مسـتقـبــل الحياة في الأرض... تداعيات ومخاطر بيئية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: أصبحت البيئة جزءا هاما من الحياة اليومية مما يقتضي تعلم التنمية المستدامة لنصر في المعركة ضد تناقص التنوع البيولوجي، حيث ان فقدان التنوع الإحيائي وأشكال أخرى من التدهور البيئي تحدث حينما ينقرض صنف من الكائنات الحية أو النباتات في النظام البيئي، إذ تتراجع إنتاجية ذلك النظام ويصبح الضرر الناتج عن ذلك مساويًا للضرر الذي تسببه آفات مثل التغير المناخي والتلوث البيئي وغير ذلك من ضغوطات سلبية على البيئة، فمازالت التهديدات المؤثرة في التنوع البيولوجي ترمي به نحو الهاوية، فهناك عدة أسباب تؤدي الى تناقص التنوع البيولوجي منها : تدمير أو تعديل بيئة الكائنات الحية، فإزالة الغابات الاستوائية مثلا يؤدي إلى فقدان أعداد متزايدة من هذه الكائنات ذات القيمة الكبيرة، والاستغلال المفرط للموارد، فقد أدى هذا الاستغلال إلى تناقص أنواع كثيرة من الأسماك، بالإضافة إلى انقراض بعض الحيوانات البرية، والتلوث، فقد أثرت المبيدات في أنواع كثيرة من الطيور والكائنات الحية الأخرى. وبالإضافة إلى هذا نجد أن تلوث الهواء ( مثل الأمطار الحمضية ) وتلوث المياه قد أثرا بشكل ملحوظ في الأحياء المختلفة خاصة في الكائنات الدقيقة، كما أن تأثير الأنواع الغريبة المدخلة في البيئة وتهديدها للأنواع الأصلية إما عن طريق الافتراس أو المنافسة أو تعديل البيئة الأصلية، إذ يشير خبراء البيئة والتنوع الحيوي في العالم الذي يقصد به عدد أنواع النباتات والحيوانات إنه ما لم يعالج العالم تلك المشكلة فإنه بحلول عام 2030 لن يكفي كوكبان بحجم كوكب الأرض لإعالة البشر.

العالم يتجاوز موارده المتاحة

فقد قال الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية إن التنوع الحيوي تراجع عالميا بنسبة 28 بالمئة في المتوسط منذ عام 1970 وإن استمرار المستويات الحالية من الاستهلاك وانبعاثات الكربون يتطلب أن يكون العالم أكبر بنسبة 50 بالمئة ليكون هناك ما يكفي من الأراضي والغابات، وقال الصندوق عند الإعلان عن "تقرير الكوكب الحي 2012" وهو مراجعة تصدر مرة كل سنتين للبيئة والتنوع الحيوي في العالم الذي يقصد به عدد أنواع النباتات والحيوانات إنه ما لم يعالج العالم تلك المشكلة فإنه بحلول عام 2030 لن يكفي كوكبان بحجم كوكب الأرض لإعالة البشر، وبالرغم من ذلك يقول جيم ليب المدير العام للصندوق إن الحكومات لا تسير باتجاه التوصل إلى اتفاق في قمة التنمية المستدامة التي تعقد الشهر المقبل في ريو دي جانيرون وقال ليب للصحفيين في جنيف "لا أعتقد أن أحدا سيجادل في أننا لم نقترب مطلقا من حيث يجب أن نكون قبل شهر من المؤتمر على صعيد التقدم في المفاوضات والاستعدادات الأخرى، وأضاف "أعتقد أننا جميعا قلقون لأن الدول التي تتفاوض في إطار نظام الأمم المتحدة لتحقيق نتيجة في ريو لم تظهر استعدادا حقيقيا للعمل من أجل مواجهة هذه التحديات، تلك المفاوضات مازالت شائكة، ومن المتوقع أن يجذب مؤتمر ريو+20 الذي يعقد بين 20 و22 يونيو حزيران أكثر من 50 ألف مشارك إذ يواجه السياسيون ضغطا من نشطاء حماية البيئة للاتفاق على أهداف للتنمية المستدامة بنفس الروح التي سادت قمة الأرض في ريو التي نتج عنها بروتوكول كيوتو قبل 20 عاما، وقال الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية إنه بالرغم من هذا البروتوكول الذي يهدف لخفض انبعاثات الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري يتجه المتوسط العالمي لدرجات الحرارة إلى "زيادة تنذر بكارثة" بنهاية القرن الحالي. بحسب رويترز.

