الحاجة إلى صحوة سياسية

حسن الأنصاري

فلاسفة السياسة والأكاديميون يعتقدون أن الفوضى الخلاقة دليل على الافلاس السياسي. طبعا ويقصد بالافلاس لمن يمارسها وليس من فرضها ليحصد نتائجها، حيث أصبح جليا أن الغرب وبالأخص الادارة الاميركية تقف خلف دعوات الاصلاح الديمقراطي لتخلق ثقوبا في الأنظمة حتى توفر أسباب تدخلها في شؤون الدول سعيا لتحقيق مصالح اقتصادية بهدف رفع مستوى مقاييس النجاح لبرامجها الاستراتيجية المستقبلية!

 لذا لربما يعتقد أن بعض السياسيين المفلسين الذين يدعون للفوضى، هم وكلاء للأجنبي ويعملون على تصميم نظام سياسي فوضوي يسهل سيادة الأجنبي علينا! شخصيا لا أعتقد أنهم وكلاء بالعمولة، بل هم وكلاء بالأفكار والنظريات السياسية التي تكون مصادرها الأحزاب السياسية الفاعلة في الادارة الاميركية والتي تعمل لضمان تحقيق مصالحها القومية وقد تختلف كثيرا عن نظريات وأفكار علماء السياسة وفلاسفتها، والفرق شاسع كما الفرق بين من يكتشف العلاج لمرض معين وبين من يتعاطى الدواء لكي يتعالج!

 المشكلة أن السياسيين العرب وإن كانوا من المحترفين يجدون صعوبة بالغة في الوصول لمعرفة الأهداف الاستراتيجية الغربية بعيدة المدى بل ولربما يتعثرون في معرفة الأهداف قصيرة الأجل.

أعتقد أننا بحاجة إلى صحوة سياسية وتعهد والتزام من جميع السياسيين ببرنامج إصلاحي واضح المعالم يبدأ بمحاربة الفساد والتآمر والمحاباة للأجنبي وينتهي بالنمو الاقتصادي مع المحافظة على سيادة الثروات الوطنية والأمن الاجتماعي على أن يتم التعامل مع الوضع الراهن بمزيد من الصبر وبوثبة آمنة حتى تخرج جميع الصراعات فوق السطح للتعامل معها بهدف كبح جماح الفوضى لأن البعض ممن يمارس السياسة يجهلون مفاهيم الفوضى الخلاقة والتي قد تنتج الارهاب من حدة الصراع وقد تسبب تدمير البنى الفوقية والتحتية!.

 ولكن، ماذا نفعل مع من يريد الانفلات وعدم الالتزام؟

لو أن تعهدا جمع مجموعة الصحوة السياسية، قد يصعب عليها فرض أشكال من القيود على من يريد الانفلات إلا أنها ومن خلال الرهان على قدرتها بتفكيك عوامل الفوضى وإعادة تركيب عوامل الاستقرار، فإن ذلك سوف يخلق حصارا طبيعيا على نشاط كل من يحاول الانفلات وقد يخضع مجبرا لمجموعة الصحوة. أعتقد حان الوقت لكي نمهد الطريق حتى نضع المنهج السياسي في الاتجاه الصحيح.

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/حزيران/2012 - 7/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م