البكاء لموت باندا!!

زاهر الزبيدي

أجهش رئيس حديقة الحيوانات في اليابان بالبكاء وهو يتحدث عن أسباب نفوق أحدى حيوانات الباندا الصغيرة في حديقته.. وعلى الرغم من ندرة هذا الحيوان إلا أن من ينظر للرجل وهو يذرف حرَّ دموعه يتوقع بأن قريباً جداً له قد مات وقد يكون فلذة كبده !!

سنظل نحن هكذا غير قادرين على إستيعاب تلك الدروس التي دأب الشرق والغرب على تعليمنا إياها بعدما تغاضينا عن مكارم الأخلاق التي تممها ديننا الحنيف..

فنحن اليوم لا صدق لا وعد ولا وعيد قلوب من حجر وعيون من زجاج.. تاهت علينا الأمور واختلفت مشاربها ولا نعلم أي متاهة نعيشها اليوم بفعل عدم إكتراثنا بتلك القيم والتعاليم والمسؤولية الكبيرة تجاه أعمالنا فالرجل الذي بكى الباندا كونها كانت في عهدته في حديقة الحيوانات، أجلكم الله، وهو مسؤول عنها، أنهم يعلموننا دروساً شقَّ علينا أن نتعلمها.. ففي يوم ما أصبح رؤية انسان ميت على قارعة الطرق أمر عادي جداً إلا إذا كان قريبك !.

في العراق نذبّح يومياً على شاشات التلفاز.. عمليات إرهابية عالية المستوى ودقيقة العمل تتناثر بعدها الجثث العراقية في الشوارع مقطعة الأوصال ولا أحد يبكينا ولا نرى سياسياً خرج يوماً يبكي لتلك الجثث وأولئك الموتى بسبب الأمراض الخبيثة وغير الخبيثة فلم تعد وحدها الأمراض الخبيثة هي من تقتلنا..

 أو حتى يخرج أحد من وزارة الداخلية أو الدفاع ليبكي أولئك الذين ضرجت دمائهم أرصفة الشوارع أو أن يذرف دمعة واحدة من عيونه الزجاجية ! ونحن في عهدتهم أماننا وحياتنا.. لماذا؟

 أيصح أن تكون الباندا أهم لدى الياباني من الأرواح العراقية التي تزهق لدى القيادة في وزارة الدفاع والداخلية والإرهاب يعبر من بين أصابعهم ليضرب بقسوة بالغة احياناً أو حتى ليهدد مقراتهم كما حدث في بناية مكافحة الإرهاب، أي قلوب تلك التي جعلتها المصالح الفئوية الضيقة كالصخر أمام ما يحتاجه ابناء العراق من مشاعر جياشة لسياسيهم تحتضن احلامهم ورؤياهم بمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم..

 المطلوب من سياسينا أن يكونوا أكثر رأفة بشعبهم من خلال تبنيهم لقضيا الشعب لا قضاياهم الشخصية ومصالحهم الضيقة ومنافع اكتسبوها على حساب من انتخبهم.. ومن سنين يصّر على إنتخابهم على أمل أن يتحقق معهم الحلم الكبير ويأتي العيد بعد صيام وصبر بلا أحزان ولا نكد!

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/آب/2012 - 20/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م