عذاء الطفل... لبنة بناء الاجيال المتكاملة صحيا

 

شبكة النبأ: تسعى الكثير من الدول المتقدمة الى الاهتمام بالطفل وبرامج الطفولة بشكل  كبير ومتزايدا لما له من اهمية بالغة في بناء المجتمع معتبره ان الطفل لبنة اساسية تحتاج الى اهتمام خاص ومركز، ويرى بعض المتخصصين ان الدراسات المتواصلة والبحوث المستمرة التي تبدا من الاهتمام بتغذية واصولها ستسهم بأعداد جيل متكامل وقوي قادر على البناء والتوصل وفي هذا الشأن يرى بعض المتخصصين ان يسعى الآباء إلى تشجيع أطفالهم على تناول الغذاء الصحي من خلال الاهتمام بلون الطعام وهيئته وقوامه، وتقول مونيكا نايهاوس وهي طبيبة أطفال في ألمانيا، إن «قطع الفاكهة الملونة والمهروسة تجذب الأطفال بشكل أسرع من الفواكه ذات الألوان الباهتة».

وأوضحت نايهاوس، المتحدثة باسم رابطة أطباء الأطفال في ألمانيا إن «وجود نقاط بنية على الفواكه والخضراوات أو قوامها اللزج، مثل قوام بعض أنواع عيش الغراب، يدفع معظم الأطفال إلى رفض النوع المقدم من الطعام، واستشهدت نايهاوس في ذلك بنتائج دراسات أجرتها جامعة «فاجنينجن» في هولندا، وينبغي على الآباء الاستفادة من حقيقة أن الأطفال هم أبناء العادة».

وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أنه «إذا تناول الأطفال الفاكهة أو الخضراوات دائما في وقت معين، على سبيل المثال، كأنها حلوى، فإنهم سيسعون إلى الحصول عليها على نحو متكرر». وعادة لا تلقى الخضراوات إقبالا لدى معظم الأطفال، ولفتت نايهاوس إلى أنه عندما يمنح الآباء أطفالهم الاختيار بين أنواع عدة من الخضراوات، فإنهم ينزعون إلى البدء في مساعدة أنفسهم للحصول عليها، ويحب كل طفل نوع واحد من الخضراوات على الأقل، غير أن الأطفال يختارون في الأغلب الطماطم أو الخيار، أما عن الفواكه، فإن الفراولة والتفاح هما النوعان المفضلان عندهم.

وتساعد المكافآت على تشجيع الأطفال على تناول الطعام الصحي. وأوضح عضو رابطة أطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولوينا غرب ألمانيا أولريش فيغيلر، «ينبغي على الآباء أن يلجأوا إلى أساليب مختلفة مثل المديح والمكافآت، حتى يحفزوا الطفل على تجريب تناول الطعام الذي يرفضه في البداية». واعتمد الطبيب الألماني في ذلك على نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون أخيراً. وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن الأطفال، الذين تم تحفيزهم لتناول الخضراوات عن طريق بعض الملصقات المحببة لديهم أو من خلال كلمات المديح والثناء، أقبلوا بعد أشهر على تناول هذه الأطعمة طواعية.

وأثناء الدراسة قام الباحثون من جامعة لندن بتقديم ستة أنواع مختلفة من الخضراوات لـ400 طفل في عمر من أربع إلى ست سنوات، حيث تم تصنيف هذه الخضراوات حسب درجة إقبالهم عليها. وبعد ذلك استمر الباحثون في تقديم نوع الخضار، الذي جاء في المرتبة الرابعة من حيث تقييم المذاق، للأطفال بكميات صغيرة خلال الأسبوعين التاليين. وأثناء إجراء الدراسة حصل بعض الأطفال على مكافأة عبارة عن ملصق محبب لديهم، في حين تم الثناء على أطفال آخرين والإشادة بهم عندما تناولوا الخضراوات.

