حرب في الخليج... مضيق هرمز والحلقة الاضعف

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تصاعد التوترات بين إيران وأميركا يضع منطقة الخليج في مهبّ الحرب، خصوصا بعد ما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري الى حد كبير في المنطقة، في المقابل حذرت ايران من ان اي محاولة عسكرية بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يشكل خطا احمر للملاحة البحرية العالمية، في الوقت ذاته حذرت كل من واشنطن ولندن طهران من عواقب اغلاق مضيق هرمز، كما تسعى الولايات المتحدة لزيادة الضغط على ايران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن في ان الغرض منه هو انتاج اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران، فيما تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تعمل على بناء محطة رادار دفاعية في قطر، ومن المقرر أن تستضيف هذه المحطة نظام رادار يعرف باسم "اكس براند"، يشبه أنظمة تم نشرها بالفعل في إسرائيل وتركيا، فمازال الاستعدادات والسجال الحاد بين ايران ودول الخليج يوحي لحرب وشيكة، كما ان تزايد الاضطرابات على نطاق أوسع في المنطقة، وما حدث في قضية النزع حول الالغام ومضيق هرمز تمثل الشرارة التي قد تتسبب في مواجهة أوسع في منطقة الشرق الأوسط ، وبالتالي تؤدي الى فوضى عارمة وحالة كبيرة من عدم اليقين، فكل هذا المعطيات تطرح عدة تساؤلات مثل هل من حرب قادمة في الخليج؟، ومن سيشعل فتيل المعركة؟

إغلاق مضيق هرمز

فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن قائد عسكري قوله أن إيران لن تغلق مضيق هرمز مادامت قادرة على استخدام الخط الملاحي الرئيسي في تخفيف لتهديدات سياسيين بإغلاق الممر المائي ردا على العقوبات، ونقلت الوكالة عن علي رضا تانجسيري نائب قائد البحرية بالحرس الثوري الإيراني قوله الأعداء يقولون دائما ان جمهورية ايران الاسلامية تعتزم اغلاق مضيق هرمز لكننا نقول ان المنطق السليم لا يملي على ايران اغلاق مضيق هرمز طالما انها تستخدمه، وكثيرا ما صرح سياسيون ومسؤولون ايرانيون بأن ايران قد تغلق المضيق - عنق منطقة الخليج الذي تمر عبره 40 في المئة من صادرات النفط العالمية المحمولة بحرا - ردا على فرض عقوبات أو عمل عسكري. بحسب رويترز.

ومثل هذا الاجراء ينطوي على مخاطر رد عسكري من جانب الولايات المتحدة وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي في وقت سابق انه من غير المرجح ان تنفذ ايران التهديد ما لم تحرم سفنها من استخدام المضيق، ويناقش برلمان إيران مشروع قانون يوصي بإغلاق المضيق ردا على الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على النفط الايراني، وتهدف العقوبات الى اجبار طهران على كبح نشاطها النووي الذي يقول الغرب انه يهدف الى تطوير قدرات صنع اسلحة نووية وهو شيء تنفيه ايران. وتعثرت المحادثات بين طهران والقوى العالمية بشأن هذه القضية.

في سياق متصل قال مشرع إيراني إن أكثر من نصف أعضاء البرلمان أيدوا مشروع قانون يهدد بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط ردا على العقوبات الأوروبية على الخام الإيراني، ولا يملك البرلمان سلطة تذكر في السياسة الدفاعية والخارجية حيث يرجع القول الفصل للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. إلا أن القانون سيعطي دعما سياسيا لأي قرار بإغلاق المضيق وهو تهديد هون وزير خارجية ايران من شأنه في الفترة الماضية، وقال النائب جواد كريمي قدوسي إن 150 من بين 290 عضوا بالبرلمان وقعوا مشروع القانون واصفا المضيق بأنه "قفل العالم" الذي تملك إيران مفتاحه، ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن قدوسي قوله إذا استمرت العقوبات فلن يحق للدول التي فرضت العقوبات عبور مضيق هرمز دون أن يصبها اذى. بحسب رويترز.  

