الطاقة الشمسية... صناعة استراتيجية بديلة

 

شبكة النبأ: تعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة المستقبلية التي سيكون لها الأثر الأكبر في المحافظة على البيئة وإنتاج طاقة متجددة ودائمة لا تنضب، لما لها من مميزات عديدة منها: قلة التكلفة الاقتصادية وسهولة الاستهلاك وعدم النفاذ، لأنها طاقة متجددة وناتجة من موارد طبيعية صديقة للبيئة، كما أضحت هذه الطاقة في عصرنا الحالي دخلاً قومياً لبعض البلدان في العالم والتي تستخدم بشكل رئيسي وفعّال كما هو الحال في ألمانيا.

وقد استخدمت الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في تطبيقات عديدة منها محطات توليد الكهرباء، وتشغيل بعض الأجهزة الكهربائية مثل مكيفات تبريد الهواء، وتشغيل الأقمار الصناعية والمركبات والمحطات الفضائية، وبديل لوقود الطائرات كما هو الحال مع طائرة سولار إمبالس التي تعمل بالطاقة الشمسية، والتي قامت بأول رحلة جوية بين قارتين، وتعد الرحلة الأولى في العالم باستخدام طاقة الشمس الصديقة للبيئة، فيما يستخدم تحويل الطاقة الشمسية في كثير من الدول بحكم انه مصدر طاقة متجدد، وتمت صناعة بعض انواع السيارات والسفن التي تعمل من خلال الطاقة الشمسية بدون اي استخدام للوقود مما اقتصد الكثير من المال وخاصة في ألمانيا، من جهة أخرى حذر خبراء ومتخصصون من أن الاعتماد الكلي على النفط لتوليد الطاقة الكهربائية يوشك أن يهدد صادرات الذهب الأسود لعدد من دول العالم بحلول عام 2025، في ظل تنامي مستويات الطلب على الكهرباء، وشددوا على أهمية تكثيف الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية وغيرها من أنواع الطاقات المتجددة الأخرى، فقد تنبّه الإنسان في العصر الحديث إلى إمكانية الاستفادة من حرارة أشعة الشمس والتي تتصف بأنها طاقة متجددة ودائمة لا تنضب، وأدرك جلياً الخطر الكبير الذي يسببه استخدام مصادر الطاقة الأخرى والشائعة (وخاصةً النفط والغاز الطبيعي) في تلوّث البيئة وتدميرها، مما يجعل الطاقة الشمسية الخيار الأفضل على الإطلاق.

مستوى قياسي في توليد الكهرباء

فقد قال مدير لمركز أبحاث للطاقة المتجددة إن محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في ألمانيا أنتجت خلال ساعات رقما قياسيا عالميا بلغ 22 جيجاوات/ساعة وهو ما يعادل إنتاج 20 محطة كهرباء بالطاقة النووية تعمل بكامل طاقتها، وقررت الحكومة الألمانية حظر محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية بعد كارثة محطة فوكوشيما اليابانية العام الماضي وأغلقت ثماني محطات على الفور وستغلق التسع محطات المتبقية بحلول عام 2022، وستحل محلها محطات تعمل بطاقة من مصادر متجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية، وقال نوربرت النوتش مدير معهد صناعة الطاقة المتجددة إن الانتاج البالغ 22 جيجاوات/ساعة الذي غذى شبكة الكهرباء الوطنية شكل نحو 50 في المئة من احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية، وقال النوتش "لم يحدث من قبل في أي مكان أن تم مثل هذا الإنتاج للكهرباء بالطاقة الشمسيةن "اقتربت ألمانيا من إنتاج 20 جيجاوات مرات قليلة في الأسابيع السابقة لكن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها ذلك المستوى. بحسب رويترز.

ويظهر هذا الرقم القياسي أن إحدى الدول الصناعية الكبرى في العالم لديها القدرة على تغطية ثلث احتياجاتها من الكهرباء عندما تغلق المصانع والمكاتب، وساعد الدعم الحكومي ألمانيا على أن تصبح رائدا عالميا في الطاقة المتجددة وتغطي البلاد نحو 20 في المئة من إجمالي احتياجاتها السنوية من الكهرباء من تلك المصادر، ولدى ألمانيا قدرة قائمة لتوليد كهرباء بالطاقة الشمسية تعادل ما لدى بقية دول العالم تقريبا وتحصل على حوالي أربعة في المئة من إجمالي احتياجاتها السنوية من الكهرباء من الطاقة الشمسية وحدها، وتهدف ألمانيا إلى خفض الانبعاثات الكربونية 40 في المئة من مستويات 1990 بحلول عام 2020.

