جوليان اسانج... شخص ادخل العالم في أزمة!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين بريطانيا والإكوادور بشأن قضية لجوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن، وفي أول رد فعل من الجانب الإكوادوري وصف بأن توترات بلاده مع بريطانيا، بمثابة تهديد لامريكا اللاتينية ونبه بريطانيا الى ضرورة ان تفكر مليا قبل ان تتعدى على سيادة المنطقة، إذ تسعى الإكوادور وحلفاءها من امريكا اللاتينية لخلق قوى متوازنة ضد بريطانيا وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال العامل المشترك اسانج المهدد بالاعتقال، والذي وجه في وقت سابق العديد من ألكمات للولايات المتحدة الأمريكية من خلا نشر وثائق سرية بموقع ويكيليكس، فعلى الرغم من إصرار الأكوادور بعدم تسليم اسانج الى لندن، لكنه يمكن تسوية الامر سياسية وشريطة عدم تسليمه الى اي دولة أخرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

خلاف الاكوادور مع بريطانيا

فقد صرح الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا ان الحادث الدبلوماسي مع بريطانيا بشأن "التهديدات" التي اطلقتها لندن باقتحام السفارة الاكوادورية لتوقيف مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج "تم تجاوزه"، وقال الرئيس الاكوادوري "نعتبر ان هذا الحادث المؤسف تم تجاوزه. كان خطأ فادحا من الدبلوماسية البريطانية القول انهم سيدخلون سفارتنا"، واضاف ان "تخلي بريطانيا عن التهديد امر جيد ونحن نتصرف كما لو اننا لم نتلق اي تهديد"، مؤكدا ضرورة "البحث عن حل توافقي عن طريق الحوار بشأن قضية جوليان اسانج"، وتابع كوريا ان "العودة الى طريق الحوار امر جيد (...) وكذلك البحث عن حل توافقي بدون التخلي عن مبادئنا وبدون التفاوض اطلاقا في مسألة حقوق الانسان لاي فرد"، واكد الرئيس الاكوادوري ان الحل يمر اما عبر نقل اسانج الى السويد شرط الا يسلم لبلد ثالث، او منحه وثيقة عبور بريطانية ليتمكن من مغادرة السفارة الاكوادورية في لندن ليتوجه الى اي مكان يريد. بحسب فرانس برس.

الضغوط الدبلوماسية

كما يبدو ان حصار جوليان اسانج في سفارة الاكوادور في لندن قد يطول اذ ان بريطانيا تجد نفسها مضطرة لمعالجة الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها الدول الاميركية اللاتينية من اجل احترام اللجوء السياسي الذي قررت كيتو منح لمؤسس موقع ويكيليكس، ويفرض دعم وزراء خارجية اتحاد دول اميركا الجنوبية الذي اجتمعوا بدعوة من الاكوادور في غاياكيل، التزام اكبر قدر من الحذر بما انها تواجه توترا مع الارجنتين بشأن السيادة على جزر فوكلاند، وبعدما دعت "كل الاطراف الى مواصلة الحوار من اجل التوصل الى حل مقبول من الطرفين"، اكد اتحاد اميركا الجنوبية من جديد "الحق السيادي للدول في منح اللجوء"، وقد دعت منظمة الدول الاميركية الى اجتماع لاعضائها في واشنطن في 24 آب/اغسطس لن تحضره الولايات المتحدة ولا كندا، من جانبها استبعدت وزارة الخارجية البريطانية شن هجوم على السفارة واصبحت تصر على ان حل مشكلة اسانج قد يستغرق وقتا "طويلا". الا انها تصر ايضا على ضرورة تطبيق قرار المحكمة العليا التي سمحت بتسليم اسانج الى السويد وبالتالي توقيفه ما ان يغادر مقر السفارة، ولم يسمح الخطاب الذي القاه اسانج بحذر من على شرفة السفارة التي تتمتع بوضع دبلوماسي، بتحقيق اي تقدم. بحسب فرانس برس.

