(لن يتوقف الحراك) عبارة قلناها وَنَقولها لمن يظن أن شهر رمضان
سيخفُ أوار الحراك ويُخمد لهيبه فـ (لتحلموا كثيراً) فليس الصائمُ كمن
يغرق في الملذات وينتهك الحرمات وإن كان جائع البطن ظامئ الأحشاء أمام
الملأ، ألم يعلموا أن غزوة (بدر الكبرى) ولدت في يوم الفرقان الـ (سابع
عشر) من شهر رمضان بين الصيام والعبادة؟!، إنّ الصيام يُولد الصبر
والعزيمة والصمود إن لم يكن يعلم المجرمون ؟!
(كلنا نمورٌ) شعارٌ رفع من أجل الدفاع عن كل حر أبي، شعارٌ رفع
للسير خلف المطالبة بالحقوق والإفراج الفوري عن كلّ مظلوم وأسير يرزح
في قعر سجن ويصوم خلف جدار حبس، نقولها بالفم الجهور : أتقوا الله
معاشر المسلمين، أليس الصوم يأمرنا بالاصطفاف مع المظلوم ضد الظالم،
أتقوا الله وكونوا مع المظلومين لا الظالمين فالوقوف فوق الـ (تل)
يُكلف الواحد منا إنسانيته إن بقي للإنسانية نصيبٌ في حياتنا الوردية
المترفة.
اللعنة تطارد كلّ ظالم وكلّ من رضي بفعلهم، يكفي أن يلعنهم القرآن
في كل آية يقرؤوها ولهم بكل رصاصة قتل عذاب أليم : (وَيَقْتُلُونَ
الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، إن عبادة الله لا تجتمع مع عبادة الأوثان
والطواغيت واللعنة والغضب نصيبهم، يكفيهم أن (عبدة الطاغوت) مجاورة للـ
(قردة والخنازير) في جهنم، أوليست طاعة السلطان عبادة له من دون الله؟!
والـ (قبضة الأمنية) مَع كلّ ما فعلت مفلسة كلما أوغلت في الدماء
وأراقت كرامة البشر، عاجزة حتى النخاع رُغم المفاخر التي يصنعها الوهم
والغباء؛ فجرائمهم البشعة ضدنا نياشين خزي وعار عليهم، أحقادهم النتنة
المسمرة فينا بصمة شيطان قذر، ولنا في كل زمان ملائكة يتوجون بالشهادة
ويزفون بالرحيق المحتوم.
إن رؤوسنا عالية وأيدينا مرفوع سَائلين الله أن يحشرنا مع الشهداء
وأن نسير على ذات الطريق، رموزنا الشرفاء كلما أوغل الحاقد براثنه في
أجسادنا ودمائنا يتوقدون شجاعة وصلابة فهل لهم نصف ما لدينا في
(النمر)؟!
(النمر) و(العامر) قلبان في جوف واحد، إلى متى سيبقى الحل في النطع
والسيف؟! أوليس المُفلس من يستخدم قوته وجبروته مع الأعزل البريء؟!،
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ
اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ
أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا
لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)؟!، ولكن القرآن لا يُسمع في بلاد القرآن
وإن كان يلعلعُ ليلاً ونهاراً، أوليس العمى في القلوب التي في الصدور؟!
هاهو العلامة الجريح في فراشه الأبيض الطاهر يصوم عن دنياكم، يرقب
النصر المؤزر فليس كل معتقل أسير وليس كل مصاب ولى الدبر، فهو لا يزال
يقارعكم بجراحاته ودمائه النازفة أولم تشاهدوا العالم كيف وثب للثأر
له؟! إنه من رجالات الله الذين لا يرهبهم أزيز الرصاص !! |