التكنولوجيا وصحة الانسان... مخاطر جدية

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: أصبحت التكنولوجيا النظام العالمي الجديد في عصرنا الحالي، من خلال ما تقدمه من خدمات واسعة النطاق وعلى أكثر من صعيد سواء كان اقتصاديا او اجتماعيا او صحيا، فقد دخلت في صلب الحياة العصرية، وليس ثمة مجال الآن للتصرف وكأنها ليست موجودة، تماماً كما كانت الحال مع وسائل الإعلام الأخرى من تلفزيون وإذاعة وسواها لدى ظهورها. ومن هنا لا بد أن يتعلم الجميع كيف يتعايشون ويتعاملون معها، لتكون تلك التكنولوجيا أداة فعالة بيد من يستعملها ونقمة بيد من يسيء استعماله، إذ أصبحت هذه الإلكترونيات ظاهرة متفشية في جميع المجتمعات ودخلت حتى إلى أجسادنا عن طريق الأجهزة الطبية التي تنظم عمل بعض الأعضاء كأجهزة تنظيم القلب المزروعة تحت الجلد كما أننا نتعامل مع هذه الأجهزة التي تؤثر على صحتنا في كل مناحي الحياة، فيما قدمت أخر الدراسات والبحوث العلمية الحديثـة و الطبية المختصة بالصحة الإنسان بأن استخدام البريد الإلكتروني والفايسبوك والتويتر والرسائل القصيرة، يتسبّب في الإصابة بالضغط العصبي الشديد للأشخاص، بمعدل واحد من بين كل ثـلاثـة أشخاص يستخدمون تكنولوجيا المعلومات الحديثـة.

فعلى الرغم من فوائدها العديدة، فإن للوسائل التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية على الذاكرة على المدى الطويل، بالإضافة إلى مساهمتها في انطواء الفرد وكآبته، لاسيما عند ملامستها حد الإدمان، فالجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة، قد يجعل بعض وظائف الدماغ خاملة، لاسيما الذاكرة الطويلة المدى، هذا بالإضافة إلى إجهاد الدماغ، كما أن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا، قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس، من جهة أخر نذكر هنا ابرز الامراض المرتبطة بالأجهزة التكنولوجية: السرطان، الأورام الدماغية، الصداع ، الاجهاد العصبي والتعب، مرض باركينسوم (مرض عصبي يتميز صاحبه بارتعاشات عضلية، ثقل في الحركة، الكآبة النفسية)، كما تشكل خطرا على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية وأكثرها تعرضا للخطر هي العين، لكن الأمر الذي يجدد التساؤلات حول كيفية تعامل مع هذا العصر التكنولوجي في الوقت الذي يوسع فيه قاعدة مستخدميه على مستوى العالم بسرعة هائلة.

مخاطر صحية

فقد نبهت جمعية بريطانية للعلاج الطبيعي إلى أن مستخدمي أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة يعرضون أنفسهم لبعض المخاطر الصحية باستخدامهم هذه الأجهزة لساعات إضافية خارج وقت العمل، واوضحت جمعية Chartered Society of Physiotherapy أن وضع الجلوس السيء خلال استخدام هذه الأجهزة قد يؤدي إلى آلام في الظهر والرقبة، ووجدت دراسة مسحية اجرتها الجمعية وشملت 2010 شخصا يعملون في وظائف مكتبية، أن قرابة ثلثي المشاركين يستمرون في العمل واستخدام هذه الأجهزة خارج المكتب لمدة نحو ساعتين يوميا، وتقول رئيسة الجمعية هيلينا جونسون إن هذه النتائج تمثل "مبعث قلق كبير"، وتشير إلى إن العمل الإضافي في المنزل ربما يصبح جزءا منتظما من الطقس اليومي وقد يؤدي إلى مشاكل مثل الآلام في الظهر والرقبة وأمراض لها صلة بالاجهاد، ويقول السكرتير العام لمؤتمر النقابات العمالية بريندان باربر: "الافراط في العمل ليس جيدا لأي شخص. ولا يحتمل أن يكون أداء الموظفين المثقلين بالعمل جيدا، كما أن ذلك قد يجعلهم يصابون بأمراض"، ويضيف أنه عندما يكون شخص مثقل بالأعمال، فإنه يشعر دوما بالحاجة للعمل لساعات إضافية كل ليلة في منزله وتخرج الأمور عن السيطرة، ناصحا الأشخاص الذين يجدون أنفسهم مثقلين بالأعمال مناقشة الأمر من مديريهم وإغلاق هواتفهم الذكية.

