لندن 2012... اولمبياد تستنفر بريطانيا وتستنزف اقتصادها

 

شبكة النبأ: تحديات كبيرة ومهام كثيرة تنتظر الحكومة البريطانية التي ستضيف بلادها دورة الالعاب الاولمبية 2012 وهي تشهد استنفار امني واداري لجميع الاجهزة الحكومية لأجل انجاح هذا التجمع الرياضي المهم، ويرى بعض المتخصصين ان الحكومة البريطانية تسعى الى انعاش الاقتصاد الداخلي من خلال اعداد خطط مدروسة اثناء استضافتها لهذه الدورة الرياضية العالمية و"لندن 2012" هي دورة التحدي بحسب قول بعض الخبراء أمام أزمة اقتصادية عالمية هبت بعيد انتهاء ألعاب بكين، وكانت العاصمة البريطانية قطعت شوطا في ورش البناء والاستعداد، لإخراج دورة أولمبية "مثالية" علما بان هذا الرهان لم يقتع الجميع. فلا تزال هناك أصوات مشككة أو معترضة، لا سيما مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية في بلدان أوروبية عدة. كما أن بريطانيا شدت الأحزمة في قطاعات عدة.

لعل الجانب الإيجابي في ملف "لندن 2012" أن اللجنة الأولمبية الدولية لم تشك يوما من تقصير أو تأخير في البرنامج المعلن لسير الأعمال المقررة. بعيد الحصول على شرف التنظيم، لفتت الوزيرة تيسا جويل المكلفة بملف الدورة إلى أن "الألعاب ستدر ذهبا على الاقتصاد وتعيد اليه التوازن المنشود"، عما بان كثرا اعتبروا أن العاصمة البريطانية لا تحتاج إلى أولمبياد كي تتجاوز الانكماش.

و توقّع خبراء أن تزدهر البورصة البريطانية في الشهور الـ12 المقبلة، ونصحوا المستثمرين الراغبين في الافادة من الدورة الاختيار من بين أسهم الفنادق وشركات الإعلان والتجزئة في لندن "لأن التاريخ يشير إلى أن البورصة ستتحسن على رغم ضعف تأثير الدورة الأولمبية على الاقتصاد الكلي". كما أظهرت أبحاث أجراها "بنك ساكسو" أن الدورات الخمس الأولمبية الصيفية الماضية شهدت ازدهار بورصات البلدان المضيفة لها، ليتجاوز متوسط أداؤها أداء مؤشر الأسهم العالمية بنسبة 16،4 في المئة على مدى عام بعد انتهاء الألعاب. وتوقع أن تنتعش السياحة بدءا من عام 2013 ويلمس سكان لندن وزوارها فوائد خطط النقل الجديدة ومرافقها المستحدثة وشبكاتها على غرار ما حصل بعد دورة برشلونة 1992 وأثينا 2004. وتعول متاجر التجزئة في بريطانيا على الدورة في تنشيط الانفاق سواء على المأكولات والمشروبات الإضافية أو أجهزة التلفزيون الجديدة وحتى معدات الرياضة لمن ستلهمهم نتائج المنافسات. وما تقدم ربما يجعل الكلام عن ارتفاع موازنة الدورة خجولا، فالأمل في انتعاش مستقبلي.

لقد ارتفعت موازنة الألعاب بما فيها ما سينفق على الجانب التنموي في منطقة شرق لندن من 4،4 بليون يورو إلى 12,5 بليون. ولا يغيب عن بال أن ملفات الترشح تعد لإقناع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وبعد ضمان الفوز ترمى في سلة المهملات، بحسب تعبير ريتشارد باوند نائب الرئيس السابق للجنة الدولية. ولطالما جزم عمدة لندن بوريس جونسون أن "لندن 2012" ستوفر "أفضل ألعاب وفق معادلة الكلفة النوعية". وكانت إعادة النظر في موازنة التشغيل وتعديلات على ورش البناء ومرافقه وفرت 110 ملايين يورو.

