الهند... طفرات تنموية ومستقبل اكثر اشراقا

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تسعى الدول عموما لتحسين الأوضاع الاجتماعية لشعوبها، لاسيما الدول المتقدمة وتلك التي قطعت شوطا كبير في تحقيق الامن الاجتماعي والفكري، وتصون الحقوق السياسية والحريات عموما، وهناك معايير واضحة يمكن من خلالها قياس مدنية الدولة واقترابها من تحقيق السمات المدنية التي تؤكد هويتها المتحررة واقترابها من السقف المطلوب لصيانة الحقوق الفردية، وقد تشكلت تجارب باهرة في هذا المجال لدى دول عديدة كانت بالامس القريب تعد من الدول المتخلفة الفقيرة حيث تقبع شعوبها في حضيض الجهل المرض والتخلف كما هي الحال مع التجربة الهندي حيث دأبت الحكومة بالعمل على تحسين حياة الشعب الفقير في شتى المجالات وخاصة ما يتعلق بتلحقوق المدنية للاناث والذكور على حد سواء.

يضاف الى ذلك تجارب مدنية كثيرة نقلت كثيرا من الشعوب والدول الفقيرة الى مصاف الدول المتقدمة، ولكن لم يتحقق هذا المستوى من التمدن الا بعد بذل الكثير من الجهود من لدن المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية التي ساعدت على نشر ثقافة المعاصرة والتحديث بما ينسجم والعصر.

التوازن بين الذكور والإناث

ففي قسم الولادة البدائي في مستشفى ناوانشهر الحكومي شمال الهند، يهدهد الأهل بحنان أطفالهم الإناث اللواتي ولدن حديثا في مشهد غير مألوف يعكس تغيرا جذريا في السلوك في منطقة كان سكانها في الماضي يتخلصون من الفتيات، فحتى العام 2004، كانت ناوانشهر الواقعة في ولاية بنجاب الريفية معروفة بالهوة الكبيرة بين الجنسين، إذ إنها كانت تشهد ولادة 795 فتاة لكل ألف صبي سنويا، لكن الوضع تغير جذريا في السنوات الثماني الأخيرة. ففي العام 2011، ارتفعت نسبة الفتيات إلى الصبيان لتبلغ 949 فتاة لكل ألف صبي أي ما يوازي تقريبا النسبة الطبيعية وهي 952 فتاة لكل أصل ألف صبي، ويعزى هذا التطور المهم في بلد لا تزال المرأة فيه تتعرض لضغوط اجتماعية كبيرة بهدف إنجاب الصبيان الذين يعتبرون مصدر حظ للعائلة، إلى التدابير الصارمة التي فرضتها السلطات، مثل مراقبة حالات الحمل والضغط على الأهل إذا حاولوا التخلص من الفتيات، وقد أعطت هذه الاستراتيجية ثمارها بسرعة، ولا سيما أنها ترافقت مع حملة توعية لمكافحة قتل الفتيات قبل الولادة والإجهاض الانتقائي، وطرأ التغيير في العام 2005 عندما أطلق رئيس الإقليم كريشان كومار حملة ضد اللجوء إلى التخطيط بالموجات فوق الصوتية لمعرفة جنس الجنين، علما أن هذه الممارسة غير شرعية في الهند لكنها منتشرة نظرا إلى توافر أجهزة التخطيط حتى في الأرياف النائية، وفي غضون سنتين، تم إقفال حوالى ثلثي مراكز التخطيط بالموجات فوق الصوتية في ناوانشهر أو إرغامها على تعليق أنشطتها بسبب انتهاكها القانون، وبفضل نساء حوامل وافقن على المشاركة في الحملة، تمكنت السلطات من أن تصور سرا ثلاثة أطباء اقترحوا عليهن اختيار جنس الجنين، وفي هذا المجتمع المحافظ، غالبا ما تعتبر الفتاة عبئا ماديا لأن أهلها مضطرون إلى دفع مهر لعائلة زوجها المستقبلي. أما الصبي فيعتبر قيمة إضافية لأنه يؤمن لعائلته مهرا عند زواجه ولأنه يضطلع بدور رئيسي في الطقوس الهندوسية الخاصة بحرق جثث الموتى. بحسب فرانس برس.