وقد هاجم مؤسس موقع ويكيليكس خصوصا الولايات المتحدة وتجنب بحذر الاشارة الى الاتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي الموجهة اليه في السويد والتي تشكل سبب تسليمه، وكتبت صحيفة الاندبندنت ان "جوليان اسانج تعمد تجنب الموضوع الذي يغضب اي السبب الذي يدفع الشرطة السويدية لمطاردته"، واضافت "لو كان يخوض فعلا معركة لتجنب سجنه في الولايات المتحدة بعمله في ويكيليكس بدلا من الاتهامات بالاعتداء الجنسي، ما كان مئات من المؤيدين فقط تجمعوا اما السفارة بل آلاف"، وقال القاضي الاسباني بالتاسار غارثون محامي اسانج انه يركز جهوده على الحصول على وثيقة مرور من بريطانيا لاخراج جوليان اسانج من البلاد بدون توقيفه، لكن الوجود الامني امام السفارة وداخل المبنى لا يثير اي شك في نية البريطانيين توقيفه فور خروجه منها،  وقد كان الهدوء يسود امام السفارة التي ما زالت مطوقة بشريط امني. ويتناوب حوالى عشرة ناشطين امام المبنى الواقع في احد الاحياء الانيقة في لندن، وعمهم مصورون وفرق محطات التلفزيون، واشارت الصحف البريطانية التي تنافست في اقتراح فرضيات لاخراج اسانج، الى الطريق المسدود الذي وصل اليه اطراف هذه القضية وتحدث عن "حصار طويل"، ونشرت صحيفة التايمز على صفحتين حصيلة اداء "الاصدقاء الجدد" لاسانج في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير، وركزت على "سلسلة اجراءات اغلاق وسائل للاعلام مرئي ومسموع ينتقد معظمها الحكومة" في الاكوادور وتحدثت عنها منظمة مراسلون بلا حدود.

معلومات مهمة بشان القضية

من جهته قال محامي جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس ان لديه معلومات مهمة تتعلق باتهامات الاعتداء الجنسي والاغتصاب المتهم بها موكله، ستحدث مفاجئة عند الكشف عنها، بحسب ما اوردت صحيفة "سيندي مورننغ هيرالد"، وقال المحامي بالتازار غارثون الذي امضى ساعات مع اسانج في مناقشة الاستراتيجية القانونية التي سيتبعها، ان الدفاع طلب ارسال مدع من السويد الى لندن لاخذ افادة من اسانج، ونقلت الصحيفة عن المحامي قوله "اعتقد ان هذا سيكون خيارا جيدا جدا". بحسب فرانس برس.

ورفض المحامي غارثون الكشف عن تفاصيل حول تهم الاغتصاب، الا انه قال ان المعلومات الخاصة بالقضية "مجزأة"، ونقلت عنه الصحيفة قوله ان الدفاع يمتلك عددا من العناصر الاساسية المتعلقة بالمزاعم ستحدث "مفاجأة كبرى" عند الكشف عنها، وصرح على هامش مؤتمر في مدينة بريزبن الاسترالية "لا نستطيع ان نكشف عنها الان لكننا طلبنا من الادعاء اخذ افادة من اسانج"، وانتقد غارزان استراليا وقال انها تجاهلت طلبات اسانج للحصول على المساعدة الدبلوماسية بما في ذلك رسالة بعث بها قبل نحو 15 يوما، واضاف ان استجابة الحكومة كانت "سلبية تماما"، مؤكدا ان "السلطات القنصلية لم تقم بزيارة اسانج مطلقا (...) وانا اعلم ان هذا حق لجميع المواطنين الاستراليين"، وتؤكد استراليا على انها عرضت على اسانج نفس المساعدة التي تقدمها لاي مواطن اخر يتعرض لمتاعب خارج بلاده، الا ان الادعاء السويدي استبعد التوجه الى لندن للتحقيق مع اسانج، وصرحت هيلينا اكستراند المتحدثة باسم مكتب الادعاء "لا يوجد فيها جديد. لا نزال بانتظار اسانج"، ويؤكد الادعاء السويدي على ضرورة ترحيل اسانج الى السويد لتقديم افادته، وكانت محكمة في ستوكهولم حكمت غيابيا باحتجاز اسانج في تشرين الثاني/نوفمبر 2010، واكد الادعاء مرارا على ضرورة حضور اسانج الى السويد اثناء التحقيقات الاولية للاجابة على اية اسئلة، الا ان اسانج الذي حصل على اللجوء السياسي من الاكوادور ويختبئ حاليا في سفارتها، قال انه اذا تم ترحيله الى السويد، فانه سيجري تسليمه الى الولايات المتحدة حيث يخشى من مقاضاته بسبب كشفته عن عدد كبير من الوثائق السرية الخاصة بالحكومة الاميركية.

