الشوكولا... بين الطعم والفوائد

 

شبكة النبأ: يواصل العلماء والاطباء والمتخصصين في مجال التغذية اختباراتهم وبحوثهم المستمرة على الاصناف والمواد الغذائية المتنوعة التي يتناولها الانسان بهدف التعرف على اهم الفوائد التي تحتويها تلك الاصناف وتسخيرها لخدمة المجتمع البشري، وفي هذا السياق فقد أكدت دراسة أسترالية أن الاستهلاك المنتظم للشوكولا الأسود المر يساهم في الوقاية من السكتة القلبية. وأشارت الدراسة التي أعدتها جامعة موناش في ملبورن وشملت 2013 أستراليا ونشرت في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال"، إلى منافع "ملحوظة" للشوكولا الذي يحتوي على نسبة عالية من الكاكاو. وبينت أن الاستهلاك اليومي طوال عشر سنوات لمئة غرام من الشوكولا يحتوي على ما لا يقل عن 70% من الكاكاو قد يقي من 70 حادثة قلبية مميتة و15 أخرى غير مميتة لدى عشرة آلاف شخص.

وأكدت إيلا زومر المسؤولة عن الدراسة أن "استنتاجاتنا تشير إلى أن الشوكولا الأسود قد يكون بديلا عن العقاقير أو مكملا لها لدى الأشخاص المعرضين بشكل كبير إلى أمراض قلبية وعائية". وعمد الباحثون في دراستهم إلى تحديد نمط وبائي، مقارنين بياناتهم بدراسات كثيرة أخرى سلطت الضوء على منافع الشوكولا الصحية. والشوكولا غني في الواقع بالبوليفينول وهي مادة طبيعية مضادة للأكسدة تحد من الاجهاد ومن خطر الأمراض القلبية الوعائية والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة.

من جانب اخر كشفت دراسة أميركية عن مزايا جديدة للشوكولا الداكن الذي يساهم في تخفيض مؤشر الكتلة الجسدية في حال استهلك باعتدال وترافق مع نمط حياة صحي. وعلى الرغم من احتواء الشوكولا على نسبة عالية من السعرات الحرارية، إلا أنه يفيد عملية الأيض، بحسب ما أظهرت الدراسة التي شملت ألف شخص ونشرت في سجلات الطب الداخلي.

وتبين أن الأشخاص الذين يبلغ معدل أعمارهم 57 عاما ويتناولون الشوكولا بمعدل مرتين في الأسبوع ويمارسون الرياضة من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا يتمتعون بمؤشر كتلة جسدية أقل من الأشخاص الذين لا يستهلكون الشوكولا بهذا القدر. واستنتجت الدراسة التي قادتها بياتريس غولومب من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنه "اكتشاف مثير للعجب قليلا". بحسب فراس برس.

لكن العالمة نانسي كوبرمان التي لم تشارك في الدراسة قالت "قبل أن تتناولوا لوح شوكولا يوميا، تذكروا أنه يحتوي على مئتي سعرة حرارية من السكر والدهون المشبعة". وأوصت قائلة "اكتفوا بتناول 28 غراما من الشوكولا الداكن أو الكاكاو قليل السكر يوميا". وقد أظهرت دراسات أخرى أن الشوكولا غني بالبوليفينول وهو عامل طبيعي قوي مضاد للأكسدة يحد من الاجهاد ومن خطر الإصابة بأمراض في القلب والشرايين وبالسرطان وأمراض مزمنة أخرى. وأوضحت عالمة أخرى تدعى سوزان ستاينبوم وهي مديرة قسم أمراض القلب في مستشفى "لينوكس هيل" في نيويورك "في حال ترافق الشوكولا مع نمط حياة صحي، لا يؤدي إلى زيادة الوزن، بل على العكس يساهم في السيطرة على الوزن".

على صعيد متصل أظهرت دراسة جديدة أن تناول كمية محددة من الشوكولا يومياً يساعد على إبعاد الخرف والألزهايمر عن الأشخاص. ووجد الباحثون بجامعة "لاكيلا" الإيطالية أن استهلاك الكاكاو يومياً يساعد على تحسين حال "ضعف الإدراك المعتدل"، التي تتسبب بضعف في الذاكرة قد يتطوّر إلى خرف أو ألزهايمر عند المرضى الكبار في السن.