وقد أظهر الاحصاء الأخير الذي أجري في الهند سنة 2011 أن الهوة بين عدد الفتيات والصبيان عند الولادة بلغت أعلى مستوى لها منذ الاستقلال سنة 1947، وفي ناوانشهر، لجأت السلطات إلى خطة مختلفة لتحقيق أهدافها ألا وهي الضغط على الأهل المستقبليين وتخصيص ملف للبيانات لتعقب حالات الحمل، وتم توظيف طاقم طبي لطرق أبواب السكان وتسجيل حالات الحمل الجديدة والعودة في موعد الولادة المفترض للتأكد من أن الطفل أبصر النور، وإذا رفضت العائلة الإجابة عن الأسئلة أو أشارت إلى إجهاض عرضي، يتم فتح تحقيق للتأكد من أنها لم تقدم على قتل الجنين لأنه فتاة، ويقول جاسبال سينغ غيدا الذي يدير منظمة محلية غير حكومية ويتعاون مع السلطات إن الهدف هو توبيخ الأزواج علنا لاختيارهم الاجهاض الانتقائي، وقد نظم غيدا مع متطوعين من جمعيته جنازتين أمام منزل أزواج قرروا اللجوء إلى الاجهاض الانتقائي، ويشرح غيدا "بهذه الطريقة، نضغط على المجتمع لمكافحة ظاهرة قتل الفتيات"، وينظم أعضاء المنظمة أيضا مسيرات في عدد من القرى مرنمين أغاني تشيد بالفتيات، مثل "الفتيات ولدن ليحكمن، لا ليقتلن"، لكن هذه الوسائل أثارت انتقادات البعض في البلاد، مثل سابو جورج المعروف برفضه الاجهاض الانتقائي والذي يعتبر أن هذا النوع من الممارسات هو "تعد على الحياة الخاصة، قائلا إن "السلطات لديها نوايا حسنة لكن استراتيجياتها مناقضة تماما للأخلاقيات"، لكن بعض الأطباء مثل أوشا كيران التي تعمل في قسم الولادة المحلية يعتبرون أن التدخل الحازم هو الحل الوحيد. وتقول كيران "إن لم تتحرك الحكومة، فلن يتغير الشعب"، وتؤكد بوجا دهير وهي طالبة تبلغ من العمر 24 عاما أن أحدا من أفراد عائلتها لا يكترث لجنس الجنين الذي تنتظره، قائلة "الأمر سيان. فالفتاة يمكنها أن تعمل وأن تفعل كل شيء. ينبغي أن يكون للمرأة الحق في إنجاب فتاة".

قتل أجنة الإناث

في سياق متصل قد تعتبر الهند أخطر دول العالم لولادة فتاة فيه، إذ تواجه الدولة الآسيوية خللاً سكانياً مع قلة النساء، بسبب تزايد قتل الأجنة الإناث لمفهوم شائع بأن الفتيات مجرد عبء مالي على الأسرة، وتشير آخر إحصائية أجريت العام الماضي إلى وجود 914 فتاة لكل ألف ذكر، وهو خلل بمعدلات الجنسين يعتبر الأدنى منذ استقلال الهند عام 1947، كما أظهرت إحصائية أخرى العام الماضي تنامي معدلات الأمية بين الفتيات، وفي معظم أنحاء الهند ينظر إلى الذكور على أنهم المعيلون الذين سيهتمون بآبائهم ويجعلون اسم العائلة يستمر، في حين ينظر إلى الفتيات على أنهن أعباء مالية لابد وأن يدفعوا لهن مهوراً باهظة حتى يتزوجن، ونسب هذا الخلل إلى الإجهاض القائم على الجنس، ما حدا بالسلطات لسن قوانين تمنع اختبارات تحديد جنس الجنين، ورغم عدم قانونية الإجراء لكنه لا يزال شائعاً وبمعدلات تنذر بالخطر، وقال د. أناند كريشان، رئيس "معهد كل الهند للعلوم الطبية"، الذي أعد دراسات عن الخلل بمعدلات الجنسين في بلاده، إن آخر أبحاثه كشفت عن نمط مثير للدهشة، فأغلبية عمليات الإجهاض على أساس الجنس، تشيع بين عائلات على درجة عالية من التعليم والثراء، وليس الأسر المعدمة وغير المتعلمة، التي لا تستطيع توفير تكلفة الكشف بالموجات الصوتية وعمليات الإجهاض، ويرى كريشنان أن المؤهلات الأكاديمية والانفتاح الاجتماعي لم يفلحا في اجتثاث مفاهيم اجتماعية بالية تعتبر الصبي كـ"استثمار"، فالرجل يتزوج ويأتي بزوجته لتقيم مع أسرته للعناية بوالديه، وعلى النقيض، تغادر الفتاة بمجرد الزواج منزل العائلة التي كافحت من أجل جمع  المال اللازم لتقديمه كمهر للزوج، ورغم فرض قانون يحظر "المهر" إلا أنه لا يزال شائع وعلى نطاق واسع بين الأسر الهندية، ويجري تقديمه لأهل الزوج بأشكال مختلفة. بحسب السي ان ان.

