظر في الخارج، وقال "ان التناقض مؤكد (...) يمكننا السير على النهج الذي نحن فيه والبقاء امة تعاني من الديون والشكوك واليأس، امة تعاني من نسبة البطالة المرتفعة لنترك لاولادنا مستقبلا فرصه محدودة، او نستطيع تغيير كل ذلك ونعيد هذه البلاد على السكة السليمة"، لكن الديموقراطيين شنوا هجوما مضادا غاضبا منتقدين رومني على خياره المرشح لمنصب نائب الرئيس مما يدل برأيهم على ان الجمهوريين يريدون القضاء على البرامج الاجتماعية مثل الضمان الصحي "مديكير" للمسنين الذي يعتبر موضوعا سياسيا حساسا، وقال كبير مستشاري حملة اوباما ديفيد اكسلرود "انه الرجل الذي وضع خطة لانهاء مديكير كما نعلم وتحويلها الى برنامج قسائم"، واستطرد "انه الشخص الذي اعد خطة لخصخصة الضمان الاجتماعي حتى ان جورج بوش وصفها بانها غير مسؤولة"، وفي اول رد فعل علني وصف اوباما راين بانه "منظر" الحزب الجمهوري، وقال "انه المتحدث المفوه عن رؤية رومني لكنها رؤية اعارضها تماما"، وراين العضو في الكونغرس عن ويسكونسن هو الذي وضع خطة الميزانية وخفض العجز للجمهوريين التي تدعو الى اقتطاعات كبيرة في الانفاق للتصدي لما يصفه الجمهوريون بمستويات غير محتملة للانفاق والدين. بحسب فرانس برس.  

ووصف كثيرون اختيار راين مرشحا لنائب الرئيس بانه قرار شجاع من قبل رومني غير انه ينطوي على مخاطر مشيرين الى انه سيعيد تركيز الحملة الانتخابية الاميركية على مشكلة الدين والعجز المالي في وقت تسجل الولايات المتحدة انتعاشا بطيئا، لكن رومني سعى للنأي بنفسه عن مشروع راين المالي، وقال رومني في برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي اس "لدي خطتي للميزانية" و"سنخوض حملتنا على اساس هذه الخطة"، واثناء توقف في ووكيشا انتقد راين اوباما لفرضه "مزيدا من القيود ووعد بمزيد من الضرائب على الاعمال الصغيرة الناجحة"، واضاف "ان فعل هذا الرئيس كل هذه الامور في سنة انتخابية صعبة، فتصوروا ما يمكن ان يفعله ان واجه الناخبين مرة جديدة"، مستطردا "أتعرفون؟ لن نعرف ذلك"، وسعى بعض الجمهوريين الى وضع مسافة بين حملة رومني وخطط راين المثيرة للجدل خصوصا اقتراحه لابدال مديكير بنظام قسائم، وقال رانس بريبوس رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية لبرنامج "ميت ذا برس" على محطة ان بي سي التلفزيونية "اعتقد ان ميت رومني يقدر ويعجب بعمل وافكار بول راين. لكن ميت رومني لديه خطته الخاصة به"، وفي الاسابيع الاخيرة تقدم اوباما على رومني في استطلاعات الراي على الصعيد الوطني وفي معظم الولايات الاثنتي عشرة الرئيسية التي لها تأثيرها على انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فيما اعطت سي ان ان اوباما 52% اي اكثر بسبع نقاط عن حاكم مساتشوسيتس السابق، الا ان رومني يأمل من خلال اختياره راين ومن خلال جولته بالحافلة على ولايات اساسية في تحقيق الفوز في السباق الرئاسي.