الكف عن ملاحقة ويكيليكس

على الصعيد نفسه دعا جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الكف عن ملاحقة ويكيليكس، وذلك في كلمة القاها من على شرفة سفارة الاكوادور في لندن في اول ظهور له منذ شهرين، وظهر اسانج (41 عاما) على شرفة سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية التي كان لجأ اليها قبل شهرين، والقى خطابا لعشر دقائق شكر فيه اصدقاءه وخصوصا الاكوادور ووجه ايضا نداء دافع فيه عن حرية الصحافة في العالم وخصوصا الولايات المتحدة، مطالبا الرئيس اوباما بان يقوم "بواجبه" و"يكف" عن ملاحقة موقع ويكيليكس، وتحدث اسانج على مرأى من عناصر الشرطة البريطانية الذين يحرسون مبنى السفارة، علما بانهم عاجزون عن توقيفه كون السفارة تعتبر ارضا اكوادورية، وقال "ويكيليكس مهدد وكذلك حرية التعبير وسلامة كل مجتمعاتنا. هل ستعود الحكومة الاميركية الى القيم الثورية التي قامت عليها وتجدد تأكيدها، ام انها ستقودنا الى عالم من القمع يصمت فيه الصحافيون خشية ملاحقتهم ويهمس فيه المواطنون في الظل؟"، واضاف اسانج "على الرئيس اوباما ان يقوم بالخيار السليم وعلى الولايات المتحدة ان تكف عن ملاحقة ويكيليكس"، داعيا الى انهاء "الحرب" الاميركية على هذا النوع من وسائل الاعلام.

من جهة اخرى، طالب بالافراج عن برادلي مانينغ، الجندي الاميركي السجين بعد الاشتباه بانه زود ويكيليكس البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي نشرها الموقع العام 2010 واثارت غضب واشنطن، وقال محامي اسانج القاضي الاسباني بلتسار غارثون ان موكله في حال ممتازة، لافتا الى انه كلفه "القيام بتحرك قضائي" لحماية "حقوقه وحقوق ويكيليكس وجميع من يخضعون لتحقيق"، وردا على سؤال لفرانس برس، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان ما حدث اليوم "لا يغير موقفنا في شيء"، وذكرت متحدثة باسم الخارجية بتصريح ادلى به الوزير وليام هيغ الخميس واكد فيه ان السماح بخروج اسانج حرا من بريطانيا هو امر غير وارد، لكنه تدارك ان لندن عازمة على ايجاد حل دبلوماسي لهذه القضية، وتريد بريطانيا تسليم اسانج للسويد حيث هو مطلوب للتحقيق معه بتهمتي الاغتصاب والاعتداء الجنسي اللتين تتهمه بارتكابهما شابتان. ولم يتم توقيفه احتياطيا في هذين الاتهامين حتى اللحظة. بحسب فرانس برس.

