شهر رمضان حول العالم... تباين الاجواء بين التقاليد والأكلات

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: اختلفت الآراء بشأن الظروف والأجواء في شهر رمضان الكريم حول العالم لهذا العام، وعلى مجمل النواحي الحياتية سواء كانت الاقتصادية او الدينية او الاجتماعية، فيما تختلف العادات والتقاليد التي يستخدمها المسلمون تعبيرا عن فرحهم بين بلد وآخر، حيث تشتهر مدينة جدة الساحلية السعودية بأنواع عديدة شهية من الطعام لاسيما تلك التي يكثر الاقبال عليها طوال شهر رمضان المبارك، كما توجد هناك عائلة فلسطينية مازالت تلتزم بتقاليد مدفع رمضان منذ عقود ولحد الان، فيطلقوا مدفع رمضان مع حلول موعد الافطار ثم مع حلول موعد بدء الصيام كل يوم طوال شهر رمضان، وفي ذات الصدد أحيا شبان فلسطينيون تقليدا رمضانيا قديما خاصا بالمسحراتي في القدس والخليل بالضفة الغربية حيث يجوبون الشوارع ليلا وهم يقرعون الطبول ويصيحون لايقاظ الناس ليتناولوا السحور قبل حلول الفجر وبدء صيام يوم جديد في شهر رمضان، من جهة أخرى فقد حل شهر رمضان هذا العام في فصل الصيف الذي تطول ساعات النهار بشمال السويد مما سبب خلافا الصائمين بشأن موعد الافطار، في حين يستمر مسلسل الاضطهاد لمسلمي فرنسا، حيث قامت السلطات الفرنسية بتوقيف مشرفين رياضيين بسبب الصيام، لكن سرعا ما تراجعوا عن هذا القرار بعد موجة من الغضب قام بها المسلمين ضد السلطات الفرنسية، وعلى الرغم من اختلاف الظروف والأجواء الرمضانية من بلد لاخر، يبقى شهر رمضان شجرة الألفة والمحبة بين صفوف المسلمين والخير الدائم للعالم الإسلامي.

مساجد اندونيسيا

فيما تحاول المساجد في اندونيسيا أن تبدو في أفضل حال خلال شهر رمضان من خلال الانفاق على مكبرات صوت عالية الجودة لخطب ود المصلين وتجنب ازعاج غير المسلمين، وفي ظل وجود حوالي 800 ألف مسجد في أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان بات تنافر اصوات آذان الصلاة من مكبرات صوت رديئة مصدرا للغضب المتزايد. وتساءل كبار المسلمين وصولا إلى نائب رئيس البلاد عما إذا كان الحماس قد خرج عن نطاق السيطرة، وقال عميدان رئيس مجلس علماء اندونيسيا أعلى سلطة إسلامية في البلاد "احدى الشكاوى عندما يكون هناك مسجدان أو ثلاثة في حي يدخلون في حرب مكبرات الصوت ويسعى كل مسجد لأن يكون أعلى صوتا من الآخرين، وتستجيب بعض المساجد من خلال مكبرات صوت أفضل. وتحاول شركة (في 8 ساوند) الاستفادة من السوق بمكبرات صوت "الكريم"، وقال هاري كيسوو مؤسس الشركة والمستشار الصوتي لقصر الرئاسة لرويترز "الغرض من مكبرات الصوت هذه أن يكون لدى المساجد الاندونيسية مستوى صوتي مثل موسيقى الجاز، وأضاف أن مزيدا من المساجد مستعدة لدفع ثمن مكبر الصوت "الكريم" البالغ 25 مليون روبية (2600 دولار) وهذا أكثر من ضعفي سعر نظام الصوت الشائع. بحسب رويترز.

طعام جدة

في سياق متصل تشتهر مدينة جدة الساحلية السعودية بأنواع عديدة شهية من الطعام لاسيما تلك التي يكثر الاقبال عليها طوال شهر رمضان المبارك، فمائدة افطار رمضان تضم عادة حلويات شرقية مثل الكنافة والبقلاوة بالاضافة الى مشروب محلي يعرف باسم السوبيا البيضاء ويصنع من الشعير والقرفة والهيل (الحبهان). بحسب رويترز.