وقال ليب إن هناك العديد من المبادرات التي يمكن أن تأخذها الحكومات بشكل منفرد دون أن تكون "رهينة" للمفاوضات واسعة النطاق بشأن اتفاقية عالمية ملزمة بخصوص المناخ تحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي أجله هذا العام، وقال الصندوق إنه ينبغي أن يكف العالم عن الدعم الحكومي "اللامعقول" لأنواع الوقود الاحفوري الذي تبلغ قيمته أكثر من 500 مليار دولار سنويا وأن يضمن توفر الطاقة النظيفة عالميا بحلول عام 2030.

فقدان التنوع الإحيائي

في سياق متصل قال عالم الأحياء ديفيد هوبر، من جامعة غرب واشنطن، والمؤلف الرئيسي للبحث: "البعض يفترضون أن الآثار التي تنال من التنوع البيئي طفيفة نسبيا مقارنة بالضغوط الأخرى على البيئة. لكن ما خلصنا إليه من نتائج يشير إلى أن انقراض صنف يمكن أن يقلص تكاثر نباتات تماما كما يفعل فعله تسخين حرارة الكون وتلوث البيئة، وقد بينت بحوث سابقة أن كلما زاد التنوع الأحيائي في نظام معين كلما ارتفعت إنتاجية ووفرة ذلك النظام. وقد رمت الدراسة الأخيرة هذه التي مولتها دائرة الأحياء البيئي في المؤسسة القومية للعلوم لإثبات ما إذا كان ذلك الإستنتاج المنطقي صحيحا، أي كلما تقلص التنوع كلما تراجعت الإنتاجية، أما عالم البيئة برادلي كاردينالي بجامعة ميشيغان، الذي شارك في وضع الدراسة، فأشار إلى أن "فقدان التنوع الأحيائي نتيجة لانقراض أصناف بيولوجية سيكون له أثر جسيم على كوكبنا وسيترتب علينا تحضير أنفسنا لمعالجة تلك الظاهرة. وانقراض الأصناف هذا يمكن اعتباره على أنه أحد أكبر خمسة مسببات تدفع للتغيير الكوني، وقد عمد كل من هوبر وكاردينالي وسواههما من باحثين من مؤسسات في كندا والسويد والولايات المتحدة إلى دمج بيانات ومعطيات عن النظام البيئي، مستقاة من عدد كبير من الدراسات المنشورة في السابق وتتمحور على عمليتين في النظام البيئي نمو النباتات وتحلل النباتات الميتة بفعل بكتيريا وفطريات. وقاموا بتشكيل بنك معلومات من البحوث المتوفرة، ناهلين من نتائج أكثر من200 اختبار فحصت هذه العمليات، وأفاد هوبر بأنه في نطاق الخسارة المتوقعة للأصناف لمسنا تراجعا في نمو النباتات كانت في المتوسط بنفس حجم التغيرات التي تبينت في تجارب حاكت عدة تغييرات بيئية كبيرة أخرى من فعل البشر. وفوجئ عدد من الذين يعملون على هذه الدراسة بفعل القوة النسبية لهذه الآثار، على سبيل المثال، يمكن أن يتراجع انتشار النباتات بنسبة 5 إلى 10 في المئة في نظم بيئية حيث كان افتقاد أصناف بيولوجية تراوحت نسبتها ما بين 21 و40 في المئة. وحيثما ارتفع افتقاد الصنف إلى معدل يزيد على 41 في المئة ـ صار الأثر على النظام البيئي مشابها لآثار تسخين المناخ أو زيادة الأشعة ما فوق البنفسجية، ويقول مؤلفو الدراسة أن استنتاجاتهم مقنعة إلى حد تدفع صناع السياسات لأن يباشروا بالإلتفات إلى إمكانية أن تؤول الإثار السلبية على التنوع البيئي إلى تداعيات أعمّ. لكن سيتعين إجراء مزيد من البحوث لفهم كيف يمكن للآثار المجتمعة للمشاكل البيئية أن تغير النظم البيئية، وقد دعمت الدراسة المؤسسة القومية للعلوم من خلال المركز القومي للتحليلات والتكوينات البيئية التابع لجامعة كاليفورنيا بمدينة سانتا باربرا حيث يوظف الباحثون بيانات متوفرة لتفهم مسائل أساسية للبيئة وغيرها من حقول متصلة بها بصورة أعمق.

