قضايا نفسية: نبل الاخلاق يحسن صحة الجسد!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: ترتبط الصحة النفسية مع الصحة الجسدية بالعلاقة طرديا، فعندما يشعر الإنسان بعدة اضطرابات نفسية يعاني في الوقت ذاته من اضطرابات صحية على مستوى الجسد، والتي غالبا ما تكون ذات تأثير سلبي ولكن بعضها تمنح اثار ايجابية، فمثلا المسامحة تعالج الروح وتحمي الجسد، كما أن الاستحمام وغسل اليدين يساعدان على التحرر من المشاعر السلبية، بينما الشعور المستمر بالتعب والاكتئاب يشيران إلى الاحتراق النفسي، ومن جهة أخرى فأن التأمل يحسّن جهاز المناعة، وكذلك الكلام عن الذات وابداء الرأي يثير متعة شبيهة بالاكل وممارسة الجنس، فيما أصبح للثرثرة فوائدها، في حين تبين الدراسات الحديثة بأن لغة الجسد تلعب دوراً مهماً في الانطباع الذي يتركه الموظف لدى زملاء العمل، فربما يكون اسمك سر نجاحك، فالبعض من التمارين الجسدية والتفاؤل النفسي سيعطيان الكثير من الراحة للذهن وللجسم ايضا، فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الإنسان، ولذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

حيث بينت الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 450 مليون إنسان في العالم يعانون من الاضطرابات النفسية بنوعيها الشديدة والخفيفة وان هناك شخصا من كل أربعة أشخاص في العالم يصاب لمرة واحدة في عمره بأحد هذه الاضطرابات.

المسامحة

فمن المعروف أن التقاليد الاجتماعية والدينية في معظم أنحاء العالم تحض الناس على المسامحة والغفران، ويبدو أن هذه النصيحة لا توفر الراحة النفسية فحسب، بل ثبت أيضاً أنها تحسن الصحة الجسدية باعتبار أن الحقد الزائد والغضب والتخطيط للانتقام كلها أمور تزيد التوتر العصبي، ويقول القس مايكل باري، مسؤول الشؤون الدينية في مستشفى لعلاج السرطان، إن المشاعر السلبية من غضب وكره وحقد تؤثر فعلياً على الصحة الجسدية وكذلك على الصحة العقلية، وبالتأكيد ستتأثر الأبعاد الروحية أيضاً، وألف القس باري، الذي بحث لسنوات في هذا المجال، كتابا يحمل عنوان "مشروع المصالحة،" وقال إنه الطريق إلى التغلب عن مرض السرطان والحفاظ على صحة جيدة والوصول إلى السعادة والراحة، وفي هذا الكتاب، قال باري إن فقدان القدرة على المسامحة هو في الواقع ظاهرة مرضية وقد تؤثر سلباً على الصحة، خاصة إذا كان المرء مصاباً بأحد الأمراض المزمنة، وأضاف باري: "من المثبت علمياً أن التوتر العصبي مثلاً يضر بالجهاز الهضمي، كما يؤثر على الأوعية الدموية والشرايين، ولكن الأهم أنه يضعف بشكل كبير نظام المناعة في الجسم. بحسب السي ان ان.

وينصح باري المرضى الذين يقابلهم بكتابة رسائل يعربون فيها عن رغبتهم بمسامحة من أساء إليهم بعد شرح أسباب غضبهم ومن ثم قرارهم بالعفو، على أن يقوم بوضعها لاحقا في حائط بقاعة الصلاة في المستشفى، ويعتبر باري أن المسامحة فرصة للتخلص من الأعباء النفسية التي يعانيها الناس، ما يفتح الباب بالتالي أمام معالجة مشاكل الجسد بشكل أسهل.