أما المجموعة الباقية من الأطفال والتي شكلت مجموعة المقارنة، فلم تحصل على أي مكافأة. ولاحظ الباحثون بعد أسبوعين وشهر وثلاثة شهور نوع الخضراوات التي يتناولها الأطفال الآن دون وجود أمل في الحصول على مكافأة. واتضح أن الأطفال الذين تم تحفيزهم في بداية الدراسة من خلال كلمات الثناء والمديح أو المكافآت، أصبحوا يتناولون حتى الخضراوات التي لم تكن محببة لديهم طواعية في وقت لاحق. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وأضاف طبيب الأطفال الألماني أولريش فيغيلر «تناول الطعام يعتبر مسألة تعود، فيما عدا بعض الاستثناءات المتعلقة بالذوق». ولذلك ينبغي على الآباء البدء بشكل مبكر في تقديم طعام صحي ومتوازن لأطفالهم، حتى إذا رفض الطفل في البداية تناول العديد من أنواع الخضراوات والفاكهة.

الغذاء الأفضل

في السياق ذاته كشفت دراسة حديثة، أن السماح للأطفال بين عمر 20 شهر وست سنوات ونصف، اختيار أغذيتهم دون قيود من الوالدين، ينعكس ايجابيا وبشكل كبير على العادات الغذائية للطفل في المستقبل ويجنب اضطرابات التغذية. وجاء في الدراسة التي شملت 155 طفلا، أن إطلاق العنان للأطفال باختيار أغذيتهم، لا يعني وجود خيارات غير صحية بين هذه الأطعمة، بل على العكس لابد للوالدين تقديم مجموعة من الخيارات التي تحتوي على قيم غذائية عالية، مثل الفاكهة والخضار بالإضافة إلى البروتينات والحديد الموجودة في البيض المسلوق جيدا وغيرها.

وألقت الدراسة الضوء على أن الأطفال الذين يتم إطعامهم بواسطة أيدي والديهم مباشرة دون ملعقة، يختارون الأغذية الغنية بالكربوهيدرات الضرورية لنمو الطفل، في حين أن الأطفال الذين يتم إطعامهم بواسطة ملعقة، يختارون الأغذية حلوة المذاق والتي تحتوى على نسب سكريات عالية، والتي تؤثر سلبا على صحة الطفل ووزنه.

وتقول دراسة منشورة في دورية "السمنة" الأمريكية إن 59 في المائة من الأطفال الرضع وحتى بلوغهم الشهر السادس معرضون للإصابة بالسمنة عما كان عليه الوضع قبل 20 عاماً. ووجد البحث أن الرضع ممن يكتسبون وزناً إضافياً بسرعة خلال المراحل الأولى من الطفولة، عرضة للسمنة مع تعلم خطواتهم الأولى.

من جانب اخر لفت تقرير صادر عن "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية" الأمريكي إلى أن السكر يمثل نحو 16 في المائة من السعرات الحرارية التي يستهلكها الأطفال يومياً. وأوضح تقرير الهيئة الحكومية بأن 66 في المائة من تلك المواد الغذائية المحلاة مصدرها البيت، وليس مقاصف المدارس، أو المتاجر أو ماكينات البيع، التي تواجه اتهامات بالتسبب في تفشي ظاهرة السمنة بين الأطفال.

وعرفت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية" السكريات في تقريرها بالسكر الأبيض أو البني أو سكر الفاكهة "الفركتوز" أو العسل بنوعيه الأبيض أو الأسود، بالإضافة إلى المحليات الصناعية التي تدخل في إنتاج بعض الحلوى والمشروبات الغازية. وأشارت البيانات إلى أن استهلاك الأولاد للسعرات الحرارية من السكر بلغ نحو 362 سعرة حرارية مقارنة بـ 282 للفتيات وتزايد معدل الاستهلاك مع التقدم بالعمر. بحسب CNN.