وعلى الرغم من القوانين التي تمنع اختبارات تحديد جنس الجنين فإن قتل الأجنة الإناث آخذ في الارتفاع، وزارت CNN ولاية "هاريانا"، وهي واحدة من ولايات الهند التي تعاني خللاً سكانياً حاداً، حيث تقوم الحكومة بحملات توعية للتصدي للظاهرة، وشاهدت عدداً من اللافتات عليها "إذا تخلصت من ابنتك، فأين ستجد عروساً لأبنك؟"، وقالت إحدى القرويات بسخرية إنه لمن المفارقة إن الأسر المدقعة الفقر تضطر للحفاظ على البنات لأنها لا تملك ثمن إجهاضهن، بعكس ميسوري الحال فبمقدورهم التخلص منهن، لأنهم يملكون المال اللازم للقيام بذلك، ورغم ذلك فهم يتخلصون من الأجنة الإناث، وتضطر بعض الأسر لقتل الفتيات بعد الولادة، كحالة ريشما بانو، التي قتل زوجها طفلتهما بعد شهرين من ولادتها، بعدما طالبها إما بتوفير المهر اللازم لتزويجها أو التخلص منها، وهو ما قام به بالفعل، وتعتبر الهند بلد المتناقضات فيما يتعلق بالنساء، فهي بلد ترأسها امرأة هي براتيبها باتيل، وترأس أخرى مجلس النواب، كما رئيستها الأسبق الراحلة، أنديرا غاندي، أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في البلاد، وثاني امرأة تنال منصب رئاسة الوزارة في العالم.

