ليس من طباعي الشخصية تصيد الاخطاء ولكن بنائي النفسي مستمد من
مهنتي السابقة برصد الظواهر الاجرامية والظواهر الاجتماعية فتابعت
القنوات الفضائية وتحديدا (الشرقية والسومرية والرشيد والديار
والعراقية)، بعد الحوادث الإرهابية المؤلمة التي وقعت امس 23/7/2012،
والتي ذهب ضحيتها أكثر من 350 مواطن في 18 مدينه عراقية وهو رقما يسقط
اية حكومة او استقالة جماعية للمسؤولين عن ملفات الامن، واثار انتباهي
تصريحات بعض برلمانيين وسياسيين البعض منهم نعرفهم بشكل شخصي والبعض لم
نسمع بهم اطلاقا ويتحدثون بعد الحوادث الإرهابية ووجهه نظرهم بالأمن
وتبدأ الثرثرة عن (الملف الامني) والتحليلات ووجهات نظر غير مهنيه
ومقترحات لاترقي للواقع بصلة.
لقد تزايدت في الآونة الأخيرة ـ وبتساهل من وسائل الإعلام وربما
تشجيع منها ـ التصريحات التي يطلقها ذلك المسؤول أو ذاك حول الامن،
ويتناول القشور والمرشد النظري لهؤلاء المسؤولين نزعات تسلطيه للبقاء
بالسلطة، ممن يسعون إلى محاوله خلق تجاوب ورضا شعبي حيال عملهم
وإنجازاتهم المنتظرة وذلك ليسعد مرحليا بشيء من هتاف المجاميع تكون في
حساباته بجانب الظهور التلفزيوني ذخيرة كافية لاعتبارها وفق منطقه
السطحي إنجازا كافيا هذا من وجهه نظر المسؤول، اما المواطن المشاهد
يتضح له الاتي (ان المسؤول لديه فقر معرفي، وضعف خلفيته الثقافية، وفقر
قاموسه المفاهيمي وافتقاده الى الاتساق المنطقي والمنظومي، وانتقائية
موضوعاته التافهة،، ثم الطابع السياسوي الغالب عليه ويبدأ (السجال
السياسي) هو سجال قد يزوّد الصراع السياسي تأزما ولا يزوّد الوعي بما
يحتاج اليه من معرفة.
لأنه في جملة الكلام السائب غير المنضبط الى أية مقدمة فكرية أو
منهج في النظر ولايمت للامن بصلة بقدر اظهار (شطارته وشطارة كتلته) لان
التحدث بالسياسة ممكن (لاسيما شبعوا العراقيين من التحليلات السياسيين)
ولايحتاج الى مهارة عالية بقدر الحاجة الى (فن الخطابة مع كذب مسقط ).
اما الحديث عن الامن يحتاج الى منظومة كاملة من الخبرات والمهارات
والممارسات الميدانية وتقنيات ومجموعه من العلوم كعلم الاجرام وعلم
النفس الجنائي وعلم الاجتماع وعلم اللغه الجنائي ودقه باختيار المفردة
وانتقاء الكلمة والمام واسع بالقوانين، لهذا الخلط والفوضوية والالتباس
أسبابها. وأول تلك الأسباب وأمها الفقر المعرفي وضعف الصلة بمصادر
الفكر الإنساني. إن السؤال الطبيعي الذي يمكن أن يطرحه مَن لديه قليل
إلمام بالموضوع هو: كيف يمكن أن يكون لدينا إنتاج فكري حول الامن.
لأقول أن زعاماتنا ومسؤولينا بارعون بالثرثرة والخطاب الناري,
المدمرة لا البريئة, وهي ثرثرة جعلتهم منبوذين في الشارع حيث إن أسلم
وسيلة لحماية ذواتهم وأعمالهم من المحاسبة وفق نهجهم هذا، هو إسماع
المواطن ما يريد وتخدير تطلعاته بما يطرب له السمع ولا يرى بالضرورة
بالعين المجردة.
التماس موجهه الى الفضائيات ان هناك اليات واجراءات بعد كل حادث
ارهابي فبدل توجهاتكم حول المسؤول وجهوا اهتمامكم الى الضحايا والدفاع
المدني واجراءاته والصحة وما تقدمه من خدمات للجرحى والابتعاد من
السياسيين وتصريحاتهم لانها تثير غضب الشارع.
* العراق-بغداد
riadhbahar@yahoo.com |