طائرة سولار امبالس

في سياق متصل اقلعت الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار امبالس" من مدرية متوجهة الى الرباط في اول رحلة لها عابرة للقارات على ما افاد مصور، واقلعت الطائرة التي يقودها السويسري برنار بيكار احد مؤسسي هذا المشروع، من مطار مدريد-باراخاس وستحلق "سولار امبالس" على ارتفاع 3600 متر باتجاه اشبيلية (جنوب اسبانيا) على ان تقطع بعدها مضيق جبل طارق على ارتفاع 8500 متر لتحط في الرباط، والطائرة المصنوعة في الياف الكربون لا تستهلك اي قطرة وقود وهي مجهزة باربع محركات كهربائية تبلغ قوة كل واحد منها عشرة احصنة تغذيها 12 الف خلية ضوئية-كهربائية تغطي جناحها الضخم، وتخزن الطاقة في البطاريات الامر الذي يسمح بالطيران خلال الليل. يبلغ باع "سولار امبالس" باع طائرة ايرباص "ايه 340" (63,4 مترا) لكن وزنها لا يتجاوز 1600 كيلوغرام اي وزن سيارة متوسطة الحجم. بحسب فرانس برس.

وهذه الرحلة على مراحل ضرورية لان الطائرة ليست كبيرة ما يكفي للسماح بقطع مسافة اطول. وسيسمح التوقف في مدريد القيام بعمليات تدقيق تقنية قبل الانطلاق الى المغرب ، ويتولى المستكشف واحد مؤسسي المشروع برتران بيكار قيادة الطائرة فوق مضيق جبل طارق وصولا الى وجهتها النهائية اي الرباط، هذه الرحلة التي ستعبر الطائرة خلالها البحر الابيض المتوسط للمرة الاولى "ستشكل تمرينا اخيرا قبل جولة حول العالم في 2014" على ما اوضح المنظمون. وستسمح الرحلة كذلك للفريق باختبار الطائرة وسط حركة الملاحة الجوية الدولية والمطارات الكبرى، واحتاج فريق مؤلف من 70 شخصا و80 شريكا الى سبع سنوات لبناء هذه الطائرة المصنوعة من الياف الكربون، وقد بدأ من الان بناء طائرة ثانية ستقوم بجولة حول العلام من دون وقود في العام 2014، وستكون الطائرة اوسع مع قمرة قيادة اكبر فضلا عن بطاريات ومحركات جديدة. ويفترض ان ينجز بناء الطائرة العام 2013 لتقوم باول رحلة اختبارية في السنة ذاتها.

عادة ادراجها

على الصعيد نفسه عادت الطائرة السويسرية العاملة بالطاقة الشمسية "سولار امبالس" التي كانت تقوم برحلة بين الرباط وورزازات (جنوب المغرب) ادراجها "بسبب رياح غير متوقعة" وحطت في العاصمة المغربية على ما افاد منظمو الرحلة، وقالت الكسندرا غيندروز المسؤولة في الجهاز الاعلامي لشركة "سولار امبالس" "الطائرة الاختبارية عادت الى النقطة التي انطلقت منها في الرباط"، واوضحت "سندرس الاحوال الجوية لاختيار موعد اخر لمحاولة الوصول الى ورزازات او ايجاد حل اخر"، وقرر مدير المهمة العودة الى الرباط عندما كانت الطائرة تحلق فوق منطقة مراكش (350 كيلومترا جنوب الرباط) "لان الهواء كان يمنع تقدم سولار امبالس الى وجهتها النهائية" ورزازات على ما جاء في الموقع الالكتروني الذي يسمح بمتابعة الرحلة مباشرة، وكانت وراء قرار العودة بالطائرة الى الرباط، وقالت شركة "سولار امبالس" ان "اندريه (الطيار) بخير وكان يعرف ان الرحلة صعبة"، وفي قمرة قيادة الطائرة مظلة يمكن للطيار استخدامها في حال الضرورة، واتى قرار العودة بالطائرة ادراجها بعد ثماني ساعات ونصف الساعة على اقلاعها في حين كانت متوجهة من الدار البيضاء (مئة كيلومتر جنوب الرباط) الى مراكش عند اقدام سلسلة جبال الاطلس في الجنوب قبل ان تواصل تحليقها باتجاه ورزازات، وكان المنظمون في سولار امبالس والوكالة المغربية للطاقة الشمسية حذروا من ان الرحلة "ستكون على الارجح الاصعب التي تقوم بها الطائرة بسبب الطبيعة القاحلة والحارة للمناخ فضلا عن قرب سلسلة جبال الاطلس" التي يصل ارتفاعها ثلاثة الاف متر، وكانت الامور تسير على ما يرام حتى منتصف الرحلة وقال الطيار الذي كان يحلق على ارتفاع ثلاثة الاف متر فوق المحيط الاطلسي قرب الدار البيضاء في اتصال هاتفي عند الساعة العاشرة ت.غ. ان كل الامور "تسير على خير ما يرام"، وكانت الطائرة متوجهة في رحلة اختبارية الى ورزازات حيث سيقدم مسؤولو الوكالة المغربية للطاقة الشمسية محطة لتوليد الطاقة الشمسية تعتبر الاكبر في العالم.