الهوس بالأجهزة اللوحية

فيما يشكل الهوس المستجد بالأجهزة اللوحية الرقمية التي تعمل باللمس، تهدد بتفشي الصعر وهو تشنج مؤلم في عضلات العنق بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات تنجم عن طريقة جلوس سيئة، على ما أفادت دراسة تنصح بعدم استخدام هذه الأجهزة عبر حملها في الحضن، وعلى الرغم من أن الأجهزة اللوحية الرقمية خفيفة الوزن ومن الممكن تكييفها، إلا أن "استخدامها كثيرا ما يترافق بانحناء في الرأس والعنق" مقارنة مع أجهزة الكومبيوتر العادية التي تستخدم في المكاتب. لذا فهي تثير "قلقا حقيقيا حول تشكل أوجاع في العنق والكتفين"، على ما يشير جاك دينرليين الطبيب الجراح المتخصص بتقويم العظام والصحة العامة في هارفرد (الولايات المتحدة) والذي كان أشرف على الدراسة، من الممكن تحسين طريقة جلوس مستخدمي الأجهزة اللوحية بشكل كبير من خلال الركائز المدمجة في بعض الأجهزة أو إذا ما وضعت على طاولة مثلا، الأمر الذي يسمح بتفادي زاوية منخفضة جدا للرؤية، بحسب ما تشرح الدراسة التي نشرت في المجلة العالمية "وورك: أيه جورنال أوف بريفانشن، أسيسمنت أند ريهابيليتايشن"، وكان معدو الدراسة قد أخضعوا 15 مستخدما خبيرا في الأجهزة اللوحية التي تعمل باللمس إلى سلسلة من الاختبارات شملت جهاز "آي باد 2" من "آبل" و"موتورولا كزوم". وكان كل واحد من الجهازين اللوحيين اللذين يحلان بين أفضل المبيعات في هذا القطاع، مجهزة بالية يسمح له بتعديل زاوية الرؤية (من 15 درجة إلى 73 درجة بالنسبة إلى "آي باد" ومن 45 درجة إلى 63 درجة بالنسبة إلى منافسه)، فتمت دراسة أربعة وضعيات: حمل الجهاز في الحضن من دون ركائز وفي الحضن مع ركائز وعلى طاولة مع ضبط الركائز على الزاوية الأصغر وعلى الطاولة مع ضبط الركائز على الزاوية الأكبر. بحسب فرانس برس.

وقد طلب الباحثون في كل مرة من هؤلاء القيام بمهمات بسيطة ومعتادة مثل تصفح الإنترنت واللعب والرد على الرسائل الإلكترونية ومشاهدة شريط مصور، ليقيسوا وضعية أجسامهم وزاوية الرؤية من خلال لاقطات بالأشعة ما دون الحمراء، فكان انحناء الرأس والعنق يختلف بشكل كبير بحسب الوضعية، لكنه أتى أكبر مقارنة مع جهاز كومبيوتر عادي أو حاسوب محمول، بحسب ما تقول الدراسة، والحالة الوحيدة حيث كانت طريقة الجلوس قريبة من "الحياد"، كانت عندما وضع الجهاز اللوحي على طاولة وقد رفعت زاوية الرؤية إلى أقصاها، الأمر الذي كان يؤدي إلى تفادي زاوية رؤية منخفضة جدا، من هنا تنصح الدراسة بتفادي استخدام هذه الأجهزة اللوحية عبر حملها في الحضن، أقله عند مشاهدة شريط مصور. من جهة أخرى، فإن استخدام الجهاز اللوحي المرتفع جدا للنقر على شاشته، قد يخلف تأثيرات سلبية مضرة، ويلفت الدكتور دينرليين إلى أنه "من الضروري أن يستكمل التقييم من خلال دراسات تتناول تأثيرات الأجهزة اللوحية والوضعيات على الأذرع والمعاصم"، يتراوح متوسط وزن الرأس لدى الإنسان البالغ ما بين 4,5 و5,5 كيلوغرامات. وفي طريقة الجلوس المثالية حيث يمكننا أن نرسم خطا مستقيما بين الأذن والكتف والورك والركبة ورسغ القدم، يوزع هذا الوزن على مجموع الجسم، لكن عندما نحني العنق إلى الأمام لمشاهدة شاشة ما، فإن الرأس يخرج عن محوره وقد يضاعف أربع مرات الوزن الذي يتحمله الجسم.

