شبكة النبأ: تعتبر اسرائيل لاعب مهم
ومميز في سباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية التي
تشهد تنافس حاد خصوصا في الفترة الاخيرة حيث يسعى الرئيس الحالي بارك
اوباما ومنافسة رومني الساعي الى الفوز الى تعزيز نتائجهم من خلال
استمالة الناخب اليهودي الذي يتمتع بنفوذ مهم داخل الاوساط الأمريكية
وذلك من خلال طمأنة اسرائيل الشريك الاول والمهم بانها ستكون اهم قضايا
الرئيس القادم. وهذا ما اكدته التحركات الاخيرة للمرشحين فقد وقع
اوباما قبل ايام مشروع قانون يعزز التعاون مع اسرائيل في مجال الامن
والدفاع، فيما سعى المنافسة الى تقديم ورقة ولاء موقعة في داخل تل ابيب
اثناء زيارته لإسرائيل مفادها ان امريكا ستقف بكل قوتها مع اي قرار
اسرائيلي مستغلا بذلك دوافع العداء القائم مع ايران والتي تطورت بشكل
ملحوظ بسبب الخلاف الاخير على الملف النووي الايراني، فقد قال المرشح
الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني الذي يقدم نفسه
كأفضل صديق لإسرائيل في الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر تشرين
الثاني انه يجب استخدام "كل الاجراءات بلا استثناء" لمنع إيران من صنع
سلاح نووي. وقال مساعد كبير إن رومني سيؤيد أي ضربة عسكرية إسرائيلية
اذا استنفدت جميع الخيارات الاخرى لكن المرشح نفسه امتنع عن تكرار ذلك
الموقف.
وعبر رومني في خطاب في القدس عن تأييده القوي للتحالف بين الولايات
المتحدة وإسرائيل ولمح فيما يبدو إلى ان الرئيس باراك اوباما ترك
العلاقة بينهما تتعثر. وقال رومني "لا يمكننا السكوت ومن يسعون للقضاء
على اسرائيل يعبرون عن انتقاداتهم. ويجب بالتأكيد ألا نشارك في تلك
الانتقادات. المسافة الدبلوماسية العلنية بين بلدينا تشجع اعداء
إسرائيل."
وقال رومني "علينا ان نستخدم جميع الإجراءات بلا استثناء لإثناء
النظام الإيراني عن المضي في مساره النووي. ونأمل بشدة في ان تحقق
الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية ذلك. والقول الفصل هو بالطبع أنه
يجب عدم استبعاد اي خيار. نحن نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
وان من الصواب بالنسبة لأمريكا ان تقف معكم." ورغم ان رومني استخدم
لهجة مشددة فهو لم يصل إلى الحد الذي بلغه مستشاره لشؤون السياسة
الخارجية دان سينور الذي قال في وقت سابق "اذا اضطرت إسرائيل للقيام
بتحرك منفرد لمنع إيران من اكتساب تلك القدرة فسيحترم الحاكم (رومني)
ذلك القرار." وتضع تصريحات سينور مرشحه في تعارض مع جهود اوباما للضغط
على إسرائيل حتى تتجنب توجيه أي ضربة وقائية قبل أن تفعل العقوبات
الاقتصادية الصارمة التي فرضها الغرب على إيران فعلها.
غير ان المرشح رفض تكرارها عندما سئل بشأنها في مقابلة مع محطة (سي.بي.اس).
وقال رومني "اعتقد انه نظرا لوجودي على ارض اجنبية فلا اريد ان اخلق
سياسة خارجية جديدة لبلدي أو ان انأى بنفسي بأي شكل من الاشكال عن
السياسة الخارجية لبلدنا. ولكننا نحترم حق اي دولة في الدفاع عن نفسها."
ولم تسفر محادثات القوى العالمية الست مع إيران في تحقيق انفراج في
مسعاها لوضع حد لما يخشى الغرب ان يكون محاولات لصنع أسلحة نووية الامر
الذي اثار بواعث قلق دولية بخصوص احتمال تلجأ إسرائيل للقيام بعمل
عسكري منفرد ضد إيران.