المناظرات التلفزيونية

من جهة أخرى ستنظم اربع مناظرات تلفزيونية قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تجري في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، حددت لجنة المناظرات شكلها، وستنظم ثلاث من هذه المناظرات في تشرين الاول/اكتوبر بين الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته باراك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني، الاولى في الثالث من الشهر في دنفر في ولاية كولورادو (غرب) والثانية في 16 في همستيد في نيويورك (شمال شرق) والثالثة في 22 في بوكا راتن في فلوريدا (جنوب شرق)، اما المناظرة الرابعة فستجرى في 11 تشرين الاول/اكتوبر في دانفيل في ولاية كنتاكي (وسط الشرق) بين نائب الرئيس جو بايدن ومنافسه بول راين، وللمرة الاولى منذ 1992، ستتولى سيدة ادارة المناظرة بين المرشحين للرئاسة، هي الصحافية السياسية في السي ان ان كاندي كرولي التي قالت انها "سعيدة" بقرار اللجنة، وستدير كرولي المناظرة الثانية بمشاركة ناخبين مترددين سيطرحون اسئلة حول قضايا محلية ودولية. وسيمنح كل مرشح دقيقتان للرد، اما المناظرتان الاخريان فيديرهما صحافيان متمرسان في السياسة هما جيم ليرر (بي بي اس) وبوب شيفر (سي بي اس). وسيطرحان ست اسئلة حول ست قضايا يعلن عنها مسبقا، وسيمهل كل مرشح دقيقتان للرد قبل مناقشة قصيرة عامة حول موضوع محدد لعشر دقائق، والمناظرة بين بايدن وراين ستحييها سيدة ايضا هي الصحافية مارتا راداتز من شبكة ايه بي سي. بحسب فرانس برس.

احتدام الجدل مجددا بين فريقي رومني واوباما

على الصعيد نفسه قدم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني اوضح تفسير حتى الان حول وضع ضرائبه قائلا انه دفع 13 بالمئة على الاقل سنويا خلال العقد الماضي لكن فريق حملة الرئيس الاميركي باراك اوباما سارع الى مطالبته باثباتات على ذلك، وكان رومني الملياردير والمستثمر السابق تعرض لهجمات من الديموقراطيين لرفضه الكشف عن حصيلة ضرائبه قبل 2010 وبدا منزعجا من الاسئلة عن امواله الشخصية في خضم الجدال المحتدم في حملة 2012، وقال للصحافيين في مطار قرب غرينفيل بكارولينا الجنوبية "يجب ان اقول، نظرا للتحديات التي تواجهها اميركا -- حيث هناك 23 مليون شخص عاطلين عن العمل ومع ايران على وشك ان تصبح قوة نووية فيما يواجه اميركي من اصل ستة الفقر -- ان التركيز على الضرائب التي دفعتها امر يدل على عقلية محدودة جدا مقارنة مع المواضيع الكبرى التي نواجهها"، واضاف "لكنني عدت واطلعت على ضرائبي، وعلى مدى السنوات العشر الماضية لم ادفع اقل من 13 بالمئة. اعتقد انه في اخر سنة دفعت 13,6 بالمئة او قرابة ذلك. وبالتالي فانا دفعت الضرائب سنويا"، وقد دفع رومني فعليا ضرائب بنسبة 13,9 بالمئة في 2010 بحسب وثائق المرتجعات التي نشرها لان مدخوله من الاستثمارات خضع لضربية كربح مالي بدلا من ان يخضع لنسب اعلى من الضرائب تطبق على الراتب، وهذه الارقام قد لا تروق لعدد كبير من الاميركيين لا سيما من الطبقة الوسطى الذين يدفعون نسب ضرائب اعلى من رومني لانهم يدفعون ضريبة على الرواتب اعلى من الضريبة على مدخول الاستثمار، وحاليا الضريبة الاعلى على الراتب في اميركا تبلغ 35 بالمئة، ورد فريق حملة اوباما على هذا الاعلان قائلا "بما انه يوجد سبب جوهري للتشكيك بمزاعمه، لدينا رسالة بسيطة نوجهها اليه: اثبت ذلك"، وقالت المتحدثة باسم حملة اوباما الانتخابية ليز سميث في بيان "رغم انه استثمر ملايين الدولارات في ملاذات ضرائب اجنبية وشركات اوفشور وحسابات مصرفية في سويسرا، لا يزال يطلب من الشعب الاميركي ان يثق به"، واضافت "لكن نظرا للسرية التي يعتمدها ميت رومني حول مرتجعاته، وكذلك كشفه وثيقة مرتجعاته الوحيدة التي رأيناها حتى الان وعدم التماسك بينها وبين ما كشف عنه بخصوص ماليته، فقد عزز الحق لنا بان نساله" حول ذلك، ويسعى رومني للرد على الاتهامات التي وجهها اليه زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد الذي اعلن في وقت سابق هذا الشهر ان رومني لم يدفع ضرائب على مدى عشر سنوات، ورد رومني بالقول "تهمة هاري ريد خاطئة تماما"، ويحاول الديموقراطيون ان يلصقوا برومني صورة الرجل الثري النخبوي الذي لا يتعاطف مع الاشخاص العاديين. فقد اقترح خفض نسب الضرائب على بنسبة 20% والغاء الضريبة على مدخول الاستثمار. بحسب فرانس برس.   