كما تفاوت معدل الاستهلاك مع اختلاف العرق، إذ وجدت الإحصائية بأن الذكور البيض يستهلكون قدراً أكبر من السكر مقارنة بأندادهم من السود أو من أصول إسبانية، وهو ذات النمط بين الإناث البيض، على الرغم من الاختلاف في النسب المئوية التي كانت أقل من معدلات الصبية. وأشار الباحثون إلى أن 60 في المائة من السكر المضاف للأطعمة التي يتناولها الأطفال يحصلون عليها من الأطعمة المصنعة ونحو 40% من المشروبات الغازية.

الأطعمة المخصصة

من جانب اخر ينبغي على الآباء الانتباه دائمًا إلى القيم الغذائية للأطعمة التي يتم عرضها وتسويقها خصيصًا للأطفال، كما ينبغي عليهم تعويد أطفالهم منذ الصغر على تناول هذه الأطعمة كطبق حلو بعد الطعام فقط، وليس وجبات أساسية. وأكدت غابرييل غراف من مركز استعلامات المستهلك في مدينة دوسلدورف بولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، ضرورة اتباع الآباء لذلك بقولها: «معظم هذه الأطعمة يجب تصنيفها ضمن الحلويات، وإن لم يكن يتم تسويقها وعرضها على هذا النحو؛ إذ تحتوي على كمية كبيرة من السكر والدهون». جدير بالذكر أنه غالبًا ما تحتوي المنتجات، التي يتم تسويقها كأطعمة مخصصة للأطفال، على كميات كبيرة من السعرات الحرارية.

وأشارت غراف إلى أن الأطعمة المحتوية على 12.5 غراماً من السكر لكل 100 غرام من وزنها، تُعد غير صحية. أما عن تقييم المحتوي الدهني لهذه الأطعمة، فتقول غراف: «يصعب تحديد نسب عامة للمحتوى الدهني لهذه الأطعمة». وأوضحت الخبيرة الألمانية أنه يُمكن للآباء تعوّيد أطفالهم نوعيات الأطعمة الطبيعية الصحية باتباع بعض الحيل البسيطة؛ إذ يُمكنهم مثلاً تقديم الزبادي الطبيعي لهم بإضافته إلى كوب الزبادي الجاهز المحلى بالسكر والفواكه. بحسب الوكالة الالمانية للأنباء.

في السياق ذاته حذرت دراسة أمريكية من أن مادة تستخدم للتحلية، مستخلصة من الأرز البني العضوي، تدخل في صناعة أطعمة عضوية، من بينها أطعمة مخصصة للأطفال، قد تحوي مادة سامة، ربما ترتبط بتدني معدلات الذكاء لديهم وقدراتهم الذهنية. وقال العلماء المشاركون في الدراسة، إن التعرض لمعدلات قليلة من تلك المادة لا يعرض الحياة للخطر، إلا أن تراكمها وزيادة استهلاكها قد يزيد مخاطر إصابة البالغين بالسرطان وأمراض القلب.

وفي الدراسة، التي نشرت في دورية "آفاق الصحة البيئية"، وأوردتها مجلة "التايم" وجد باحثون من جامعة كلية طب دارتموث بالولايات المتحدة الأمريكية، مستويات عالية من تلك المادة السامة، في بعض الأغذية المخصصة للأطفال الرضع، تتجاوز الحد المسموح به في المشروبات والمياه المعبأة. وذكر الخبراء إن تلك العناصر السامة قد تتشكل طبيعياً في المياه الجوفية، التي قد تسبب التسمم عند تناولها، أو استهلاك أغذية زُرعت في تربة ملوثة بتلك المواد، التي قد تضاعف مخاطر الإصابة بالأمراض.

وقال براين جاكسون، الذي قاد الدراسة: "في ظل غياب قوانين تنظم معدلات تلك المواد السامة في صناعة الأطعمة، أنصح أولياء الأمور القلقون من تعرض أطفالهم لتلك المواد، بعدم تغذيتهم بأطعمة يُعتبر مستخلص الأرز البني المكون الرئيسي في تركيبتها." وبرر الباحثون تركيزهم على المشروب المستخلص من الأرز البني العضوي نظراً لأنه يزرع في تربة مغمورة ما يسهل تلوثه بالمواد السامة بالمياه. بحسب CNN.

