مناسك شهر رمضان... ثقافة أم عبادة؟

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: سأل حسن وبصوت عالي كل من حضر الى زيارته اول ايام شهر رمضان بمناسبة خروجه من المستشفى مشافى معافى، بعد أن استمع الى نشرة اخبار الساعة الثامنة مساءا وهي تعج بالكثير من الفعاليات والانشطة الاجرامية التي طالت الساحة العراقية وليوم واحد فقط وقد راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.

الا ان الشيء الغريب الذي استفز حسن ليتلو السؤال التالي وفيما اذا كان شهر رمضان عاده ام عبادة؟  

المهندس سليم الميالي كان من بين الحاضرين هناك وهو يعتقد بان عيادة المريض فيها اجر وثواب خصوصا وانها تصادف مع ايام شهر رمضان المبارك وهو شهر البركات. الا انه يرى صعوبة بالغه في تكييف السلوكيات الحياتية التي يمارسها المسلمين عموما كونها غير منسجمة مع روح شهر رمضان وهذا الامر مكشوف وواضح للجميع.

ويضيف: واذا ما اردنا ان نتحقق من ذلك فهناك سلسلة متصلة من الجرائم الانسانية والاخلاقية ففي شهر رمضان على سبيل يقتل المسلمين على يد المسلمين كما هو حاصل الان في العراق وافغانستان وسوريا وتنهب ثرواتهم ويعتدي الغني على الفقير والقوي على الضعيف وكل ما يمكن قوله الان بان هناك خلط للاوراق وان مضان الصوم لدى غالية الناس هي الاحتماء بمظهر الامساك الشكلي ليس الا.

الشيخ عامر الخزاعي امام جامع قال من الطبيعي ان يتبادر ذلك السؤال للاذهان وعلى المسلمين جميعا الاحتفاظ بالاجابة على ان يكون الرد عمليا وليس نظريا وذلك من خلال محاسبة النفس والهوى ومدى قربنا من فريضة الصوم التي اقرها الله سبحانه وتعالى والدوافع التي من اجلها نحرم انفسنا من لذة الاكل والشرب منذ الصبح حتى مغيب الشمس هل الهدف عقوبة اما هناك ثمة دروس وعبر يجب الوقوف عندها والاستفادة منها عل وعسى ان تنفعنا في الدنيا والاخرة.

ابو رسول كان صريحا جدا بحكم كبر حسنه وصلته مع الجميع وان مستواه التعليمي هو من جعله منه منحازا الى جهة القول القائل بان شهر رمضان هو عبارة عن عادة ورثناها من قديم الزمان وليس هناك من اثار تترتب على الصوم.

يضيف: فشهر رمضان ومع شديد الاسف يسير بوادي والكثير من الناس يسيرون بوادي اخر حيث يستقبل العالم الاسلامي ذلك الشهر الفضيل وقد اعدو العدة لسحق الضعفاء خصوصا وان الامر متعلق بجنون الاسعار والغاية على ما اعتقد ليبقى الاثرياء على ثرائهم حيث الموائد المتخمة بكل ما لذ وطاب ويبقى الفقراء على فقرهم وليس هناك من يقلب جيوبهم الخاوية وان ينصفهم على امل ان يقوي عزيمتهم على الصبر والتحمل وكل تلك الاشكاليات علامات فارقة وظواهر غير ايمانية ولا تصلح ان تكون عنوان لشهر الطاعة والمغفرة.

علي ياسر استأذن الجميع لينقل وجهة نظره رغم علمنا الاكيد بان شاب عاطل عن العمل متزوج له من الاولاد ثلاثة الا انه يكره التعميم وان الظواهر السلبية حسب ما يعتقد لها صدى اكبر وحضور فاعل على الساحة من خلال ما تشكله من خصائص غريبه على الجسد الاسلامي.

ويستدرك: لكن بالتأكيد هناك من يهتم لشهر رمضان ويتفاعل معه جملة وتفصيلا غير ان ذلك لا يلغي حالة الفتور التي يعيشها العالم الاسلامي خصوصا اذا ما تحدثنا عن شهر رمضان وهل هو عادة ام عبادة ففي العراق على سبيل المثال ترى بعض القوى السياسية العراقية صائمه قائمه هائمه على وجهها وحريصة جدا على تخفيف ميزان سيئاتها ووزنها وبكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية الا ان الشىء المهم الذين يحرصون عليه دائما هو اعطاء فكرة للناس بانهم مواظبين على الصوم وغير مضطرين على الانجرار وراء الافطار ومتابعة ايام شهر رمضان ومعالجة اشكالية السفر الا انهم بالمقابل غير مسؤولين عن سرقة بيت مال الشعب عبر منافذ عده منها الرواتب والامتيازات والمخصصات وقطع الاراضي والرواتب التقاعدية وما شئت فسمي من السرقات المنظمة وهذا طبعا لا يحتاج منا الى تفسير عالي المستوى والى خبير في الاديان حتى يبين لنا ان كان صوم هؤلاء عادة ام عبادة.

حسن الجبوري يصف الصوم والصائمين بانهم عبارة عن حالة واحدة وهم يمثلون سير الانبياء والاوصياء والملائكة فحينما يتخلى العبد عن ملاذاته وشهواته ويرتقى بالنفس الى اعلى المراتب وذلك من خلال العصمة من الزلل والخطيئة والتفكير بالاخرين والاحساس بهم والدنو منهم وملامسة مشاعرهم والوقوف معهم ومساندتهم وكل تلك المعاني مجتمعة هي جوهر الدين واساس وجوده وعند ذاك فمن يقترب بصومه الى هذا المستوى فيعتبر نفسه من الصائمين فعلا وغير ذلك فهو الظلال بعينه وينطبق عليه قول انه صومه عادة وليس عبادة.

علاء كاظم لا يجد في الامر غضاضه وهذا هو حال الدنيا ان تكون هناك قلة قليلة تمتثل لاوامر لله سبحانه وتعالى وتنجح في الاختبار اما البقية الباقية فليس لها علاقة بالامر من قريب او بعيد والغريب ان غالبية من يحملون الجنسية الاسلامية هو ليسوا مسلمين فعلا ولولا هذا الحقيقة لما وجدنا الفضائيات العربية نفسها هي من تتفاخر بعظم قدرتها على النيل من الروح السوريين والعراقيين في انا واحد.

فما اجمل هذا الاسلام وهؤلاء المسلمين واي الطاعات اقرب لله من قتل الشعب العراقي وتمزيق وحدته وسرقة ماله خصوصا ونحن في الايام العشرة الاولى لشهر الطاعة والغفران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/تموز/2012 - 10/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م