وستحتضن ألعاب الأولمبياد الـ30 خلال 17 يوما 645 مباراة في 26 رياضة موزعة على 36 موقعا، أبرزها الأستاذ الجديد والبارك الأولمبي (الأكبر في أوروبا) ويتوقع أن يؤمهما 180 ألف شخص يوميا. ولقد وفر تأهيل ضاحية شرق لندن 25 ألف وظيفة، وسيؤمن العمل خلال الدورة 6 آلاف موظف، ويتعاون عليه 19 جهازاً حكومياً في مجالات الأمن والنقل والبنى التحتية إلى 25 مؤسسة وشركة راعية. ويؤكد وزير الألعاب الحالي هيوغ روبرتسون أن "المعاناة ستتحول إنتعاشاً على المدى الطويل".

ويفخر رئيس اللجنة المنظمة لدورة لندن الأولمبية اللورد سباستيان كو كثيرا بما ستؤول اليه "المنطقة الأولمبية" ورسالتها البيئية التي تحمل عنوان "الانطلاق نحو الحلم الأخضر"، إذ "أعيد استخدام 90 في المئة من مواد الأبنية التي هدمت في إقامة المنتزه الجديد، وتنظيف التربة وتدويرها لإعادة استخدامها ايضا، كما أن 50 في المئة من تلك المواد نُقلت بواسطة القطارات أو المراكب المائية، وزرعت آلاف الأشجار".

ويتطرق كو إلى المخاض الذي عاشته اللجنة المنظمة وإعادتها النظر بمشاريع عدة في ضوء أزمة الرهون العقارية وتبعات الأزمة المالية التي ضربت العالم أواخر عام 2008. ويبدي إرتياحه إلى تبدل نظرة اللندنيين من سلبية إلى إيجابية إلى أعمال البناء الضخمة بعدما عاينوا على الطبيعة ما تولد من الورش العملاقة، "وهو من دون شك الإرث المستدام للمستقبل. إنها الأهمية الحقيقية للدورة قبل الحديث عن المنافسات والألقاب والسعي إلى موقع أفضل على جدول الميداليات".

وحلت إنكلترا رابعة في دورة بكين عام 2008 خلف الصين والولايات المتحدة وروسيا، وبلغ رصيدها 47 ميدالية (19 ذهبية، 13 فضية و15 برونزية). ويأمل كو في أن يرتقي ترتيبها في "لندن 2012"، عملاً بمقولة رئيس اللجنة الأولمبية السابق الإسباني خوان أنطونيو سامارانش ومفادها "البلد المنظّم لألعاب عظيمة عليه أن يحقق انتصارات عظيمة". وبالتالي فإن مساعي التطور المنشود بدأت فور إختتام ألعاب بكين من منطلق أن الإرث الرياضي الفني يعني أن كل انتصار أولمبي في أي لعبة يحفّز 100 ألف شخص لمزاولتها. ويشدد كو على ضرورة أن يكون الإنكليز متواجدين على الأقل في نهائيات المسابقات المدرجة ضمن الدورة. وكانت الحكومة البريطانية وعدت عقب "النجاح في بكين 2008" بتخصيص 127 مليون يورو لبرنامج دعم الرياضيين.

وبالنسبة لكو البطل الأولمبي السابق (جري الـ800م الـ1500م) فإن "أوقات المجد قليلة والباقي كد وإجتهاد لبلوغها"، أي على غرار التدريب للسباقات. وفي هذه الجملة ملخص لما ايه لاليه "الجنتلمان" حين تنطلق الدورة، وهو أن يقترن الجهد الذي بذل بالنجاح المنتظر. يتوقع أن توفر العاب لندن التي صادفت والاحتفالات باليوبيل الماسي للملكة إليزابيت الثانية، 46 ألف وظيفة في المدى المنظور لا سيما في شرق العاصمة. وتقدر "العائلة الأولمبية" خلال الدورة بـ55 ألف شخص. بحسب فرنس برس.

لكن يخشى أن تكون تقديرات الانتعاش مبالغ فيها. فالبعض يشكو من غلاء في الأسعار وعرقلة في السير والتنقل خصوصا في المناطق القربية من المنشآت، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، التي خصصت لها موازنة مقدارها بليون جنيه استرليني ويتولاها 13 ألف رجل أمن.