وقد شملت الدراسة 90 مسناً يعانون من "ضعف الإدراك المعتدل"، وطلب منهم شرب إما 990 ميليغراماً من شراب الكاكاو المطعّم يومياً، أو 520 ميليغراماً أو 45 ميليغراماً، منه على مدى 8 أسابيع. ويحتوي هذا الشراب على مادة فلافانول المرتبطة بتقليص خطر الإصابة بالخرف، والموجودة بأنواع مختلفة من الأطعمة بما فيها منتجات الكاكاو مثل الشوكولا الأسود.

وروقبت الوظيفة الإدراكية عند المشاركين عبر اختبارات العوامل التي تشتمل على عمل الذاكرة وسرعة المعالجة. ووجد الباحثون أن الذين يشربون كميات كبيرة إلى متوسطة من الكاكاو في اليوم، أظهروا تحسناً ملحوظاً في العلامات الإدراكية بحلول نهاية الأسبوع الثامن من الدراسة، بما فيها عمل الذاكرة. بحسب يونايتد برس.

وظهر أن الذين تناولوا أعلى الكميات كان تحسّنهم أعلى بكثير ممن تناولوا كميات أقل. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة غيوفامباتيستا دسيدري إن "الدراسة تقدم دليلاً مشجعاً على أن استهلاك الفافانول الموجود بالكاكاو، كجزء من نظام غذائي مضبوط السعرات الحرارية ومتوازن غذائياً، يمكن أن يحسّن الوظيفة الإدراكية.

اختراعات وتحذير

من جانب اخر طور باحثون يابانيون نظارات تحول قطعة بسكويت عادية إلى شوكولا شهي. وصمم الباحثون التابعون لجامعة طوكيو إطارات متنوعة أكبر حجما بكثير من إطارات النظارات التقليدية وغنية بالتكنولوجيا المعلوماتية وبأنظمة الواقع المعزز بغية خداع حواس المستخدم.

ويرسل أحد الإطارات صورة الشيء الذي ينظر إليه المستخدم إلى جهاز كمبيوتر يعيد معالجة الصورة ويرسلها إلى واضع النظارات الذي لا يرى سوى الصورة المعدل معلوماتيا. وبالتالي، فقد تبدو قطعة حلوى يمسكها المستخدم في يده أكبر أو أصغر بكثير مما هي في الواقع. وخلال الاختبارات، أكل الأشخاص الذين تطوعوا للمشاركة في الدراسة عدد بسكويت أقل بنسبة 10% من العدد المعتاد لأنها بدت أكبر مما هي في الواقع بنسبة 50% بفضل تلك النظارات. وأكلوا كعكات أكثر ب15% من المعتاد لأنها بدت أصغر مما هي في الواقع بمعدل الثلثين. بحسب فراس برس.

وطور الباحثون أيضا نظاما يضم خوذة تغطي العينين وأنابيب موصولة بزجاجات عطر. ويهدف هذا الجهاز إلى خداع النظر من خلال الواقع المعزز، وأيضا الشم من خلال إرسال روائح إلى الأنف، ما يؤثر تلقائيا في حاسة الذوق. وبالتالي، قد يخيل للمستخدم أنه يأكل كعكة بالشوكولا أو الفراولة فيما هو يتناول في الواقع قطعة بسكويت لا طعم لها. وأعلن الباحثون أنهم لا يعتزمون تسويق هذين الاختراعين حاليا لكنهم يسعون إلى وضعهما لاحقا في خدمة الأشخاص الراغبين في فقدان الوزن.

في السياق ذاته أصدرت السلطات الحكومية في إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحذيراً رسمياً للمستهلكين، بعدم شراء الشوكولاته المعبأة في سرنجات "حقن طبية"، بعد تداول صور لأنواع منها عبر "البلاك بيري" والهواتف الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي. وقال رئيس شعبة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، إن البلدية تعمل بالتعاون مع وزارتي الصحة والبيئة، لأتحاذ الإجراءات الأزمة بهذا الشأن.

