العنف في أمريكا... معدلات تؤشر لتداعيات خطيرة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يشكل تفاقم العنف في الولايات المتحدة تهديد حقيقا لسكانها ولمستقبلهم وبشكل كبير خاصة في الآونة الأخيرة، وذلك من خلال بروز ثقافة العنف الشائعة الممثلة بمعدلات الجريمة الهائل في أمريكا، إذ تشير التقارير الرسمية وغير الرسمية بهذا الشأن  بأن جرائم العنف في الولايات المتحدة وصلت أعلى معدلاتها في هذا العام منذ ان بدأت الحكومة في جمع تلك الاحصاءات منذ 32 عاما لكن الذكور والشبان والمنحدرين من أكثر من عرق يقعون ضحايا للجرائم اكثر من غيرهم، إذ ان بيع الاسلحة المباحة في ذلك البلاد يشجع ويفاقم من ارتكاب كل انواع الجرائم كالسرقة والاعتداء والاغتصاب وكل الجرائم التي تتضمن حوادث قتل والتي ترفع مستوى العنف المثير للجدل في تلك البلاد، وخاصة حوادث القتل الجماعي التي حدثت في الاونة الاخيرة، في حين يعد الانتقام الاجتماعي كالتميز العنصري والديني ابرز انواع الجريمة المرتكبة هناك، فعلى الرغم من التحصين الأمني وقوة القانون في ذلك البلاد إلا أن ذلك لم يحول دون ارتكاب تلك الجرائم الوحشية والمروعة انفة الذكر.

العنف المسلح

فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن حوادث القتل الجماعي مثل حادث اطلاق النار على معبد للسيخ بولاية ويسكونسن بات وقوعها "متكررا بدرجة كبيرة" ويجب ان تدفع جميع الأمريكيين لمحاسبة النفس من أجل ايجاد سبل للحد من العنف المسلح، وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض بعد مرور يوم من قيام مسلح باطلاق النار على مصلين من السيخ كانوا يستعدون للصلاة مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص قبل أن يقتله ضابط شرطة بالرصاص "كل واحد منا محطم القلب بسبب ما حدث، وقال أوباما ردا على سؤال هل سيضغط من أجل مزيد من اجراءات السيطرة على الأسلحة في أعقاب حادث إطلاق النار انه يريد ان يجمع القادة على جميع المستويات في المجتمع الأمريكي لدراسة سبل الحد من العنف المسلح، وكان ذلك تكرارا لتعهد أوباما في كلمة القاها في نيو اورليانز بالعمل على نطاق واسع من أجل "التوصل الى توافق في الآراء" بشأن هذه القضية المثيرة للجدل بعد حادث اطلاق النار في كولورادو الذي سلط الضوء على القضية في عام الانتخابات. لكن مثل تعليقاته السابقة لم يقدم أوباما جدولا زمنيا أو تفاصيل لمناقشات من هذا القبيل. بحسب رويترز.

ويعتبر الحديث عن كبح جماح ثقافة السلاح في الولايات المتحدة خطرا من الناحية السياسية بالنسبة لأوباما الذي يخوض سباقا محتدما بينه وبين ميت رومني المنافس الجمهوري في انتخابات الرئاسة التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني، وقال أوباما في المكتب البيضاوي أثناء مراسم توقيع مشروع قانون لا علاقة له بالقضية "كلنا نعترف بأن مثل هذه الأحداث المأساوية الرهيبة تحدث بشكل متكرر بدرجة كبيرة حتى أنه لا يليق بنا ألا نقوم ببعض المحاسبة للنفس لدراسة سبل إضافية للحد من العنف، لكنه استدرك بقوله "كما قلت من قبل هناك الكثير من العناصر في هذه القضية.