ويعتقد 13 في المئة من سكان العاصمة البريطانية أن تنظيم الألعاب "مفيد" لحياتهم، لا سيما أن الأوضاع مختلفة عما كانت عليه خلال دورة 1948 عقب الحرب العالمية الثانية، حين أحضر رياضيون معهم طعامهم وأقاموا في ثكنات ومساكن جماعية. لكن الحكومة البريطانية التي أقرت منذ عام 2009 سلسلة إجراءات تقشف وخفض للوظائف، لم تنسحب قراراتها على الألعاب، وبالتالي لن تكون متقشفة اطلاقا. فقد أمر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بمضاعفة موازنة حفلة الافتتاح التي يشرف على إخراجها داني بويل، إلى 18 مليون جنيه استرليني، وبرر هذه الخطوة بإعلانه أن "الألعاب حافز إلى الأمام، وعلينا أن نفخر بما نعمل مجابهين التحديات ومحققين الإنجاز".

وأظهر استطلاع أجرته بي بي سي في بريطانيا أن ثلثي المستطلعة آراؤهم يتشككون في الفوائد التي ستعود على البلاد من استضافة دورة الألعاب الأولمبية. وكشف الاستطلاع أن هؤلاء يرون أن الفوائد المترتبة على الأولمبياد ستعود على الشركات الكبيرة بالنفع وليس المواطنين العاديين.

وعبر اغلب المشاركين في الاستطلاع، والذي بلغ عددهم 2000، عن اعتقادهم بأن الحكومة البريطانية انفقت اكثر مما ينبغي من الاموال لاستضافة الاولمبياد. وقال ثلاثة ارباع المشاركين تقريبا إن المدن البريطانية عدا العاصمة لندن لن تشعر بأي نفع من جراء استضافة البلاد للأولمبياد.

سلاح الجو

من جانب اخر أعلن قائد بارز بسلاح الجو الملكي البريطاني أن طائرات السلاح التي تتولى مهمة تأمين أولمبياد لندن قد تلجأ إلى القوة كخيار أخير لمواجهة أي تهديد. وقال نائب مارشال الجو ستيورات أثا المسؤول عن تأمين الأجواء البريطانية في الأولمبياد إن أي طائرة يعتقد أنها ستمثل تهديدا ولا يستجيب قائدها للتعليمات قد يتم إسقاطها كخيار أخير" وهذا السيناريو الأسوأ". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المسؤول العسكري بقاعدة نورثولت شمال غربي لندن كشف فيه عن تفاصيل إجراءات اعتراض الطائرات المشتبه بها في الأجواء البريطانية.

ويستخدم سلاح الجو البريطاني مقاتلات من طراز (تايفون) ومروحيات(سي كينغ) و ( بوما) لتأمين الألعاب. وأوضح أثا أنه فور الاشتباه في أي طائرة تحلق الطائرات الحربية البريطانية بالقرب منها وتأمر قائدها بسلسلة إجراءات منها أن يتبع الطائرات البريطانية التي تقوده بعيدا عن لندن. وإذا لم يستجب الطيار لهذه التعليمات تطلق الطائرات الحربية شعلات وأشعة ليزر ، وقد يتم التعامل مع الطائرة على انها تمثل تهديدا حقيقيا للأمن وحينها سيتم استخدام "القوة القاتلة" وهذا هو الخيار الأخير. ويفرض سلاح الجو البريطاني قيودا مشددة على الطيران في منطقة مساحتها نحو 30 ميلا في اجواء بريطانيا. بحسب فرنس برس.

وتؤكد السلطات البريطانية أن هذه الإجراءات لن تؤثر على حركة الطيران التجاري ، وتقول إن رحلات الطيران المدنية ستطير في مساراتها المعتادة فوق لندن. وتتمركز مقاتلات تايفون في قاعدة نورثولت، اما القناصة والمروحيات من طراز بوما ففي قاعدة إلفورد شرقي لندن. كما انتهت وزارة الدفاع البريطانية من نصب صواريخ أرض جو في أربعة مواقع من ضمن ستة داخل لندن وحولها في إطار خطة التأمين التي يشارك فيها أيضا نحو 17 ألف جندي من القوات المسلحة البريطانية.