من جانبها تصدت رابطة الأرز الأمريكي، وعلى لسان الناطقة باسمها، ستيسي فيتزغيرالد-ريد للدراسة ببيان: "الأرز الأمريكي ومنتجاته آمنة للاستهلاك.. عند مناقشة أحتواء أطعمة على زرنيخ.. من الضرورة التمييز بين ما هو عضوي وغير عضوي." وأضافت: "معظم المواد السامة في الأرز هي عضوية ومن النوع الحميد... نحن ننظر مع الجهات المنظمة في هذا الشأن."

الخضروات وفوائدها

من جهة اخرى تُعد الخضراوات أول الأطعمة الصلبة، التي يتم تقديمها للطفل الرضيع بعد حليب الأم، عبر هرسها، لكي يستطيع الرضيع تناولها، ومن أبرز الخضراوات التي ينصح الخبراء بها الجزر المهروس. وقالطبيب الأطفال بشبكة «الصحة سبيلك للحياة» بمدينة بون الألمانية، البروفيسور ميشائيل كرافينكل «وفقاً لخبرتي، يتصدر الجزر قائمة الأطعمة المفضلة بالنسبة للأطفال الرُضع، إذ يتميز بطبيعته بمذاق حلو». وأوصى كرافينكل بتقديم الجزر المهروس إلى الرُضع، لكونه سهل الهضم أيضاً. وإلى جانب ذلك يتميز الجزر بأنه من الخضراوات المتوافرة في الأسواق على مدار العام كله تقريباً.

كما نصح بتقديم الكوسا والقرنبيط والبروكلي أيضاً للأطفال الرُضع لمذاقها الطيب وسهولة هضمها، إلا أنه أكد ضرورة ألا يتم تقديم سوى نوع واحد للأطفال في بداية إطعامهم بالخضراوات، كي يمكنهم التعود على مذاقها تدريجياً، وكي يتسنى أيضاً لمعدتهم هضمها جيداً.

وإذا رغب الآباء في استخدام الخضراوات المجمدة، فينصحهم البروفيسور الألماني حينئذٍ بضرورة الانتباه جيداً إلى ألا تكون متبلة.

وتساعد الخضراوات المهروسة في الأطعمة المُفضلة على تشجيع الأطفال على تناول الغذاء الصحي. وإذا قام الآباء بإضافة الخضراوات المهروسة إلى الوصفات المحببة لدى الأطفال، مثل أطباق المكرونة، فإن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة سيتناولون ضعف كمية الخضراوات تقريباً، وسيكون عدد السعرات الحرارية على مدار اليوم أقل من ذي قبل. وقد توصل إلى هذه النتيجة باحثون أميركيون، وذلك وفقاً لما أوضحته رابطة أطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا غرب ألمانيا.

وتوضح الطبيية مونيكا نيهاوس، قائلة: «من المعروف أن الأطفال يأكلون الخضراوات أو الفاكهة المقطعة إلى أجزاء صغيرة بشكل أفضل من القطعة الكاملة، وإضافـة إلى ذلك هناك طريقـة أخـرى تساعـد الآباء على تغذية الأطفال الصغار بشكل صحـي، إذ تحتوي الوجبات الغذائيـة التـي يُضاف إليها هريس الخضراوات على سعرات حراريـة أقل بنسبـة 15 إلى 25 ٪».