ويخشى اسانج من ان يكون ترحيله الى السويد مقدمة لتسليمه لاحقا الى الولايات المتحدة حيث قد تتم ملاحقته بتهمة التجسس بعد نشر موقعه مئات الاف الوثائق السرية الاميركية نهاية العام 2010، حتى ان بعض مؤيديه يحذرون من ان هذه التهم الاميركية قد تعرضه لعقوبة الاعدام، واكد متحدث باسم ويكيليكس ان اي تعهد من السويد بعدم تسليم اسانج الى الولايات المتحدة سيشكل "قاعدة جيدة" للتفاوض على طريقة لانهاء هذه القضية، لكن السويد ردت بحزم على لسان وزارة خارجيتها ان "المشتبه فيه لا يملك امتياز ان يملي شروطه"، ومساء السبت، حصلت الاكوادور خلال قمة طارئة دعت اليها في مدينة غواياكويل الاكوادورية على دعم قوي من اصدقائها في التحالف البوليفاري للاميركيتين الذي يضم خصوصا فنزويلا، كوبا ونيكاراغوا. فقد حذر وزراء خارجية المجموعة الحكومة البريطانية من مغبة اقتحام الشرطة لمبنى سفارة الاكوادور في لندن، مؤكدين ان ذلك ستكون له "تبعات خطيرة في العالم اجمع"، ومع ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اكد انه من غير الوارد اقتحام السفارة الاكوادورية وان حل المشكلة قد يستغرق وقتا "طويلا"، فان الاكوادور ما زالت تولي اهمية بالغة لقانون بريطاني صدر العام 1987 ويسمح للحكومة بسحب الصفة الدبلوماسية عن سفارة ما، ودعت الاكوادور ايضا وزراء خارجية اتحاد الدول الاميركية الجنوبية الى اجتماع الاحد في غواياكويل لبحث التطورات، من جانبها، اعتبرت والدة اسانج من سيدني، ان ذهاب ابنها في نهاية المطاف الى الاكوادور سيكون امرا "واقعيا جدا". وقالت لقناة ايه بي سي 24 ان لديه "مليارات المناصرين في العالم" في حين ان "الولايات المتحدة وحلفاءها وحيدون في هذه القضية". وقالت ان على بريطانيا ان "تكف ربما عن ان تكون الكلب الصغير للولايات المتحدة"، واشارت الى ان ابنها "قلق جدا" ازاء فكرة رؤية "حلفاء الولايات المتحدة يخترقون ليس فقط قواعدهم الدبلوماسية (بل ايضا) القواعد الدولية"، موضحة ان اسانج سيتفرغ لرياضة تسلق الجبال في الاكوادور "وقد يواصل عمله في الصحافة الاستقصائية".

واشنطن تنفي ملاحقتها اسانج وويكيليكس

في المقابل ردت الولايات المتحدة على جوليان اسانج الذي اتهمها بملاحقته وموقعه ويكيليكس مذكرة بان الاسترالي الذي تدور حوله أزمة قانونية دولية متهم قبل كل شيء بالاغتصاب في السويد، واستغل اسانج الحصانة الدبلوماسية لمبنى السفارة الاكوادورية لالقاء كلمته مدافعا عن "العدالة" وحرية الصحافة وتحدي واشنطن وحثها على اتخاذ "الخيارات الجيدة"، وفي اول رد على تلك التصريحات اعتبرت الخارجية الاميركية  ان مؤسس ويكيليكس الذي اثار ضجة عالمية عام 2010 عندما نشر مئات الاف البرقيات الدبلوماسية الاميركية سعى من خلال اتهاماته الى "صرف الانتباه" عن الاتهامات الموجهة اليه في السويد بالاغتصاب، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان اسانج اللاجئ منذ شهرين في سفارة الاكوادور في لندن "يطلق كل انواع التصريحات المجانية بحقنا في حين ان حالته مع حكومة بريطانيا تتناول مثوله المحتمل امام القضاء السويدي في مسألة لا علاقة لها بتاتا بويكيليكس انما تتعلق باتهامات بجرائم جنسية"، وكررت ان "هذه القضية لا علاقة لها على الاطلاق" بالولايات المتحدة بل "تعني المملكة المتحدة والسويد والآن الاكوادور"، وقال رئيس الاكوادور ان "بريطانيا والسويد اعتمدتا موقفا متصلبا تماما" مشيرا الى ان هاتين الدولتين لم تعطيا ابدا ضمانة بان اسانج لن يسلم الى الولايات المتحدة حيث يواجه مخاطر عقوبة سجن طويلة، غير ان الخارجية البريطانية ردت بان ترك الاسترالي يخرج حرا من بريطانيا غير وارد، مؤكدا التصميم على التوصل الى مخرج دبلوماسي للقضية. بحسب فرانس برس.