وقال اوباما ان مثل هذا الاقتراح سيؤدي الى رفع الضرائب على العائلات التي لديها اولاد بالفي دولار من اجل تمويل خطته للضرائب البالغة قيمتها خمسة تريليون دولار والتي ستفيد بشكل اساسي الاثرياء، وقال السناتور الجمهوري جيم دي مينت الذي قدم رومني خلال حفل جمع اموال في غرينفيل ان الديموقراطيين سيواصلون مهاجمة المرشح الجمهوري في قضية الضرائب من اجل تحويل الانتباه عن امور اخرى، واضاف دي مينت "سيواصلون التركيز على ذلك لانهم لا يريدون التحدث عن الاقتصاد".

بايدن سيبقى مرشح اوباما

من جانب أخر اعلن البيت الابيض ان جو بايدن سيبقى مرشحا لمنصب نائب الرئيس مع باراك اوباما رغم هفوات نائب الرئيس التي حملت جمهوريين على المطالبة بتغييره، واعلن المرشح الجمهوري السابق جون ماكين انه من "الذكاء" من جانب اوباما ان يستبدل جو بايدن بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قبل ان يضيف على الفور "لكن هذا الامر لن يحصل بالتأكيد"، واثار بايدن المعتاد على ارتكاب الهفوات، جدلا بقوله ان مقترحات المرشح الجمهوري ميت رومني حول المصارف هي بمثابة "تقييد" للاميركيين "بالاصفاد"، وذلك في خطاب القاه في فيرجينيا، وردا على سؤال حول هذا الامر خلال لقائه اليومي مع الصحافيين، كرر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "البطاقة" الرئاسية الديموقراطية للانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر ستكون بالتأكيد "اوباما-بايدن". واضاف "انها مسألة محسومة منذ وقت طويل". بحسب فرانس برس.

واكد كارني ايضا انه يكن "اعجابا كبيرا واحتراما كبيرا للسناتور جون ماكين" متداركا "لكن اذا كنت اريد ان اطلب نصيحة حول المرشحين لنيابة الرئاسة فلن اطلبها من جون ماكين"، وكان ماكين اختار في العام 2008 سيدة غير معروفة على المسرح السياسي هي حاكمة الاسكا ساره بايلن كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، ويعتبر اختيار بايلن احد العوامل الرئيسية في فشل ماكين.