وأثناء إجراء الدراسة الأميركية تناول 39 طفلاً، تراوح أعمارهم ما بين ثلاثة وستة أعوام على مدار أيام عدة، الأطعمة المفضلة لديهم، مُضافا إليها أنواع مختلفة من الخضراوات المهروسة، مثل البروكلي والقرنبيط والكوسة والطماطم والقرع العسلي. وسُمح للأطفال أن يأكلوا أي كمية يرغبونها. وفي تلك الأثناء تناول الأطفال الكمية نفسها كالمعتاد من أطباقهم المفضلة، ووجدوا أن الطعم مازال جيداً ومقبولاً، حتى عندما كانت الخضراوات المهروسة مكوناً جديداً تم إضافته إلى الطعام. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وتضيف الطبيبة الألمانية مونيكا نيهاوس: «غالباً ما يكون من الصعب على الآباء، تشجيع الأطفال الصغار لتناول الأطعمة الصحية، لأنه إذا تُرك الاختيار بيد الأطفال، فإنهم سيفضلون في معظم الأحيان الحلوى والمكرونة». ولتشجيع الأطفال على تناول الغذاء الصحي، فإنه يُسمح بكل تأكيد الاعتماد على أساليب الإقناع الأخرى، مثل خلط الخضراوات المهروسة مع الأطعمة المحببة لدى الأطفال، والإكثار من المديح والثناء عليهم.

‏‏من جانب اخر قدم باحثون هولنديون نصيحة الى جميع الآباء والأمهات الذين يعانون لإقناع اطفالهم بتناول الخضراوات وهي ان يجعلوها لينة عن طريق الطهو بالبخار او السلق. واختبر باحثون من جامعة واجننجين نوعين من الخضراوات المتوافرة دائماً والشائعة، وهما الجزر والفاصولياء، طُهيا بست طرق مختلفة، على مجموعات من اطفال مدرسة ابتدائية ليعرفوا اي الطرق هي الأحب اليهم.

وقدم الجزر والفاصولياء بعد ان طهيا مهروسين، وعلى البخار، ومسلوقين ومقليين ومشويين ومحمرين، الى الأطفال الذين راوحت اعمارهم بين أربعة اعوام و12 عاماً. وقدمت الخضراوات نفسها بعد ان طهيت بالطرق نفسها الى مجموعة من البالغين تراوح اعمارهم بين 18 و25 عاماً.

ووجد الباحثون الذين قالوا ان الأطفال في العديد من الدول يأكلون خضراوات اقل من القدر الذي يوصي به خبراء الرعاية الصحية، ان معظم الأطفال احبوا الخضراوات المطهوة بالبخار أو المسلوقة. وعزوا ذلك الى حقيقة ان الجزر والفاصولياء احتفظا بطعميهما الأصليين ولونيهما وليونتيهما، وان هذه الطريقة للطهي، التي اعتادها الكثير من الاطفال، ابقت سطح الخضراوات متماثلاً ومن دون اي لون بني. بحسب رويترز.

وينبغي على الآباء ايضا الانتباه جيداً إلى ضرورة إمداد طفلهم الرضيع بكمية وفيرة من عنصر الحديد، عندما يبدأون في تقديم الأطعمة الصلبة له للمرة الأولى بدءا من شهره السابع مثلاً. وكي يُمكنهم تحقيق ذلك على نحو أمثل، تنصحهم البروفيسورة ماتيلدة كيرستينغ، عالمة التغذية بمعهد أبحاث تغذية الأطفال وعضو شبكة «الصحة سبيلك للحياة» بمدينة بون الألمانية، بتقديم وجبة للرضيع تتألف من الخضراوات والبطاطس واللحوم، موضحةً فائدة ذلك بقولها: «من شهره السادس يحتاج الرضيع إلى عنصر الحديد، الذي يمكن الحصول عليه من خلال تناول اللحوم على وجه الخصوص».

وأشارت عالمة التغذية الألمانية إلى أنه يُمكن للآباء إمداد طفلهم بعنصر الحديد أيضًا عن طريق نوعيات أخرى من الأطعمة، موضحةً «يُمكن أن يُمثل النظام الغذائي النباتي وسيلة أخرى لإمداد الطفل بعنصر الحديد، إذ يُمكن استبدال اللحوم ببعض نوعيات الحبوب الكاملة الغنية بالحديد كالشوفان مثلاً، إلا أن معدل امتصاص الجسم لعنصر الحديد من الأطعمة النباتية يقل عن معدل امتصاصه من اللحوم».