سفينة بلانيت سولار

على صعيد ذو صلة فبعد أن انتهت سفينة "بلانيت سولار" السويسرية العاملة بالطاقة الشمسية من جولة حول العالم من دون وقود دامت 19 شهرا، ستجوب البحر الابيض المتوسط هذا الصيف للترويج للطاقة الشمسية، بحسب ما أعلن مصمموها، وتتوجه السفينة حاليا إلى برشلونة، بعد أن خضعت للصيانة في حوض السفن في لا سيوتا في فرنسا، وستتوقف السفينة في محطتها الأولى في مرفأ برشلونة، ثم ستتوجه نحو كالفيا في جزيرة ميورقة حيث ستتوقف، ومن المتوقع أن تستمر جولتها في حوض البحر المتوسط حتى تشرين الأول/أكتوبر، ويدير طاقم جديد السفينة حاليا وهو مؤلف من الربان الفرنسي إريك دومون ومساعده توماس دايفيد الذي سبق أن أبحر على متن "بلانيت سولار" بين كاليدونيا الجديدة وسنغافورة، وتضم السفينة التي تحمل العلم السويسري ويقع مقر إدارتها في مدينة إيفردون لي بين السويسرية 825 وحدة مع 38 ألف خلية فوتوفلطية موزعة على 537 مترا مربعا. ويبلغ معدل سرعة السفينة 14 كيلومترا في الساعة. بحسب فرانس برس.

مكيفات تبريد الهواء

من جهة أخرى بدأت وزارة البيئة الأردنية مشروعا لاعتماد المكيفات التي تعمل بالطاقة الشمسية بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بحسب صحيفة جوردان تايمز التي أشارت إلى أن المشروع سيستكمل عام 2015، أما للمستهلك في دول الشرق الأوسط، فقد بدأت شركات عديدة بتقديم مجموعة من مكيفات الهواء التي تعمل بالطاقة الشمسية بأسعار مرتفعة قليلا، وباستفسار أريبيان بزنس عن قائمة أسعار هذه المكيفات من بضعة شركات صينية مثل إن بي تالنت ، تبين أن هذه الأجهزة الواعدة تقترب من منافسة الأجهزة الكهربائية المتوفرة حاليا في الأسواق رغم أن سعرها لا يزال مرتفعا نسبيا، هناك بالطبع منتجات بتصميم مميز من شركات مثل إل جي وسامسونغ لكن أسعارها لا تزال بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين، وبالنظر إلى استهلاك مكيفات الهواء الكبير للكهرباء يمكن تحقيق توفير كبير بأجهزة التكييف بالطاقة الشمسية، مع عيب واحد هو حجم لوحات الخلايا الشمسية الكبير الذي يستدعي مساحة مناسبة لها لا تتوفر إلا في المباني الكبيرة مثل الفيلات والأبنية التي تتمتع بمساحات كبيرة على الأسطح وتتراوح المساحة المطلوبة ما بين 12  إلى 54 مترا مربعا حسب حجم واستطاعة المكيف. تتراوح أسعار هذه الأجهزة بين ثلاثة وعشرة آلاف دولار باستطاعة تقدر بألف طن أو ثلاثة أطنان للقياس الكبير، هناك عدة أنواع من المكيفات التي تعمل باستخدام الطاقة الشمسية، الأول هجين باعتماد الكهرباء أيضا، يستخدم طاقة شمسية لتسخين الماء لتخفيض استهلاك المكيف وتخفيض الاستهلاك للقدرة الكهربائية مابين 30-50 بالمائة من القدرة. بحسب أريبيان بزنس.

