سلامة الأسنان سر صحة الإنسان

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تُعد الأسنان الناصعة البياض رمزاً للصحة والشباب، لذا يحلم كل شخص بالحصول على أسنان متلألئة من أجل ابتسامة ساحرة. ويزخر مجال تجميل الأسنان حالياً بالعديد من الوسائل المساعدة على بقاء الأسنان جميلة وناصعة البياض، لكن، للأسف، لا تُثمر كل الوسائل عن نتائج فاعلة، فضلاً عن أنها لا تخلو من المخاطر، لذا لابد من الذهاب إلى طبيب الأسنان بالنسبة لمَن يرغب في الحصول على أسنان بيضاء وجميلة تدوم طويلاً، فالعناية السليمة بالأسنان تكون بتنظيفها مرتين على الأقل يومياً، لأن نزيف اللثة، ورائحة فم كريهة، وأعناق أسنان حساسة عند تناول أطعمة باردة أو ساخنة، وأسنان مخلخلة.. كل هذه الظواهر أعراض لالتهاب الأنسجة الداعمة للأسنان. وتحدث هذه العدوى التي غالباً ما تكون مزمنة بسبب وجود بكتيريا على الأسنان، ويتم الربط بينها وبين أمراض من قبيل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والروماتيزم، ولذا تعد العناية الجيدة بالأسنان بمثابة خط دفاع أول عن أعضاء الجسم جميعها، ويُعد التدخين من أهم عوامل الخطورة للإصابة بالتهاب الأنسجة الداعمة للأسنان، إذ يسعى علماء الطب حول العالم الى تحقيق ثورة جديدة في عالم الطب، من خلال الابتكارات والأبحاث التقنية والعلمية على المستويات الطبية كافة، حيث تم ابتكار  تقنية جديدة لحفر الأسنان بعيداً عن الآلات المؤلمة، في حين أثبتت الدراسات ان بعض الجراثيم مرتبطة بأمراض مزمنة، كما ان عدد جراثيم الفم يفوق عدد البشر، بينما تصوير الأسنان الشعاعي قد يؤدي إلى أورام في الدماغ، في حين تتسبب العادات الغذائية الخاطئة في تسوس الأسنان، فينصح الخبراء بانه يجب العناية بالأسنان بشكل جيد وبمختلف الفئات العمرية لانها خط دفاع أول عن الجسم.

تقنية جديدة بعيداً عن الآلات المؤلمة

فقد تمكن علماء من تطوير تقنية جديدة يستخدمها طبيب الأسنان لتنظيف التسوس بدلاً من آلات الحفر المزعجة والمؤلمة، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هذه التقنية المسمّاة "بلازما برش" "فرشاة البلازما"، تحدث حفرة في السن المتسوّس خلال 30 ثانية فقط، ولا يشعر المريض سوى ببرودة بسيط في الفم، وتعتمد التقنية الجديدة على تفاعلات كيميائية لتعقيم التجويف قبل العملية، وتجعل إغلاق الضرس أكثر إحكاماً، وتطيل مدة دوام الحشوة، ويبدي العلماء في جامعة "ميسوري" الذين قادوا البحث مع شركة "نانوفا" للتقنيات الطبية، ثقتهم بأن التقنية الجديدة تشكل خرقاً كبيراً في عالم طب الأسنان، وقال الأستاذ في علم الهندسة هاو لي، إن "دراساتنا تشير إلى أن الحشوات تكون أقوى بنسبة 60% مع فرشاة البلازما"، ويقول العلماء إن التجارب الكلينيكية على وشك أن تبدأ، لافتين إلى انه لم تسجل أية عوارض جانبية خلال الاختبارات المخبرية، ومتوقعين بأن تساعد التجارب البشرية على تحسين النموذج المبدئي، وإن جرى كل شيء وفق ما هو مخطط له، فإن التقنية الجديدة ستكون متوفرة في السوق للأطباء لأول مرة في العام 2013. بحسب يونايتد برس.

