"على وقع خفقان قلبك تنبت لحظة الأمل لك يا سيد الشيرازي نبوءة
الوقت والأمل"
لَكَ فيْ مَدارِ الوَقتِ وَقْتٌ سَاري= مَا غَيّبتهُ
نِكايَةُ الأقْدارِ
لَك فيْ دِماءِ الحُبِّ قلْبُ عقيدةٍ= بيْضَاءِ مَا
انْسَكبتْ بغَيرِ طَهَارِ
يَا سَيدَ العُرفَاءِ تلكَ قلوبُنا =اتْزَرَتْ بحبّك
فيْ إزَارِ نَهَارِ
مَا زلتَ تنقشُها بمِلئْةِ فاطِمٍ= وَتصُوغُها
بشَجَاعةِ الكَرّارِ
مازلتَ تَبذرُها بهَمسِ المُجْتبى =وتضيؤُها بالطَفّ
دَمْعاً جَاري
يا سيدَ العُرفاء تجْمعُ شَمْلها= بدقائقِ النبَضاتِ
نَحوَ قرَارِ
ما زلتَ تُلهمُها البقاءَ بِعزّةٍ =تسْقي الكرَامَةَ
منْ مَعينِ نَظارِ
وَتبادرُ الأفهامَ بالشّوطِ الذي= أوْرَيتَهُ حَمَأً
عَلى اسْتِمْرارِ
غنيتكَ العشْقَ لحْناً كنتَ تَنسجُهُ= فيْ شرفةِ
الأحْلامِ وَالأفكارِ
يا سيديْ وأنا المُلمْلمُ سُبْحتي =بحَقيقتي -كنتَ
ارْتعَاشَةَ نَاري
تلقيْ السّؤالَ عَلى إجَابةِ شوقها =كالعيدِ يورقُ
لحْظةَ اسْتغفارِ
وتفكّ مُبهَمَةَ السّؤالِ بشَهقةٍ =غَسَلتْ جَبيْنَ
الدّهرِ بالإيثارِ
يا سيدَ العُرَفاءِ مَا أَنْفاسُنا= إلّا مَداكَ
بمَلمَحِ الإبْحَارِ
نَبَتتْ على رُؤيَاكَ تَمتَشُقُ اللّظى= رَغمَ
الخّطوبِ وَغيضَةِ الأخْطارِ
فتَفتّقتْ مُهَجاً تَطلّ بعمْرهَا =في غَمْرةِ
الآمَالِ والأعْذارِ
وَرَكَزْتَ قابِلةَ القلوْبِ ولمْ تكنْ =إلا
الشّراعَ بضَجّةِ الإعْصَارِ
ما أنتَ إلا فيْ العَزيمَةِ زَيتُها =يُذكي السّنا
في عُتمةِ الأسْحارِ
مذْ أنتَ أشْعلتَ الدّروب بخَطوِهَا= ثقلاً يَعدّ
تمرّدَ المُضْمَارِ
مازالَ صَوتكَ يَنْتمي لنِدائهِ =فيْ كلّ تَحْريرٍ
إلى الأحْرارِ
مَا خَانهُ رجعُ الصّهيلِ ولمْ يَهُنْ= في خدعةِ
الأوْهَامِ والإقْرَارِ
يا للغَاتِ وحَجمُ صَوتِكَ لمْ يكنْ= غَيرَ السّلامِ
يَبوحُ بالنوّارِ
لم يحْتملْ غيرَ العَدالةَ شُرْفةً =تَبني الحّقوقَ
على نَميرِ وَقارِ
وَطَناً منْ الحُبّ يَفيئُ أخوةً =هيَ في الإخَاءِ
زَكيّةُّ الأثمَارِ
ولكمْ نَثرتَ الودّ في أفهَامنا= رِئةً تعدّ ثوانيَ
اسْتشعَارِ
هذيْ حُروفُكَ لمْ تزلْ مدْرَارة =بالشّوق في حِبْرٍ
من الإصْرارِ
نَطقتْ على وهَجِ البَيانِ ضَميرَها= ألقاً بأقلامِ
المُنى المُعْطارِ
فَتفتّحتْ سِككُ القلوبِ بعَزفِها =يوْماً وَقفتَ
بهِمّةِ الأطهَارِ
مَا رَاعَكَ اللّيل الخؤونَ بظلْمهِ =كَلاّ وَلمْ
تخْشَ سِوَى الجَبّارِ
"وطفقتَ تَهزأُ بالطّغاةِ وجَيشَها"= بمَنارةٍ
للفكْرِ وَحْيَ مَنارِ
يَا سيدَ العُرفَاءِ تِلكَ مَدائنُ =الكَلمَاتِ مَا
زالنّ كَنَهْرٍ جَاري
يَهبُ الحَياةَ مبادئً نبَويّةً =فيْ كُلّ جِيْلٍ
طامِحٍ لمَسَارِ
يَقطرْنَ بالضوْءِ الذّيْ سَطّرتَه =عِندَ اختمارِ
النّورِ بالأدْوَارِ
يا سيديْ ولَكمْ رسَمتَ بنَبضهِ= حُريّةً نضَجتْ علىْ
التيّارِ
تتورّق اللّحظاتِ فيْ سِلميةٍ =هيَ للمَحبةِ نافحٌ
هدّارِ
أترىْ تضيعُ البَوصَلاتِ بوَصْلها =ورُؤاكَ عُمْرٌ
مُثْقلُ الأعْمَارِ
يا سَيّديْ فاقبَلْ صَدَاكَ مُحَرّكاً= لحقيقةٍ
تَطفُو بكلّ مَدَارِ
يا وَحيَ رَائعةٍ تَظِلّ غُصُونَا= عِندَ النّشِيْجِ
حِكايَةُ الثُوّارِ
* 30 رمضان 1433هـ |