وقال بائع سوبيا متجول في شارع بجدة لتلفزيون "السفرة عندنا (أهل الحجاز) معروفة يكون فيها أكلات كثير..أهم شي يكون فيها الفول والتميس وهذا شيء أساسي بالسفرة.. وأغلب الناس تحب السوبيا طبعا والمشروبات الشعبية من التمر الهندي والزبيب، وحثت السلطات السعودية العام الجاري جميع غير المسلمين المقيمين على أراضي المملكة على مراعاة الصائمين والامتناع عن تناول الطعام أو الشراب أو التدخين علنا في نهار شهر الصيام، وأفادت تقارير لوسائل اعلام محلية ان أي شخص يخالف ذلك سينهى عقد عمله بالمملكة أو سيرحل الى بلده.

بارات رمضان

الى ذلك تتعرض مجلة تصدر باللغة الإنجليزية في إمارة دبي إلى حملة انتقادات إثر إصدارها في نسخة رمضان لائحة بأسماء البارات التي تواصل تقديم المشروبات الكحولية خلال شهر الصوم، وكانت المجلة، التي تستهدف شريحة المقيمين الأجانب بالإمارة والغربيين تحديداً،  قد نشرت قبل بدء رمضان موضوعاً عنوانه: "خمسة للتجربة: بارات في رمضان، وفجر الموضوع غضب الكثير من الإماراتيين الذين دشنوا حملة # stoptimeoutdubai على "تويتر" الاجتماعي، وحظي بتفاعل كبير بين المغردين الذين أبدوا عدم رضاهم عن المجلة، من جانبها، أطلقت المجلة "تغريدة اعتذار" قالت فيها إن نشر الموضوع جاء "كسوء تقدير من جانبها، وأكدت المجلة احترامها لتقاليد وعادات المجتمع الإماراتي، وقامت بحذف المقالة من نسختها الإلكترونية، ورغم الاعتذار واصل المغردون حملتهم على المجلة وذهب البعض للمطالبة بطرد طاقم المجلة من وظائفهم، وقالت الإماراتية، مهرة الشامسي، وهي مدرسة لغة إنجليزية بإمارة رأس الخيمة: "رغم أن المجلة تستهدف شريحة الأجانب، لكن هل نسوا بأنهم يقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة عربية لها معتقدات وقيم إسلامية قوية للغاية، وتسلط الحملة الضوء على التوتر الثقافي القائم بين المواطنين الإماراتيين، الذين يمثلون نحو 17 في المائة من إجمالي سكان دبي، والأجانب الذي أصبحوا جزاء من المزيج السكاني الذي يشكل الإمارة الحديثة التي أصبحت قبلة دولية. بحسب السي ان ان.

وشهدت الإمارات في السابق حملة إلكترونية للدفاع عن الحشمة والتقاليد لتوعية الأجانب بضرورة احترام ثقافة وتقاليد المجتمع المحافظ والحد من ظاهرة "تجاوزات" البعض في مظهرهم وسلوكياتهم، وفي المقابل، يرى أجانب أن الحملة على "تايم أوت" مبالغ فيها، وأن المقالة لم يكن هدفها الإساءة للمجتمع أو الدين، وقالت فيونا دو فافير، وهي اسكتلندية تعمل في دبي: "هناك شريحة كبيرة من المقيمين بالبلد لا تصوم رمضان، والمقالة عرفت بأماكن متاحة للمسلمين غير الصائمين وغير المسلمين، وعندما نظر للأمر بأنه ازدراء، جرى حذفه والاعتذار عنه، وأضافت بأن ما شهدته في الحملة الإلكترونية من دعوات غاضبة ضد صحفيي المجلة أو التعرض لأي شخص يشرب الخمر أثناء رمضان "لا يتماشى وروح الشهر الذي يحض على المغفرة والرحمة، ويذكر أن المجلة لم ترد على طلب للحصول على تعقيب منها.