تصوير الأسنان الشعاعي

في حين تبين أن الأشخاص الذين يجرون بانتظام صورا شعاعية لأسنانهم هم أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بأورام في الدماغ، بحسب دراسة أجراها باحثون أميركيون نصحوا بتفادي إجراء هذه الصور كل سنة، ونشرت الدراسة في مجلة "كانسر" الأميركية وأجرتها إليزابيث كلاوي من جامعة يال بالاستناد إلى بيانات جمعتها من 1433 مريضا أميركا تراوحت أعمارهم بين 20 و79 سنة ويعانون أوراما سحائية في الدماغ وهي أورام حميدة عادة، وتبين أن المرضى الذين أجروا كل سنة صورة شعاعية لأسنانهم وتعرضوا للأشعة السينية هم أكثر عرضة بمعدل 1,4 إلى 3 مرات للاصابة بورم سحائي من المرضى الآخرين، وتعتمد نسبة انتشار الورم على سن المريض وعلى نوع الصورة الشعاعية بما أن الأشعة السينية تستعمل بطرق مختلفة. بحسب فرانس برس.

والورم السحائي هو ورم يتشكل في الغشاء الذي يغلف الدماغ والنخاع الشوكي. وغالبا ما يكون هذا الورم حميدا ولا ينمو بسرعة كبيرة لكنه قد يترافق بعجز وبخطر الوفاة في بعض الحالات، وأوضحت إليزابيث كلاوس أن الأشخاص الذين يزورون طبيب الأسنان اليوم يتعرضون لنسبة إشعاعات أقل من قبل. لكن هذه الدراسة ينبغي أن تدفع أطباء الأسنان والمرضى إلى إعادة النظر في أسباب إجراء هذا النوع من الصور الشعاعية، يشار إلى أن جمعية أطباء الأسنان الأميركية توصي بفحص الأسنان كل سنة أو سنتين لدى الأطفال وكل 18 شهرا أو ثلاث سنوات لدى المراهقين وكل سنتين أو ثلاث لدى البالغين.

أسنان الأثرياء أكثر من الفقراء

 على صعيد ذو صلة كلما زاد ثراء المرء، زاد عدد أسنانه، هذا ما كشف عنه معهد الصحة والرعاية التابع للحكومة الأسترالية في  تقريره السنوي السادس حول صحة الأسنان في البلاد، ربما لم تكن هذه النتيجة مفاجئة للغاية، فهيئة الصحة الوطنية تغطي  تكاليف زيارة الأطباء، ولكن ليس طبيب الأسنان، علما بأن العلاج في  أستراليا مكلف للغاية، غير أن ما يثير الدهشة هو مدى قوة العلاقة التي تربط بين دخل المرء  وتمتعه بمجموعة كبيرة من الأسنان، قسم القائمون على هذا البحث المشاركين ، وعددهم ستة آلاف، إلى سبع فئات بناء على الدخل، وتبين أن أكثر الفئات دخلا هي أكثرها من حيث عدد الأسنان ، والعكس صحيح. كما أظهر البحث أن أولئك الذين يعتمدون على نوع من دعم الدخول يفقدون ضعف عدد الأسنان التي يفقدها غيرهم، ولعل هؤلاء الذين يستطيعون تحمل نفقات العناية بأسنانهم لديهم الكثير ليبتسموا من أجله ، إذ أن واحدا فقط بين كل خمسة أشخاص يزور طبيب الأسنان، ثم لا يستكمل مشوار العناية بأسنانه بتلقي العلاج نظرا لعدم  قدرته على تحمل نفقاتها. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

عدد جراثيم الفم يفوق عدد البشر

 على الصعيد نفسه قال أطباء أسنان أميركيون ان فم المرء يمكن أن يحتوي على جراثيم أكثر من عدد البشر على الأرض، وأثبتت الدراسات ان بعض الجراثيم مرتبطة بأمراض مزمنة، وأوضح جون دودز، وهو طبيب أسنان عام في نيويورك ومؤلف كتاب "صحة الأسنان: دليل المستخدم"، ان الدراسة التي أعدها قسم الأبحاث في شركة "لسترين" أن الصحة السيئة للفم مرتبطة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب، ويقول معظم البالغين الأميركيين انهم يحتاجون لبذل المزيد من الجهد لتحسين صحة فمهم، ولكن واحداً من أصل ثلاثة يستخدم خيط تنظيف الأسنان أو يغسل فمه بغسول خاص في الصباح وأكثر من نصفهم يزورون طبيب الأسنان مرتين في السنة للوقاية. بحسب يونايتد برس.

وقال دودز "أنصح مرضاي بأن ينظفوا أسنانهم بالفرشاة والخيط ويشطفوا بغسول علاجي مرتين في اليوم وطبعاً زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم لتفادي المشاكل والحفاظ على نظافة أسنانهم". وأشار إلى أن الجراثيم في الفم تتكاثر ويمكن أن تتراكم وتشكل طبقة ما يجعل من الأصعب قتلها من خلال التنظيف العادي أو بالخيط ومن الممكن أن تتسبب بمشاكل مثل رائحة الفم الكريهة أو التهاب اللثة.