ويشكل الوجود الكثيف للسفن البحرية الغربية في الخليج والمنطقة المحيطة به عقبة كبيرة في سبيل اي محاولة لغلق ممر الشحن الحيوي الذي تمر عبره 40 في المئة من صادرات النفط المحمولة بحرا في العالم، لكن قدوسي هون من شأن ذلك، وقال "من الناحية العسكرية .. القوة اللازمة لإغلاق مضيق هرمز متوفرة بنسبة مئة في المئة. إذا أغلقنا مضيق هرمز فلن تكون أي دولة قادرة على فتحه"، وتزايدت التهديدات الإيرانية بغلق المضيق ردا على العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على صادرات طهران النفطية. وحظر الاتحاد الأوروبي استيراد النفط الايراني منذ الأول من يوليو تموز كما قلصت تركيا مشترياتها من الخام الايراني، وفرضت العقوبات بسبب برنامج إيران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لصنع اسلحة نووية بينما تقول إيران إنه مخصص للاغراض السلمية، وأبلغ وزير الخارجية علي أكبر صالحي في وقت سابق ان من المستبعد أن تنفذ إيران تهديد إغلاق المضيق.

واشنطن ولندن

في المقابل قالت الولايات المتحدة وبريطانيا انهما لن تتساهلا مع محاولات ايران لاغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، بحسب وزيري الدفاع في البلدين، وفي مؤتمر صحافي قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ونظيره البريطاني فيليب هاموند انهما ناقشا خلال محادثاتهما الثنائية "سلوك ايران الذي يزعزع الاستقرار" في المنطقة، وقال بانيتا انه "يجب على الايرانيين ان يفهموا ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيحملهم المسؤولية المباشرة على اي اعاقة لحركة الشحن البحري في تلك المنطقة -- سواء من قبل ايران او اية جهات تعمل لحسابها"، واضاف ان "الولايات المتحدة مستعدة تماما لاية حالات طارئة تحدث هنا"، وقال ان واشنطن "استثمرت في قدرات تضمن قدرتنا على هزيمة اية محاولة ايرانية لاغلاق الشحن في الخليج اذا ما قرروا القيام بذلك"، وتزايدت المخاوف من اغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس نفط العالم، في وقت سابق من هذا العام بعد ان هددت ايران باغلاق المضيق اذا ما واصلت الدول الغربية جهودها لوقف برنامج ايران النووي عن طريق خنق صادراتها من النفط، وردا على ذلك عزز الجيش الاميركي تواجده في المنطقة حيث نشر حاملة المنصة البرمائية يو اس اس بونس، وزاد من عديد كاسحات الالغام في مياه الخليج وارسل مروحيات النقل المضادة للألغام ام اتش-53 سي ستاليون اضافة الى مركبات تحت مائية، ووسط توترات بسبب ايران وسوريا، قام الجيش الاميركي بنشر حاملة الطائرات يو اس اس جون ستينس في المنطقة قبل الموعد المقرر لها، وقال هاموند بدوره ان لندن "مصممة" على العمل في اطار جهود المجتمع الدولي حول المسالة، واضاف "استطيع ان اؤكد التزامنا بلعب دورنا في الحفاظ على حرية الملاحة في مياه الخليج الدولية ومضيق هرمز"، واكد ان "اية محاولة من قبل ايران لاغلاق مضيق هرمز ستكون غير قانونية ولن يسمح المجتمع الدولي بحدوثها"، واعلن البنتاغون انه ستجري عملية متعددة الاطراف لازالة الالغام بالقرب من مياه الخليج في ايلول/سبتمبر. وردت ايران بالاستخفاف بهذه الخطوة، فقد اكد مسؤول عمليات القوات البحرية في حرس الثورة الايرانية ان الولايات المتحدة "عاجزة" عن نزع الالغام من الخليج في حال اندلاع نزاع. بحسب فرانس برس.