ولاقى رومني استقبالا حارا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو وهو صديق قديم له توترت علاقته في كثير من الاحيان مع اوباما.
وكرر نتنياهو دعوته المعتادة لاتخاذ اجراءات اقوى غير العقوبات لمنع
ايران من صنع سلاح نووي وهو أمر تعتبره إسرائيل تهديدا لوجودها. وتقول
إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.
وقال نتنياهو "علينا أن نعترف صادقين بأن العقوبات لم تعطل برنامج
طهران قيد أنملة وأن التهديد العسكري الواضح لازم مع العقوبات حتى تكون
هناك فرصة لتغيير الموقف." وتقول إسرائيل التي يعتقد انها الدولة
الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط إن إيران ستتمكن عاجلا أم آجلا
من إنشاء "منطقة منيعة" لبرنامجها النووي لا يؤثر فيها القصف على منشآت
تخصيب اليورانيوم المقامة على عمق كبير تحت الأرض.
وقال رومني في تصريحات للصحافة عقب لقائه مع الرئيس الاسرائيلي
شيمون بيريز "نحن مثلكم قلقون للغاية بشان تطوير القدرات النووية في
ايران ونشعر بانه من غير المقبول ان تصبح ايران امة تملك اسلحة نووية".
وتابع "الخطر الذي سيشكله ذلك على اسرائيل وعلى المنطقة وعلى العالم لا
يوصف وغير مقبول".
وقال نتانياهو لرومني بانه من الضروري ان يكون هناك "تهديد عسكري
قوي وذي مصداقية" لان العقوبات والدبلوماسية "لم تفلح بإعادة البرنامج
النووي الايراني الى الوراء ولو قيد انملة". واشار نتانياهو "اعتقد انه
يجب ان نعمل كل ما بوسعنا لمنع رجال الدين الحاكمين في ايران من الحصول
على هذه القدرة". واكمل "اؤمن باننا بحاجة الى تهديد عسكري قوي وذي
مصداقية ترافقه عقوبات لكي نتمكن من تغيير الوضع". بحسب فرنس برس.
والتقى رومني مع زعيم المعارضة الاسرائيلية شاؤول موفاز الذي حذره
من ان الوقت غير ملائم لشن ضربة عسكرية على ايران. وقال موفاز في
تصريحات نقلها متحدث "يجب ان نكون حاضرين لاي خيار ولكن لم يحن الوقت
بعد لعمل عسكري". واضاف "هذا وقت لزيادة العقوبات على النظام الايراني
وعلينا التاهب لاي تطور وفي اي حال والتصرف بالتنسيق الكامل. وجود
ايران نووية يشكل تهديدا عالميا وهذه ليست مجرد قضية متعلقة بإسرائيل.
وقال دان سينور وهو احد كبار مستشاري رومني للسياسة الخارجية
للصحافيين المرافقين للوفد "ان ارادت اسرائيل التصرف من تلقاء نفسها من
اجل منع ايران من تطوير تلك القدرة فسيحترم الحاكم هذا القرار". واضاف
"لا يكفي منع ايران من تطوير برنامج نووي فالقدرة حتى لو كانت تلك
القدرة بعيدة عن التسلح فأنها تشكل سبيلا للتسلح وتعطي تلك القدرة
ايران القوة التي تحتاجها لتعيث فسادا في المنطقة وحول العالم". وبحسب
سينور فان رومني يرى ان"النظام في ايران اليوم اقرب خمس سنوات وتعهد
رومني ايضا بفرض عقوبات اكثر صرامة على ايران في حال انتخابه رئيسا.
ورغم أن واشنطن تضغط على إسرائيل حتى لا تهاجم ايران منفردة فلم
يستبعد اوباما العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في منع إيران من
الاستمرار في برنامجها النووي. ووقع أوباما قانونا لتعزيز العلاقات
العسكرية الأمريكية الإسرائيلية. ومن المتوقع ان يزور وزير الدفاع
الأمريكي ليون بانيتا إسرائيل في وقت لاحق.
