11% من نفط العالم.. في قبضة الفساد !!!

زاهر الزبيدي

أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني " أن العراق يملك مخزونا كبيرا من النفط والغاز حيث يملك حوالي ١١٪ من اجمالي مخزون النفط العالمي، إضافة الى مخزون كبير من الغاز في العالم سيتم استثماره في السنوات القادمة" وقال أيضاً " ان هناك اكثر من ٤٠٠ موقع هيدروكربوني محتمل في العراق لم يجري التنقيب فيها ولكن بموجب مسوحات الأقمار الصناعية محتمل ان تحوي مخزون كبير من النفط والغاز"

 يعلم الله كم نحن "محسودين" على تلك الثروة التي يحلم بها العالم.. كل العالم يحلم أن تكون لديه ثروة العراق.. احياناً نفكر أن تلك الثروة من الكبر بحيث يكون على حكومتنا أن تصنع لنا أرصفة الشوارع من الذهب والفضة.. وبيوتنا كقصور الأمراء تحتوي على كل شيء وربما تجد لنا الحكومة شيئاً غير الكهرباء كمصدر للطاقة.. قد تكون نووية.. أو مصدر من الطاقة النظيفة التي يتداول بها العالم اليوم بعيداً عن مولداتنا التي ملئت العالم ضجيجاً وفساداً للبيئة..

وربما تجد لنا حكومتنا طائرات كي ننتقل بها غير سياراتنا الصدئة المتهالكة والتي اصبحت "خردة" لدى دول العالم فرموها في سلة نفايات العالم، العراق، ونفرح اليوم عندما تسير حافلات نقل الركاب في شوارعنا كسير السلحفات ! وربما تجد لنا سفرات سياحية فضائية.. ولما لا ونحن لسنا سوى 30 مليون نسمة، 0.42% من سكان العالم، نمتلك 11% من الثروة النفطية لـ 7 مليارات نسمة.

 ويعلم الله أن تلك الثروة لم تزدنا إلا فقراً على فقراً وتهديداً فوق التهديد الذي يرافق حياتنا كل يوم.. وغيرنا في العالم، الذي لا يملك منها شيئاً، حولوا كل شيء في حياة شعوبهم الى تألق مستمر.. شعوب سعيدة هانئة مطمئنة.. تسير على هدى رؤى تلك الحكومات، على فقرها، على طريق المستقبل بلا عوائق ولا "منكدات".. فقد قضوا على أمية شعوبهم بفعل تفانيهم في العمل وألهموا شعوبهم القدرة على التعايش بسلم بالغ اورثهم تلك السحنة الحلوة وهو يجوبون شوارع مدنهم وهم فرحين بما آتاهم صبرهم وجهدهم في البناء والأعمار من تقديم صور مشرفة للعالم.

أما فسادنا الذي أزكم أنوفنا والعالم وفضح حضارتنا على وجه المعمورة.. غير قادرين على تجاوز تلك المحنة التي تعتبر من أكثر المحن التي تنهب ثرواتنا.. وهي مهيئة الآن لنهب الثروات الهائلة التي يتحدث عنها السيد حسين الشهرستاني والتي لا تمثل اليوم سوى لقمة بقبضة الفساد، إذا لم نتمكن اليوم من تحصينها بنظام صارم بتار لكل يد فاسدة تمتد لثروة الأجيال القادمة.

اليوم نتنازل بغصة كبيرة عن حصتنا من تلك الثروة الهائلة لأفواه المفسدين وما المليارات التي فقدت تحت بند الفساد إلا دليلاً على هذا التنازل المهين.. علب وصناديق كبيرة من العملة الصعبة ضاعت من بين إيدينا منذ 2003 وما قبلها نحاول يائسين حتى يومنا هذا في البحث عنه وكأننا نبحث عن ابرة في كومة قش، ولكننا قطعاً لن نتساهل مطلقاً في ضياع ثروات الأجيال القادمة ومهما كلف الأمر.. فالوقوف اليوم وقفة مشرفة لقطع دابر الفساد أهم من كل أمر حياتي آخر لكوننا بعدها سنكون قادرين على البدء بخطط نأمل أن تكون كخطط بقية دول العالم عندما نهيئ البيئة المناسبة لأبنائنا وأحفادنا أن يفخروا بتلك النتائج التي نأمل من الله تحقيقها بعد حين... ولكن قد يطول !

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/تموز/2012 - 14/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م