العناية بالأسنان اللبنية تقي الدائمة من التسوس

في سياق متصل إذا لم يعتنِ الآباء بتنظيف أسنان أطفالهم اللبنيّة منذ بداية ظهورها، فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالأسنان الدائمة أيضاً. وينصح البروفيسور ديتمار أوسترايش من الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين الآباء، قائلاً «ينبغي على الآباء استخدام الفرشاة لتنظيف أسنان طفلهم مع ظهور أول سن لبنيّة لديه»، ويؤكد طبيب الأسنان الألماني على ضرورة التزام الآباء بتنظيف أسنان طفلهم اللبنيّة، التي عادة ما تظهر في شهره السادس، مرة واحدة يوميًا باستخدام فرشاة أسنان مُخصصة للأطفال مع كمية قليلة للغاية من معجون أسنان الأطفال المحتوي على الفلورايد، إلى أن يتم الطفل عامه الثاني. وبدءاً من هذا الوقت ينبغي على الآباء تنظيف أسنان طفلهم مرتين يوميا باستخدام معجون الأسنان المخصص للأطفال. وعن أهمية مادة الفلورايد بالنسبة للأسنان، يقول أوسترايش «يتمتع الفلورايد بتأثير فعّال في وقاية الأسنان، لاسيما طبقتها السطحية، من الإصابة بالتسوس»، مؤكداً أن نوعيات معجون الأسنان المخصصة للبالغين لا تناسب الأطفال حتى يبلغوا ستة أعوام؛ نظرًا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الفلورايد، وأشار طبيب الأسنان الألماني إلى أن العادات الغذائية الخاطئة، مثل تناول الأطفال الكثير من الحلوى والمشروبات الحمضية، وكذلك إهمال العناية بنظافة أسنان الطفل عادةً ما تُسهم بشكل كبير في إصابة الأطفال حتى عمر ثلاثة أعوام بما يُسمى تسوس الأسنان الناتج عن الأطعمة. ويظهر ذلك في تسوس الأسنان الأمامية بالفك العلوي لدى الطفل بفعل البكتيريا. ويُحذر أوسترايش من إمكانية أن يؤدي هذا التسوس إلى الشعور بالألم أو تورم اللثة أو الإصابة بخراج، بل وقد يصل الأمر أحيانا إلى سقوط الأسنان تماما. بحسب يونايتد برس.

وأوضح طبيب الأسنان الألماني مدى خطورة إصابة الأسنان اللبنيّة لدى الطفل بالتسوس، بأنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع خطر إصابة الأسنان الدائمة بالتسوس في ما بعد، موضحا كيفية حدوث ذلك بقوله «عادة ما يزداد تحسس مينا الأسنان الدائمة تجاه البكتيريا خلال مرحلة سقوط الأسنان اللبنيّة؛ لأنها لاتزال في مرحلة النمو». لذا يسهل على البكتيريا المسببة للإصابة بالتسوس، التي تزداد بشكل كبير للغاية داخل فم الطفل خلال عامه الأول، في إصابة الأسنان الدائمة أيضًا. وجديرٌ بالذكر أن الأسنان اللبنيّة هذه تعمل على حفظ موضع الأسنان الدائمة بالفم حتى تبدأ في الظهور، فضلاً عن أهميتها البالغة في عملية التطور اللغوي لدى الطفل على نحو جيد.

ماذا يحصل إذا كنت مرتبطاً بطبيبة أسنان وقمت بخيانتها؟

على صعيد مختلف أقدمت طبيبة أسنان بريطانية على خلع كامل أسنان حبيبها انتقاماً من خيانته لها، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الطبيبة آنا ماكوياك (34 عاماً) تواجه حالياً حكما بالسجن بعد انتقامها من حبيبها ماريك أولسزيوسكي، الذي توجه إلى عيادتها بعد أيام قليلة من انفصاله عنها طالباً معالجة سنه، وما كان على الحبيبة التي آلمها الإنفصال سوى أن تغتنم الفرصة، لتعطي الرجل جرعة عالية من التخدير وتخلع كامل أسنانه، وعملت بعدها على لف رأسه وفكيه لمنعه من فتح فمه، قائلة له إنها واجهت مضاعفات، وعليه التوجه إلى اختصاصي، وقالت الطبيبة التي تعمل في بولندا "حاولت أن أكون مهنيّة، وأن أفصل عملي عن مشاعري، لكنني عندما رأيته مستلقياً أمامي قلت فقط.. تبّاً!"، وقال أولسزيوسكي "عرفت أن شيئاً ما ليس على ما يرام لأنني عندما استيقظت من التخدير لم أشعر بأي سن. بحسب يونايتد برس.  