من جهة اخرى نفى مسؤول اسرائيلي كبير تقريرا صحيفا يفيد بأن مستشار
الامن القومي للرئيس الامريكي باراك اوباما اطلع رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة أمريكية طارئة لمهاجمة ايران اذا
فشلت الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي. ونقلت صحيفة هاآرتس عن مسؤول
امريكي لم تنشر اسمه قوله ان المستشار الامريكي توماس دونيلون استعرض
الخطوط العامة للخطة مع نتنياهو في وقت سابق. وقال المسؤول الاسرائيلي
الذي رفض نشر اسمه نظرا لحساسية القضية "لا يوجد شيء صحيح في المقال.
دونيلون لم يلتق برئيس الوزراء. هو لم يقابله على انفراد ولم يقدم خططا
بشأن العمليات لمهاجمة ايران." بحسب رويترز.
وقالت هاآرتس ان اطلاع نتنياهو سرا على الخطة يمثل اهم جهد من
المسؤولين الامريكيين الكبار الذين زاروا اسرائيل ومنهم وزيرة الخارجية
الامريكية هيلاري كلينتون لصرف اسرائيل عن تنفيذ ضربة عسكرية من جانبها
لإيران. وقالت هاآرتس ان دونيلون ابلغ نتنياهو ان وزارة الدفاع
الامريكية (البنتاجون) تخطط لقرار محتمل بمهاجمة المواقع النووية
الايرانية واطلعه على بعض الخطط. وتقول ايران ان برنامجها مخصص للاغراض
السلمية فقط.
عاصمة اسرائيل
في السياق ذاته القى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية
ميت رومني كلمة في القدس المحتله وصف فيها المدينة المقدسة بانها "عاصمة
اسرائيل". وقال رومني في كلمة امام مؤسسة القدس بحضور رئيس بلدية
المدينة نير بركات "اشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة اسرائيل".
ولا تعترف الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتوجد
السفارة الاميركية مثلها مثل كل سفارات الدول الاخرى في تل ابيب.
ويتطرق المسؤولون الاميركيون دائما الى احتمال نقل السفارة من تل ابيب
الى القدس من دون ان يستتبع هذا الكلام بخطوات عملية.
وخلال زيارة له الى القدس عام 2008 وحين كان لا يزال مرشحا
للانتخابات الرئاسية وصف الرئيس الحالي باراك اوباما ايضا القدس بانها
"عاصمة اسرائيل". ويومها قال اوباما "انا لم اغير موقفي. اواصل القول
بان القدس ستكون عاصمة اسرائيل. قلته في السابق واكرره اليوم. الا انني
قلت ايضا انها مسألة مرتبطة بالوضع النهائي" للأراضي الفلسطينية بعد
التوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وكانت اسرائيل احتلت القسم الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967
واعلنت ضمه اليها كما سرعت انشاء الاحياء الاستيطانية ما رفع عدد
الاسرائيليين في القدس الشرقية اليوم الى نحو 200 الف. ويطالب
الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. الا ان
رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتانياهو يرفض تماما اي "تقسيم" للقدس
التي يعتبرها "العاصمة الابدية الموحدة" لإسرائيل.
وقام المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، ترافقه زوجته
آن، بزيارة لم يعلن عنها سابقاً إلى الحائط الغربي (المبكى) في القدس،
وذلك في خطوة رمزية تحمل دلالات خاصة. ورافق حاخام الحائط الغربي،
شاموئيل رابينوفيتش، رومني وزوجته خلال جولتهما في الموقع، علماً أن
هذا الحاخام هو نفسه الذي رافق في السابق الرئيس أوباما خلال زيارته
إلى المكان عام 2008 ، في إطار حملته الانتخابية الرئاسية آنذاك.