الأرقام القياسية

من جانب اخر يرسم شعار الالعاب الاولمبية "اسرع، اعلى، اقوى" صورة عن كسر لا يستكين للأرقام القياسية. لكن عددا من العلماء يقولون ان الارقام القياسية الرياضية بدأت بالركود، وسيصبح يوما ما من شبه المستحيل كسرها من دون اللجوء الى المنشطات، التعديل الجيني او التكنولوجيا المستقبلية. فالرقم القياسي العالمي للقفز الطويل لدى الرجال يعود الى عام 1991، والرقم القياسي للقفز بالزانة لدى الرجال لم يكسر منذ عام 1994، والانجازات في السباحة للمسافات القصيرة تراجعت منذ حظر البدلات التي تحد من قوة الجر في 2010.

ويعتبر ستيف هاك، مدير مركز هندسة الرياضات للبحوث في جامعة شيفيلد هالام، ان "في كل الرياضات، ما نراه هو فتور"، مشيرا الى ان الارقام القياسية ما زالت تكسر في الكثير من الرياضات، لكن الهوامش تزداد ضيقا. وقارن جيفري بيرثيلو من المعهد الوطني الفرنسي لرياضة الخبرة والاداء بين الارقام القياسية الاولمبية منذ انطلاق الالعاب بصيغتها الراهنة عام 1896.

واحتسب ان الرياضيين وصلوا الى 99 في المئة من الممكن ضمن حدود الفيزيولوجيا البشرية الطبيعية.

وبحدود 2027، سيكون نصف الاحداث الرياضية ال147 التي درست، وصل الى حدوده المقدرة، ولن تتحسن ارقامه بأكثر من 05ر0 في المئة بعد ذلك، وفق التقدير الرياضي لبيرثيلو. ويقول: "الاداءات الرياضية تصل الى حد فيزيولوجي". ويتوقع رضا نوباري من جامعة بلومبرغ في بنسيلفانيا ان سباق 100 م رجال، الذي يعتبر مقياس التسارع البشري والسرعة، قد ينجز في 4ر9 ثوان حدا اقصى.

ويقول: "تقترح المعطيات ان زيادات السرعة البشرية تتراجع، وستتوقف في شكل كامل في نهاية المطاف"، لافتا الى ان هذا التوقع مبني حصرا على الرياضيات. ولا يأخذ هذا التوقع في الاعتبار ظهور عدائين استثنائيين مثل الجامايكي اوساين بولت، الذي يحمل حاليا الرقم القياسي العالمي لسباق 100 م مع 58ر9 ثوان. واضاف نوباري: "من المستحيل على اي كان توقع غرابة الموهبة الرياضية". وتابع: "بولت، كما تبين، نموذج مثالي لأنه يجمع المزايا الميكانيكية للقامات الطويلة مع سرعة العضلات لقصيري القامة". وتوقع نوباري ايضا ان يكسر الرقم القياسي للقفز الطويل (95ر8 امتار) الذي حمله الاميركي مايك باول خلال الاعوام ال21 الاخيرة، في حدود عام 2040، علما ان باول كسر رقم بوب بيمون (90ر8 امتار) الذي كان قد حققه في اولمبياد مكسيكو 1968.

ووفق هاك "نعم يمكننا توقع الحدود"، علما انه "من الارجح الا يتم" الوصول اليها خلال خمس او عشر سنوات. وفي بعض الاحيان ما يصنع الفارق ليس الجينات بل التكنولوجيا، كبدلات السباحة التي تغطي كامل الجسم التي ادت الى كسر 25 رقما قياسيا عام 2008 و47 رقما في 2009، قبل حظر استعمالها. وكان مارك داني، عالم الرياضيات في جامعة ستانفورد، قد قال في تقرير عام 2008 ان سرعة الكلاب المشاركة في سباقاتها الخاصة لم ترتفع منذ 40 الى 60 عاما، رغم توافر تربية حيوانية متقدمة ومنشطات لتعزيز الاداء.