وقد لفّ فكي كلّه"، وأشار إلى أنه لم يشك أبداً بها فهي طبيبة ماهرة، وأضاف "لكن عندما ذهبت إلى المنزل ونظرت في المرآة لم أصدّق أبداً.. لقد أفرغت فمي من الأسنان"، وقال إن حبيبته الجديدة تركته الآن قائلة إنه لا يمكنها أن تكون مع رجل لا أسنان له، وأضاف "سيكون علي أن أدفع ثروة الآن من أجل زرع أسنان أو القيام بشيء ما"، وقد تواجه الطبيبة حكما بالسجن تصل إلى 3 سنوات بسبب فعلتها.

مبيضات الأسنان لا تخلو من المخاطر

من جانب أخر أوضحت الدكتورة موتسغان بيتسهانغ، من قسم طب الأسنان التحفظي والوقائي بجامعة فيتن ـ هيرديكه الألمانية، أن «القضاء على التغيرات اللونية التي تطرأ على الأسنان يستلزم معرفة الأسباب المؤدية إليها أولاً»، مشيرة إلى وجود عوامل خارجية وأخرى داخلية تؤدي إلى التغيرات اللونية. وتتمثل العوامل الخارجية في المواد الموجودة في القهوة أو الشاي أو مادة النيكوتين الموجودة في السجائر، والتي يُمكن أن تلتصق بسطح الأسنان، ما يؤدي إلى تغيّر لونها، أما عضو اتحاد المهن الطبية بمدينة دورتموند الألمانية، يترا مولرشتيت، فتقول إنه «يُمكن رؤية تغيرات اللون الناتجة عن مثل هذه المشروبات بشكل واضح تماماً في الأماكن التي يخرج منها اللعاب، مثل الناحية الداخلية لقواطع الأسنان السفلية»، لافتةً إلى أن أسهل وسيلة لتجنب مثل هذه الرواسب المؤدية إلى تغيّر لون الأسنان هي الاستغناء تماماً عن احتساء هذه المشروبات، وعن العوامل الداخلية المؤثرة في تغيّر لون الأسنان، يقول نائب رئيس الغرفة الألمانية لأطباء الأسنان، البروفيسور ديتمار أوستررايش: «تتسبب عمليات التآكل الناتجة عن الاحتكاك في إضعاف مينا الأسنان وتآكلها أيضاً، ما يؤدي إلى ظهور عاج الأسنان ذو اللون القاتم والموجود أسفل المينا؛ ومن ثمّ يتغير لون سطح الأسنان»، ويشيرٍ أوستررايش إلى أن الإصابة ببعض الأمراض، أو تناول نوعيات معيّنة من الأدوية أو كثرة استخدام غسول الفم يُمكن أن يعزز أيضاً من فرص تغيّر لون الأسنان، مؤكدا أن المواظبة على استخدام فرشاة الأسنان تُعد الوسيلة الأهم في بادئ الأمر للقضاء على الطبقات المترسبة على الأسنان والناتجة عن الأطعمة والمشروبات «بشكل عام يُمكن القضاء على تغيّر لون الأسنان الناتج عن عوامل خارجية مثل الأطعمة والمشروبات، لاسيما من خلال اتباع إجراءات النظافة والرعاية الصحية للأسنان عن طريق المواظبة على تنظيفها يومياً باستخدام الفرشاة والمعجون، وكذلك من خلال تنظيفها على نحو أكثر احترافية على يد طبيب مختص»، على الرغم من أهمية معجون الأسنان المخصص للتبييض في الحفاظ على نظافة الأسنان، ومنع بقاء الترسبات عليها، ما يبقيها ناصعة البياض، إلا أنها لا تخلو من الأضرار أيضاً؛ إذ أوضحت طبيبة الأسنان الألمانية بيتسهانغ أن «هذه المعاجين تحتوي على جسيمات تنظيف صغيرة وخشنة للغاية تعمل على إزالة الاتساخات من فوق أسطح الأسنان، ولكن ربما تهاجم هذه الجسيمات مينا الأسنان، وتؤدي إلى تآكلها مع تكرار الاستعمال»، وكي لا تؤدي هذه الجسيمات الموجودة في معاجين الأسنان إلى الإضرار بمينا الأسنان وبنيتها، أوصت بيتسهانغ بأنه «لابد من اتباع الارشادات المكتوبة على عبوة معجون الأسنان، والتي يُمكن الاستدلال من خلالها على حجم الجرعة وعدد المرات التي يُستخدم فيها المعجون»، أما إذا بقي تغيّر لون الأسنان دون تحسن، على الرغم من اتباع إجراءات النظافة والرعاية الصحية للفم، فمن الأفضل حينئذٍ استشارة طبيب أسنان مختص؛ إذ يُمكنه في هذا الوقت الحسم فيما إذا كان إجراء تبييض الأسنان سُيجدي نفعاً أم لا. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