الشعاب المرجانية

فيما حذر نحو 2600 عالم محيطات في أستراليا من أن الشعاب المرجانية في العالم تتراجع بسرعة ودعوا إلى التحرك على الفور لإنقاذ ما تبقى منها، وفي نداء غير مسبوق أطلق في المنتدى الدولي حول الشعاب المرجانية في كيرنز (شمال شرق أستراليا)، أوضح العلماء أن سبل العيش الخاصة بعشرات ملايين الأشخاص مهددة بالخطر، وأشاروا إلى أن الشعاب المرجانية تؤمن العمل والطعام للكثير من سكان المناطق الساحلية في العالم وتدر عائدات من خلال السياحة وتوفر حماية طبيعية للشواطئ من العواصف والأمواج القوية، ودعوا إلى اتخاذ تدابير فورية لتفادي الأضرار المتزايدة الناجمة عن ارتفاع حرارة المحيطات وتحمض المياه والصيد المفرض وتلوث التربة، وقال العالم جيريمي جاكسون إن ما بين 75 و85% من المساحة التي تغطيها الشعاب المرجانية في جزر الكاريبي قد اختفت في السنوات ال35 الأخيرة. بحسب فرانس برس.

وسجل الحيد المرجاني العظيم في أستراليا تراجعا في شعابه المرجانية بنسبة 50% في غضون نصف قرن، إلى ذلك، فإن أكثر من 85% من الشعاب المرجانية في "مثلث المرجان الآسيوي" مهدد مباشرة بسبب الأنشطة البشرية، مثل تنمية المناطق الساحلية والتلوث والصيد المفرط، ويضم هذا المثلث اندونيسيا وماليزيا وبابوا غينيا الجديدة والفيليبين وجزر سليمان وتيمور الشرقية ويمثل حوالى 30% من الشعاب المرجانية في العالم ويؤوي أكثر من 3 آلاف نوع من الأسماك.

نهر الدانوب

من جهة أخرى دان الصندوق العالمي للطبيعة مشروعا كرواتيا يهدف الى تحويل تعرجات لنهر الدانوب الى قناة قابلة للملاحة مؤكدا ان الامر يهدد التنوع الحيوي في النهر، وفي حال انجزت هذه القناة التي تمتد على 53 كيلومترا داخل الاراضي الكرواتية على مسافة قصيرة من الحدود مع صربيا، فانها ستقضي على الضفاف الطبيعية للنهر وستعرض الثروة الحيوانية والنباتية للخطر على ما افاد الصندوق في بيان، وتطالب المنظمات المحلية المعنية بحماية البيئة بالتخلي عن المشروع الذي سيؤثر بنظرها على محمية كوباكي ريت الطبيعية التي تعتبر منطقة المستقنعات الاهم في الدانوب، وشددت زغرب في المقابل على ضرورة تحسين الملاحة على الدانوب مؤكدة ان المشروع لن يكون له انعكاسات مضرة على البيئة. بحسب فرانس برس. 

ورد الصندوق العالمي للطبيعة بقوله ان "هذه الاستتتاجات مخالفة لالتزامات كرواتيا الدولية بحماية منطقة الدانوب"، وفي العام 2011 وقعت النمسا وكرواتيا والمجر وصربيا وسلوفينيا اتفاقا لاقامة محمية طبيعية تمتد من جنوب النمسا وصولا الى صربيا، وسمح هذا الاتفاق باقامة اول منطقة محمية من قبل خمس دول لقبت "امازون اوروبا" بسبب تنوعها الحيوي الغني جدا، وتغطي المحمية حوالى 800 الف هكتار على طول الدانوب، وتضم المحمية اكبر كثافة لثنائيات النسور الكبرى بذيل ابيض وتستوطن فيها كذلك انواع مهددة بالاندثار مثل اللقلاق الاسود.