الاستحمام وغسل اليدين

فقد خلص باحثون في علم النفس من جامعة ميتشيغن الأمريكية إلى أن غسل اليدين والاستحمام يساعدان على التحرر من المشاعر السلبية كالشعور بالذنب أو الحزن أو الارتياب، واستنتج العملاء بعد مراجعة عدد من الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يتعرضون لروائح كريهة أو يسكنون في غرف غير مرتبة يكونون أكثر قسوة وتسرعا في الحكم على أخطاء الآخرين الأخلاقية، وبينت الدراسة أن مجرد التفكير في الاستحمام يسهم في إراحة البعض من المشاعر والأفكار السلبية التي تراودهم أو الشعور بملازمة الحظ السيئ لهم، وأثبتت دراسة منفصلة أن الشعور بالذنب عند بعض الناس يخف في حال اقترفوا هفوة ما, إذا استخدموا معقماً لليدين، ويقول باحثو جامعة ميتشيغن في دراستهم التي نُشرت في مجلة Current Directions in Psychological Science أن من يعتبر نفسه نظيفا, يشعر بأنه أرفع منزلة أخلاقية من الآخرين، وأشاروا إلى أن النظافة عامة تزيل آثارا خلّفتها تجارب سابقة، سعيدة كانت أو تعيسة، وأن تنظيف كل عضو من الجسم له دلالات نفسية هامة, فبالنسبة للذين يكذبون مثلا, فإن الفم هو أكثر جزء يفضلون غسله.

التأمل يحسّن جهاز المناعة

فيما أشارت دراسة أميركية إلى أن التأمل الذهني يمكن أن تكون له فوائد كبيرة على الصحة والأداء، إضافة إلى تحسين الوظيفة المناعية وتعزيز الوظائف الإداركية. ونقلت صحيفة الـ " ذي تليغراف" عن رئيسة الدراسة بريتا هازيل من جامعة جوستس ليبيغ وكلية طب "هارفارد الأميركية، قولها إن الهدف من هذه الدراسة هو "كشف النقاب عن التعقيد المفاهيمي والديناميكي للإدراك وإعطاء صورة كاملة بترتيب كثير من النتائج مثل قطع الفسيفساء"، وحددت هازيل أربعة مكونات أساسية للإدراك (حالة التأمل) التي قد تفسر تأثيراتها وهي: تنظيم الانتباه واليقظة الجسدية وتنظيم العاطفة والشعور بالذات، مشيرة إلى أن هذه المكونات مجتمعة تساعد في معالجة آثار التوتر، وقالت الدكتورة هازيل إن هذه المكونات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً إلى درجة أن: "أي تحسن في تنظيم الانتباه قد يحسن إدراكنا بحالتنا النفسية، كما ان اليقظة الجسدية بدورها تساعدنا في معرفة العواطف التي نمر بها"، وأضافت أن فهم العلاقة بين هذه المكونات وآليات الدماغ التي تدعمها ستسمح للأطباء بتوظيف أفضل للتدخلات الإدراكية على تجاربنا الذاتية وسلوكياتنا وطريقة عمل أدمغتنا. وتأمل هازيل في أن المزيد من البحث في هذا الموضوع سيمكن عدداً أوسع من الأفراد من الاستفادة من التأمل الذهني كأداة لتحقيق التغيير والتقدم في العلاج النفسي والحياة اليومية.

حضور المراسم الدينية

كما اظهرت دراسة ان الحضور المنتظم للطقوس الدينية مرتبط باستشراف للمستقبل اكثر تفاؤلا وميل اقل للاكتئاب، وقالت الدراسة التي نشرت في دورية الدين والصحة ان من قالوا انهم حضروا مراسم دينية اكثر من مرة كانوا بنسبة 56 بالمئة اعلى من المتوسط في معيار للتفاؤل مقارنة بمن لم يحضروا، واضافت الدراسة أن من حضروا طقوسا دينية بشكل اسبوعي كانوا اقل عرضة بنسبة 22 بالمئة للشعور بالاكتئاب أو ظهور اعراضه عليهم مقارنة بمن لم يحضروا، لكن باحثا شارك في الدراسة حذر الناس من افتراض ان اعتناق ديانة ما أو الذهاب الى دور العبادة سيجعل حياتهم سعيدة. بحسب رويترز.

وقال اليزر شنال وهو استاذ مساعد لعلم النفس بجامعة يشيفا في نيويورك "هناك ارتباط لكن ذلك لا يعني ان هناك علاقة سببية.. قد يجادل احد ان الناس الاكثر تفاؤلا ربما ينجذبون الى الطقوس الدينية، كما نبه شنال الى ان الدراسة اجريت على نساء مسنات اي ان فوائد النشاط الديني قد لا تنطبق على من اصغر منهن سنا او على الرجال، واعتمد شنال على دراسة نشرت عام 2008 لمجموعة من النساء وجدت ان من حضرن المراسم الدينية بشكل منتظم انخفض لديهن خطر الوفاة بنسبة 20 بالمئة خلال فترة المتابعة التي استمرت قرابة ثمانية اعوام، وقال "نحاول الربط بين النقطتين هنا...يمكن ربط النتائج الصحية بالعوامل النفسية، وحللت الدراستان اجابات قدمتها حوالي 93 ألف امراة تراوحت اعمارهن بين 50 و79 عاما شاركن في دراسة مبادرة الصحة النسائية والتي بدأت عام 1991.