ختان الفتيات

على الصعيد نفسه وقبل 11 عاما، تعرضت فريدة بانو للختان على يدي إحدى خالاتها في منزل العائلة، بعد الاحتفال بعيد ميلادها العاشر، لم تحدث عملية التشويه هذه في إفريقيا حيث ختان الفتيات عادة شائعة، بل في الهند حيث ما زالت طائفة إسلامية فرعية تعرف بالبهرة الداودية تؤمن بأن مشيئة الله تقضي بإزالة البظر، تبلغ فريدة بانو اليوم 21 عاما وهي تحمل إجازة في الحقوق. فتقول لوكالة فرانس برس في نيودلهي وهي جد مستاءة مما حصل لها، "ندعي أننا حضاريون ومختلفون عن سوانا من الطوائف الإسلامية. لكننا مختلفون ولسنا حضاريين"، ما زال مشهد ختانها حيا في ذاكرتها عندما انقضت عليها خالتها خلال حفل عيد ميلادها وهي تحمل شفرة وحزمة من القطن، وتضم جماعة البهرة الداودية 1,2 مليون مسلم حول العالم، وهي طائفة إسلامية شيعية تعود جذورها إلى اليمن، تمنع هذه الطائفة المسلمين من الطوائف الأخرى من دخول مساجدها، لكنها تعتبر نفسها أكثر انفتاحا وتعامل النساء والرجال بالتساوي في ما يخص التعليم والزواج، إلى ذلك، فإن إصرار هذه الجماعة على ختان الفتيات يميزها عن غيرها من الجماعات في شبه القارة الهندية، وتتساءل فريدة بانو "إذا كان مسلمون آخرون قد توقفوا عن ممارسة هذه العادة، فلماذا ما زلنا نتبعها نحن؟"، على مدى أجيال، قليلات كن نساء هذه الجماعة المغلقة اللواتي نددن بالختان، خشية ألا يوافقهن الأكبر سنا على موقفهن ويصنفونه تمردا، لكن حملة أطلقت على الانترنت تحث النساء اليوم على التعاون لوضع حد لهذا التقليد، وقد أعطت تسنيم وهي إمرأة من طائفة البهرة الداودية زخما جديدا للحركة المناهضة للختان بعد أن نشرت عريضة إلكترونية على منصة التغيير الاجتماعي "تشينج.أورغ" في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وقد طالبت الزعيم الديني سيدنا محمد برهان الدين البالغ من العمر 101 عام بمنع ختان الفتيات الذي تعاني منه 140 مليون امرأة حول العالم، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، ويعتبر سيدنا محمد برهان الدين الداعي المطلق الثاني والخمسين للطائفة وهو وحده المخول للبت في الشؤون الروحية والدنيوية جميعها، وكل فرد من أفراد هذه الطائفة يقسم بالولاء للزعيم الذي يعيش في مدينة مومباي غرب الهند، وعندما اتصلت وكالة فرانس برس بقريش راغب المتحدث باسم برهان الدين، استبعد هذا الأخير أي تغيير وقال إن لا رغبة له في التكلم عن هذا الموضوع، واوضح "علمت بشأن الحملة التي تنظم على الانترنت، لكن ينبغي على نساء في طائفة البهرة أن يدركن أن هذه العملية تمارس وفق أحكام الدين وعليهن الامتثال لها من دون أي احتجاجات"، لكن أكثر من 1600 امرأة مسلمة من طائفة البهرة الداودية كن قد وقعن على العريضة الإلكترونية، ولفتت كثيرات إلى معاناتهن بعد العملية وهن يطالبن زعيمهن بحظرها، وتقول تبسم مرتضى البالغة من العمر 34 عاما والتي تعيش في مدينة سورات (غرب الهند) خلال اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، "يكمن الهدف الرئيسي من الختان في منع النساء من الإحساس بالمتعة خلال العلاقة الجنسية، إذ يفترض بنا أن نكون مثل دمى في أيدي الرجال"، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت حملة ضد هذه الممارسة، مؤكدة أنها تعرض ملايين الفتيات للخطر. فهؤلاء قد يواجهن مشاكل في الولادة ويصبن بأمراض وبنزيف وبالتهاب الكبد بسبب الأدوات غير المعقمة، في منطقة الشرق الأوسط، ما زال هذا التقليد ساريا في كل من اليمن والمملكة العربية السعودية والعراق والأردن وسوريا، وتقول تبسم مرتضى التي طلب منها ومن زوجها مغادرة المنزل العائلي بعد رفضهما ختان ابنتهما، "إنه لأمر فظيع يرتكب تحت غطاء الدين". بحسب فرانس برس.

من جهته، أدرك أصغر علي إنجنير وهو مسلم من طائفة البهرة وخبير في الفقه الإسلامي مخاطر المطالبة بالإصلاح، فهو ألف حوالى 40 كتابا عرض فيها لسبل التغيير، لا سيما في ما يخص وضع المرأة. فهاجمه المتشددون داخل مسجد في مصر كما استهدف معارضون له منزله، وفي حين تتمتع كل من فرنسا والولايات المتحدة بقوانين تسمح لهما بملاحقة المهاجرين الذين يقومون بختان الفتيات، ما زالت هذه الممارسة شرعية في الهند. ويتوقع أصغر علي إنجنير أن يبقى الوضع على حاله، فيؤكد "لا يخفى على أحد أن ختان الفتيات هو انتهاك جلي لحقوق الإنسان، لكن السلطات الهندية ترفض اعتباره جريمة لأنه يحظى بدعم كامل من رجال الدين"، يضيف "لا تتمتع أية حكومة في الهند بجرأة كافية للتطرق إلى مسألة دينية حتى ولو كانت تصنف جريمة ضد الإنسانية"، ويلفت إلى أن أباء كثيرين لا يدركون حجم الضرر الذي يتسببون به من خلال اعتمادهم التقاليد.