مدينة الخليل

على صعيد نفسه يحمل محمد الجعبري انبوبة غاز وزنها اكثر من 40 كيلوغراما في يوم حار من شهر رمضان عابرا الحاجز العسكري الاسرائيلي المؤدي الى منزله في حارة مغلقة منذ اكثر من عشر سنوات في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ويقول الجعبري (44 سنة)، الذي يضطر مثل الالاف غيره من سكان الاحياء المغلقة في هذه المدينة للوقوف ساعات في الحر الشديد على الحواجز العسكرية الاسرائيلية وهم صائمون، "انا مضطر لعبور هذا الحاجز عدة مرات في اليوم واقطع يوميا مئات الامتار لايصال مستلزمات البيت التي لا املك اي وسيلة اخرى لايصالها سوى حملها على كتفي والسير بها على قدمي"، ويحكي الرجل وهو يلهث من حمل الانبوبة والذي يملك ورشة حدادة قريبة من منزله "قمت اليوم انا وابني بنقل اكثر من نصف طن من الحديد الى الورشة مشيا على الاقدام وبقينا نجرها في الشمس الحارقة لمدة ساعتين تقريبا"، ويتابع الجعبري المقيم في حارة الراس وهو يتصبب عرقا "انظروا اي ماساة نعيش! تخيل ان تقوم بكل هذه الاعمال الشاقة في هذا الجو الحار وانت صائم! يريدون ترحيلنا ولكننا لن نرحل وسنبقى صامدين في بيوتنا وسنصوم ونصلي مهما حدث ومهما كانت الصعوبات"، وقد اغلقت الكثير من الاحياء والشوارع الفلسطينية في مدينة الخليل عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ايلول/سبتمبر 2000 واعلن الجيش الاسرائيلي بعضها "مناطق عسكرية مغلقة" يمنع دخول السيارات الفلسطينية اليها وحتى يمنع الدخول بشكل كلي الى بعضها كشارع الشهداء وشارع السهلة وغيرهما، وكان شارع الشهداء قد اغلق بشكل جزئي امام الفلسطينيين عقب المجزرة التي ارتكبها المستوطن اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين في 25 شباط/فبراير عام 1994 عندما اطلق النار على مصلين مسلمين في الحرم الابراهيمي ما ادى الى مقتل 29 منهم، وبالاضافة الى منع دخول السيارات الى الشارع قام الجيش الاسرائيلي باغلاق عدد كبير من ابواب المنازل والمحلات الواقعة في تلك الاحياء عازلا بذلك العديد من العائلات الفلسطينية عن بيوتها مما اضطر بعض هذه العائلات الى الرحيل بينما قامت اخرى بابتكار طرق غريبة وخطرة للوصول الى منازلها، من هؤلاء زليخة المحتسب (45 عاما) المقيمة في شارع الشهداء والتي اضطرت لفتح باب جديد على سطح منزلها واقامت سلالم حديدية نصبتها على اسطح جيرانها للوصول اليه بعد ان اغلق الجيش الاسرائيلي باب منزلها الرئيسي باللحام، وتشرح المراة ان بعض الجيران يضطرون الى تسلق سلالم ثلاثة طوابق للوصول الى منازلهم عبر فتحة من السطح مشيرة الى انها عملية صعبة ومعقدة وخطيرة مع خطر السقوط عن السلالم، وتشير المحتسب "معاناتنا كبيرة والمشكلة ليست متعلقة بسكان البيوت فقط بل تشمل الزيارات المتبادلة اي صلة الرحم". بحسب رويترز.

وتتابع "اصبحت هذه الزيارات، المهمة من الناحية الدينية والاجتماعية وخاصة في رمضان، شبه معدومة بسبب صعوبة الوصول خاصة بالنسبة للنساء والاطفال فمثلا قبل الاغلاق كنت اذهب الى بيت اخي في عشر دقائق اما الان فاحتاج الى حوالي ساعة للوصول الى هناك"، ويقول الشاب احمد (19 عاما) ابن محمد الجعبري ان الحواجز "اثرت بشكل سلبي جدا على مجمل حياتنا من النواحي الاقتصادية والدينية والاجتماعية حيث اصبح الكثير من الناس خاصة كبار السن لا يذهبون الى صلاة التراويح وصلاة الفجر بسبب هذا الحاجز اللعين الذي يطيل المسافة"، واوضح انهم يتعرضون للتفتيش والاهانات من قبل الجنود عند دخولهم او خروجهم خاصة في ساعات الليل. ويضيف "لا نستطيع ان نتبادل الزيارات ولا ان نقيم ولائم رمضانية للاهل والاقارب. البعض اصبحوا يقيمون ولائمهم الرمضانية خارج هذا الشارع في حين قام اخرون بالغائها بشكل نهائي"، ويؤكد "لم نعد نستطيع البناء ولا صيانة بيوتنا بسبب صعوبة ادخال مواد البناء ... حتى مياه الشرب تحتاج الى تنسيق مع الجيش الاسرائيلي، فعلينا ان ننسق معهم لندخل صهريج مياه"، ويقيم نحو 190 الف فلسطيني في الخليل الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، فيما يقيم حوالى 600 مستوطن في جيب داخل المدينة تحتله اسرائيل ويشكل ثلاثة بالمئة من مساحتها، وتشهد الخليل التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي جزئيا في 1998 مواجهات واشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والمستوطنين والقوات الامنية الاسرائيلية.