وصرح الجنرال محمود فهيمي مساعد قائد القوات البحرية لدى الباسدران "الاميركيون يتكلمون كثيرا (...) لكن لا شك لدينا على الاطلاق انهم سيكونون عاجزين عن تنفيذ عملية ازالة الغام كما ينبغي" من مضيق هرمز، واعلن البنتاغون ان الولايات المتحدة وحوالى 20 بلدا اخر سيجرون في ايلول/سبتمبر مناورات مهمة لإزالة الالغام قرب الخليج ترمي الى "ضمان حرية الملاحة في المياه الدولية في الشرق الاوسط"، وسخر فهيمي من هذه الغواصات مؤكدا ان الولايات المتحدة "ضعيفة الى حد استخدام غواصات لنزع الالغام من دون طاقم"، واضاف ان ايران قوية "بفضل الكثير من الخبراء" و"انتاجها الكبير" من الالغام، واكدت ايران مجددا ان الوجود العسكري في الخليج يشكل "مصدر عدم استقرار" بعد قيام سفينة اميركية باطلاق النار على زورق صيد صغير قبالة سواحل الامارات، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبرست "حين تقول الجمهورية الاسلامية الايرانية ان وجود قوات اجنبية يشكل مصدر عدم استقرار، فان هذا الحادث يشكل خير مثال"، واضاف "ننصح هذه القوات بتجنب الاعمال الاستفزازية (...) ونامل في الا تحصل مثل هذه الحوادث مجددا"، وقد اعلن الاسطول الاميركي الخامس ومقره البحرين في بيان ان احدى سفنه اطلقت النار على زورق مدني قبالة سواحل جبل علي "بعدما شكل مصدر تهديد لها".

التعزيزات العسكرية الأمريكية

على الصعيد نفسه يصف الجيش الأمريكي المناورات الدولية لإزالة الألغام التي تعرف اختصارا بـ"اي ام سي ام ايه اكس 12" بأنها "تدريب دفاعي" للحفاظ على حرية الملاحة في المياه الدولية بالشرق الأوسط، وستركز هذه المناورات واسعة النطاق والتي تشارك فيها أكثر من عشرين دولة على التصدي لمحاولات افتراضية لمجموعة متطرفة لزرع ألغام في ممرات مائية هامة في منطقة الخليج والبحر الأحمر وخليج عدن وخليج عمان، الا ان هذه المناورات لن تشمل مضيق هرمز لتفادي تصعيد التوترات مع إيران على الأرجح، وقد أكد متحدث أمريكي بأن المناورات متعددة الجنسيات لا تهدف إلى إرسال رسالة إلى إيران، لكن من الصعب رؤية أي غرض أساسي آخر لها، وفي ظل التهديدات الإيرانية المتكررة بإغلاق مضيق هرمز ما لم يتم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، فإن القائمين على التخطيط في الجيش الأمريكي يقومون بتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في الخليج بهدف واضح يتمثل في تعزيز القدرة على الإبقاء على هذا الممر الملاحي الحيوي مفتوحا، وتتمثل المخاوف في أنه في حال فشلت المحادثات النووية مع إيران، وهي لم تحقق تقدما هاما يذكر حتى الآن، أو حدثت نقطة تحول في مسار ضغوط العقوبات الاقتصادية على إيران، فإن طهران ربما تسعى للرد على الغرب على الأقل من خلال تعطيل حركة الملاحة في الممرات البحرية الهامة والتي يتم عبرها شحن كميات هائلة من صادرات النفط، ليس الجميع مقتنعون بأن إيران سترد بهذه الطريقة، ومن المسلم ان أي نوع من الاحتكاك البحري مع واشنطن سينتهي من جهة واحدة اي لصالح الولايات المتحدة، كما ان إغلاق مضيق هرمز بشكل كامل سيضر إيران أيضا، ويشير بعض المحللين إلى أنه ربما تكون هناك المزيد من الهجمات المتقطعة، وستكون الألغام البحرية وسيلة واضحة لمحاولة عرقلة الممرات الملاحية، وقد عززت الولايات المتحدة تدريجيا خلال الشهور الأخيرة من قواتها في الخليج، ومن قدراتها على تعقب وتدمير الألغام، وضاعفت واشنطن من كاسحات الألغام من نوع "افنجر" في المنطقة إلى ثمانية، ونشرت مروحيات لمواجهة الألغام من نوع "ام-اتش 53"، وعددا كبيرا من غواصات إزالة الألغام يتم تشغيلها عن بعد، ويعتمد نظام "سي فوكس" الألماني على غواصة صغيرة غير مأهولة بالفعل، والتي يمكنها العثور على الألغام وتدميرها، وتتميز هذه الغواصات بأنه يمكن تشغيلها من معظم أنواع السفن، وهي لا تتطلب جهاز متخصص للكشف عن الألغام، كما وتتخذ الولايات المتحدة أيضا خطوات لتعزيز قدرتها العسكرية الأوسع في الخليج، فقد أرسلت واشنطن سفينة "يو اس اس بونس" التي يمكن استخدامها في أغراض متعددة إلى المنطقة لتكون بمثابة سفينة رئيسية قادرة على استيعاب قوات خاصة، من المقرر أن يتم الإبقاء على حاملتي طائرات في مواقعها في كافة الأوقات، في الوقت الذي أجرت فيه أحدث طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الأمريكي وهي "اف 22 رابتور" تدريبات انطلاقا من قواعد في الخليج، ويجري أيضا اتخاذ خطوات لتعزيز دفاعات حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة لمواجهة هجمات بصواريخ باليستية. بحسب البي بي سي.

