القهوة... شراب متحول ما بين داء ودواء

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تعددت الدراسات والأبحاث حول فوائد ومضار القهوة المشروب الأكثر شعبية وانتشاراً في العالم، ما جعل الناس في حيرة كبيرة بشأن أيهما أكثر فوائدها ام اضرارها، غير أن أحدث دراسة تقول إن تناول أكواب عدة من القهوة يومياً مفيد للقلب ويقلل من احتمال إصابته بالأمراض، إذ يساهم استهلاك القهوة يوميا في التخفيض من خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية وهو النوع الأكثر شيوعا من سرطان الجلد، كما بينت دراسة امريكية بأن عشاق القهوة اقل عرضة للموت المفاجئ، كما انها قد تمنع الإصابة بالاكتئاب، لكن على الرغم من منافعها يحذر الخبراء من الجرعات الزائدة من القهوة، إذ يشعر الكثير من عشاق القهوة بأحاسيس من المتعة والصفاء بعد تناول الكافيين، لكن خبراء في الصحة يحذرون من أن تناول تلك المادة بجرعات زائدة قد يؤذي الصحة، ومعرفة كمية الجرعة الزائدة تختلف من شخص إلى آخر، لذا تختلف فوائد ومضار المشروب الأكثر شيوعاً في العالم حسب تناول معدل جرعاتها.

الموت المفاجئ

فقد أظهرت دراسة أمريكية شملت 400 ألف مشارك ان كبار السن الذين كانوا يحتسون بضعة أقداح من القهوة يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة على مدار السنوات الاربع عشرة التالية مقارنة مع الذين امتنعوا عن المشروب او كانوا يشربونه نادرا، وقال الباحثون في تقرير نشر في دورية نيو انجلاند الطبية ان القهوة ارتبطت بشكل خاص بانخفاض خطر الموت نتيجة امراض القلب والسكتات الدماغية والعدوى والإصابات والحوادث، لكنهم نصحوا بتفسير نتائج الدراسة بحذر لان عادات شرب القهوة تم قياسها في فترة زمنية محددة ومن غير الواضح اي من مكونات القهوة على وجه التحديد قد تكون مرتبطة بطول العمر. بحسب رويترز.

وقال نيل فريدمان من المعاهد الوطنية للصحة في روكفيل بولاية ماريلاند الذي قاد فريق البحث "نعلم ان القهوة لها تأثير على المخ لذلك يحتمل ان يكون لهذا دور. أو ربما يكون لها تأثير على صحة العظام، واستخدم الباحثون بيانات من دراسة عن الغذاء والصحة بدأت بمسح عن التغذية شمل اسئلة عن شرب القهوة وجهت لبالغين تتراوح اعمارهم بين 50 الى 71 عاما في الفترة من 1995 الى 1996، وتتبع الباحثون بعد ذلك المشاركين في الدراسة حتى عام 2008 مستخدمين في ذلك سجلات الامراض والوفاة لمعرفة عدد الذين توفوا منهم وأسباب الوفاة.

السرطان

فيما أضاف بحث طبي المزيد من الفوائد للقهوة، إذ خلص إلى أن تناول المزيد منها قد يقلل فرص الإصابة بسرطان الجلد، وبحسب الدراسة الحديثة، التي شملت تحليل سجلات طبية لأكثر من 112 ألف شخص، فإن استهلاك المزيد من القهوة الغنية بالكافيين تحديداً، يقلص فرص ظهور الخلايا السرطانية basal carcinoma المرتبطة بأكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً، ولاحظ باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية صلة وثيقة بين استهلاك المزيد من القهوة (أكثر من كوبين في اليوم) وتراجع خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، ويعتبر هذا النوع من السرطان أقل فتكاً من نوع "ميلانوما" (melanoma) الشرس، إلا أنه قد يسفر كذلك عن أضرار دائمة، وقد يفضي كذلك للموت ما لم تتم معالجته مبكراً. بحسب السي ان ان.