إحراق مسجد للمرة الثانية

من جهة أخرى قال مسؤولون أمريكيون إن مسجد في منطقة غوبلن، بولاية ميسوري، احترق بعد نحو شهر من محاولة إحراقه ضمن مبنى في المركز الإسلامي بالمدينة، وتحقق السلطات في سبب الحريق الثاني، حيث دمرت كاميرات الأمن في المسجد بفعل الحريق، وفقا لشارون ألراين، من مكتب مفوض الشرطة في مقاطعة جاسبر، وقال أحد أعضاء الجمعية الإسلامية في غوبلن إن "هذا الحادث يجب أن لا يمنعنا من عبادة الله.. سوف نجد الأرجح مكانا لمواصلة جهودنا في خدمة الله، وقالت كيمبرلي كيستر، وهي عضو آخر في الجمعية الإسلامية، إن الحريق كان قويا لدرجة أن الطوب في المبنى لا يزال شديد السخونة بعد ساعات من اندلاع النيران، ورغم أن المحققين لم يحددوا بعد السبب وراء الحريق، تقول كيستر إنها تشتبه في أن يكون حريقا متعمدا آخر، وتقول: "أعتقد أن هذا عمل من أعمال الكراهية.. واعتقد أنه سيجعلنا أكثر لحمة، ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق بالفعل في الحريق الأول الذي اندلع في سطح المبنى ذاته يوم 4 يوليو/تموز، وأصدر المكتب فيديو وصورة لرجل يرمي على كاميرات المراقبة نوعا من القذائف الحارقة في ذلك الحادث. بحسب السي ان ان.

معبد للسيخ

فيما اعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) ان المتهم باطلاق النار في معبد للسيخ في ويسكونسن (شمال) قضى بعد ان اطلق رصاصة على رأسه، واوضحت تيريزا كارلسون المكلفة التحقيق في الشرطة الفدرالية ان ضابط شرطة اطلق النار على وايد مايكل بيج واصابه في المعدة و"اثر اصابته يبدو ان بيج قضى بعد ان اطلق رصاصة على رأسه، وكانت الشرطة اعلنت سابقا ان بيج الجندي السابق القريب من مجموعات عنصرية من النازيين الجدد قتل برصاص الشرطي، واضافت كارلسون ان المحققين لم يحددوا بعد بوضوح دوافع القاتل لكنهم تحققوا من انه كانوا يعمل بمفرده، كما ذكرت انه تم توقيف ميستي كوك وهي صديقة سابقة لبيج في منزلها لحيازة اسلحة نارية بصورة غير مشروعة بسبب ماضيها الجنائي وان لا علاقة لذلك بالتحقيق في حادث اوك كريك، وقالت ان المحققين استجوبوا 100 شخص بينهم افراد اسرة بيج واقارب وجيران ولا يزالون يدرسون خيوطا اخرى، وتابعت "بعد كل هذا العمل تبين لنا ان بيج هو المسؤول الوحيد عن حادث اطلاق النار. ولم نحدد بعد دوافعه بوضوح"، ويبدو ان القاتل، الموسيقي السابق من حليقي الروس الذي كان على صلة بمجموعات عنصرية تؤمن بتفوق العرق الابيض، تولى عدة وظائف منذ ان ترك الخدمة في الجيش في 1998، وذكرت وسائل اعلام محلية انه كان يصف غير البيض بانهم "قذرون"، وقال زميل سابق له في الجيش ان بيج كان يتحدث عن اقامة منطقة خاصة بالبيض. وذكر فريد الن لوكاس لصحيفة "ميلووكي-ويكونسن جورنال سنتينال" انه "لم يكن يكترث اذا كان الاشخاص من السود او الهنود او الاميركيين كان يكرههم جميعا"، وخدم بيج في صفوف الجيش بين عامي 1992 و1998، وكان عمل بيج كاختصاصي في عمليات الحرب النفسية، يكمن في جمع معلومات لدى السكان والقيام بعمليات ترمي الى التأثير عليهم ايجابا لخدمة المصالح الاميركية، لكنه لم يخدم في اطار عمليات انتشار خارج الولايات المتحدة وخدم خصوصا في قاعدتي فورت بليس (تكساس جنوب) وفورت براغ (نورث كارولاينا جنوب شرق). بحسب فرانس برس.

على الصعيد نفسه اعلن البنتاغون ان المسلح الذي اطلق النار في معبد للسيخ ، جندي سابق متخصص في الحرب النفسية، وكان مطلق النار يدعى ويد مايكل بيج وخدم في الجيش الاميركي بين عامي 1992 و1998 ونال اوسمة لحسن السلوك بحسب سلاح البر الاميركي، وانضم بيج الى صفوف الجيش في سن العشرين لست سنوات من دون ان يخدم في ساحة عمليات خارجية. وخدم خصوصا في قاعدتي فورت بليس (تكساس جنوب) وفورت براغ (نورث كارولاينا جنوب شرق)، ويكمن عمل بيج كاخصائي في عمليات الحرب النفسية، في جمع معلومات لدى السكان والقيام بعمليات ترمي الى التأثير عليهم ايجابا لخدمة المصالح الاميركية، وكان مصدر في الشرطة ذكر في وقت سابق ان مطلق النار "رجل ابيض في الاربعين خدم في الجيش.

