إنه إسرائيلي، وصفه إعلام حركة شاس، بأنه ألد أعداء إسرائيل، وقال
عنه أحد المعلقين:
إنه أشد خطرا علينا من المخربين الفلسطينيين.
ياريف أوبنهايمر هو رئيس حركة السلام الآن الإسرائيلية، وهو متابع
لكل حركات الاستيطان، وهو يستطيع بحكم جنسيته أن يلاحق كل انتهاكات
إسرائيل لحقوق الإنسان، وأنا أعتبره خليفة جمعية إيحود التي أسست قبل
بدايات نكبتنا الفلسطينية 1942 على يد البرفسور يهودا ماغنس، وإسرائيل
شاحاك وموشيه سيملانسكي، وكان يدعمها صاحب النظرية النسبية البروفسور
ألبرت أنشتاين، وقام مؤسسو الجمعية آنذاك بالتفاوض مع الرئيس الأمريكي
ولسن وطالبوه برفض الاعتراف بإسرائيل كدولة!
وكانت الجمعية ترى في قيام إسرائيل نكبة على المنطقة، وسوف تظلُّ
مصدرَ حروب طويلة، لذلك فقد كان هدف الجمعية هو تأسيس دولة يهودية
فلسطينية متساوية في كل الحقوق والواجبات، وكان رئيسها يهودا ماغنس في
الوقت نفسه أولَ رئيسٍ للجامعة العبرية في القدس!
وشنَّ الصهاينة والمتطرفون حربهم الشعواء على الجمعية، حتى أنهم
مسحوا كل تراث وآثار يهودا ماغنس وإسرائيل شاحاك من الجامعة العبرية،
فمن يبحث في أرشيفها لا يجد ذكرا ليهودا ماغنس أو إسرائيل شاحاك!!
إن ياريف أوبنهايمر يواصل مسيرة كشف انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان،
وبخاصة في مجال الاستيطان، فبعد أن جرَّعنا الإعلامُ الإسرائيليُ جرعةً
مُنّوِّمةً على وقع قرار المحكمة العليا(الاحتفالي) الذي نصَّ على
إخلاء ثلاثة مبانٍ في مستوطنة بيت إيل بالقرب من رام الله في الألباناه
قبل أكثر من شهر!!فقام الإعلام الإسرائيلي بتأسيس حلبة مصارعة بين
المستوطنين ومحكمة العدل العليا، وأقنع العالم بأن المعركة قد حسمتْ
بانتصار (العدالة) الإسرائيلية وتم إخلاء المباني الثلاثة، وهكذا تمتْ
عملية التضليل!!
ولم نتابع بقية الأخبار الحقيقية عن الألباناه، فالألباناه لم تُزلْ
عن الوجود، والمستوطنون لم يغادروا بيوتهم، ولم يقنعوا بوعد الحكومة أن
تبني لهم ثلاثمائة بيت في مقابل الثلاثة مبانٍ، وظلوا رابضين في
مواقعهم!
وهكذا فقد نشرت جورسلم بوست اليوم 3/8/2012 خبرا يقول:
" وافقت الإجهزة الأمنية في مستوطنة بيت إيل على توسيع حدود
المستوطنة، لتضم أراضٍ أوسع تشمل الألباناه (وما بعد الألباناه)!!
برعاية مسؤول الأمن نتسان آلون، ومسؤولي بلدية بيت إيل"
ولم أجد أي تعليقٍ في الصحف الفلسطينية التي تابعتها عن هذا الخبر،
الذي يعيد توسيع مستوطنة بيت إيل، ويسدل الستار عن الضجة الإعلامية
التي جرت منذ أكثر من شهر ويبيِّن تضليل الإعلام الإسرائيلي، وقد أقنعت
هذه الضجة الإعلامية كثيرا من دول العالم (بعدالة) إسرائيل !!
ويضاف إلى ملف[ أولباناه بيت إيل] الاعتراف بجامعة أرئيل في نابلس
لتصبح الجامعة الثامنة ولا يهم أن تكون وراء الخط الأخضر أم في داخله،
وكذلك مشاريع إقامة الفنادق في مستوطنات القدس الشرقية، وإخضاع الحرم
القدسي للأنظمة واللوائح البلدية، كل ذلك لتصبح إسرائيلُ كلُّها دولةً
تحكمها المستوطنات!!
ولم تكتفِ حكومة نتنياهو بكل ما سبق، بل إنها فتحتْ باب التنقيب عن
النفط والغاز، فهاهو وزير الطاقة والمياه في حكومة نتنياهو عوزي لنداو
يتفتح باب التنقيب عن النفط في الجولان المحتل، لأن الجولان من وجهة
نظره ليس منطقة محتلة، بل منطقة إسرائيلية!!
وقد نسينا أن المستوطنات في الضفة الغربية والقدس أقيمت فوق
المخزون المائي الفلسطيني، فالمستوطنات تسقي مزروعاتها بالمياه
الفلسطينية، وحتى أوز مستوطنة مي عامي يسبح في بحيرات من مياهنا
الفلسطينية، في الوقت الذي يمضي فيه فلسطينيو النقب والغور يوما كاملا
لإحضار جرعات من مياه الشرب، لا تكفي لطفل إسرائيلي رضيع، كما قال
غدعون ليفي !!
فكل تلك الأخبار أصبحت تٌقرأ بلا رغبة!
في هذا الوقت يتصدى أوبنهايمر لتوسيع مستوطنة بيت إيل ويقول في
صحيفة جورسلم بوست 3/8/2012:
" ها هي حكومة نتنياهو تكافئ مستوطني بيت إيل من سكان الألباناه،
ممن بنوا بيوتا فوق أراضي الفلسطينيين، وتعطيهم جائزة على خرقهم لحقوق
الإنسان، وتشجعهم على الاستمرار في أفعالهم"!!
شكرا ياريف!! |