أب يجز عنق ابنته ويطوف حاملاً رأسها

على صعيد مختلف أصيب رجال الشرطة بولاية "راجستان" شمالي الهند، بالصدمة والذهول لدى دخول رجل المركز وهو يحمل رأساً بشرية في إحدى يديه، وسيفاً بالأخرى، وقال أوميش أوجا، نائب قائد شرطة المقاطعة لـCNN، إنه اتضح لاحقاً بأن الرأس تعود لابنة الرجل، ويدعى أوغد سينغ، الذي قال إنه جز عنق ابنته بذريعة "سوء سلوكها، وطاف سينغ برأس ابنته في القرية وهو يشق طريقه إلى مركز الشرطة، وفق ما كشف محققون بالقضية، واتهم الأب ابنته، مانجو كونوار، وهي في العشرينات من العمر، والتي تقيم في بيت الأسرة منذ طلاقها قبل عامين، بالتصرف بشكل "غير لائق" مع الرجال، وذكرت السلطات الأمنية أن الحادث البشع وقع الثلاثاء، في بلدة "دنغار كا غودا"، وهي قرية بمقاطعة "راجساماند"، وتبعد نحو 400 كيلومتر من مدينة "جايبور" بولاية راجستان، وتعتبر الهند بلد المتناقضات فيما يتعلق بالمرأة، فرغم توليها أرفع المناصب السياسية والاجتماعية، إلا أن القضية، تعكس الجانب المظلم في تلك الدولة الآسيوية، حيث ترزح النساء تحت عبء تقاليد بالية مازالت متفشية في المجتمع الهندي. بحسب السي ان ان.

ويشار إلى أن مسحاً أجرته مؤسسة "توماس رويترز" هذا الشهر، كشف عن أن الهند تعتبر واحدة من أسوأ الدول الاقتصادية الكبرى الـ19، بالنسبة للنساء، باعتبار ما يتعرضن له من قتل، وتحرش وتمييز مبني على الجنس، وعلى نطاق لا نظيره له بالدول النامية.

الانتحار

كما اظهر بحث نشر ان الانتحار هو ثاني اكثر الاسباب شيوعا لموت الشبان في الهند وهي بلد بها واحد من اعلى معدلات الانتحار في العالم، ووجد اول بحث قومي من نوعه لحالات الوفاة في الهند ان نحو 56 في المئة من كل النساء اللائي انتحرن في 2010 و40 في المئة من الرجال الذين انتحروا كانت اعمارهم تتراوح بين 15 و29 عاما، ووجد علماء في مدرسة لندن لعلم الصحة وطب المناطق الاستوائية ان عددا من الشابات في الهند يلقين حتفهن بسبب الانتحار مثل العدد الذي يتوفين منهن نتيجة تعقيدات في الحمل والولادة. وفي نفس الفئة العمرية فان السبب الرئيسي للموت بالنسبة للرجال هو حوادث النقل، ووجدت الدراسة ان الانتحار يحصد ارواح عدد من الشبان في الهند مماثل لما يفعله فيروس اتش اي في والايدز، والشكل الاكثر انتشارا للانتحار هو الموت بالسم ولاسيما من خلال شرب المبيدات الحشرية . والانتحار شنقا هو ثاني اكثر الاسباب انتشارا بالنسبة للرجال والنساء وشكل الموت حرقا نحو سدس حالات الانتحار بين النساء، وقال فيكرام باتيل وهو استاذ للصحة العقلية الدولية والذي رأس هذه الدراسة انه على الرغم من العدد الكبير لحالات الوفاة فان الانتحار لا يحظى في الهند الا باهتمام عام اقل بكثير من الوفاة نتيجة الحمل او الولادة او الايدز، واضاف انه يأمل بان يساعد البحث في اقناع السلطات بتحسين الاهتمام بالصحة النفسية في بلد لا يمكن لكثيرين الحصول على برامج الوقاية من الانتحار او الرعاية بسبب مرض نفسي مثل الاكتئاب، وأكدت الدراسة التي نشرت في دورية لانسيت الطبية بعض الاختلافات في الاتجاهات الملاحظة في مناطق اخرى من العالم. بحسب فرانس برس.