يشار إلى أن معظم وسائل التبييض تحتوي على مواد شديدة للغاية، مثل بيروكسيد الهيدروجينوبيروكسيد كارباميد. وقد تتسبب هذه المواد في إلحاق أضرار جسيمة باللثة وبنية الأسنان ذاتها، لذا أوصى طبيب الأسنان أوستررايش بعدم الخضوع لعمليات التبييض هذه في حال الإصابة بتسوس أو بالتهابات حادة في اللثة، لافتاً إلى ضرورة توخي الحذر أيضاً في حالة إصابة مينا الأسنان بالتآكل، أو وجود عنق أسنان مكشوفة في فم المريض، يلفت طبيب الأسنان أوستررايـش إلى أن لكل إنسان درجة لونية معينة لأسنانه، تكون ثابتة في جيناته، لذا ينبغي على المرضى، الذين يضعون آمالاً عريضة على عملية تبييض الأسنان في أنها ستجعل أسنانهم ناصعة البياض، التخلي عن هذه الاعتقاد تماماً، وتشدد الطبيبة الألمانية بيتسهانغ بأنه يجب على المرضى أن يدركوا جيداً أن عملية التبييض لن تعمل على تبييض أسنانهم سوى بدرجة إلى درجتين فحسب، مشيرة إلى أن الحشوات والتيجان المصنوعة من مواد مشابهة للون الأسنان الطبيعية لن تبيّض أثناء عملية التبييض، ما يجعلها ظاهرة بشكل لافت للنظر بعد ذلك.

وغالباً ما يبدأ طبيب الأسنان بوضع كمية كبيرة ومركزة من جل التبييض على الأسنان ذات اللون المتغيّر، ثم يسلط عليها بعد ذلك ضوء الليزر أو نوعية أخرى من الضوء، كي يدعم تأثير عملية التبييض، علماً بأنه غالباً ما يضع الطبيب بعد ذلك كمية من الفلورايد على الأسنان. يذكر أن إجراء عملية التبييض في المنزل سيوفر الكثير من المال بالنسبة للمريض، لكنه سيستغرق وقتاً أطول. وكي يقوم الشخص بهذه العملية بنفسه عليه أن يملأ شريحة تقويم الأسنان المعدنية المصنعة خصوصاً لهذا الغرض بكمية قليلة للغاية من جل تبييض الأسنان، على أن يضعها على أسنانه لبضع ساعات على مدار أيام عدة، وكإمكانية بديلة لما سبق، أشارت طبيبة الأسنان الألمانية بيتسهانغ إلى أن أشرطة التبييض، التي يُمكن شراؤها من متاجر المستحضرات الطبية أو من الصيدليات، تتمتع أيضاً بتأثير فاعل على تبييض الأسنان. وعن كيفية استخدامها، أوضحت أنه «يتم لصق هذه الأشرطة الرفيعة على الأسنان ذات اللون المتغيّر»، لافتةً إلى أنه لن يتسنى لها الوصول إلى الأماكن المغطاة من الأسنان. وحذرت من الاستخدام المتكرر لهذه الأشرطة أو وضعها على الأسنان لمدة طويلة؛ لأنها قد تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان.