ونصح الباحثون بعدم الإكثار من استهلاك القهوة، بناءً على هذه الدراسة، وكانت دراسات علمية أمريكية، أجريت في وقت سابق، قد وجدت أن المشروب الأكثر شيوعاً في العالم ربما يوفر الحماية كذلك من أنواع أخرى من السرطان، منها سرطان العنق والفم، وسبق وأن خلصت دراسات أخرى إلى أن القهوة تخفض من فرص الإصابة بأمراض القلب، ومرض "الشلل الرعاش" Parkinson.

في الوقت ذانه أظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة وأتت لتكمل أبحاثا سابقة أجريت على فئران، وبحسب معدي الدراسة، ينخفض خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية لدى النساء اللواتي يشربن أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة يوميا بنسبة 20% مقارنة بالنساء اللواتي يستهلكن كميات صغيرة من القهوة أو لا يشربن القهوة على الإطلاق، أما الرجال الذين يستفيدون أقل من النساء من مفعول القهوة في هذا الإطار لأسباب غير معروفة، فينخفض خطر إصابتهم بهذا النوع من سرطان الجلد بنسبة 9% على الاقل إذا كانوا يستهلكون أكثر من ثلاثة فناجين من القهوة يوميا، وأعلن معدو الدراسة أن النتائج شكلت مفاجأة بالنسبة إليهم. بحسب فرانس برس.

فمع أن العلماء لاحظوا لدى الفئران علاقة بين الكافيين على شكل مرهم وانخفاض خطر سرطان الجلد إلا أن الدراسات الجلدية لم تبين هذه العلاقة بوضوح، وقد يكون للعوامل الغذائية اليومية كاستهلاك القهوة أثر كبير على الصحة العامة، ولا سيما مع تشخيص حوالى مليون حالة جديدة من سرطان الخلايا القاعدية كل سنة في الولايات المتحدة، واستند البحث إلى بيانات مأخوذة من دراستين كبيرتين شملت إحداهما 72921 شخصا بين العامين 1984 و2008 فيما تابعت الأخرى حالة 39976 شخصا بين العامين 1986 و2008.

الاكتئاب

على صعيد أخر أفادت دراسة أجريت في الولايات المتحدة ان شرب القهوة قد يؤدي الى تقليل احتمال إصابة النساء بالاكتئاب، ويعتقد العلماء القائمون على الدراسة أن الكافيين في القهوة قد يؤدي الى تغيير كيمياء الدماغ، حيث أن القهوة الخالية من الكافيين لم تؤد الى نتائج مشابهة ، حسب البحث، وقد أجريت الدراسة على 50 ألف ممرضة، ويوصي العلماء بإجراء أبحاث إضافية لفهم الصلة بين القهوة والاكتئاب، ويقولون انه من السابق لأوانه أن يوصوا بزيادة استهلاك القهوة لتجنب الاكتئاب، وتابع الفريق البحثي من كلية الطب في جامعة هارفارد الحالة الصحية للنساء على مدى عقد من الزمان/ من 1996 الى 2006، واعتمدوا على استمارات بحثية لنتسجيل عادات النساء في شرب القهوة، وأصيبت 2600 امرأة بالاكتئاب خلال تلك الفترة، معظمهن لم يستهلكن القهوة أو استهلكن كمية قليلة منها.

واتضح أن النساء اللواتي شربن كوبين أو ثلاثة أكواب من القهوة يوميا تعرضن لخطر الإصابة بالاكتئاب بدرجة أقل بنسبة 15 في المئة، أما من شربن أربعة أكواب أو أكثر يوميا فقد انخفض احتمال إصابتهن بالاكتئاب 20 في المئة، ولوحظ أن الذين يشربون القهوة بانتظام هم عرضة أكثر للتدخين واستهلاك الكحول، واحتمال زيارتهم للكنيسة أو انخراطهم في الأعمال التطوعية أقل أيضا، وهم أقل عرضة للسمنة والإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، ويقول الباحثون إن ما توصلوا إليه يؤكد ما توصلت إليه أبحاث سابقة من انخفاض نسبة الاقدام على الانتحار بين الذين يشربون القهوة، ويعتقدون ان الكافيين هو السبب، حيث يساهم في خلق شعور بالراحة والنشاط لدى الإنسان، ويؤثر فيزيائيا على عمل الدماغ، ولكن الباحثين يؤكدون أن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث، كما يشير الباحثون الى احتمال أن يكون الأشخاص ذوو المزاج السيئ أقل إقداما على شرب القهوة، ويلاحظون أن أحد أهم أعراض الاكتئاب هو قلة النوم، والمعروف أن الكافيين منشط للذهن ويؤدي الى ضعف الرغبة بالنوم، مما يجعلهم يتجنبونه.

