ورقة الإصلاح أم ورقة التوت

زاهر الزبيدي

اكتملت أخيراً ورقة الإصلاح الموعودة والتي قد لا تكون سوى أزمة من مسلسل الأزمات السياسية في العراق فمنذ الانتخابات ونتائجها وتشكيل الحكومة ووقتها القياسي ومنها الى المهاترات السياسية التي يقذف بها سياسيونا بوجه أحلامنا اللاوردية، وحتى سحب الثقة والى الاستجواب وها نحن اليوم نقف أمام ورقة الإصلاح...

 ولو افترضنا بأنها ستكون مطابقة لكل الأوراق التي طرحت سابقاً.. فما هو الوقت اللازم لتنفيذها؟ أعتقد أنه سيكون وقت طويل يُدخل معه الجميع في سباتهم ويفتح المجال أمامهم للتفكير في مشكلة أخرى ويتناسى الجميع الأزمة السياسية التي نمر بها وننسى معها أمر شعبنا إذ أن أزماتنا اليوم لا تعد سوى أزمات سياسية بعيدة كل البعد من احتياجات شعبنا ومن سقف متطلبات بسيط لا يرتفع كما ترتفع شهوة الكتل السياسية الكبيرة الى المنافع السياسية التي تتيح لها مجال أكبر من السيطرة والتحكم بمقدرات الشعب وتلك الثروة الكبيرة التي أصبح معها العراق ملاذاً لعصابات من نوع آخر من دول أخرى ترتع على أرضه بسلام.

فماذا تحتوي تلك الورقة من تنازلات سياسية كبيرة على حساب شعبنا وهل تحتوي على خطط لبناء المجمعات السكنية والمصافي ومحطات توليد الطاقة الكهربائية أو مصانع كبيرة تلم ضياع العاطلين أو مراكز للأيتام أو مصانع للأطراف الصناعية لذوي الاحتياجات الخاصة أو بناء الأسواق العصرية أو المطارات ومحطات المترو أو شبكات المياه أو الملاعب الرياضية أو الجامعات الحديثة أو المدراس بعد أن وقعت سقوفها على رؤوس ابناءنا أو مستشفيات حديثة تعالج امراض سقمنا من الحياة أو مشروع كبير يبتلع تلك النفايات التي تغص بها، بخجل، شوارعنا أو أي خدمة تمس حياتنا التي أصبحت بلا شك مدعاة للسخرية ونحن بلد كريم..

قطعاً لا.. لكونها ورقة للتنازلات السياسية لضمان بقاء من يريدوا البقاء في السلطة رغم أنف الجميع.. وإلا ماذا قدمت لنا الكتل السياسية التي حكمت مقدراتنا منذ 6 سنوات.. لم يرتفع في العراق بناءاً نفخر به إلا قبور موتانا الذين نزفهم الى قصور نهايتهم بفعل الإرهاب أو المرض أو الفقر!

كل الأطراف اليوم لا أعتقد أنها تَهّم كثيراً بالشعب ومطالب الشعب وما يريد الشعب.. فالمعارضون أعتقد بأنهم إن حصلوا على المناصب سيسكتهم ويخرس ناطقيهم ويلجم كل من فخر فاه ينادي بمظلمتنا مهما كان عرقه أو طائفته.. أنها لا تمثل إلا معركة واحدة من معارك المصالح والنفوذ..

فتلك الورقة، الإصلاح، ليست سوى ورقة التوت التي سنغطي بها على عوراتنا تجاه شعبنا الذي لازال منتظراً محتسباً.. ان يقوم أولوا الشأن بواجباتهم بعيداً عن أيادي الفساد ويحاربوا أنفسهم التي بغت على شعب مظلوم منذ عشرات السنين ينتظر أحد ما يضع يده على الجرح العميق الذي أوغلت به العصابات الإرهابية والجريمة والحرب النفسية التي نشعر بها وتطير منها عقولنا بالتهديد المستمر من عصابات الجريمة المنظمة والتهديد المستمر والمتتالي لوطننا من أحقر الدول التي تنتقص سيادة العراق..

 انها ورقة التوت التي نداري بها عيوبنا ونحن كلنا عيوب مادام في شعبنا الفقير والمعوز والمريض واليتيم والعاطل والأرملة وما دام البؤس ينام بين أحضان آبائنا وأمهاتنا ويلتصق على جدران بيوتنا وعلى اصابع اطفالنا الرقيقة!!

zzubaidi@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/تموز/2012 - 19/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م