الهاتف المحمول يضر بالصحة

في سياق متصل خلصت الدراسة إلى عدم وجود ادلة قاطعة على ان استخدام الهاتف المحمول يضر بالصحة، خلص تقرير للوكالة البريطانية لحماية الصحة إلى انه لا يوجد دليل حتى الآن أن الهاتف المحمول يضر بصحة الانسان، وعكف العلماء على مئات من الدراسات التي تناولت التعرض للهاتف المحمول ولم يتوصلوا إلى وجود صلة اكيدة بين الهاتف المحمول والسرطان أو التأثير على وظائف المخ أو العقم، ولكنهم قالوا إن مراقبة تأثير الهاتف المحمول على الصحة يجب ان تستمر لأنه حتى الان لا تتوافر الا معلومات محدودة عن تأثير المحمول على امد طويل، وقالت الوكالة إن الاطفال يجب ان يتجنبوا الاستخدام المفرط للهاتف المحمول، يعد التقرير اكبر مراجعة على الاطلاق للادلة المحيطة بسلامة استخدام الهواتف النقالة، ويقدر عدد الهواتف المحمولة في بريطانيا الان بنحو 80 مليون جهاز، ونظرا للبث التلفزيوني والاذاعي وشبكات الانترنت وغيرها من التطورات التكنولوجية فان التعرض لمجالات التردد الاذاعي المنخفض اصبح مستمرا وفي كل مكان، وقامت مجموعة من الخبراء التابعين للوكالة البريطانية لحماية الصحة بدراسة كل الابحاث الهامة في مجال الترددات الاذاعية المنخفضة. بحسب البي بي سي. 

وخلص الباحثون إلى ان الذين لم يتخطوا في تعرضهم للترددات الاذاعية المنخفضة الارشادات المعمول بها في بريطانيا لم يصابوا بأي اعراض يمكن اكتشافها، وشمل ذلك من قالوا انهم يتأثرون بالترددات الاذاعية المنخفضة، وقال العلماء ايضا انه لا توجد أدلة على ان التعرض للهاتف المحمول يزيد من اورام المخ او انواع السرطان الاخرى او من امراض القلب والدورة الدموية، ولكنهم قالوا ان المعلومات المتوفرة عن تأثير استخدام المحمول لمدة تزيد عن خمس اعوام محدودة للغاية لآن معظم الناس لم يستخدموا الهاتف المحمول حتى أواخر التسعينات، وقال البروفيسور انتوني سويردلو الذي قاد فريق الباحثين إن من المهم الاستمرار في ابحاث مراقبة تأثير الهاتف المحمول، واضاف "لا يمكن معرفة الآثار طويلة الامد لجهاز ظهر مؤخرا"، وقال سويردلو "على الرغم من ان الدراسة مطمئنة نسبيا، اعتقد ان من الهام ان نستمر في متابعة معدلات الاصابة باورام المخ وغيره من انواع السرطان"، وقالت الوكالة البريطانية لحماية الصحة إنها لن تغير ارشاداتهاالخاصة باستخدام الاطفال للهاتف المحمول، وقال الدكتور جون كوبر مدير مركز الاشعاع والاخطار البيئة والكميائية في الوكالة البريطانية لحماية الصحة "انها تكنولوجيا ظهرت حديثا ولهذا نوصي بالحيطة والحذر".

شريحة الكترونية لتناول الدواء عن بعد

في حين كشف تقرير نشر على مجلة التايم الأمريكية، أن عددا من العلماء تمكن من التوصل إلى تطوير شريحة الكترونية "microchip" تزرع داخل جسم المريض، يتم من خلالها إطلاق الجرعات الدوائية في المواعيد المحددة وبالكميات المطلوبة بالضبط، وذكر التقرير أن الشرائح يمكن التحكم بها عن بعد، أي لا توجد هناك حاجة لمراجعة المريض بشكل دوري لمتابعة النتائج وتعديل الجرعات، حيث توفر التقارير المرسلة لاسلكيا إلى الجهاز المستقطب في عيادة الطبيب كافة المعلومات المرداة عن حالة المريض وتطورات حالته، وعلى هذه المعطيات تتم عمليات التعديل للجرعات، وأشار التقرير إلى أن الأطباء زرعوا شرائح الكترونية في أجسام سبعة مرضى، يتطلب علاجهم أخذ جرعات دوائية بكميات دقيقة جداً وفي مناطق مختلفة من أجسامهم، ولابد أن تكون تحت إشراف الطبيب مباشرة. بحسب السي ان ان.