لغة الجسد أثناء العمل

الى ذلك تلعب لغة الجسد دوراً مهماً في الانطباع الذي يتركه الموظف لدى زملاء العمل؛ فمثلاً يعكس الموظف، الذي يقف بثبات دون أن يحرك رجليه كثيراً، ثقته في نفسه وقدراته الشخصية، لذا تنصح خبيرة التوظيف كلاوديا إنكلمان، من مدينة كونيغشتاين في تاونوس غرب ألمانيا، الموظف بمراعاة ألا يكون كثير الحركة بشكل مبالغ فيه أثناء العمل؛ لأن ذلك سرعان ما يوحي للآخرين بعدم الثقة بالنفس، وأشارت الخبيرة إلى أن النساء على وجه الخصوص غالباً ما يشبكن أرجلهن أثناء الوقوف أو يُدرن أقدامهن قليلاً إلى الداخل، موضحةً أنه على الرغم من أن ذلك يبدو سلوكاً لطيفاً وودوداً، إلا أنه ينم عن عدم الثقة بالنفس والقدرات الشخصية، وتؤكد خبيرة التوظيف الألمانية ضرورة تجنب الحركات الجسدية السريعة المضطربة أثناء العمل، مفسرة ذلك بأنه سرعان ما تشير هذه الحركات إلى عدم الثقة بالنفس. وتنصح إنكلمان بالقيام بحركات متمهلة وبطيئة للغاية باستخدام الأيدي، مشيرةً إلى أن الموظف يمكنه أن يتخذ من الشخصيات القيادية، كالسياسيين المرموقين، مثلاً أعلى يحتذى به في هذا الشأن؛ إذ إنهم لا يقومون بأي حركات مضطربة بأيديهم على الإطلاق. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

للثرثرة.. فوائدها

في حين وجدت دراسة جديدة أن الثرثرة قد تعود على الشخص ببعض الفوائد بدءاً بالشعور بالراحة وصولاً إلى التخفيف من إجهاده النفسي وردعه عن السلوك السيّئ. وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي، أن الباحثين بجامعة «كاليفورنيا» وجدوا أن كثيراً من الأشخاص يعتبرون الثرثرة إضاعة للوقت ومضرة بسمعة الآخرين، لكن ما تبيّن هو أن لها فوائدها فهي تقلل من الإجهاد النفسي وتردع السلوك السيئ وتمنع الاستغلال. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة روب ويلر، إن «للثرثرة سمعة سيئة، لكننا نجد دليلاً على انها تلعب دوراً مهماً في المحافظة على النظام الاجتماعي». بحسب يونايتد برس.

كما وجد ويلر وزملاؤه أن الثرثرة يمكن أن تكون علاجية، إذ إن معدلات دقات قلب الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ارتفعت لدى رؤيتهم أشخاص يتصرفون بشكل سيئ، لكن الزيادة كانت معتدلة عندما كانوا قادرين على إخبار الآخرين بشأن ما شاهدوا. وقال ويلر إن «نشر معلومات بشأن الشخص الذي تصرف بشكل سيئ يجعل الأشخاص يشعرون بأنهم أفضل». وتبيّن أن الأشخاص لا يحتاجون للشعور بالسوء بشأن الكشف عن السلوك المخادع للآخرين، خصوصاً أن كان ذلك سينقذ البعض من الاستغلال.