تجاه الأدوية

كما وجدت دراسة أميركية أن ردة فعل الأشخاص تجاه الكافيين قد تنبئ بردة فعلهم تجاه أدوية منبّهة أخرى مثل الكوكايين والأمفيتامين، وتبيّن للباحثين بجامعتي «فرمونت كولدج» و«جونز هوبكينز» الذين استخدموا طريقة الخيار لتقسيم من شملتهم الدراسة بين «مختار» للكافيين و«غير مختار له»، أن من فضلوا الكافيين على الدواء الوهمي كانت ردة فعلهم على الأدوية المنبّهة لاحقاً أكثر إيجابية، ووجد العلماء تأثيرات إيجابية أكثر من السلبية بعد تناول دواء امفيتامين، عند المجموعة التي اختارت الكافيين مقارنة بالمجموعة الأخرى، وظهرت تأثيرات إيجابية أقل للدواء لدى «غير المختارين للكافيين»، في حين كثرت التأثيرات المزعجة، وقال الباحث المشارك بالدراسة رولاند غرفيثس إن «الأشخاص يختلفون بشكل دراماتيكي في ردة فعل اجسامهم تجاه الأدوية». بحسب يونايتد برس.

الجرعات الزائدة

في سياق متصل يتشارك معظمُ الناس الذين يكثرون الاعتماد على الكافيين في إشارات تحذيرية مختلفة أهمها:

- المعاناةُ من الركود فترة بعد الظهر: إذا كان الشخص يستصعبُ تمرير النهار من دون تناول الصودا، فهو قد يكون مدمنا على الكافيين. لأن كل زجاجةِ صودا تحوي كميةَ كافيين تعادل تلك الموجودة في فنجان قهوة. وعادة يلجأ إليها المدمنون لأنها تمنحُهم شعورا بالحيوية.

- البول البرتقالي: إذا كان لون الإدرار داكنا ومائلا إلى البرتقالي فهذا يعني أن الشخص يعاني من الجفاف. الكافيين مدرّ للبول، وقد يسبب الجفافَ عبر زيادةِ التبول والتسبب بخسارة الجسد لمزيد من السوائل. ولكن الكافيين لا يشكل خطرا في هذا الإطار إذا لم يزدْ معدلُ تناولِه عن خمسِمئة ميلغرام.

- المعاناة من الأرق: الجسد بحاجة من خمسٍ وأربعين دقيقة إلى ساعة لامتصاص الكافيين، حيث يطيل بقاءه لعدة ساعات. لذا ينصح الخبراء كلَّ من يستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة للنجاح بالغفو بتخفيف كمية الكافيين التي يتناولها. أو التوقف تماما عن شرب القهوة او الصودا او الشاي بعد الظهر.

- الشعور بالقلق: تسارع دقات القلب، تعرّق الكفين، والشعور بالعصبية كلها دلالاتٌ على جرعات زائدة من الكافيين. فهو منبه يحفز الغددَ التي تنتج الأدرينالين الذي يسرّع بدوره دقاتِ القلب ما يجعل الشخص يشعر بالقلق.

- المعاناة من الحرقة: الحرقة سببها عدم انسداد الفتحة الموجودة بين المريء والمَعِدة بعد الأكل، ما يسمح للأحماض الموجودة في المعدة بالصعود مجددا إلى الأعلى عبر المريء، ومادة الكافيين تسبب هذه المشكلة عند البعض لأنها تُرْخي عضلةَ المريء العاصرة.