وجاء في التقرير أن الشرائح الجديدة في حال تم إنتاجها على مستوى تجاري، ستساعد المرضى والأطباء على تحقيق أفضل النتائج المرجوة من العقار، حيث يمكن ضبط هذه الشرائح الالكترونية لإفراز الجرعات في الأوقات المحددة التي يتم ضبطها من قبل الطبيب مسبقا، واستخدم الأطباء جرعات دوائية لعلاج مرض ترقق العظام فقط، في الوقت الحالي ويتوقع أن يتم توسيع دائرة الأمراض التي يمكن علاجها من خلال هذه الشرائح، الأمر الذي سيشكل ثورة في عالم الطب على حد تعبير المجلة.

فرشاة الأسنان الإلكترونية

على الصعيد نفسه حذر تقرير صادر عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من ورود العديد من الشكاوى حول تكسر أجزاء من فراشي الأسنان الإلكترونية، أثناء دورانها السريع عند الاستخدام، ما قد يسبب جروحا للثة أو حتى تكسر أجزاء من الأسنان، وأشار التقرير الذي نشر في مجلة التايم الأمريكية، إلى ورود عدد من الحالات التي تشير إلى حدوث اختناقات جراء دخول أجزاء من الفراشي المحطمة إلى المجرى التنفسي، وتسبب القطع المتطايرة بخدوش وجروح للوجه والعينين، وجاء في التقرير أن جميع فراشي الأسنان الإلكترونية المصنعة من قبل شركة تشيرتش اند دوايت "Church & Dwight Co" من الممكن أن تتسبب بهذه الحوادث، وذلك بعد إجراء الاختبارات والتجارب على كافة أنواع الفراشي وعددها ثمانية أنواع، لفئتي البالغين والأطفال والمصنعة من قبل هذه الشركة. بحسب السي ان ان.

وأكد التقرير ان الشركة تلقت العديد من الشكاوى خلال العام الماضي، من قبل عدد من مستخدمي منتجاتها، إلا أنها لم تأخذها بعين الاعتبار بصفتها حوادث شخصية، وسوء استخدام من قبل الفرد، ووجهت الإدارة تحذيرا خطيا إلى الشركة، التي تلقى منتجاتها رواجا جيدا في الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول التي تستقطب هذه البضاعة، ما دفع الشركة إلى إصدار تحذيرات على شكل ملصقات على بضاعتها تحذر من وجوب تغيير الرأس المتحرك كل ثلاث شهور منعا للإصابة.

اضطرابات عصبية

كما نشرت مجلة "نيتشر" العلمية مقالا جاء فيه أن تعرض الفئران لموجات الهاتف الخلوي لفترة طويلة خلال الحمل يؤدي إلى اضطرابات عصبية وسلوكية، مشيرة إلى أنه من الصعب تأكيد حدوث التأثير نفسه لدى الانسان، وفي المقال، أوضح باحثون في علم الأحياء من جامعة "يال" في الولايات المتحدة "لقد بينا أن تعرض الجنين لترددات خليوية راديوية من هواتف محمولة تترواح بين 800 و1900 ميغاهرتز يؤدي إلى اضطرابات سلوكية وفيزيولوجية عصبية ترافقه في الكبر"، وأضافوا أن "الفئران التي تعرضت (لهذه الترددات) خلال الحمل تظهر اضطرابا في الذاكرة وإفراطا في الحركة وقلقا أقل من غيرها"، ما يشير إلى أن التعرض للترددات الراديوية داخل الرحم قد يكون سببا محتملا من أسباب الاضطراب العصبي السلوكي، وفي إطار هذا الاختبار، وضع الباحثون هواتف خلوية مباشرة فوق أقفاص تحتوي على فئران طوال فترة حملها القصيرة (19 يوما) وشغلوا قسما من الهواتف كما لو كانت تتلقى اتصالا لكنهم أخفضوا صوتها فيما أطفأوا القسم الآخر، لم يلاحظوا أي فرق بين المجموعتين عند الولادة. ولكن ما إن كبرت الفئران حتى أخضعها الباحثون لسلسلة اختبارات مماثلة أظهرت أن "الفئران التي تعرضت للترددات داخل الرحم تعاني نشاطا مفرطا واضطرابات في الذاكرة". بحسب فرانس برس.