اسمك مفتاح نجاحك

من جانب أخر وجدت دراسة جديدة أنه بإمكان الأهل الذين يرغبون بمساعدة أطفالهم على أن يكونوا أكثر نجاحاً بأعمالهم لاحقاً خلال حياتهم، البدء باكراً عبر إعطائهم أولاً اسماً بسيطاً مثل توم أو جين أو ماري، وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن الباحثين بجامعتي ملبورن ونيويورك وجدوا أن الأشخاص الذين يحملون أسماء بسيطة وسهلة اللفظ هم أكثر عرضة للترفيع في العمل، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة سيمون لاهام إن "التأثير ليس فقط بسبب طول الإسم أو غرابته بل بسبب سهولة لفظه"، وحلل الباحثون في أول دراسة من هذا النوع، كيف أن لفظ الأسماء يؤثر على الإنطباع وصنع القرار، وبدت نتائج الدراسة قوية خاصة بين المحامين حيث أن أصحاب الأسماء السهلة اللفظ يرتفعون بسرعة أكبر إلى مراكز أعلى ضمن هيكلية الشركة، وأشار العلماء إلى أن هذا التأثير للإسم موجود أيضاً في مجالات أخرى مثل الصناعة، وقال الباحث في جامعة نيويورك آدم التر، إن "الناس ببساطة لا يدركون التأثير الكبير الممكن للأسماء على أحكامهم"، ووجد الباحثون أيضاً أن المرشحين السياسيين ذوي الأسماء التي يسهل لفظها تزيد أرجحية فوزهم. بحسب يونايتد برس.

الكلام عن الذات وابداء الرأي

بينما يثير حديث المرء عن حياته في الواقع او عبر شبكات التواصل الاجتماعي شعورا بالمتعة في الدماغ موازيا للمتعة الناجمة عن الاكل او ممارسة الحب على ما اظهرت دراسة اجراها باحثان في جامعة هارفرد ونشرت نتائجها في الولايات المتحدة، فحديث المرء عن ذاته يفرز مادة الدوبامين في الدماغ وهي مادة كيميائية مرتبطة بالشعور باللذة او توقع مكافأة على ما تشدد الدراسة التي اجراها طبيبا اعصاب ونشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية، ويقول الباحثان ان الرجال والنساء يكرسون عادة 30 الى 40 % من كلامهم "لاطلاع الاخرين على تجاربهم الشخصية"، الا ان هذه النسبة تقترب من 80 % عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بحسب يونايتد برس.

ويؤكد الباحثان ان "الناس يتحدثون عن انفسهم طوعا لان هذا الامر يشكل بحد ذاته حدثا له قيمة اكيدة بالطريقة ذاتها التي توفر فيها نشاطات اخرى مكافأة فورية مثل ممارسة الجنس او تناول اطلعام"، ولاجراء دراستهما كان الباحثان يقدمان مبلغا صغيرا من المال الى متطوعين للرد على اسئلة عادية عن امور يلاحظونها، ومبلغا اقل ليعطوا رأيهم بموضوع معين. وفي كثير من الحالات كان الافراد الخاضعون للاختبار يفضلون التخلي عن المكافأة الاكبر لكي يتمتعوا بالحديث عن انفسهم وابداء رأيهم.

تمارين تقلل متاعب مرضى الألم المزمن

على الصعيد نفسه تعمل تمارين الإدراك الجسدي على مساعدة مرضى الألم المزمن على استعادة ثقتهم بقدراتهم الحركية والجسدية من جديد. وأوضحت عضو رابطة المعالجين النفسيين بمدينة بوخوم الألمانية، أوته ريبشليغر، أنه عادةً ما يعاني هؤلاء المرضى نتيجة التجارب السيئة التي عايشوها مع المرض طوال حياتهم، من شعور مستمر بالألم والتوتر، ما يجعلهم متخوفين دائماً من القيام بأي شيء يُسبب لهم الشعور بآلام جديدة، وأكدت الخبيرة الألمانية أنه يُمكن مساعدة هؤلاء المرضى في استعادة جزء من ثقتهم بقدراتهم الجسدية من جديد، من خلال اتباع تقنيات العلاج التنفسي وتمارين التوازن. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وشددت على ضرورة ممارسة هؤلاء المرضى بعض التمارين المحفزة لحركية الجسم وتقوية العضلات والقدرة على التحمل؛ إذ يتسنى لهم بذلك الحفاظ على وظيفة عضلاتهم وأوتارهم ومفاصلهم وتحسين كفاءتها أيضاً. فضلاً عن ذلك تعمل ممارسة هذه التمارين على تحفيز إفراز مثبطات الألم الذاتية بالجسم، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى قلة الشعور بشدة الألم. وإلى جانب ذلك، تنصح ريبشليغر باتباع بعض أساليب الاسترخاء، مثل «اليوغا» وتدريب الاسترخاء العضلي التدريجي أو تدريب التحفيز الذاتي. وأشارت خبيرة العلاج النفسي إلى فائدة القيام بجلسات ماساج أيضاً من أجل إرخاء العضلات والأنسجة الضامة.