تعيق النوم

من جهة أخرى يُمكن للموظفين العاملين في الفترات المسائية تناول القهوة، لكن شريطة ألا يُكثروا منها. وقال عضو الهيئة الألمانية للسلامة والصحة المهنية بمدينة دورتموند، يورغ فيلدمان، عن القدر المناسب الذي يُمكن للموظفين تناوله «لا بأس بتناول فنجان أو فنجانين من القهوة أثناء العمل في الفترات المسائية»، محذراً من الإكثار من تناول القهوة؛ نظراً لاحتوائها على مادة الكافيين، التي تعمل على تنبيه الجسم، ومن ثم يظل الموظف مستيقظاً طوال ساعات الليل، وشدد فيلدمان على ضرورة ألا يتم تناول القهوة خلال الساعات الأربع الأخيرة من العمل على أقل تقدير؛ فإذا استمر الموظف في تناول القهوة حتى نهاية فترات العمل في المساء، سيصعب عليه حينئذٍ الخلود إلى النوم طوال الليل. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأوصى الخبير الألماني الموظفين العاملين في الفترات المسائية بضرورة تناول نوعيات الطعام الخفيفة، مثل السلاطة والدواجن، مشيراً إلى أن الوجبات الثقيلة الغنية بالدهون تتسبب في التحميل على الجسم بشكل كبير، ما يصعب من الخلود إلى النوم.

الإمراض المزمنة

في حين أظهرت دراسة ألمانية شملت أكثر من 40 الف شخص على مدى نحو عشر سنوات ان الذين يتناولون القهوة لا يواجهون مزيدا من مخاطر الاصابة بأمراض مثل القلب أو السرطان وأنهم أقل احتمالا للاصابة بالنوع الثاني من مرض البول السكري، جاءت هذه النتائج التي نشرت في الدورية الامريكية للتغذية السريرية "أمريكان جورنال اوف كلينيكال نيوتريشن" بعد العديد من الدراسات السابقة التي توصلت لنتائج متضاربة حيث ربطت بعض الدراسات بين تناول القهوة وزيادة الاصابة بأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية وامراض اخرى، وقالت أنا فلويجل كبيرة الباحثين بالدراسة وخبيرة علم الاوبئة بالمعهد الالماني للتغذية الانسانية في بوستدام ريبريك "النتائج التي توصلنا اليها تشير الى ان تناول القهوة غير ضار بالبالغين الاصحاء من حيث مخاطر الاصابة بمرض مزمن خطير، وجمع الباحثون المعلومات في بداية الدراسة بشأن عادات تناول القهوة والنظام الغذائي والتدريبات والصحة من أكثر من 42 الف بالغ الماني لا يعانون من أي أمراض مزمنة. بحسب رويترز.

وعلى مدى التسع سنوات التالية تابع الفريق المشاركين كل سنتين أو ثلاث سنوات لمعرفة ان كانوا اصيبوا بأي مشاكل صحية وخاصة السكتة الدماغية أو نوبات قلبية أو البول السكري أو السرطان، ووجد الفريق ان الذين يتناولون القهوة والذين لا يتناولونها كانوا متماثلين في احتمالات الاصابة بأي من هذه الامراض، من ناحية اخرى وجد الباحثون ان الذين يتناولون القهوة كانوا أقل احتمالا للاصابة بالنوع الثاني من مرض البول السكري وهو النوع الذي لا يحتاج الى العلاج بالانسولين ويرتبط بالسمنة من اولئك الذين لا يتناولون القهوة.

ستارباكس

على الصعيد نفسه أعلنت سلسلة المقاهي الأميركية "ستارباكس" أنها ستطلق قبل عيد الميلاد آلة جديدة لصنع قهوة الاكسبرسو في المنزل بأكياس قهوة صغيرة من توقيعها، وتعمل آلة "فيريسمو" التي لم يعلن عن ثمنها بعد وفقا لنظام طورته شركة "كروغر" الألمانية يتميز بقوة ضغط عالية "تسمح للزبائن بصنع قهوة مماثلة لقهوة ستارباكس"ن وأوضحت الشركة التي تتخذ من سياتل (ولاية واشنطن، شمال غرب الولايات المتحدة) مقرا لها أن "نظام +فيريسمو+ من ستارباكس يسمح بصنع قهوة عادية وقهوة اكسبرسو مماثلة لقهوة سارتباكس بالإضافة إلى قهوة بالحليب"، وتسعى "ستارباكس" من خلال هذه المبادرة الجديدة إلى دخول سوق القهوة المحضرة منزليا بعدما أطلقت في أواخر العام 2009 قهوة فورية بأكياس مستقلة. بحسب فرانس برس.