ارتفاع مبيعات الاسلحة

في حين شهد عدد الساعين لابتياع الاسلحة في ولاية كولورادو الامريكية ارتفاعا كبيرا عقب حادث القتل الجماعي الذي وقع في دار للسينما في بلدة اورورا المجاورة لدنفر، حسبما افاد به مسؤولون في شرطة الولاية، فقد ارتفع عدد طلبات الحصول على تراخيص حيازة الاسلحة بنسبة 43 بالمئة في الايام الثلاثة التي تلت حادث دار السينما مباشرة، وكان حادث القتل الجماعي - الذي وقع اثناء العرض الاول لفيلم "الرجل الوطواط" الجديد - قد اسفر عن مقتل 12 شخصا واصابة 58 بجروح ما زال عشرون منهم يخضعون للعلاج في المستشفيات، وكان جيمس هولمز، المسلح المشتبه بارتكابه المجزرة، قد مثل امام المحكمة للمرة الاولى، ويقول الادعاء إن هولمز البالغ من العمر 24 عاما قد ابتاع الاسلحة التي استخدمها في الهجوم اضافة الى آلاف العيارات النارية بشكل قانوني وخبأها في شقته الى لغمها بالمتفجرات، وجاء في احصائية نشرها مكتب التحقيقات بولاية كولورادو ان 880 شخصا تقدموا بطلبات للسماح لهم بحيازة الاسلحة الثالث عشر من يوليو / تموز (اي قبل الحادث بأيام)، ولكن في التاسع والعشرين من الشهر نفسه (اي في اليوم التالي للحادث) ارتفع العدد الى 1216، بعدها بلغ العدد 1243، اي ان السلطات اصدرت تراخيص حيازة لـ 2887 شخص وهي زيادة تبلغ 43,5 في المئة مقارنة بالاسبوع السابق، ورغم ان هذه الارقام لا تعطي فكرة عن عدد الذين ابتاعوا اسلحة بالفعل، فإن الشهادات التي ادلى بها مالكو محال بيع الاسلحة تؤكد ذلك.

فقد قال ديك روتان، صاحب متجر "عرين المسلحين" في مدينة ارفادا إن محله شهد مبيعات هائلة، وقال لصحيفة دنفر بوست "لسان حال هؤلاء هو نريد فرصة للعيش، فهم يريدون ان يكتسبوا القدرة على الدفاع عن انفسهم واسرهم فيما اذا واجهوا موقفا كالذي وقع في دار السينما، ونقلت الصحيفة عن مالك متجر آخر قوله "الكثير من الناس يقولون إننا لم نكن نظن نحن بحاجة الى سلاح، ولكننا غيرنا رأينا الآن. فعندما تحصل هذه الحوادث على مقربة منك تبدأ باعادة النظر في مواقفك، من جانب آخر، قالت وكالة اسوشييتيدبرس إن مبيعات الاسلحة شهدت ارتفاعا في ولايات امريكية اخرى، بما فيها فلوريدا (التي ارتفعت فيها مبيعات الاسلحة بنسبة 14 في المئة) واوريغون (11 بالمئة)، ويقول مسؤولون في الشرطة إن مبيعات الاسلحة في الولايات المتحدة ترتفع عقب الاحداث الكبيرة، كانتخاب الرئيس باراك اوباما (الذي اغضب الكثيرين من ذوي التيار المحافظ، الشريحة التي تؤيد بقوة "حق" المواطن الامريكي بتسليح نفسه) وحادث القتل الجماعي الذي وقع في ولاية اريزونا في يناير / كانون الثاني 2011 والذي اسفر عن مقتل 6 اشخاص واصابة النائبة غبرييل غيفوردز، ويعزو المسؤولون هذه الظاهرة الى خوف العامة من ان تدفع هذه الحوادث الحكومة الاتحادية الى اعادة النظر في التعديل الثاني للدستور الامريكي والذي ينص على حق المواطنين في حيازة وحمل الاسلحة، ورغم ان عددا قليلا من النواب الديمقراطيين في واشنطن جددوا مطالبهم بفرض حظر على بيع مخازن العتاد التي تستوعب كمية كبيرة من الطلقات، لا يعتقد كثيرون ان موضوع السيطرة على الاسلحة وبيعها سيكون على قمة اهتمامات السياسيين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