وبالرغم من اعطاء القضاء البريطاني الضوء الاخضر لتسليم الاسترالي الى السويد فان وزير الخارجية وليام هيغ استبعد علنا اقتحام الشرطة قنصلية الاكوادور لتوقيف اسانج، وكان كوريا اكد ان مؤسس ويكيليكس يمكنه ان يبقى "الى ما لا نهاية" في القنصلية مذكرا بمفهوم "اللجوء الدبلوماسي" الوارد في اتفاقية ابرمتها منظمة الدول الاميركية في كانون الاول/ديسمبر 1954، وهو "مفهوم...لا تعترف به" الخارجية الاميركية، بحسب ما اكدت، وسط هذا الوضع المعقد على مستوى القانون الدولي تلقى اسانج والاكوادور دعم اتحاد دول جنوب امريكا فيما تجمع حوالى الف مناصر للرئيس الاكوادوري في كويتو لمطالبة لندن بفتح طريق آمن لخروج اسانج الى الاكوادور. في الوقت نفسه قررت مجموعة من المتظاهرين الاعتصام امام السفارة البريطانية في نيويورك "الى ان يتمكن جوليان اسانج من مغادرة سفارة" الاكوادور في لندن، بحسب احدهم، ومن جهة اخرى هدد رئيس فنزويلا هوغو تشافيز بريطانيا "بردود جذرية جدا" في حال اقتحام القوات البريطانية السفارة الاكوادورية في لندن لتوقيف اسانج.

استراليا

من جهة أخرى اكدت استراليا ان سفارتها في واشنطن مستعدة لامكان ترحيل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الى الولايات المتحدة، الا انها قللت من اهمية هذه الاستعدادات مشيرة الى انها تأتي في سياق اجراء اعتيادي لمواجهة الاحتمالات كافة، وقال وزير التجارة الاسترالي كريغ ايميرسون ان السفارة الاسترالية في واشنطن "اعدت نفسها لاحتمال ترحيل" اسانج، الا انه لفت الى ان استعداد الدبلوماسيين لمواجهة كل الاحتمالات الواردة امر اعتيادي، واوضح لقناة ايه بي سي الاسترالية ان "السفارة تقوم بعملها، كي تتمكن من اعلام الحكومة في حال تبين ان اجراء تمهيديا للترحيل بات وشيكا. لا دليل على اجراء كهذا في الوقت الحاضر". بحسب فرانس برس.

وتأتي هذه التصريحات بعد معلومات اوردتها وسائل اعلامية تفيد بان الدبلوماسيين الاستراليين يتوقعون ان يتعرض اسانج لملاحقات قضائية في الولايات المتحدة خصوصا بتهمة التجسس بسبب اعمال قام بها موقع ويكيليكس، ونقلت صحيفة ذي ايج عن برقيات دبلوماسية حصلت عليها تحت ستار حرية الاعلام تفيد بان كانبيرا لا تعارض ترحيلا محتملا لاسانج، وهو مواطن استرالي، كما انها طلبت من الولايات المتحدة اخطارها في حال التوجه لادانة اسانج وطلب ترحيله، وحصل رئيس الوزراء الاسترالي ووزير الخارجية على معلومات في هذا الموضوع، بحسب الصحيفة الاسترالية.