ولاحظ الباحثون أيضا وجود علاقة بين فترة التعرض للموجات والتأثيرات على الفئران، "ما يعني أنه يمكن وضح حدود خاصة بالسلامة، ولا سيما لدى الحوامل"، لكنهم أوضحوا أنه "من الصعب اعتماد هذه النتائج لتحديد المخاطر على الانسان"، شارحين أن دماغ الفئران المولودة حديثا يكون أصغر حجما من دماغ الانسان، وختم الباحثون بالقول إنه "من الضروري إجراء اختبارات جديدة على البشر والرئيسيات لتحديد ما إذا كان الخطر مماثلا ولوضع حدود للتعرض (للموجات) لدى الحوامل".

مشكلات سلوكية

الى ذلك حذّر علماء أميركيون من أن الحوامل اللواتي يستخدمن الهاتف النقال قد يعرّضن مواليدهن لاحقاً لخطر الإصابة بمشكلات سلوكية، وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الباحثين بجامعة «يال» الأميركية وجدوا أن التعرّض للإشعاعات المنبعثة من الهاتف الخلوي خلال الحمل يؤثر في نمو دماغ المولود، وقد يؤدي إلى مشكلات سلوكية تتضمن فرط الحركة والقلق وضعف الذاكرة، وتوصل العلماء بعد دراسة أجروها على الفئران، إلى محصلة أن الهواتف يمكن أن تؤثر سلباً في الأجنة في أرحام الأمهات، لكنّ علماء بريطانيين أبدوا رفضاً للدراسة واعتبروها «مثيرة للمخاوف وغير مبرّرة»، وأضافوا أنه في حين أن جسم الفأرة بأكمله يتعرّض للإشعاعات، إلا أن النساء سيحملن الهاتف بعيداً مسافة متر على الأقل عن الرحم. بحسب يونايتد برس.

الدماغ البشري

من جهة أخرى ترك أجهزة الهاتف الخليوي مفتوحة أثناء النوم تؤثر سلبا على الدماغ البشري الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الاشعة السينية، حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الالماني فرايدلهايم فولنهورست من مخاطر ترك أجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم على الدماغ البشري، وفقا لما ورد في الأنباء الكويتية، وأكد في لقاء خاص عقد بمقر جمعية الصداقة البافارية العربية في ميونخ أن إبقاء تلك الاجهزة أو أي أجهزة ارسال أو استقبال فضائي في غرف النوم بسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم وتلف في الدماغ مما يؤدي على المدى الطويل الى تدمير جهاز المناعة في الجسم. بحسب أريبيان بزنس.

واضاف أنه توجد قيمتان لتردد الاشعاعات المنبعثة من الموبايل، الاولى 900 ميغاهرتز والثانية 1800 ميغاهرتز مما يعرض الجسم البشري الى مخاطر عديدة، مشيرا الى محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها الاشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير، كما أن الترددات الكهرومغناطيسية الناتجة من الموبايل أقوى من الاشعة السينية التي تخترق جميع أعضاء الجسم والمعروفة بأشعة اكس.

قراءة الرسائل الإلكترونية

على صعيد أخر أظهرت دراسة أميركية أنّ إعطاء الموظفين "استراحة" من قراءة الرسائل الالكترونية في العمل من فترة إلى أخرى، يخفف من توترهم ويزيد من قدرة التركيز لديهم، ووفقاً لوكالة يونايتد برس إنترناشونال، أفاد باحثون من جامعة كاليفورنا في مدينة إيرفين في ولاية كاليفورنيا الأميركية في دراسة أجروها بالاشتراك مع الجيش الأميركي أنّ استراحة الموظفين من فترة إلى أخرى من قراءة الرسائل الإلكترونية في العمل تساعد على التخفيف من توترهم وزيادة قدرتهم على التركيز، وشملت الدراسة مستخدمي لجهاز الكمبيوتر وضعوا في إطار مكتب في الضواحي حيث تم تعليق أجهزة لمراقبة دقات قلوبهم وكانت أجهزة الاستشعار ترصد عدد المرات التي يتنقل فيها هؤلاء من صفحة إلى أخرى. بحسب أريبيان بزنس.