خطر الاصابة باضطرابات نفسية

على صعيد ذو صلة قالت دراسة تنشر ان الاطفال المبتسرين يزيد لديهم خطر الاصابة باضطرابات عقلية حادة من بينها الذهان والاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب، ووجد علماء في بريطانيا والسويد ان احتمال الاصابة بمرض نفسي عند سن 16 وأكبر يزيد ثلاث مرات عند الاشخاص الذين ولدوا مبكرا جدا اي خلال فترة حمل اقل من 32 اسبوعا بالمقارنة مع الاشخاص الذين ولدوا بعد فترة حمل طبيعية، ويعتقد الباحثون ان زيادة الخطر ربما ترجع الى اختلافات بسيطة ولكن مهمة في نمو المخ في الاطفال الذين يولدون قبل فترة الحمل الكاملة التي تستغرق 40 اسبوعا، وتفاوت الخطر اعتمادا على الحالة فقد زاد احتمال الاصابة بالذهان 2.5 مرة بالنسبة للخدج وزاد احتمال الاصابة بالاكتئاب الحاد ثلاث مرات والاضطراب الثنائي القطب 4.7 مرات بالمقارنة بالنسبة للاطفال الذين ولدوا قبل 32 اسبوعا. بحسب رويترز.

ووجدت ايضا الدراسة التي ستنشر في ملفات الدورية العامة للطب النفسي زيادة اصغر ولكن مهمة في الاخطار النفسية بالنسبة للاطفال الذين يولدون مبكرا بشكل متوسط اي بين 32 و36 اسبوعا، وقالت تشيارا نوسارتي من معهد الطب النفسي في كينجز كوليدج بلندن والتي رأست البحث انه اثبت وجود "علاقة قوية جدا" بين الولادة المبكرة والاضطرابات النفسية، وقالت للصحفيين "نظرا لاننا درسنا فقط الحالات الاشد التي اسفرت عن دخول مستشفى فربما تكون هذه العلاقة اقوى بالمعني الحقيقي، ولكنها شددت على ان "غالبية الاشخاص الذين ولدوا مبكرا لا يعانون من مشكلات نفسية او معرفية وهم اصحاء تماما ويؤدون وظائفهم بشكل طيب، وقالت ان هذه الاضطرابات تشمل مابين واحد وستة في المئة من المجموع ككل، واضافت في بيان ان "التحديد المبكر للاشخاص المعرضين قد يؤدي الى احتمال منع (حدوث خلل) ونتائج افضل، "أي دراسة تلقي الضوء على الاسباب غير المعروفة بعد لمعظم الامراض العقلية ونمو المخ قد تكون خطوة مهمة للامام.

راحة الذهن والجسم

كما قالت دراسة ان القيام باجازة لمدة اسبوع من كل النشاط الذهني والبدني بما في ذلك مشاهدة التلفزيون والكلام في التليفون وزيارة الاصدقاء له صلة بتحسين الاداء العقلي والحد من الاعراض في الاشخاص المصابين بارتجاج في المخ، وذكر تقرير في دورية طب الاطفال ان اسبوعا من الراحة التامة كانت له فوائد لاشهر حتى بعد الاصابة، وقالت روزماري موزير مديرة مركز الارتجاج الرياضي في نيوجيرزي وكبيرة معدي هذه الدراسة ان "هذا امر مهم فعلا لاننا كثيرا ما نرى مرضى يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج لاشهر فيما بعد، وتشمل متلازمة او اعراض ما بعد الارتجاج الصداع أو الاضطراب الذهني أو الارهاق أو صعوبة التركيز أو النوم من بين أعراض اخرى، وقالت موزير انه عادة ما تكون الراحة هي العلاج الرئيسي ولكنها ليست منهجية او شاملة وتتفاوت وفقا للطريقة التي يحدد بها الممارسون المختلفون هذه الراحة. واستهدفت الدراسة اختبار نتائج الراحة المكثفة، وأمرت مجموعة موزير 49 من مرضى المدارس الثانوية والجامعات الراحة لمدة اسبوع كامل. وكانت التوصية صارمة الا وهي انه لا يمكنهم الذهاب الى المدرسة او العمل او الحديث في التليفون او ممارسات التمرينات البدنية او مشاهدة التلفزيون او ممارسة انشطة اجتماعية او العمل على الكمبيوتر، وبدأ 14 من المرضى في الراحة خلال اسبوع من اصابتهم . وبدأ 22 اخرون في الراحة خلال شهر من الاصابة بارتجاج في المخ وبدأ 13 مريضا اسبوع الراحة فيما بين شهر وسبعة اشهر بعد الاصابة بارتجاج في المخ، وفي بداية الدراسة كان كل المرضى يعانون من اعراض لها صلة بارتجاج المخ مثل الصداع وصعوبة التركيز ولكن كلهم شعروا بتحسن بعد اسبوع من الراحة. بحسب رويترز.