الاكوادور تحشد امريكا اللاتينية في معركتها مع بريطانيا

في حين شعرت الاكوادور بغضب من تهديد لندن باقتحام سفارة الاكوادور التي لجأ اليها اسانج واتهمت حكومة الاكوادور بريطانيا بالبلطجة "الاستعمارية" ومنحت اسانج حق اللجوء،/ وقال كوريا في كلمته الاسبوعية يوم السبت "انهم ليسوا على اتصال بالواقع. مع من يعتقدون انهم يتعاملون؟ الا يستطيعوا ان يفهموا ان هذه حكومة محترمة وذات سيادة لن تركع امام اي شخص؟، "انهم لم يدركوا ان امريكا اللاتينية حرة وذات سيادة واننا لن نتحمل التدخل والاستعمار بأي شكل على الاقل في هذا البلد.. وادلى كوريا بهذه التصريحات في الوقت الذي تستضيف فيه الاكوادور تجمعا في مطلع الاسبوع لوزراء خارجية مجموعة البا للدول اليسارية في امريكا اللاتينية ومن اتحاد دول امريكا الجنوبية، واصدرت البا التي تضم حكومات هوجو تشافيز في فنزويلا وراؤول كاسترو في كوبا بيانا قويا في كراكاس وقال " اننا نحذر المملكة المتحدة.. من العواقب الوخيمة التي ستكون في العلاقات مع بلادنا في حال تنفيذ تهديداتها، ويبدو ان التأييد للاكوادور يتزايد في المنطقة. بحسب رويترز.

وقال الرئيس البوليفي ايفو موراليس ان "بريطانيا..مخطئة. التهديد ليس فقط عدوانا على الاكوادور انه ضد بوليفيا وضد امريكا الجنوبية وضد كل امريكا اللاتينية.، وقالت وسائل الاعلام الرسمية الاكوادورية ان دولا اخرى من بينها كولومبيا والارجنتين تؤيد موقف كوريا.

بالصدفة.. كشف خطة اسانج

على صعيد مختلف لعبت الصدفة وحدها دوراً بارزاً في كشف خطة أعدتها شرطة العاصمة البريطانية لندن "متروبوليتان" لاعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، حال مغادرته سفارة الإكوادور، التي لجأ إليها، إثر صدور حكم قضائي يقضي بتسليمه إلى السلطات السويدية، لمحاكمته على خلفية اتهامات بـ"الاعتداء الجنسي، ونشرت العديد من الصحف البريطانية السبت صورة لأحد أفراد الشرطة البريطانية، أثناء وقوفه أمام السفارة الإكوادورية، التي لجأ إليها أسانج في يونيو/ حزيران الماضي، حيث تم منحه حق اللجوء السياسي للدولة اللاتينية. بحسب السي ان ان.

وكان الضابط البريطاني يحمل بين يديه وثيقة يبدو أنها مكتوبة بخط اليد، ومعنونة بكلمة "سري، وبعد تكبير صورة الشرطي البريطاني، التي التقطتها وكالة "برس أسوسيشن" للأنباء، تبين أن الوثيقة تتضمن أنه يجب اعتقال أسانج، البالغ من العمر 41 عاماً، "تحت أي ظرف"، في حال مغادرته سفارة الإكوادور، وأشارت إلى احتمال أن يغادر السفارة إما داخل حقيبة دبلوماسية، أو في سيارة تابعة للسفارة، كما تضمنت الوثيقة تحذيراً من احتمال أن يقوم أنصار أسانج، الذي نظموا في السابق عدداً من الاحتجاجات أمام السفارة الواقعة في وسط لندن لمساندته، بإثارة أعمال شغب بهدف تشتيت انتباه الشرطة، للتغطية على مغادرته مبنى السفارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 29/آب/2012 - 10/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م