ماذا أعددنا لجعل العراق مكاناً أفضل لنا ولأطفالنا

11-7 اليوم العالمي للسكان

زاهر الزبيدي

" لنجعل العالم مكاناً أفضل لنا ولأطفالنا " أنه شعار اليوم العالمي للسكان، حيث أعلن عنه لأول مرة من قبل المجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 1987 حينما وصل عدد سكان العالم الى 5 مليارات نسمة.

ماذا أعددنا كحكومة عراقية تضم الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تعنى بالإنسان العراقي والتنمية البشرية بكافة مفاصلها وماذا أعدت منظمات المجتمع المدني المختصة من برامج وطنية هادفة " لجعل العراق مكاناً أفضل لنا ولأطفالنا".. تلك البرامج الوطنية الجبارة التي تعالج قضايا الأنسان العراقي في سياق خطط وبرامج أنمائية شاملة تهتم بقضايا النمو الديموغرافي للعراق، عبر وسائل تنظيم الأسرة، والصحة والتعليم وبناء الأسرة لتشمل تحسين وضع المرأة والطفل (مواليد ووفيات) والتخلص من العنف الأسري والقضاء على الأمية والحد من الفقر ناهيك عن تقاسم التكنولوجيات السلمية بيئياً للحفاظ عليها وجعل العراق مكاناً أفضل للعيش ومكافحة الهجرة غير المنظمة من المناطق الريفية الى الحضرية والهجرة القسرية، بفعل الأحداث والاضطرابات السياسية، ووضع نهاية لانتهاكات حقوق الأنسان مهما كان حجمها وما هيئنا للحد من النمو السكاني والإقلال من التفاوتات الاقتصادية بين طبقات المجتمع وعملية توفير فرص للعمل والسعي إلى تحقيق التنمية المستدامة.. وتعزيز الحكم الرشيد.

اليوم تفشل معنا كل مقايس المقارنة حينما نضعها بين ما تحقق في بلدنا وما يحقق،بصورة مستمرة، في بلدان مجاورة أقل منا ثراءاً، فقد يعزوا الكثيرون الى أن السبب يعود الى عدم وجود توازن سياسي يهدف الى إستقرار البلد سياسياً ليتفرغ الجميع الى المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد والتطور في البلد في المجالات آنفة الذكر كافة.. حيث أصبحت مشاكلنا السياسية من أهم عوامل الإحباط في تنفيذ الخطط التنموية في القطر إلا إن ذلك لا يمنع من أن تعمل الوزارات بعيداً عن المهاترات السياسية تنفيذاً للخطط الحكومية، أي أن تتجرد تلك الشخصيات الوزارية من انتماءاتها الحزبية والطائفية وتتجرد من مصالحها الفئوية الضيقة للعمل في الفضاء الارحب.. للعراق وشعبه.

ففي حين كان الجميع ينتظر أن تسهم القدرات الحكومية الكبيرة مع تلك الثروة الهائلة التي يكنزها العراق، التي تتمثل في 11% من نفط العالم، طفت المشاكل السياسية لتغطي وجه الأحداث وتدفع بكل تلك القدرات العراقية، المشهود لها، لتتشرذم وسط متاهات السياسة وتضيع الجهود وتتفتت محبطة لتطلعات الشعب العراقي في تحقيق ما يصبو له في ظل حكومة ديمقراطية وسلطة تشريعية منتخبة ودستور كتبه العراقيون بدمائهم.

في يوم السكان العالمي علينا أن نعالج، الانشطار !، غير المسؤول الذي تتكاثر به العائلة العراقية بدون العودة الى توزان أسري محدد يتناسب وحجم الخدمات التي تقدمها مؤسسات الحكومية لتلافي أثار زيادة عدد السكان في تلك الفترة الحرجة وإقتصادنا يعاني بشكل كبير من عدم وجود توازن في الإيرادات والنفقات وما يسببه من عجز، لا يخفي أحد تأثيره وتراكمه، إذا بقى الحال على ماهو عليه في السنوات القليلة المقبلة.. فأقل هبوط في أسعار النفط العالمي سيدفع بنا الى التهلكة، لا سامح الله، ونحن نتعكز على نفطنا فقط، ونأمل أن تسهم الزيادة في الإنتاج في أن تفك عقدة نقص الأسعار التي قد تهاجم موازنتنا ومستقبلنا بشراسة.

لنبدأ بوضع أجندتنا للعام الحالي لتشمل مختلف معالجتنا التنموية لسكان العراق في المجالات التي يهدف اليها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ونعقد الشراكات الكبيرة والبناءة مع المنظمات الأممية وتحديد خطوات الاستفادة من تجارب من سبقونا من الحكومات في تطويع مهاراتهم الحكومية لتطوير شعوبهم بما يكفل الحياة الحرة الكريمة التي أفقدنا الفقر والفساد طعمها منذ زمن طويل وآن الأوان أن نختصر هذا الزمن ليطول معه عمر الشعب.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/تموز/2012 - 24/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م