يقتل ويحاول الانتحار

كما قتل رجل اربعة اشخاص وجرح اثنين اخرين في سياتل بولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة قبل محاولة الانتحار بعد ساعات قليلة، على ما اعلنت الشرطة، واشارت الشرطة على حسابها عبر موقع تويتر، دخل رجل ثلاثيني مقهى قريبا من جامعة سياتل في شمال المدينة، "متسلحا بمسدس" واطلق النار على الزبائن، وقام المشتبه به الذي وصفته الشرطة بانه "ابيض، نحيل جدا، شعره داكن مجعد" بالفرار بعد اطلاق النار، واضافت الشرطة ان شخصين قتلا على الفور جراء اطلاق النار وقضى ثالث متأثرا بجروجه بعد الظهر. وجرح شخصان اخران اصابتهما بالغة، وبعد فترة وجيزة، تم استدعاء الشرطة الى وسط المدينة حيث قتلت امرأة بيد رجل بعد خلاف على موقف سيارة قرب البلدية. وهرب الرجل على متن سيارة رباعية الدفع عثر عليه فارغا بعد ساعات، وفي ساعات المساء الاولى، اعلنت الشرطة ان رجلا تطابق مواصفاته تلك العائدة للمشتبه به اوقف بعد رصده غرب المدينة، وبعد ارغامه على تسليم نفسه، قام باطلاق النار على رأسه، وتم نقله الى مستشفى في المدينة على الفور، وأكدت الشرطة ان هذا الرجل هو مطلق النار في المقهى وايضا قاتل المرأة في وسط المدينة، ولا تزال الشرطة تجهل دوافع اطلاق النار. بحسب فرانس برس.

ضحايا عديدون

وقد اسفر اطلاق نار عن سقوط "ضحايا عديدين" في مبنى سكني في اوبرن بولاية الاباما جنوب الولايات المتحدة، ونصب عناصر الشرطة خيمة في مسرح الجريمة لحجبه عن الانظار وحمايته من المطر كما اوضحت صحيفة برمينغهام نيوز، ولم تعلن الشرطة اي حصيلة رسمية للضحايا بحسب الصحيفة، وافاد تلفزيون محلي ان اطلاق النار في مجمع للشقق وشمل لاعبين لكرة القدم الاميركية، واضافت محطة ايه بي سي ان الشرطة طوقت القطاع كليا وان سكان المجمع لم يعد باستطاعتهم الخروج او الدخول الى المجمع . بحسب فرانس برس.         

موجة احتجاجات

من جهتها القت شرطة كاليفورنيا القبض على حوالي اربعة وعشرين شخصاً خلال الليلة الرابعة من احداث العنف في انهايم بعد مقتل اثنين على ايدي الشرطة، واحتشد حوالي 600 متظاهر خارج بلدية مدينه انهايم في كاليفورنيا مطالبين بإجراء تحقيق حول مقتل هذين الشخصين على ايدي الشرطة كما رموا الحجارة والزجاج واشعلوا النيران بحاويات النفايات والقوا قنبلة من البنزين على سيارة الشرطة خلال التظاهرة. وقام حوالي 250 شرطي بإطلاق الرصاص المطاطي على الجموع المحتشدة، واصيب خلال هذه التظاهرة حوالي ستة اشخاص بما فيهم شرطي، وقالت الشرطة ان الوضع عاد تحت السيطرة، وصرح احد المتظاهرين دايفيد زفالا (25 عاما) لصحيفة "لوس انجيلس تايمز" ان: "شرطة انهايم فقدت السيطرة على الوضع"، وقال رئيس قسم الشرطة في المدينة جون والتر ان: "مانويل ديياز قتل السبت بعد قيام شرطيين بالاقتراب من ثلاثة اشخاص كانوا يتصرفون بغرابة"، مضيفاً "انه قتل اثناء محاولته الفرار من المكان"، واشار والتر ان:" ديباز رفض الانصياع للاوامر وعدم الهرب". بحسب البي بي سي.

وقتل ديياز جراء اطلاق نار على رجله ورأسه وقد قدمت عائلته شكوى في المحكمة وطالبت بتعويض مالي يقدر بحوالي 32 مليون جنيه استرليني، ونفى محامي ديياز ان يكون موكله ينتمي لأحد العصابات، وطالب بفرض اقسى عقوبة للشرطي الذي تسبب بمقتله، وقتل الشخص الثاني الذي يدعى جويل ماثيو آكافيدو (21 عاما) الاحد بعد تبادل اطلاق نار بينه وبين شرطي كان يحاول القبض عليه بعد سرقته لاحدى السيارات في المدينة.