وعلى النقيض من الانماط التي تشاهد عادة في الدول الاكثر ثراء فان معدلات الانتحار الاعلى في الهند موجودة بين الشبان والاثرياء والاشخاص الاكثر تعليما. واحتمالات الانتحار تزيد فيما بين الشابات الهنديات اكثر من الرجال وهو تناقض ايضا مع الدول الاكثر ثراء حيث تكون معدلات الانتحار أعلى بين الشبان، وتشير الدراسة الى ان معدلات الانتحار أعلى بكثير في المناطق الريفية من الهند وتزيد بنحو عشر مرات في الولايات الجنوبية الاكثر ثراء عن الشمال الفقير، وتقدر منظمة الصحة العالمية ان معدل الانتحار العالمي السنوي يبلغ نحو 16 بين كل عشرة الاف شخص او نحو مليون شخص سنويا. ويشمل هذا نحو 200 الف شخص في الصين و190 الف شخص في الهند ونحو 140 الف شخص في الدول ذات الدخل المرتفع ويمثل زيادة بنسبة 45 في المئة خلال الخمسة والاربعين عاما الماضية، وتقول ان عوامل الخطر الرئيسية تتمثل في المرض النفسي وبشكل اساسي الاكتئاب والافراط في استخدام الكحوليات بالاضافة الى العنف والخسارة والانتهاكات والضغوط من الخلفيات الثقافية والاجتماعية.

الهند بدون كهرباء

الى ذلك حرمت نصف مناطق الهند مجددا من الكهرباء الثلاثاء بسبب انهيار شبكات التغذية في نحو عشرين ولاية في شمال وشرق وشمال شرق البلاد، حيث يعيش اكثر من 600 مليون شخص، وصرح نارش كومار الناطق باسم شبكة الكهرباء الوطنية لفرانس برس "انهارت شبكات الشمال والشمال الشرقي والشرق ولكننا نعمل على تصليحها سريعا"، وقال وزير الكهرباء الهندي سوشيلكومار شندي ان هذا العطل الهائل عائد الى "تجاوز بعض الولايات الحصص المتاحة لها من الطاقة"، وتعطل نحو 400 قطار في مجمل شبكات السكك الحديد، وتضررت 19 ولاية من اصل 28 بما فيها العاصمة نيودلهي حيث توقفت شبكة المترو وانطفأت اشارات المرور، وقال ناطق باسم مترو العاصمة الهندية لفرانس برس ان "السائقين تلقوا تعليمات بالوقوف في محطات المترو ولن يسمح لاي راكب بدخول المحطات حتى يعود التيار الكهربائي"، كذلك انقطع التيار الكهربائي في معظم انحاء البنغال الغربي (شرق) وكالكتا عاصمة تلك الولاية كما افاد لفرانس برس مسؤول في هيئة الامداد الكهربائي المحلية، وقال حاكم ولاية البنغا ان انقطاع التيار تسبب باحتجاز مئات العمال في منجم للفحم شرق الهند. بحسب فرانس برس.

وقال الحاكم ماماتا بنرجي "هناك المئات من العمال العالقين (..) نعمل على انقاذهم. ونبذل جهدنا لاعادة الكهرباء. نحتاج للكهرباء لتشغيل المصاعد"، وقال مسؤول كبير في وزارة الطاقة في نيودلهي "انها ازمة كبيرة ونعمل على اعادة الكهرباء، لقد افرط العديد من الولايات في السحب من الشبكة ما ادى الى انهيار شامل في شمال وشرق الهند"، وقد عمت الفوضى الاثنين شمال الهند حيث يعيش 300 مليون نسمة بعد انقطاع واسع للكهرباء يعتبر الاسوء في الهند منذ 11 سنة، وانهارت مجمل شبكة الكهرباء في شمال البلاد قبيل الساعة 02,00 ليل الاحد الاثنين (20,30 تغ الاحد) ولم تتم اعادة تشغيلها الا بعد ست ساعات، وعطل هذا الانقطاع حركة سير نحو 300 قطار في كامل المنطقة ومترو نيودلهي وانطفأت اشارات المرور في كبرى المدن ما تسبب في ازمة سير كبيرة في ساعة الاكتظاظ الصباحية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/آب/2012 - 16/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م