ووضع رومني القلنسوة اليهودية على رأسه، مرتدياً بذلة داكنة اللون،
كما قام بوضع ورقة تحتوي على دعوات دينية في الحائط، وفقاً للتقاليد
المتبعة. أما زوجته آن، فوقفت في الجانب المخصص للنساء، وأطرقت للحظات
أمام الجدار قبل أن تقوم بدورها بدس قطعة من الورق فيه. بحسب CNN.
وأحاط المئات من المتدينين اليهود برومني خلال وجوده في الموقع الذي
يعتبر مكاناً دينياً بالغ الأهمية بالنسبة لليهود الذين يؤمنون بأن
الهيكل الثاني كان مبنياً في بقعه تقع فوقه مباشرة. وتشير آخر
استطلاعات للرأي إلى تفضيل يهود أمريكا للرئيس، أوباما، وبفارق قوي،
أمام خصمه رومني. وبحسب نتائج استبيان "غالوب"، فقد أبدى 68 في المائة
من اليهود الأمريكيين دعمهم لأوباما، مقابل 25 في المائة فقط لرومني.
الفروقات في الثقافة
واثار المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني غضب الفلسطينيين
للمرة الثانية في 24 ساعة عندما ادلى بتصريح عزا فيه الفجوة الاقتصادية
بينهم وبين الاسرائيليين الى فروقات في "الثقافة". وقال رومني امام
ممولين يهود اغنياء في حفل لجمع التبرعات في القدس بقيمة 50 الف دولار
لكل شخصين "كنت افكر هذا الصباح بينما كنت اتحضر للدخول الى هذه الغرفة
بنقاش اجريته في الولايات المتحدة حول تصوراتي عن الاختلافات بين الدول".
واضاف "عندما تأتي الى هنا وترى ان الناتج المحلي الاجمالي للفرد على
سبيل المثال في اسرائيل هو نحو 21 الف دولار للشخص، وتقارنه بالناتج
المحلي الاجمالي للفرد في المناطق التي تدار من قبل السلطة الفلسطينية
الذي يبلغ نحو 10 الاف دولار للشخص، تلاحظ اختلافا كبيرا في الحيوية
الاقتصادية". بحسب فرنس برس.
وتقول الهيئات الدولية المختلفة ومنها البنك الدولي وصندوق النقد
الدولي بان القيود الاسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والناس
وغيرها من التدابير التي تخنق النمو هي احد العوامل الرئيسية التي تقف
وراء المشاكل الاقتصادية الفلسطينية. لكن رومني لم يشر الى هذه القضايا
وقال "الفرق هو في الثقافة عندما قدمت الى هنا ونظرت الى انجازات شعب
هذه الامة، ادركت قوة الثقافة على الاقل بالإضافة الى بضعة امور اخرى".
وتمكن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني من
الحصول على أكثر من مليون دولار من متبرعين أمريكيين من أصل يهودي في
ختام رحلة إلى اسرائيل.
غياب وغضب
من جانب اخر غابت رام الله العاصمة السياسة للفلسطينيين عن جدول
زيارة ميت رومني مرشح الرئاسة الامريكية للمنقطة واكتفى بلقاء رئيس
الوزراء الفلسطيني سلام فياض في القدس. وفي تصريحات للصحفيين في مكتبه
في رام الله سعى فياض الى التقليل من اهمية عدم ترتيب لقاء بين الرئيس
الفلسطيني محمود عباس والمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك بعد سياسي لعدم لقاء رومني مع
عباس قال فياض "لا اعتقد ذلك وآمل ان لا يقرا في ذلك مما يحصل في بعض
الاحيان لجهة ترتيب المواعيد." واضاف "سبق والتقيت مع السيد رومني
مرتين وعندما التقيه كما سابقا لا التقيه بصفتي الشخصية ولكن بصفتي
رئيسا لوزراء السلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس محمود عباس." وتابع
قائلا "وبالتالي عندما اتحدث بالوضع العام في الواقع في تطلعاتنا
وطموحاتنا ومعاناة شعبنا جراء الاحتلال اتحدث باسم السلطة الفلسطينية
التي يراسها الرئيس محمود عباس لست بصدد اللقاء مع السيد رومني او اي
مسؤول اخر بصفتي الشخصية."