مؤتمر ريو +20

ففي ظل التدهور المتسارع الذي تشهده الأرض، سيكثف مؤتمر ريو+20 حول التنمية المستدامة النقاشات والمحادثات في محاولة لإعادة تسليط الضوء على هذا الموضوع وإيجاد حلول له، بعد عشرين سنة من انعقاد قمة الأرض، ويبدو أن التفاؤل ليس سيد الموقف في أوساط المشاركين، وقد لفت فرانسوا هولاند الجمعة وهو من رؤساء الدول الكبيرة القلائل الذين تم تأكيد مشاركتهم في المؤتمر إلى "خطر الفشل"، داعيا إلى "يقظة ضمير"، وقد أتت النتائج التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ فترة وجيزة قاطعة، فانبعاثات غازات الدفيئة تزداد بشدة والنفايات تتكدس ومخازين الأسماك تتضائل والتنوع الحيوي على المحك، ومئات ملايين الأشخاص يفتقرن إلى مياه الشرب، وفي العام 2002، كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قد قال خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة في جوهانسبورغ إن "بيتنا يحترق وأنظارنا متجهة إلى جانب آخر"، وتؤكد اليوم منظمات غير حكومية كثيرة من قبيل منظمة "أجير بور لانفيرونمان" أن "بيتنا لا يزال يحترق اليوم، ومن المتوقع أن يشارك في مؤتمر ريو نحو 130 رئيس دولة وحكومة وعشرات آلاف المسؤولين عن جمعيات محلية ومنظمات غير حكومية، فضلا عن ممثلين عن الشعوب الاصلية وصناعيين وناشطين وشباب، وأوضح أحد الممثلين عن منظمة غير حكومية أن برنامج المؤتمر سيتمحور على مفهوم "الاقتصاد الأخضر" الذي يشمل مصادر الطاقة المتجددة ووسائل النقل النظيفة وفرز النفايات والمباني ذات الطاقة الإيجابية، فضلا عن تعزيز دور محافل اتخاذ القرار الدولية وتحديد اهداف طموحة للتنمية المستدامة. وشبه البرنامج ب "خطة إنقاذ عالمية"، وقال أشيم شتاينر المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "لا مجال للشك" أو الحيرة. غير أن انعدام الثقة يبقى سيدة الموقف، ففي المفاوضات غير الرسمية حول نص الاتفاق المتوقع إبرامه في 22 حزيران/يونيو، تمسك كل طرف بموققه، وبعد جولة المفاوضات الاخيرة التي انتهت في 2 حزيران/يونيو، لم يكن المندوبون قد اتفقوا إلا على 70 فقرة من اصل 329 فقرة، اي 21% من نص مشروع الاتفاق، علما أنها بأغلبيتها من العموميات المتفق عليها. بحسب فرانس برس.

ولا يزال التباين سائدا بشأن مسائل أساسية من قبيل التغير المناخي والمحيطات والتغذية والزراعة ونقل التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر، فضلا عن الاهداف الواجب تحديدها. وأوجه الاختلاف كبيرة جدا إلى حد أن المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة جيم ليب قال "امامنا سيناريوهان محتملان، إما اتفاق محدود جدا وبالتالي بلا معنى له وإما فشل ذريع"، وتتذكر جهات فاعلة كثيرة الحماس الذي كان سائدا وقت قمة الأرض والذي لم يعد له أي أثر اليوم. ولفت بريس لالوند أحد المنسقين التنفذيين للمؤتمر إلى أن "الحكومات تتخبط في أزماتها الحالية، في حين يدعوها مؤتمر ريو +20 إلى رسم ملامح مستقبل العالم". وأضاف "يصعب القيام بالمهمتين معا، لكن هذا هو دور رؤساء الدول من حيث المبدأ"، ومن المتوقع تنظيم مفاوضات تمهيدية في ريو، لكن هذه المهمة كانت صعبة جدا حتى الآن إلى حد أنه يمكن تمديدها حتى المؤتمر، وعشية هذا الاجتماع الكبير الذي يضم قمة الشعوب في وسط ريو وقمة الأمم المتحدة، والذي تنظم على هامشه 500 فعالية للمجتمع المدني، يخشى المحللون أن يكون مؤتمر ريو +20 "مجرد شبح من الماضي"، وختم بازيلو ألفيس مارغاريدو من معهد الديمقراطية والتنمية المستدامة قائلا "نرى مؤتمر ريو +20 من دون أمل ومن دون عزيمة سياسية لدى البلدان لتغيير الوضع الراهن".