ومن المفترض بيع آلة "فيريسمو" على الانترنت وفي بعض المطاعم التابعة للسلسلة في الولايات المتحدة وكندا وفي "بعض الأسواق الدولية"، وقال الرئيس والمدير العام هاورد شولتز إن "قطاع (القهوة) بكميات فردية هو القطاع الذي يشهد أعلى نسبة نمو".

صنع في السيارة

من جانب أخر أشار تقرير إلى أن إحدى شركات صنع قهوة "الإسبرسو" تمكنت من تصميم جهاز لصنع القهوة، يمتاز بصغر حجمه، معد خصيصا ليتم تركيبه داخل السيارات والتمتع بكوب من القهوة الإيطالية الشهيرة في أي وقت، وبين التقرير الذي نشر على مجلة التايم الأمريكية، الشقيقة لـ CNN، أن الجهاز صنع قهوة الإسبرسو الجديد، يمكن وضعة في علبة القفازات بالسيارة، باعتبار أنه لا يأخذ حيزا كبيرا، وجاء في التقرير أن الجهاز الجديد يتميز بسهولة استعماله، حيث يلغي بذلك التعقيدات التي يواجهها الفرد لصنع قهوة الإسبرسو، حيث لا يلزم إلى وضع كيس صغير من القوة وإضافة الماء داخل الجهاز، والانتظار بضع دقائق للحصول على فنجان قهوة في غاية الروعة. بحسب السي ان ان.

وأشار التقرير إلى أن الجهاز الجديد الذي يطلق عليه اسم، هاندبريسو اوتو، "Handpresso Auto" يعمل على الكهرباء، ومزود بوصلة مخصصة يتم وضعها في مكان ولاعة السجائر، ونوه التقرير أن الجهاز الجديد الذي تم تصميمه من قبل شركة تتخذ من فرنسا مقرا لها، يبلغ ثمنه 149 يورو أي ما يعادل 200 دولار ومن المتوقع أن يتوفر بالأسواق العالمية في وقت قريب.

الإفراط في شرب القهوة

الى ذلك حذرت دراسة جديدة من الإفراط بشرب القهوة خلال الخضوع لعلاجات الخصوبة، بعدما تبين من خلالها ان لهذا الأمر تأثيراً سلبياً عليها، وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان دراسة أعدها باحثون دانماركيون أظهرت ان نتيجة التلقيح الإصطناعي عند النساء اللواتي يشربن 5 فناجين قهوة أو أكثر يومياً سيئة، وأوضح ان شرب كثير من القهوة يومياً يقلص إلى حوالي النصف فرص نجاح علاج التلقيح الإصطناعي، وأضاف ان نسبة استهلاك الكافيين المرتفعة تقلص معدل ولادة أجنة أحياء بعملية التخصيب الإصطناعي بنسبة 40%، وقال المعد الرئيسي للدراسة الدكتور أولريك شيولر كيسمودل من مستشفى جامعة أرهوس بالدنمارك انه "الرغم من اننا لم نتفاجأ بأن استهلاك القهوة يؤثر على معدلات الحمل بعد الخضوع لتلقيح اصطناعي، إلا ان ما فاجأنا هو مدى تأثر ذلك". بحسب يونايتد برس.