الصائمين بشمال السويد

من جهة أخرى حل شهر رمضان هذا العام في فصل الصيف الذي تطول ساعات النهار فيه بشمال السويد القريب من الدائرة القطبية، تشرق الشمس في مدينة أوميا السويدية في الساعة الثالثة صباحا وتغرب الساعة الحادية عشرة مساء. ويعني ذلك أن يصوم المسلمون هناك نحو 20 ساعة في المتوسط خلال شهر رمضان، ويصر بعض المسلمين المحافظين على أن الصيام يبدأ فجرا وينتهي عند الغروب حتى لو طالت ساعاته في بعض المناطق مثل الجزء الشمالي من قارة أوروبا.. لكن البعض يرون أنه في غياب حكم شرعي في هذا الخصوص فمن الممكن للمسلمين في مثل تلك المناطق أن يصوموا حسب توقيت مكة المكرمة، وقال المهاجر المسلم محمد مهنى الذي يعيش مع أسرته في أوميا "أعتقد أننا سنصوم حسب توقيت مكة. نبدأ في الرابعة أو الخامسة حتى السادسة أو السابعة على ما أعتقد، وقال مهنى أن الصيام صيفا في شمال أوروبا له جانب إيجابي حيث يكون الطقس معتدلا بعكس معظم بلاد شرق الكرة الأرضية التي يشتد فيها الحر في موسم الصيف، وأضاف في إشارة إلى الرخصة التي يمنحها الإسلام لمن لا يستطيع الصوم في رمضان "ثمة استثناءات. المفترض أن تصوم أطول وقت في مقدورك. وإذا لم تستطع فذلك أمر آخر، ومن المتوقع أن يحل شهر رمضان في عام 2015 في شهر يونيو حزيران الذي لا تغرب فيه الشمس طوال عدة أسابيع في شمال السويد. بحسب رويترز.

وقف موظفين بسبب صيامهم

على صعيد ذو صلة أوقف مجلس محلي قرب باريس أربعة مشرفين رياضيين كانوا يعملون في مخيم صيفي للأطفال بسبب صيامهم أثناء العمل، ووصف أحد المشرفين القرار بأنه "غير مقبول" وقال إنه يدرس حاليا اللجوء إلى المحكمة. وأعلن المجلس الإسلامي الفرنسي أنه سيدعم المشرفين في نزاعهم مع المجلس المحلي، وقال عمدة منطقة جينيفيليرز إن رفض المشرفين تناول الطعام والشراب يعتبر خرقا للتعاقد معهم كما أنه يضع سلامة الأطفال في خطر. وبرر المجلس قرار الوقف بأنه قبل ثلاث سنوات أصيب طفل في حادث عندما كان يستقل سيارة تقودها امرأة لم تتناول طعام، ويقول دعاة المساواة في الحقوق إن الصيام يعد من الحريات الشخصية، في باريس كريستيان فريزر إن عددا من الشركات وجدت انخفاضا في انتاجية الموظفين خلال شهر رمضان لكن في معظم الحالات فإن الموظفين يكونون قادرين على آداء أعمالهم، ولم يكن لدى سلطات جينيفيليرز أي ملاحظات على المخيم الذي كان يعمل به المشرفون إلى أن اجتمع العاملون في المخيم على الغداء ووجدوا أن أربعة مدربين يمتنعون عن تناول الطعام. بحسب البي بي سي.