وذكر الباحثون أنّ الأشخاص الذين يقرؤون الرسائل الإلكترونية ينتقلون من صفحة إلى أخرى ضعف المرات (37 مرة في الساعة) بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين (18 مرة في الساعة)، فيبقون في حالة من "التأهب الدائم"، ما يزيد عدد دقات القلب لديهم، وأنّ الأشخاص الذين تم إعفاؤهم من هذه المهمة لمدة خمسة أيام، كانت دقات قلوبهم طبيعية أكثر، وقالت البروفسور غلوريا مارك من جامعة كاليفورنيا "وجدنا أنه عندما أعفينا الموظفين من قراءة الرسائل الإلكترونية في العمل، خفت مهامهم وبالتالي انخفضت نسبة التوتر لديهم".

إدمان الكمبيوتر

وعادة ما يُلاحظ الآباء تعلق أبنائهم بألعاب الكمبيوتر والإنترنت، ما يجعلهم يتخوفون من إصابتهم بإدمان هذه الألعاب. وحتى يتنسى للآباء التحقق ما إذا كان هذا التعلق مؤشراً حقيقياً إلى إدمان أبنائهم الكمبيوتر والإنترنت أم لا، ينصحهم كلاوس فولفلينغ من مستشفى الطب النفس جسدي والعلاج النفسي التابع للمستشفى الجامعي في مدينة ماينز الألمانية، بضرورة عدم الاقتصار على رصد الفترة، التي يقضيها أبناؤهم أمام هذه الألعاب فحسب، بل ضرورة ملاحظة المواقف التي يلجأ خلالها الأبناء إلى شاشة الكمبيوتر، كتعرضهم للضغط العصبي مثلاً أو لمشكلات شخصية، وأوضح الطبيب الألماني فائدة ذلك، في أنه يُتيح للآباء فرصة الحسم في تفسير حالة ابنهم، لأن بعض مدمني الكمبيوتر والإنترنت لا يظهر لديهم التغيّر في مدة استخدام الكمبيوتر بشكل عام، وإنما في كثافة استخدامهم إياه عند التعرض لمواقف بعينها، موضحاً كيفية القيام بذلك بقوله «أن يلاحظ الآباء مثلاً وجود رغبة ملحة لدى أبنائهم في استخدام الكمبيوتر عند التعرض لموقف معيّن أو خلال أوقات محددة»، علماً بأنه غالباً ما يتطور الأمر إلى إصابة حقيقية بالإدمان بشكل غير ملحوظ، وأشار الطبيب الألماني إلى أن انحصار تفكير الأبناء في عالم الكمبيوتر والإنترنت يُشير أيضاً إلى وقوعهم في شرك إدمان العالم الافتراضي، لذا ينصح الآباء بضرورة مناقشة الأمر مع أبنائهم بكل وضوح، إذا ما شعروا بأن تفكيرهم ينصب على ألعاب الكمبيوتر ومحادثات الإنترنت فقطن وأكدّ الطبيب الألماني أهمية أن يحاول الآباء الالتزام بعدم إلقاء اللوم على أبنائهم عند مناقشتهم في هذا الأمر، وإلا لن يتمكن الآباء من التعرف إلى طريقة تفكير أبنائهم على نحو سليم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وجديرٌ بالذكر أنه عادة ما يُصاب مدمنو الإنترنت بأعراض انسحاب، إذا ما تم منعهم من استخدام الكمبيوتر أو الاتصال بشبكة الإنترنت. أما إذا قام الآباء بمواجهة أبنائهم بحقيقة إدمانهم الإنترنت، فعادةً ما ينكر الأبناء معاناتهم المشكلة تماماً، لذا أوصى الطبيب الألماني الآباء بضرورة توخي الحذر في معاملتهم أبنائهم، ولكن عليهم أيضاً إطلاعهم على حقيقة مشاعرهم، وإذا تبيّن للآباء إصابة ابنهم بإدمان حقيقي للكمبيوتر والإنترنت بعد تحققهم من جميع المؤشرات، فينبغي عليهم حينئذٍ البدء في محاولة إقناع ابنهم باللجوء إلى استشارة طبيب نفسي مختص. وبطبيعة الحال سيتسنى للآباء استيضاح تقبل ابنهم فكرة العلاج أم لا من خلال النقاش الذي يجري بينهم، وفي هذا السياق يقول فولفلينغ «لا يُمكن علاج أي شخص على الإطلاق رغماً عن رغبته»، لافتاً إلى أنه غالباً ما يكون مرضى الإدمان على وعي تام بمشكلتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/تموز/2012 - 20/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م