وجرت العادة ان تكون زيارة الاراضي الفلسطيني ولقاء مسؤولين
فلسطينيين على جدول زيارات مرشحي الرئاسة الامريكية خلال زيارتهم
للمنطقة وهذا ما لم يحدث مع رومني الذي اكتفى بلقاء فياض في القدس.
وتسعى الادارة الامريكية الحالية الى اقناع عباس بعدم التوجه الى الامم
المتحدة للمطالبة بوضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية الامر الذي ترى
فيه الولايات المتحدة امرا لا يخدم جهود السلام بين الفلسطينيين
واسرائيل. ومن غير الواضح متى سيتوجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة
الامر الذي ترك للجنة المتابعة العربية لبحثه في اجتماع من القرر عقده
في سبتمبر ايلول القادم قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم
المتحدة.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني لإذاعة صوت فلسطين "لم
يتم تحديد موعد للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للحصول على دولة غير
عضو في الجمعية العامة...الموعد سيتم تحديده في اجتماع لجنة المتابعة
العربية في الخامس من ايلول سبتمبر المقبل في القاهرة." واضاف ان
اجتماعا لوزراء خارجية عدد من دول عدم الانحياز سيعقد في رام الله في
الخامس من الشهر القادم.
في السياق ذاته انتقدت حماس بعنف تصريحات المرشح الجمهوري
للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني الذي وصف القدس بانها عاصمة
اسرائيل، معتبرة انها "عنصرية ومتطرفة" وتشكل "رخصة لتشجيع" تهويد
المدينة المقدسة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان تصريحات رومني
"عنصرية متطرفة منكرة للحق الفلسطيني واسهام في قلب الحقائق وتزوير
التاريخ وتضليل للرأي العام واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب
والمسلمين". واضاف ان حماس تعتبر هذه التصريحات "رخصة لتشجيع التهويد
والاستيطان"، مؤكدا ان "القدس عاصمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني ولن نفرط
بذرة تراب منها". ودعا الى "الاسراع في حماية القدس والدفاع عنها
وتشكيل اقوى واوسع شبكة امان عربية اسلامية لها ووضع حد لكل ما يحاك
ضدها".
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "نحن ندين
تصريحاته. من يتحدثون عن حل الدولتين يجب ان يعرفوا انه لا يمكن ان
تكون هناك دولة فلسطينية بدون القدس الشرقية." واضاف "ان ما يفعله هذا
الرجل هنا هو مجرد الترويج للتطرف والعنف والكراهية وهذا امر غير مقبول
على الاطلاق." وقال ان "تصريحاته تكافئ فحسب الاحتلال والعدوان. وصف
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات رومني بانها "عنصرية".
وقال عريقات "هذا الرجل بحاجة الى تعلم الكثير وتنقصه المعرفة في هذه
المنطقة وبحضارتها وتاريخها". واضاف "من الواضح انه لا يعرف ان
الاقتصاد الفلسطيني لن يصل الى المستوى المطلوب اذا استمر الاحتلال "
بحسب رويترز.
وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ان تصريحات
رومني لا تخدم عملية السلام وتقف في طريق التسوية السلمية "وتتناقض مع
مواقف الادارات الأمريكية المتعاقبة". وقال ياسر عبد ربه امين سر
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "ينبغي على الساسة
الأمريكيين التخلي عن اسلوب النفاق ومحاولة كسب الأصوات على حساب حقوق
الشعب الفلسطيني." وأضاف "يجب أن يعرف السيد رومني أن هذا الزمن قد
انتهى وأن الشعوب العربية التي تثور من أجل الحرية والكرامة لن تسمح له
من أجل الحصول على بضعة أصوات أن يعبث بمصيرها." |