في الوقت ذاته تراجع رئيس بلدية فرنسي عن قرار وقف أربعة مشرفي مخيمات مسلمين عن العمل بعد موجة من الغضب لقوله انهم لن يتمكنوا على الأرجح من العمل بشكل مناسب بسبب إضعاف الصيام لهم، وهددت جماعات اسلامية بمقاضاة ضاحية جينيفيلييه بسبب التفرقة بعد استدعاء الرجال الاربعة بعد ان اكتشف مفتش في 20 يوليو تموز -اول ايام شهر رمضان في فرنسا- انهم لا يأكلون ولا يشربون خلال النهار، وقال محامون عن المشرفين الاربعة الذين كانوا يصحبون اطفالا من الضاحية في مخيم صيفي ترعاه البلدة في جنوب غرب فرنسا انهم من الممكن ان يرفعوا الامر ايضا إلى محكمة عمل، وثارت مسألة عدم القدرة على الاداء بشكل مناسب بسبب الصيام ايضا في اولمبياد لندن حيث يتنافس اكثر من ثلاثة آلاف لاعب مسلم. واجل بعض اللاعبين صيامهم إلى ما بعد انتهاء الاولمبياد بينما يصوم آخرون رمضان كالمعتاد، وعرض زعماء مسلمون القضية باعتبارها مسألة من مسائل الحرية الدينية بينما اكد رئيس البلدية الشيوعي جاك بورجوان ان قلقه كان منصبا على سلامة الاطفال في المخيم الصيفي فحسب، وقال عبد الله زكري من مجلس مسلمي فرنسا لقناة بي.اف.ام. التلفزيونية "هذا عمل يتضمن تفرقة... فرنسا لديها حرية دينية وهي حرية اساسية ويجب احترامها، وقال بورجوان انه تراجع عن قرار وقف المشرفين الاربعة لأن الغضب الشعبي حال دون المناقشة الهادئة لمسائل السلامة التي يخطط لعرضها مرة ثانية في وقت لاحق هذا العام. بحسب رويترز.

وقال لاذاعة اوروبا 1 "جرى تضخيم الامر بدرجة كبيرة ولا يمكننا مناقشته بهدوء... كثير من الناس فسر هذا على انه أمر يتضمن تفرقة لكننا لم نتخذ هذا القرار بهذا الشكل، وقال مكتب رئيس البلدية في بيان مساء يوم الثلاثاء ان عقود المشرفين اشارت تحديدا الى انه يجب ان يضمنوا ان يحصلوا هم والاطفال تحت رعايتهم على التغذية والمياه بشكل منتظم، وقال بورجوان ان البلدية طلبت ذلك لأن طفلين أُصيبا في حادث مروري قبل عامين عندما سقطت مشرفة مسلمة صائمة مغشيا عليها أثناء قيادتها لحافلة صغيرة كانت تقلهم، واضاف ان هذا الشرط ينطبق فقط على المشرفين على الرحلات الطويلة ذات المسؤولية الكاملة عن اطفال طول الوقت، ويعيش في فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم وهي اكبر اقلية مسلمة في اوروبا واحيانا ما تؤدي النزاعات بين المسلمين والمسؤولين المحليين الذين يحاولون تطبيق الفصل الصارم الذي تفرضه الدولة بين الدين والخدمات العامة الى نشوب التوتر.

مدفع رمضان

من جانب أخر التزاما بتقاليد عائلته يطلق الفلسطيني رجائي صندوقة قنابل صوتية بدلا من مدفع رمضان في مقبرة باب الساهرة التي تطل على القدس القديمة وذلك مع حلول موعد الافطار ثم مع حلول موعد بدء الصيام كل يوم طوال شهر رمضان، ويطلق رجائي صندوقة القنابل الصوتية عقب تلقيه إشارة من المسجد الأقصى القريب، وتتولى عائلة صندوقة هذه المهمة جيلا بعد جيل منذ ما يزيد على 120 عاما، وقال رجائي صندوقة لتلفزيون رويترز ان جده كان يتولى مهمة اطلاق مدفع رمضان في العهد العثماني موضحا ان المدفع الذي كان يستخدم في شهر رمضان في العهد العثماني استبدل بالمدفع الحالي الذي يطلق من مقبرة باب الساهرة في القدس خلال الفترة التي تولى فيها الأردن إدارة شؤون الضفة الغربية منذ عام 1948 وحتى 1967، وأضاف رجائي لتلفزيون "مدفع رمضان أول ما بدي في مدينة القدس هو كان جدي كان يضربه في العهد العثماني وطبعا مكنش (لم يكن) هذا المدفع اللي استعمله جدي. المدفع اللي كان يستعمله جدي حاليا موجود في المتحف الاسلامي في المسجد الاقصى وتم استبداله في العهد الاردني وأعطونا هذا المدفع بداله. بحسب رويترز. 