وثمة ايضا من يعتقد بان كسر الارقام القياسية سيستمر، ولو بأجزاء قليلة من الثانية. "تخيلوا اذا ما تقرر قياس الوقت بجزء من الالف من الثانية"، وفق ايان ريتشي من قسم حركية الانسان في جامعة بروك الكندية، الذي يعتبر ايضا ان توقع الحدود ليس امرا جديدا. وقبل ان ينهي البريطاني رودجر بانيستير سباق الميل (6ر1 كيلومتر) بأقل من 4 دقائق عام 1954 "افترض كثيرون ان الامر مستحيل نظريا"، ووصل الامر بالبعض الى اعتبار ان الرئتين ستنفجران، علما ان الرقم القياسي الحالي لسباق الميل هو 13ر43ر3 دقائق. بحسب فرنس برس.

واذا كان ثمة حد اقصى لسباق 100 م لدى الرجال، يتوقع كثيرون ان يقبع على بعد سنوات، والمراقبون يتوقعون العابا اولمبية مثيرة للاهتمام مع انطلاق دورة لندن 2012 في 27 تموز/يوليو. ويقول هاك: "معدل العدائين ال25 الاسرع (في سباق 100 م) هو اقل من 10 ثوان، لذا توقعوا منافسات سريعة ومثيرة"، بعد اسابيع من خسارة بولت في تجربة لسباق 100 م امام زميله في التدريب يوهان بلايك.

قرارات اخرى

الى جانب ذلك وصل الرامي الاسترالي راسل مارك غاضبا الى بريطانيا بعد ابلاغه عدم السماح له النوم مع زوجته خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية التي تنطلق في 27 اب/اغسطس الحالي. وتم ابلاغ مارك وزوجته لورين المشاركة بدورها مع فريق الرماية الاسترالي في الالعاب، بالنوم كل على حدة خلال الالعاب. وفرض الحظر على مارك (48 عاما) الذي يشارك للمرة السادسة في الالعاب، نتيجة صورا مثيرة للجدل لزوجته في مجلة "زو" للراشدين، اذ نشرت صور لها تحمل بندقية على ظهرها وهي ترتدي بيكيني ذهبي اللون، بحسب ما ذكر مسؤولون عن البعثة الاسترالية.

مارك اعتبر انه تتم معاقبته وزوجته كونهما زوجين: "الجزء الغبي من القضية... انه هناك الاطنان من مثليي الجنس في الفريق الاولمبي سينامون في غرفة واحدة، لذا نتعرض نحن للتمييز لأننا من جنسين مختلفين". وتابع مارك: "كل ثنائي، اكان متزوجا او بحكم الامر الواقع يجب ان يدفع اللجنة الاولمبية الاسترالية لتلبية احتياجاته. ما اغضب اللجنة الاولمبية اكثر من اي شيء اخر هو موضوع الصور. كان امرا صعبا عليهم".

لكن نيك غرين رئيس بعثة استراليا، نفى ادعاءات ان يكون هناك تمييزا للأزواج من جنسين مختلفين: "ببساطة هذا غير صحيح. اعرف راسل منذ 16 عاما... الاقامة واختيار الغرف تحصلان بطريقة معينة لضمان اقامة الرياضيين في القرية الاولمبية". واضاف غرين ان الاستثناءات ستخلق طلبات مماثلة من باقي الرياضيين.

وكان مارك تصدر عناوين الصحف الاسترالية في ايار/مايو الماضي عندما هدد بالسير في حفل الافتتاح بارتداء بيكيني رجالي اصفر واخضر اللون. وقال مارك ان رهانه الخاسر على نتيجة احدى مباريات كرة القدم الاسترالي كان ارتداء ثوب سباحة ضيق اشتهر من خلال ساشا بارون كوهين بطل فيلم "بورات" الكوميدي. مازح مارك الذي احرز ذهبية الدبل تراب في العاب اتلانتا 1996 والفضية في سيدني 2000، لإذاعة محلية: "في الواقع قلت هذا الشيء. في اي حال، يعتقد كثيرون ان مانكيني (البيكيني الرجالي) سيبدو افضل من الزي المختار لنا".

وحصل زي استراليا الموحد في حفل الافتتاح على ردود فعل مختلفة، وانتقد لظهور الرياضيين كرماة البولينغ على العشب. ويتكون الزي من سترة خضراء مع بنطال ابيض للرجال، وتنانير بيضاء حتى الركبة للسيدات واحذية بيضاء مطاطية للكرة الطائرة. بحسب فرنس برس.