وتُظهر الصور، التي تم تداولها على نطاق واسع، مجموعة من الحقن مملوءة بمسحوق شوكولاته، وعليها العلامة التجارية الخاصة بماركة "نوتيلا". فيما أصدر مكتب الشركة المنتجة في الشرق الأوسط، بياناً صحفياً نفى فيه علاقتهم بهذا المنتج. وكانت تقارير إعلامية محلية قد نشرت منذ عام تقريباً، بعض الصور التي تتعلق بإعلان مشابه، تم نشره عبر موقع محلي للتسوق عبر الإنترنت.

إلا أن ما فجر الموضوع من جديد، هو الإعلان الذي نشر في أحد مواقع التسوق الإماراتية، يدعو فيه المستهلكين لشراء "جرعات" شوكولاته مقابل 10 دراهم، أي ما يعادل 2.95 دولاراً. من جانبها، أتصلت CNN بالرقم الموجود في الإعلان، وأجاب شاب يدعى سالم المهيري، من إمارة أبوظبي، وقال إنه هو من يبيع هذا النوع من الحلوى.

وحين سألناه عن التحذير الذي نشرته بلدية دبي في الصحف، قال إنه لم يطلع عليه. وتحدث عن هذه الحقن قائلاً: "إنها مجرد فكرة راودتني أثناء تنزهي مع أصدقائي، وأنا أحب المشاريع الصغيرة، فاشتريت "سرنجات" جديدة معقمة من الصيدلية، وقمت بملئها بمسحوق الشوكولاته، ووضعت عليها العلامة التجارية، وبعتها إلى أقربائي، ولم أبيع أي منها للجمهور." وأضاف قائلاً: " لم أكن أقصد بالتأكيد أخذها عن طريق الحقن كما تظنون، فلم تحتوي السرنجات على إبر للحقن، لكني أؤكد لكم أنها شهية جداً للأكل بواسطة الحقن."

زراعة الكاكاو في خطر

من جهة اخرى تحدق مخاطر عدة بأشجار الكاكاو في العالم، أبرزها قدم البساتين وآثار التغير المناخي، بحسب ما كشف باحثون من اتحاد البلدان المنتجة "كوبال" دقوا ناقوس الخطر بشأن هذه الزراعة الثلاثاء في أبيدجان. وقد باتت عراقيل متعددة تقف في وجه استدامة هذه الزراعة، ولا سيما "قدم بساتين أشجار الكاكاو وآثار التغير المناخي وازدياد الطفيليات"، فضلا عن قلة تمويل الابحاث، بحسب ما أعلن الأمين العام للاتحاد ناغا كوليبالي الذي قال "لا شك في أن أشجار الكاكاو ستندثر بعد 50 عاما أو بعد قرن، في حال لم تتخذ تدابير صارمة لمواجهة التهديدات".

ودعا الأمين العام للاتحاد بصورة خاصة إلى "زيادة المساعدات المالية" المخصصة للأبحاث بغية تجديد البساتين وتزويدها ب"سلسلة جديدة من البذور المقاومة للطفيليات". واعتبر أنه ينبغي على "منتجي الشوكولا وحكومات البلدان المنتجة" تقديم تلك المساعدات. وقد أشارت المنظمة الدولية للكاكاو في توقعات الانتاج الأخيرة لموسم 2011 - 2012 الذي ينتهي في أيلول/سبتمبر، إلى أن العرض سيصل إلى 3,99 مليون طن من حبوب الكاكاو، مقابل توقعات سابقة بلغت 3,961 مليون طن. بحسب فراس برس.

ومن المفترض ان يسجل هذا الموسم انخفاضا نسبته 7%، بالمقارنة مع موسم 2010 - 2011 الذي بلغ الانتاج في نهايته 4,3 ملايين طن. ويعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الانتاج في ساحل العاج التي تعتبر المنتج الأول للكاكاو عالميا. يتألف اتحاد البلدان المنتجة "كوبال" الذي يتخذ في مدينة لاغوس النيجيرية مقرا له من البرازيل والكاميرون وساحل العاج وجمهورية الدومينيكان والغابون وغانا وماليزيا ونيجيريا وساو تومي وبرينسيبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/آب/2012 - 10/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م