أكبر شبكة محميات بحرية في العالم

كما تعتزم أستراليا إنشاء أكبر شبكة محميات بحرية في العالم وحماية مياه تغطي مساحة كبيرة مثل الهند في حين تحظر التنقيب عن النفط والغاز وتحد من الصيد التجاري في بعض المناطق الأكثر حساسية، وستزيد محميات استراليا البحرية من 27 إلى 60 في إطار الخطة الجديدة التي تغطي أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع أي ثلث مياه البلاد، وجاء الاعلان عن الشبكة قبل أسبوع واحد من اجتماع أكثر من 130 رئيس دولة وحكومة في ريو دي جانيرو لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في اطار الجهود العالمية للحد من تغير المناخ وهو احد أكبر المؤتمرات في تاريخ الأمم المتحدة، وقال وزير البيئة الاسترالي توني بيرك إن المحميات الجديدة ستقام من بيرث كانيون في جنوب غرب البلاد إلى جزيرة الكنغر قبالة الساحل الجنوبي ولكن "جوهرة التاج" ستكون حماية منطقة بحر المرجان الذي يحيط بالحاجز المرجاني العظيم في شمال شرق البلاد، وقال بيرك "بحر المرجان محمية بحرية وطنية ... مع منطقة الحاجز المرجاني العظيم يصبح أكبر محمية بحرية في العالم. بحسب رويترز.

وقال بيرك إن خطة الحماية تحظر التنقيب عن النفط والغاز في المحميات الوطنية البحرية وسيكون لها تأثير على صناعة صيد الأسماك كذلك، ومع ذلك قالت جماعات الحياة البرية والبيئية إن الخطوات غير كافية لحماية الثدييات البحرية من أثر التنقيب عن النفط والغاز في العديد من المناطق، وقال ماثيو كوليس الذي يقوم بحملة لصندوق دولي للرفق بالحيوان "صناعة النفط والغاز خطر... لم تتم مواجهة التنقيب عن النفط بشكل صحيح عن طريق هذه العملية، وأضاف "هذه أنباء سيئة بالنسبة للحيتان والدلافين لأن العديد من المناطق التي تعمل بها الصناعة أو تريد أن تعمل بها تمثل أيضا موائل مهمة للحيتان والدلافين.

المالديف

الى ذلك أعلن رئيس المالديف محمد وحيد في ريو دي جانيرو أن بلده وهو من البلدان الأكثر تأثرا بالاحترار المناخي سيصبح في غضون خمس سنوات "أول بلد يصنف محمية بحرية ... هي الأكبر في العالم"، وذكر الرئيس البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 191 بلدا المجتمعة في إطار مؤتمر "ريو + 20" للتنمية المستدامة بأن إحدى الجزر المرجانية العشرين في بلده حصلت على "أول شهادة محمية حيوية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)"، تضم المالديف 1199 جزيرة في المحيط الهندي، من بينها 202 جزيرة مأهولة تقع على بعد حوالى 450 كيلومترا عن جنوب الهند. وتنتشر الجزر الصغيرة على مساحة تمتد على 90 ألف كيلومتر مربع ولا تتخطى أعلى نقطة فيها الثلاثة امتار عن سطح البحر، وأعلن الرئيس أن المالديف ستصبح "في وقت قصير" أي قرابة "خمس سنوات" "أول بلد يصنف محمية بحرية ... ويشكل أكبر محمية بحرية في العالم". بحسب فرانس برس.

وفي هذه المحمية، سيكون الصيد "مستداما ومراعيا للبيئة لا يلجأ إلى التقنيات التي تتلف الغلاف الحيوي"، على ما قال الرئيس في إشارة إلى الصيد الصناعي. وذكر محمد وحيد بأن بلده يزخر بأسماك القرش والسلاحف وانواع كثيرة من الأسماك في المحيط الهندي، موضحا أن "الاتجار بالأنواع ممنوع في المالديف"، واعتبرت سو ليبرمان نائبة مدير المنظمة غير الحكومية الأميركية "بيو إنفايرنمت غروب" أن هذا الإعلان "غني بالمعاني" وهو يشكل "التزاما كبيرا"، وشرحت أن المحمية البحرية "توازي المنتزه الوطني لكن في البحر" ويحظر "فيها من الناحية التقنية القيام بأي عملية استخراج وممارسة الصيد الصناعي"، وأطلق رئيس المالديف نداء إلى المجتمع الدولي لاكتساب "الحق في الاستدامة والازدهار" في الوقت عينه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/تموز/2012 - 3/رمضان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م