وقد كشفت واشنطن عن بعض تصوراتها بشأن تواجدها العسكري على المدى الطويل في الخليج، وأشار تقرير أصدرته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ذات النفوذ بشأن "بناء أمن الخليج" إلى أهمية استمرار استخدام الولايات المتحدة لمنشآت في منطقة الخليج مثل قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات، والعديد الجوية في قطر، وكامب عريفجان في الكويت، وكذلك مقر الأسطول البحري الأمريكي ومنشآت الدعم في البحرين، وبعد فترة من الهدوء النسبي في الخليج كان خلالها التركيز بصورة كبيرة للغاية على النشاط الدبلوماسي والمفاوضات النووية مع إيران، فإننا قد ندخل في فترة أكثر اضطرابا، فالزيارات رفيعة المستوى لمسؤولين أمنيين أمريكيين إلى إسرائيل تمثل إشارة جيدة إلى تصاعد التوترات مرة أخرى، وأثير الحديث مرة أخرى عن المخاوف من توجيه إسرائيل ضربات جوية تستهدف منشآت إيران النووية، ولكن الولايات المتحدة ترى بأن الوقت لم يحن بعد لعمل عسكري.

رادارا مضادا للصواريخ في قطر

من جهة أخرى بدأت الولايات المتحدة بناء محطة رادار في موقع سري في قطر ليشكل نقطة انذار مبكر في حال اطلاق صواريخ ايرانية، على ما اكدت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية، واوضحت الصحيفة ان هذا الاجراء يرمي بشكل خاص الى "طمأنة اسرائيل وغيرها من الحلفاء القلقين عبر اثبات ان البنتاغون يتخذ اجراءات بوجه ايران بعد اشهر من المفاوضات العقيمة على ما يبدو مع طهران حول برنامجها النووي"، ويفترض برادار الانذار المبكر في قطر ان يرصد ويتابع مسار صواريخ باليستية محتملة تنطلق من الاراضي الايرانية، وهناك رادار مماثل منصوب على جبل كيرين في صحراء النقب (اسرائيل) منذ عام 2008 وآخر في تركيا في اطار الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي، وهذه الرادارات مرتبطة بآلات تلق على متن زوارق اميركية متواجدة في شرق المتوسط. كما يتوقع ان ينشر الحلف الاطلسي صواريخ اخرى مضادة للصواريخ في بولندا ورومانيا، واشارت الصحيفة الى ان البنتاغون قد ينشر نظاما لاعتراض الصواريخ على علو مرتفع في الاشهر المقبلة وعلى الارجح في الامارات. بحسب فرانس برس.

فوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اختتمت زيارة الى اسرائيل بتعهد بلادها باستخدام جميع الوسائل لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي العسكري، وقالت بعد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "سنستخدم كل مكونات القوة الاميركية لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي"، كما يزور وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اسرائيل في الاسابيع المقبلة بحسب البنتاغون.