ورأى الرياضيون الذين بدأوا الراحة في غضون اسبوع من اصابتهم بالارتجاج الاعراض تتراجع من 22 نقطة الى سبع نقاط على مقياس مؤلف من 132 نقطة. ورأى الاشخاص الذين بدأوا الراحة بعد اكثر من شهر الاعراض تتراجع من 28 الى ثماني نقاط، وقالت موزير"كل هذه الاعراض تحسنت بشكل كبير.نوعيا تشعرون بتحسن، وقال وليم ميوواياس الاستاذ في جامعة كالجاري والطبيب المتخصص في اصابات الرياضة والذين لم يكن مشاركا في هذه الدراسة ان الدراسة "تقدم بعض الادلة التي تعزز توصية موجودة بالفعل، ولكنه قال انه ليس واضحا مااذا كانت الراحة لابد وان تكون شاملة مثلما اشارت الدراسة من اجل تحقيق فوائد .

الاحتراق النفسي

في سياق متصل، إذا شعر الموظف بالتعب والإعياء وكذلك الاكتئاب وقلة الدافعية نحو العمل على مدار أسابيع وشهور، تنصحه الغرفة الاتحادية للمعالجين النفسيين بالعاصمة الألمانية برلين، بضرورة استشارة أخصائي نفسي على الفور؛ لأن مثل هذه الأعراض يُمكن أن تُشير إلى الإصابة بما يُعرف باسم الاحتراق النفسي. وأشارت الغرفة الألمانية إلى أن الاحتراق النفسي ذاته يمكن أن يكون مؤشراً إلى الإصابة بمرض نفسي أو عضوي. وعن بعض المؤشرات التحذيرية، التي يُمكن من خلالها الاستدلال على إصابة الموظف بالاحتراق النفسي، أوضحت الغرفة أن استمرار الموظف في التفكير في أعباء عمله على الدوام حتى أثناء وقت فراغه، ما يعيقه عن الفصل بين حياته الشخصية وبين عمله، يشير إلى إصابته بالاحتراق النفسي. وعن أعباء العمل يقول رئيس الغرفة الاتحادية للمعالجين النفسيين، البروفيسور راينر ريشتر «بطبيعة الحال يشعر كل موظف بقدر من الإعياء والتعب لفترة زمنية محددة بعد الانتهاء من يوم العمل المجهد، بينما لا يستمر هذا الشعور لدى المصابين بالاحتراق النفسي لمدة قصيرة فحسب، وإنما يدوم لفترات طويلة للغاية. لذا فإذا لم ينجح الموظف في تصفيه ذهنه من أعباء العمل واستعادة الشعور بالراحة والهدوء على مدار فترات طويلة، فيُعد ذلك مؤشراً حقيقياً إلى إصابته بالاحتراق النفسي».  بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

أو جدير بالذكر أن النفس البشرية تمتلك القدرة على مساعدة نفسها بنفسها وكذلك علاج نفسها ذاتياً، ما يجعل الإنسان قادراً مثلاً على تجديد نشاطه واستعادته في فترات الاستراحة من العمل. أما إذا لم يتمكن الموظف من القيام بذلك، فيؤكدّ أخصائي علم النفس الألماني ريشتر ضرورة استشارة طبيب مختص على الفور من أجل استيضاح الأسباب التي يُعزى إليها ذلك، فإذا رصد الطبيب بوادر إصابة بالاكتئاب لدى المريض، فغالباً لا تتناسب معه حينئذ الراحة والهدوء؛ حيث لن يُسهم ذلك إلا في تدهور الحالة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/تموز/2012 - 18/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م