مايك تانكريد المتحدث باسم اللجنة الاولمبية الاسترالية قال لمراسلين ان "مانكيني" لن يكون مظهرا لائقا لمارك: "تكمن المشكلة في السن. مارك ليس دجاحة شابة، لقد ولت ايامه كعارض ازياء منذ زمن طويل، ولا نعتقد ان مظهر الفريق سيكون جديا مع مارك بالمانكيني". وختم: "الى جانب ذلك، سيشارك في الاولمبياد للمرة السادسة، وهو يملك فرصة حمل العلم. تصوروا ان يرتدي حامل العلم المانكيني".

ودفع طقس لندن البائس في الصيف الحالي العداء الصيني النجم ليو جيانغ الى مغادرة العاصمة البريطانية، لاستكمال استعداده للأولمبياد الصيفي في المانيا، بحسب ما ذكرت صحيفة "تشاينا دايلي". وقال المدرب سون هايبينغ ان ليو، صاحب ذهبية 110 متار حواجز عام 2004 الذي انسحب بسبب الاصابة في العاب بكين الاخيرة، كان ضمن عدد من الرياضيين الذين تركوا لندن بسبب الطقس الرطب في العاصمة.

ونقلت الصحيفة عن سون: "قرر عدد اخر من الفرق ترك العاصمة بسبب الطقس البارد، وليو لم يكن الوحيد". ويعتبر ليو (29 عاما) احد ابرز المرشحين لخطف ذهبية المسابقة في لندن، حيث يتوقع ان يتنافس بقوة مع الكوبي دايرون روبليس حامل اللقب والرقم القياسي العالمي. وتتوقع مصالح الارصاد الجوية صيفا رطبا خلال الحدث الذي يمتد لاسبوعين.

جدل بشأن الصيام

على صعيد متصل تتزامن أولمبياد لندن مع شهر رمضان ما يثير مجددا مسألة التزام اللاعبين المسلمين بالصيام خلال المنافسات أو التدريبات الشاقة خلال نهار لندن الطويل الذي قد تصل ساعات الصيام فيه إلى 18 ساعة. ومن الفرق التي حسمت أمرها في هذا الموضوع فريق الخماسي الحديث المصري فقد اكد مدربه شريف العريان أن البرنامج الغذائي المناسب للاعبين سيكون متاحا مشددا على أن مسؤولي الفريق التقوا مفتي الديار المصرية علي جمعة وإنه "نصح" اللاعبين المصرين بالإفطار خلال المنافسات الأولمبية.

ويقول سعيد الدسوقي طبيب فريق الخماسي المصري إن الصيام قد يعرض لاعبيه لخطر الجفاف مشدد استحالة الصيام خلال منافسات هذه الرياضة والتي تتضمن المبارزة و الفروسية و السباحة الحرة وسباق اختراق الضاحية والرماية. وذكرت تقارير صحفية مصرية ان فتوى جمعة لم تقتصر على هذه الرياضة وامتدت إلى جميع لاعبي البعثة المصرية ومنهم فريق كرة القدم.

ونسبت تقارير إعلامية إلى هاني رمزي مدرب المنتخب الأولمبي المصري قوله إن مسألة التزام لاعبي فريقه بالصيام" حرية شخصية" وأنه لن يجبر اللاعبين على أي شيء. بحسب فرنس برس.

وفي المقابل يرى بعض رجال الدين ان أنه لا يجب للاعبين الإفطار بدون الأعذار الواردة في القرآن أو سنة النبي محمد مثل المرض أو السفر. ومن هؤلاء مفتي إمارة دبي الدكتور أحمد الحداد الذي أكد أ ممارسة الرياضة ليست ضمن هذه الأعذار وعليه فاللاعب المسلم أو اللاعبة المسلمة يجب أن يبدأ يومه صائما ثم إن أرهقه الجوع أو العطش بسبب الجهد الذي بذله في اللعب يمكنه الإفطار على اعتبار أن ضررا أصابه. وقالت تقارير إن مفتي دبي أصدر فتوى أخرى تبيح للاعبي البعثة الإماراتية الإفطار إذا تنقل اللاعبون بين عدة مدن كل يومين أو ثلاثة لخوض المنافسات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/تموز/2012 - 8/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م