مروحية اميركية مضادة للالغام

كما اعلنت البحرية الاميركية ان مروحية مضادة للالغام من طراز "ام اتش - 53 اي" تحطمت على بعد حوالى مئة كيلومتر من شواطىء العاصمة العمانية مسقط بينما كانت تقوم بمهمة نقل، ولم يتضح على الاثر مصير افراد طاقم المروحية الخمسة او السبب المحدد للحادث، الا ان الاسطول الاميركي الخامس الذي مقره في المنامة اوضح ان تحطم المروحية "ليس مرتبطا باي عمل عدائي"، وتم ارسال مروحية اخرى الى المكان وفتح تحقيق في الحادث، وعززت البحرية الاميركية خلال الاسابيع الاخيرة قدراتها في مجال ازالة الالغام من الخليج، وذلك ردا على التهديدات الايرانية المتكررة باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر منه 35% من النفط المنقول بحرا في العالم في حال المساس بالمصالح الايرانية الحيوية من خلال ضرب المواقع النووية الايرانية او الحظر النفطي. بحسب فرانس برس.

زورق الصيد

من جهته صرح قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ان البحرية الاميركية ارتكبت خطأ باطلاقها النار على زورق صيد قبالة سواحل الامارات ما ادى الى مقتل صياد هندي وجرح ثلاثة آخرين، وقال خلفان لصحيفة خليج تايمز الاماراتية "اعتقد انه خطأ وانه ما كان على السفينة الاميركية التصرف كما فعلت في هذا الحادث"، واضاف "بالاستناد الى تحقيقنا والى الشهادات اعتقد ان الصيادين (الناجين) يقولون الحقيقة"، في اشارة الى تصريحات الجرحى الذين يؤكدون انهم لم يتلقوا اي تحذير قبل اطلاق النار، واكد ان شرطة دبي مكلفة التحقيق في الحادث نظرا لوقوع الحادث في المياه الاقليمية الاماراتية. بحسب فرانس برس.

وتابع الفريق ضاحي خلفان ان هذه الحوادث تعامل على انها قضية قتل وستسلم النتائج التي يتوصل اليها المحققون الى النائب العام في دبي، وفتحت سفينة التموين "يو اس ان اس راباهانوك" نيران رشاشاتها الثقيلة على زورق سريع مزود بمحرك بدا وكانه يشكل تهديدا بمحاذاة سواحل دبي، ما ادى الى مقتل صياد هندي واصابة ثلاثة اخرين بجروح خطيرة، واعلنت القيادة الخامسة للاسطول الاميركية من مقرها في البحرين ان الزورق لم يرد على التحذيرات وكان "يقترب بسرعة" من السفينة، وطلبت الهند من الامارات العربية المتحدة التحقيق في مقتل الصياد.