وهناك مكيفات تعمل على التيار أو الجهد المستمر 48 فولط وبذلك يتم استجرار الطاقة للجهد المستمر 48 فولط مباشرة من ألواح الطاقة الشمسية من خرج منظم للجهد. وهناك المكيفات العادية التي تعمل على 220 فولط 50 هرتز او 380 فولط والتي يتم تغذيتها من منظومة الطاقة الشمسية من ألواح ومنظم وقالب للجهد من مستمر إلى متناوب هذه الأنواع وبسبب السعر العالي للمكيفات التي تعمل على 48 فولط من التيار المستمر والمكيفات التي ستخفض القدرة، من المفيد تركيب منظومة طاقة شمسية باستطاعة1.5 أو 3 كيلواط للبيت كله، حيث أن المكيفات التي تعمل على ألواح الطاقة الشمسية المركبة فوقها وتولد 220 فولط هي غالية ولا تكفي للعمل إلا لحوالي 4 أو 8 ساعات حسب سعة البطاريات بينما المنظمة تعمل 24 ساعة ويمكن ربطها مع الشبكة لتعويض النقص من الطاقة في حال وجود حمل واستهلاك كبير في البيت. توضح الصورة منظومة طاقة باستطاعة 5 كيلو واط فيها 20 لوح كل لوح 250 واط.

مكيفات دبي

الى ذلك قام مستثمر بريطاني في دبي بتركيب جهاز تبريد (تشيلر) باستطاعة 20 طن، يعمل على الطاقة الشمسية في فيلا يملكها عقب فصل  خدمة التبريد عنه من قبل الشركة المزودة للتبريد بحسب صحيفة جلف نيوز، قام توني كادن الذي يسكن في جزر الجميرا بالتوقف من دفع فاتورة التبريد كليا من خلال تثبيت 38 لوح طاقة شمسية وجهاز تشيلر باستطاعة 20 طن على سطح الفيلا التي تضم أربع غرف لتوليد طاقة لاستهلاك المكيف المركزي. رفض كادن التوقيع على عقد التبريد الذي تضاعفت قيمته مطلع العام الجاري بحدود 60 ألف درهم، فقامت الشركة بقطع الخدمة عنه مما اضطره للبحث عن بدائل، فقام بشراء اللوحات الشمسية وهي من نوع فوتوفولتية، أي تحول الأشعة الشمسية إلى كهرباء من شركة بريطانية مع جهاز التبريد بكلفة إجمالية بلغت 177 أف درهم. تولد المجموعة الشمسية لديه قرابة  60 كيلو وات بالسعة يوميا، أي قرابة 30% من الاستهلاك اليومي للفيلا، ويستهلك باقي احتياجات المنزل من مؤسسة الكهرباء والماء ديوا. بحسب أريبيان بزنس.

ويقول إنه حتى لو تضاعفت فاتورة الكهرباء والماء، وكانت بمعدل يقارب 8 ألف درهم سنويا (كان يدفع 30 ألف درهم للتبريد في العام الماضي)، فسوق يحقق توفيرا بمعدل 22 ألف درهم، يوضح كامدن عن طريقة عمل النظام بالقول إن الطاقة تنتقل من لوحات الخلايا الشمسية إلى المحول الذي يجعل التيار متناوب لتغذية الفيلا به مع برنامج خاص يعزله كي لا يتداخل مع الكهرباء القادمة من شركة الكهرباء. ويقول كادن إنه هناك فقط ثلاثة شركات في العالم يمكنها تأمين حل مماثل والشركة التي اشترى منها هي إحدى هذه الشركات، فمخطط المجمع السكني لا يسمح بأي تعديل على هيئة البناء، وتم تركيب ألواح الطاقة الشمسية بحيث تختفي عن الأنظار ولا تؤثر بتصميم الفيلا. يشير كادن إلى أن نظام الطاقة الشمسية رفع قيمة عقار الفيلا التي يبلغ سعرها في السوق قرابة 6 ملايين درهم، ليزيد النظام قيمتها بحوالي نصف مليون درهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/حزيران/2012 - 4/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م