مزحة رومني بشأن شهادة ميلاد اوباما

الى ذلك اتهم فريق حملة الرئيس الاميركي باراك اوباما ميت رومني باعطاء حجة لمؤيدي نظريات المؤامرة ضد الرئيس المنتهية ولايته بعدما اطلق المرشح الجمهوري للرئاسة مزحة علنا حول شهادة ميلاده، ورغم ان رومني اكد لاحقا ان الامر لم يكن هجوما ضد اوباما، لكن تصريحاته اعادت اطلاق الجدل ذي الخلفيات العنصرية والذي بدأه منذ فترة طويلة بعض المحافظين المتشددين حول شرعية تولي اول رئيس اسود للولايات المتحدة هذا المنصب، وفي تجمع انتخابي بمدينة كوميرس في ولاية ميشيغن (شمال) التي تعتبر من الولايات الحاسمة في انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ذكر رومني بانه هو وزوجته ولدا في هذا المكان، واضاف "لم يطلب احد ابدا رؤية شهادة ميلادي. فهم يعرفون اننا ولدنا هنا وكبرنا هنا" لتقابل هذه المزحة بضحكات وتصفيق نحو عشرة الاف شخص جاؤوا للاستماع الى رومني قبل افتتاح المؤتمر الوطني الجمهوري الاثنين الذي سيعلنه رسميا مرشحا للحزب في فلوريدا (جنوب شرق)، الا ان هذه التصريحات تاخذ معنى خاصا في اطار الجدل الذي اثاره بعض المحافظين المتشددين بشان المكان الذي ولد فيه اوباما وذلك منذ 2007 عندما اعلن ترشحه للرئاسة، ولاسكات هؤلاء نشر اوباما انذاك صورة من شهادة ميلاده تؤكد انه ولد في 4 اب/اغسطس 1961 في هونولولو عاصمة ولاية هاواي اي على الاراضي الاميركية كما يشترط دستور البلاد للترشح للرئاسة، وفي نيسان/ابريل 2011 عندما انضم الملياردير دونالد ترامب الى هؤلاء المشككين ذهب البيت الابيض الى ابعد من ذلك مع نشر شهادة الميلاد الرسمية الكاملة لاوباما، واكد رومني بعد ظهر في حديث مع "سي بي اس" انه لم يكن يريد مهاجمة اوباما وانما مجرد المزاح. وقال "يجب اضفاء بعض المزاح على الحملة" مضيفا ان "مكان ولادته ليس موضع جدل. لقد ولد في الولايات المتحدة"، وقد اكد رومني في السابق انه ليس من انصار هذه النظريات التي تتسم بالعنصرية حيال اول رئيس اسود للولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

ومنذ فوزه في الانتخابات التمهيدية لحزبه، حاول رومني تركيز هجماته على اوباما عبر التنديد بسياسته الاقتصادية والاشادة بخبرته الخاصة كمقاول كما جاء الجمعة في مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال، لكن عودة الجدل حول شهادة الميلاد، سواء عن قصد او غير قصد، فتح المجال للديموقراطيين لشن هجمات كما حصل في مطلع الاسبوع مع تصريحات نائب جمهوري اكد ان النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب نادرا ما يحملن، وسارع فريق حملة اوباما الى التنديد بتصريحات المرشح الجمهوري, وقال المتحدث باسم الحملة الديموقراطية بن لابولت "منذ بداية حملته فضل الحاكم رومني دعم الاصوات الاكثر تطرفا في حزبه بدلا من التصدي لها" معتبرا ان تصريحات رومني "يجب ان تحث جميع الناخبين العقلاء على اعادة التفكير"، وذكر فريق اوباما ايضا بان رومني ظهر في الاونة الاخيرة الى جانب دونالد ترامب وشخصيات اخرى محافظة تواصل التشكيك في مكان ولادة الرئيس، وبعد ذلك قام فريق حملة اوباما ببث رسالة على الموقع الرسمي للحملة على تويتر تتضمن فيديو اغنية "بورن ان ذي يو اس ايه" (مولود في الولايات المتحدة الاميركية) للمغني بروس سبرينغستين، واطلق فريق اوباما ايضا دعوة جديدة لتلقي هبات وروج بشكل خاص لبيع احد الاغراض المعروضة للبيع على موقعه الالكتروني وهو فنجان قهوة كتب عليه "بورن ان ذي يو اس ايه" وعليها صورة عن شهادة ميلاد الرئيس.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/أيلول/2012 - 13/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م