وتابع رجائي صندوقة موضحا ان اسرائيل منعت بعد ذلك ومنذ عام 2001 استخدام البارود في اطلاق مدفع رمضان حتى تم استبداله بالقنابل الصوتية، وقال "منعونا من استخدام مادة البارود اللي هي تستعملها مدفع رمضان بحجة أمنية طبعا لانه كان في تفجيرات..." وأردف "وطرقت كل الأبواب حتى قدرت بالنهاية نوصل لحل معهم انه نستعمل قنابل صوتية. فمن وقتها لليوم واحنا منستعمل قنابل صوتية مش المدفع نفسه، والتزم رجائي صندوقة العام الحالي بطلب من بلدية القدس بأن ينقل القنابل الصوتية الى مكان أكثر أمنا في مقبرة باب الساهرة الاسلامية، وعلى الرغم من ان غالبية المسلمين يعتمدون على انطلاق صوت المؤذن من المسجد لبدء الصوم أو الافطار في رمضان فان أهل القدس مازالوا يفضلون تقليد صوت مدفع الافطار أو الامساك في شهر الصوم.

المسحراتي

الى ذلك أحيا شبان فلسطينيون تقليدا رمضانيا قديما خاصا بالمسحراتي في القدس والخليل بالضفة الغربية حيث يجوبون الشوارع ليلا وهم يقرعون الطبول ويصيحون لايقاظ الناس ليتناولوا السحور قبل حلول الفجر وبدء صيام يوم جديد في شهر رمضان، ويقوم بمهمة المسحراتي في مدينة القدس القديمة ثلاثة شبان يرتدون ملابس تقليدية، وقال فلسطيني من سكان القدس القديمة يدعى عبد المعطي النتشة عن المسحراتي "بيسير الجولة تبعته بين الحواري وبين الأحواش في البلد القديمة وبيدخل الازقة وبينبه بكلمات طيبة جميلة مع طبل حتى الاطفال لما بيقوموا بترك ذكريات في نفوسهم وبيترك في نفسهم اثر طيب لهذا الشهر الفضيل، وفي مدينة الخليل بالضفة الغربية أيضا أحيا فلسطينيون تقليد المسحراتي القديم المتوارث عبر الأجيال، ويعمل خلال شهر رمضان الحالي ما يصل الى 12 مسحراتيا من متطوعي جمعية الهلال الأحمر، وقال متطوع بالجمعية يدعى جودت المحتسب لتلفزيون رويترز "طبعا فكرة المسحراتي في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني هي مبادرة شبابية انطلقت منذ ست سنوات حتى الان. الفكرة هذه اجت (جاءت) من روح العمل الشبابي لاحياء التراث الفلسطيني اللي هو اللي فكرة المسحراتي اللي كانت قديما ومندثرة منذ سنوات سابقة. بحسب رويترز.

وأوضح المحتسب ان المسحراتي الحديث يتعين عليه الالتزام بتقاليد المسحراتي القديم لاسيما ما يتعلق بالحرص على القيام بواجبه يوميا طوال شهر الصوم على الرغم من افتقاده للنوم بسبب ظروف عمله، وقال متطوع آخر بجمعية الهلال الأحمر يدعى أسامة ابو صبيح ان واجبات المسحراتي ربما تغيرت على مدى مئات السنين لكنه يقوم باسهام له قيمته في الشهر الكريم، وقال أبو صبيح "المسحراتي هي فكرة قديمة حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في احادثيه. كانت موجودة في القديم يعني بس بطريقة ثانية هلا (الآن) احنا عمالنا منحدد فيها بطريقة جديدة منقوم بعملية التسحير. فريق المتطوعين تبعون الهلال الاحمر منجوب شوارع الخليل ازقتها وشوارعها وحاراتها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/آب/2012 - 18/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م