عراب مافيا

الى ذلك سيؤكد العراب السابق للمافيا الإيرلندية في بوسطن جيمس "وايتي" بالغر خلال محاكمته أنه انتهك القانون طوال سنوات بحماية السلطات الأميركية، على ما أفاد محاميه، وقال جاي دبليو كارني خلال مؤتمر صحافي إنه "سيقول الحقيقة، إذا سمح له القاضي بذلك ... ونحن سنثبت أن جيمس بالغر يقول الحقيقة"، وكان من المفترض اساسا محاكمة جيمس بالغر البالغ من العمر 82 عاما في تشرين الثاني/نوفمبر، لكنها أرجئت إلى آذار/مارس 2013، وأكد محاميه "نريد أن تسنح لنا الفرصة لاطلاع الجميع على الحقيقة قبل نهاية المحاكمة، فلم يا ترى تمكن طوال 30 عاما من القيام بأمور يزعم أنها خارجة عن القانون من دون أن توجه الحكومة الفدرالية أصابع الاتهام إليه قبل التسعينيات؟"، وطالب عراب المافيا السابق من القاضي التخلي عن الملاحقات ضده. بحسب فرانس برس.

مؤكدا انه كان طوال مسيرته الإجرامية يتمتع بحصانة من وزارة العدل، ويدحض المدعون العامون فرضية الحصانة الممنوحة من الحكومة، وفي تموز/يوليو الماضي، كان جيمس بالغر قد دفع ببرائته في ما يخص مقتل 19 شخصا في بوسطن (ولاية ماساتشوستس شمال شرق الولايات المتحدة) في السبعينيات والثمانينيات، وكان اسم بالغر مدرجا في قائمة "أخطر عشرة مطلوبين" من مكتب التحقيقات الفدرالي، عند توقيفه في حزيران/يونيو 2011 بعد مطاردة دامت 16 عاما، وقد استوحى مارتن سكورسيزي من شخصية جيمس بالغر، الدور الذي اداه جاك نيكلسون في فيلم "ذي ديبارتد". وقد خصصت كتب كثيرة لقصته ايضا.

اطلاق النار على عضو بالكونغريس

من جهته اقر جاريد لاوفنر، المتهم باطلاق النار على غابريل غيفوردز عضوة الكونغريس عن ولاية اريزونا وقتل ستة اشخاص آخرين، بانه مذنب بعد ان خلص قاض إلى انه يتمتع بقواه العقلية، وفي العام الماضي جرى تعليق قضية لاوفنر بعد ان قال خبراء انه مصاب بالفصام، وادى اقرار لاوفنر بأنه مذنب الى انقاذه من الحكم عليه بالاعدام ومن المتوقع ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة، واصيبت غيفوردز في الحادث في يناير / كانون الثاني 2011 واجبرت على التخلى عن منصبها، وفي وقت سابق من قالت غيفوردز انها راضية عن اقرار لاوفنر بانه مذنب مقابل عدم الحكم باعدامه، وكتب زوجها مارك كيلي وهو رائد فضاء سابق"الالم والفقد اللذان تسببت فيهما احداث الثامن من يناير 2011 لا يمكن لا يمكن وصفه. تجنب المحاكمة سيمكننا نحن ومجتمع جنوب اريزونا من التعافي ومواصلة حياتنا". بحسب البي بي سي.

ويتم علاج لاوفنر قسرا باستخدام عقاقير للامراض النفسية منذ عام في مستشفى تابع للسجن في سبرينغفيلد في ولاية ميزوري، وكانت جلسة الثلاثاء رابع مرة يمثل فيها لاوفنر امام المحكمة حتى يبت القاضي في مدى تمتعه بقواه العقلية، وفي مايو/ ايار 2011 قررت المحكمة ان لاوفنر لا يتمتع بالاهلية العقلية بقدر يمكنه من المثول امام المحكمة بعد ان بدأ بالصياح والصراخ في قاعة المحكمة، وكانت غيفوردز، التي كانت عضوة في الكونغريس عن الحزب الديمقراطي، في لقاء مع اعضاء دائرتها الانتخابية في متجر عندما اطلق لاوفنر النار على رأسها من مسافة قريبة، وكان من بين الضحايا في الحادث طفلة في التاسعة من العمر وقاضي، ويشغل مقعد غيفوردز الان رون باربر مساعدها السابق الذي اصيب في الحادث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/آب/2012 - 24/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م