فنجان القهوة في نيويورك

ففي نيويورك تزدهر المقاهي الفاخرة وتفتح عند كل زاوية شارع رغم الازمة من خلال تقديمها منتجا باهظ الثمن لكن ذا نوعية عالية بعيدا عن القهوة الرديئة التي تقدم عادة في الولايات المتحدة، ويقول جو فيزوتشيك (25 عاما) الموظف في مقهى "1668" المجهز بطاولات خشبية كبيرة مشتركة تكتظ بالرواد طوال النهار، "قبل ذلك كان سكان نويورك يشربون قهوتهم بسرعة في اكواب ورقية. وخلال الازمة اكتشفوا انه في مقابل دولارات قليلة اكثر يمكنهم ان يحصلوا على فنجان قهوة لذيذة فعلا"، ويؤكد سام بينيكس (27 عاما) احد اصحاب "افريمان اسبرسو" الذي افتتح مقهى ثانيا في منهاتن "انه نشاط يقاوم الازمة لاننا نبيع منتجا ذا نوعية الا انه تجربة ايضا وفسحة ممتعة تشكل نوعا ما امتدادا لقاعة الجلوس في المنزل"، ويضيف المقهى بانتظام مصادر جديدة لحبوب البن على قائمته، وهي تطحن خصيصا لكل فنجان قهوة. ويؤكد سام بينيكس "لا نطحن اي شيء مسبقا" وقد بدا على وجهه القرف من فكرة مماثلةن ويتابع جو فيزوتشيك قائلا "اعتبارا من العام 2008، بدأت تنتشر الكثير من محامص البن هنا" اتيا على ذكر ماركات بن حرفية الصنع مثل "ستامبداون" واصلها من بورتلاند (غرب الولايات المتحدة) و"انتليجسيا" (شيكاغو شمال) و"كاونتر كالتشر" (دورهام شرق)، وقد تلتها المقاهي التي تقدم القهوة الفاخرة، سريعا مثل ماركات "جو ذي آرت اوف كافي" و"ناينث ستريت اسبرسو" و"غرامبي" و"لافينغ مان" و"كونديتيري" الذي يبيع...بنا سويديا، والى جانب استخدامها البن العضوي الذي يتقفى اثره بعناية في العالم باسره، فان المحامص تدرب ايضا "الباريستي" اي معدي القهوة المحترفين،  في يوم الجمعة تنظم "كاونتر كالتشر" جلسات "كابينغ" جماعية على كل مشارك فيها ان يستنشق فنجان القهوة بعدما يكون قد ضرب سطح القهوة بملعقة صغيرة لينتشر عطرها ومن ثم يقوم بتذوقه معلقا على ما يثيره فيه من مشاعر على غرار تذوق النبيذ، ويقول سام بينكيس "مشترو البن لطالما فعلوا ذلك لتقييم المنتج"، فرق "افريمان اسبرسو" تنظم ايضا جلسات "كابينغ" داعية الزبائن الى المشاركة. فيقول احدهم "يذكرني الطعم بالعنيبة" فيما يقول اخر "بالكاراميل"، والوضع بعيد كل البعد عن شبكات المقاهي المعولمة مثل "ستارباكس" التي ابتعدت عن حبوب البن التقليدية لتقدم مشروبات مثل "لاتي باليقطين" و"فرابوتشينو بالشوكولا الابيض وكريما الشانتيي"، ويقول جو فيزوتشيك "لقد علمت هذه الشبكات الاميركيين الفرق بين قهوة لاتي واسبرسو وهذا ليس بالامر اليسير الا ان سكان نيويورك بدأوا يستمتعون بقهوة مفصلة بحسب مذاقهم" في معرض رده على سؤال حول ما السبب الذي يدفع الناس الى صرف خمسة دولارات في خضم الازمة للحصول على فنجان قهوة مع انه بامكانهم ان يحتسوا واحدا باقل بدولارين في شبكة مقاه او مجانا تقريبا في منازلهم، ويؤكد سام "يتحول الامر الى ادمان". بحسب فرانس برس.

على الصعيد المالي هذه المقاهي مربحة. ويقول جو "هوامش الربح مرتفعة جدا. فالبنسة لقهوة مثلجة هامش الربح 100% لكن يجب اضافة الايجار والاجور وغير ذلك". ويقول "باريستا" اخر ان متوسط هامش الربح في هذه الشركات يراوح بين 10 و15%، ويقول سام "اسعارنا متدنية جدا مقارنة بما نقدمه. هل يقارن مطعم من ثلاثة نجوم اسعاره باسعار مطعم للوجبات السريعة؟"، ومع ان الامر لا يؤثر كثيرا على ستاربكس التي ارتفعت مبيعاتها 13% في الربع الاخير وصولا الى 3,3 مليارات دولار يؤكد سام ان الاقبال على المقاهي الراقية المستقلة سيمتد في القارة الاميركية والعالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/آب/2012 - 25/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م