وإلى جانب وجبات الرُضع، سواء كانت تحتوي على اللحوم أم لا، تنصح الخبيرة الألمانية الآباء بضرورة تقديم أحد انواع العصائر الغنية بفيتامين «ج»، التي تُسهم أيضا في إمداد الطفل بعنصر الحديد. وحذرت كيرستينغ الآباء من الاقتصار على اتباع النظام الغذائي النباتي الكامل مع الرضيع، والذي يتم خلاله الاستغناء عن الأطعمة الحيوانية تماما، قائلة: «هذا الأمر يشكل خطراً على نمو الطفل».

أوقات ثابثة للطعام

يُفضل أن تتشارك الأسرة دائماً في تناول الطعام بأوقات ثابتة، وأوضحت الجمعية الألمانية للتغذية بمدينة بون غرب ألمانيا، أن هذه الطريقة تجعل الحياة اليومية للأطفال مُنظمة، كما أنها تمنحهم شعوراً بالأمان، وأضافت الجمعية أنه مسموح للآباء تحديد نوعية طعام الطفل وأوقات تناوله، في حين ينبغي أن يحدد الأطفال بأنفسهم كمية الطعام التي يرغبون في تناولها.

ويُفضل أثناء تناول الوجبة الغذائية أن يتحدث الآباء عن المتعة التي يشعرون بها تجاه هذا الطعام، بعيداً عن التأكيد على قيمته الصحية من عدمها. وتحذر الجمعية الألمانية الآباء، من إجبار الأطفال على تناول أطعمة معينة، مثل الخضراوات، موضحة أن هذا الأسلوب يجعل الطفل يزداد رفضاً لها، وأشارت إلى أن الأطفال في الغالب يُحبذون الخضراوات التي يستطيعون «التعرف إليها»، وبالتالي فهم لا يُفضلون مزيج الخضراوات التي لا يمكنهم بسهولة التعرف إلى كل نوع فيها على حدة.

في السياق ذاته ذكر تقرير إخباري نشر على موقع صحيفة «اندبندنت»، ، أن جلوس العائلة سوياً وقت العشاء يفيد الأبناء في سن المراهقة بأساليب عدة أكثر مما نعتقد، وقد يقلل ذلك من خطورة تعرض طفلك لمحاولة استعمال المخدرات أو تدخين السجائر أو شرب الكحوليات. وذكر موقع الصحيفة البريطانية أن المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإدمان نشر تقريراً له عن اتجاهات العشاء العائلي وكيف أن وقت تناول العائلة للطعام يمكن أن يؤثر في صحة المراهقين.

ويقول الخبراء إن الدراسة التي شملت أكثر من 1000 مراهق توصلت إلى أن 58٪ يتناولون الطعام مع عائلاتهم خمس مرات على الأقل كل أسبوع وهو رقم ثابت على مر السنين. وجاء في التقرير أن المراهقين الذين يتناولون الطعام مع عائلاتهم من خمس إلى سبع مرات أسبوعياً تقل لديهم بمقدار أربع مرات احتمال تناول الكحوليات والدخان عن المراهقين الذين يتناولون الطعام مع عائلاتهم أقل من ثلاث مرات أسبوعياً. بحسب الوكالة الالمانية للأنباء.

وكشفت دراسة حديثة على مستوى بريطانيا أن تناول الطعام مع العائلة يعد عنصراً مهماً في ضمان سعادة طفلك. وأوضح الباحثون أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة حققوا معدلات عالية من السعادة عندما كانوا يتناولون الطعام مع عائلاتهم ثلاث مرات على الأقل أسبوعياً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/آب/2012 - 8/شوال/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م