العناية بالأسنان.. خط دفاع أول عن الجسم

الى ذلك يقول ديتمار أوستررايش عضو الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان الألمان بالعاصمة برلين «إذا كانت جميع الأسنان مصابة، فسينشأ جرح في حجم كف اليد تقريباً يمكن أن تتوغل البكتيريا عبره إلى داخل الجسم والذي سيتوجب عليه حينئذ الدفاع عن نفسه». ومن هنا تنشأ ضرورة علاج التهاب الأنسجة الداعمة، وبحسب أطباء الأسنان المتخصصين، يُعد إهمال الأسنان أهم أسباب التهاب الأنسجة الداعمة، ولكن الأمراض العامة والتدخين والتوتر العصبي والاستعداد الوراثي قد تلعب أيضاً دوراً مهماً في الإصابة بالتهاب الأنسجة الداعمة. وتتسبب بكتيريا معينة في حدوث التهاب حاد وشديد يمكن أن يصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، أوضحت طبيبة الأسنان بمدينة آخن غرب ألمانيا زابينا كولر، «هذه الجراثيم لا تهيم في جوف الفم، وإنما تلتصق بما يُسمى بالبيوفيلم على الأسنان». ويترتب على ذلك نشوء ما يُعرف باللويحة السنية (طبقة البلاك) وفي نهاية المطاف يتكون جير الأسنان. وتتسبب الإفرازات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي للبكتيريا في خلخلة اللثة، وتُحدث التهاباً بها. وتتورم اللثة وتنزف، ومع استمرار الالتهاب يمكن أن يصيب الالتهاب جيوب اللثة ويحدث تآكل في عظام الأسنان. وفي حال وصول الالتهاب إلى مرحلة متقدمة، فتتخلخل الأسنان وقد تسقط، وتتوافر لأطباء الأسنان مجموعة من التقنيات لإزالة البيوفيلم من الأسنان وتنظيف جيوب اللثة، ويقول أوسترايش «الهدف هو القضاء على الالتهاب من خلال التنظيف المكثف لأسطح الأسنان». وقد تتم هذه العملية بواسطة خطافات، أو أجهزة تعمل بالموجات فوق الصوتية تحت تأثير التخدير الموضعي. وفي حال وصول التهاب الأنسجة الداعمة لمرحلة متقدمة للغاية قد يستلزم الأمر إزالة أجزاء من جيوب اللثة الملتهبة جراحياً. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

يقول رئيس الجمعية الألمانية لطب الأسنان البروفيسور أولريش شلاغينهاوف «في بعض الحالات يتم العلاج بالمضادات الحيوية». وفي عيادته بمدينة فورتسبورغ الألمانية تم إجراء دراسة صغيرة حول العلاقة بين التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان وأضرار الأوعية الدموية. ولهذا الغرض قام الأطباء بفحص سرعة موجات النبض، وتكون هذه السرعة عالية حينما تكون الأوعية مثلاً متصلبة بفعل الترسبات الجيرية، ويقول شلاغينهاوف «صحيح أن الدراسة التي أجريناها على ما يقرب من 100 مريض تُعد صغيرة للغاية، ولكننا اكتشفنا مؤشرات إلى أن كثيراً من مرضى التهاب الأنسجة الداعمة لديهم أضرار بالأوعية». ويتابع الطبيب الألماني «إذا اكتشف طبيب الأمراض الباطنة أضراراً بالأوعية الدموية لدى المريض، فيستحسن أن يحوله إلى طبيب الأسنان. ومن ناحية أخرى يمكن أن تؤدي المشكلات في جوف الفم إلى مشكلات لاحقة في الجهاز القلبي الوعائي»، وبالمثل كثيراً ما يعاني مرضى السكري التهاب الأنسجة الداعمة. ويقول شلاغينهاوف إن علاج التهاب الأنسجة الداعمة يكون له تأثير إيجابي في علاج السكري، لافتاً إلى أن هناك أيضاً مؤشرات إلى وجود صلة بين التهاب الأنسجة الداعمة وبين الروماتيزم وهشاشة العظام. ويلتقط أوسترايش طرف الحديث ويتنبأ قائلاً «في المستقبل المنظور ستساعد نتائج الأبحاث على معرفة بعض الأشياء في هذا المجال»، ويقول شلاغينهاوف إن بعض الأشخاص يعتنون بأسنانهم جيداً، وينظفوها بخيط الأسنان وفرشاة تنظيف ما بين الأسنان وبالغسول، ومع ذلك يصابون بالتهاب الأنسجة الداعمة. غير أن العناية بالأسنان هي مسألة يمكن لكل شخص أن يتحكم فيها بنفسه، كأن يعتني بها مرتين يومياً. وتساعد العناية السليمة بالأسنان على الوقاية من التهاب الأنسجة الداعمة. وتتمثل العناية السليمة في تنظيف الأسنان، مع مراعاة عدم الضغط عليها بقوة مفرطة، وعدم استعمال فرشاة صلبة للغاية، وكذلك عدم استعمال معجون أسنان شديد المفعول بشكل زائد على الحد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/آب/2012 - 11/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م