الامن الاقليمي

الى ذلك انتقدت ايران ما اقدمت عليه سفينة تابعة للأسطول الأمريكي حين أطلقت النار على زورق صيد قبالة سواحل الامارات وقالت ان الحادث يكشف التهديد الذي تشكله القوات الاجنبية على الامن الاقليمي، وقالت وكالة أنباء الامارات (وام) إن الحادث الذي وقع أسفر عن مقتل مواطن هندي وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات خطيرة، ونقلت الوكالة عن طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية قوله إن إطلاق النار أسفر عن "مقتل أحد الصيادين من الجنسية الهندية وإصابة ثلاثة من الجنسية الهندية في حالة خطيرة"، واضاف "أن السلطات المختصة بدولة الإمارات تقوم بالتحقيق في الحادث"، وكان مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية قال إنه يعتقد ان الزورق سارع بالهرب بعد أن تعرض لإطلاق النار من جانب طاقم السفينة يو.اس.ان.اس راباهانوك وهي سفينة تزويد بالوقود، ونفى الصيادون الهنود الثلاثة الناجون من حادث المزاعم الامريكية بأن السفينة الامريكية فتحت النار على الزورق بعد ان تجاهل طلقات تحذير بالابتعاد عنها، وقال الاسطول الامريكي الخامس ان الزورق كان يقترب بسرعة كبيرة وتجاهل تحذيرات متكررة، وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية خلال مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الايراني "أعلنا مرارا وتكرارا ان وجود القوات الاجنبية يمكن ان يشكل تهديدا للامن الاقليمي، واستطرد "بالقطع الدول الاقليمية بمساعدة بعضها البعض يمكنها ان توفر الامن بأفضل طريقة ممكنة. اذا تعاونوا لن يحتاجوا بقدراتهم الدفاعة الى وجود قوات اجنبية. في اي مكان نشهد فيه انعدام امن نشهد دوما أيدي القوات الاجنبية هناك، وقال الصيادون الذين عولجوا من طلقات نارية في الحادث انهم لم يتلقوا اي اشارات تحذير قبل ان تفتح السفينة الامريكية النار وان زورقهم حاول تفادي الاقتراب منها، وقال موتهو مونيراج (28 عاما) وهو يرقد في المستشفى وقد أصيب في ساقيه من جراء نيران السفينة الامريكية "لم نتلق اي تحذير قط من السفينة الامريكية كنا نسرع في محاولة للالتفاف حولهم وفجأة اطلقت النيران علينا، واستطرد "نعرف اشارات وأصوات التحذير ولم نتلق ايا منها الامر كان مفاجئا. صديقي قتل لقد رحل. لا أفهم ما حدث، وسئل اللفتنانت جريج ريلسون المتحدث باسم الاسطول الخامس الامريكي عما اذا كانت طبيعة الزورق كزورق صيد تجعل التهديد الذي تحدثت عنه البحرية الامريكية أقل احتمالا فقال ان التحقيق الداخلي في الحادث لم يكتمل بعد، وقال "اتخذت اجراءات لا تنطوي على اعمال قتل اثناء محاولة ارسال اشارات الى الزورق" وأضاف ان الزورق لم يرد "وحينها قرر فريق الامن اطلاق طلقات عيار 50 ...الدفاع عن النفس في مواجهة مخاطر مهلكة هو حق أصيل لسفننا. بحسب رويترز.

وأصبحت الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشكل خاص من تعرض سفنها لهجمات منذ ان صدم اعضاء من القاعدة زورقا ملغوما بالسفينة الامريكية كول عام 2000 مما ادى الى مقتل 17 بحارا أمريكيا، وقال أفراد آخرون من الزورق الذي يتكون طاقمه من ستة من الهنود واثنين من الامارات انه تعرض للنيران خلال عودته من الصيد في مياه قبالة ميناء جبل علي، وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية الامريكية في بيان ان حادث اطلاق النار وقع في مياه بالقرب من ميناء جبل علي الاماراتي في الخليج في مواجهة ايران، ولم يزعم مسؤولون امريكيون وجود اي صلة بين حادث وايران او انه عمل ارهابي ويبدو انه وقع نتيجة سوء فهم. وقالت البحرية الامريكية ان التحقيق جار، كما ذكرت الخارجية الهندية في بيان ان سفارتها في ابو ظبي تعمل مع السلطات الاماراتية للتحقيق في الحادث، وصرح متحدث باسم الحكومة الهندية بان نيودلهي حصلت على تأكيدات من واشنطن بتقديم وقائع الحادث كاملة، لكن السفير الهندي في الامارات ام.كيه لوكيش قال بعد لقائه مع الصيادين الناجين "بالقطع لو كانوا حذروا لما اقتربوا من سفينة كبيرة بهذا الشكل، وحين سئل عما اذا كانت الحكومة الهندية سترفع دعوى قضائية ضد البحارة الامريكيين قال "علينا ان ننتظر حتى تستكمل شرطة دبي التحقيق قبل ان نتخذ اي خطوة. لكننا نضغط من اجل استكمال التحقيقات سريعا، وقالت البحرية الامريكية في فبراي شباط ان ايران زادت من قوتها البحرية في الخليج وجهزت زوارق يمكن استخدامها في هجمات انتحارية، وقال مارك فوكس نائب الاميرال وقائد قوات البحرية الامريكية في المنطقة "لقد زادوا من عدد الغواصات... وزادوا من عدد الزوارق الهجومية السريعة، واستطرد "بعض الزوارق الصغيرة زودت برأس حربي كبير يمكن ان يستخدم كشحنة تفجيرية انتحارية. الايرانيون لديهم مخزونا كبيرا من الالغام."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/تموز/2012 - 10/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م