محمد بن الحنفية... رجل العلم والميدان

محمد طاهر الصفار

 

شبكة النبأ: في تاريخنا الإسلامي صفحات مشرقة سطّرها بطل من أبطال الإسلام الخالدين وعلم من أعلام المسلمين ألا وهو شبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) محمد بن الحنفية ذلك الرجل العظيم الذي أفنى عمره في طاعة الله ورسوله وأوصيائه حتى قال فيه أبوه (ع): (أبت المحامدة أن يعصي الله)، والمحامدة الذين قصدهم أمير المؤمنين (ع) بقوله هم : محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن حذيفة وعلى رأسهم محمد بن الحنفية، كما أفرد له أمير المؤمنين (ع) كلمة خالدة دلت على مكانة محمد العظيمة عند أبيه حينما قال: (من أراد أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ ولدي محمدا)، وقد أراد أمير المؤمنين ابراز مكانة محمد لدى الناس بهذه الكلمة وهي المكانة الحقيقية لمحمد والتي نالها عن جدارة واستحقاق.

اجتمعت الراويات على أن السيدة خولة (أم محمد) هي من السبايا ولكن المؤرخين اختلفوا في مصدر السبي حتى بلغ الاختلاف عندهم أن شطّ عن الواقع التاريخي الذي حدد حياة محمد والحقبة التي عاش فيها والقول الفصل في كان خالد بن الوليد عندما جاء بسبي بني حنيفة من اليمن الى المدينة بعد أن قتل مالك بن نويرة اليربوعي غدراً ونزا على امرأته في نفس الليلة، كما ذكرت ذلك كتب السير والتاريخ كان من جملة المسبيات خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم.

وقد ذكر هذا النسب ابو نصر البخاري النسّابة واثبته ابن خلّكان في (وفيات الاعيان) وابن ابي الحديد في (شرح النهج)، وقد زاد الاخير على نسبها فذكر: لجيم بن علي بن بكر بم وار وهي سيدة شريفة في قومها طيبة النسب جليلة الحسب، وقد حاولت بعض النفوس المبغضة لأهل البيت (ع) التلاعب بهذا النسب العربي الصريح والحسب المبين فذكر ابن الجوزي في كتابه (صفوة الصفوة) وابن سعد في (طبقاته) عن أسماء بنت ابي بكر انها قالت: (رأيت ام محمد بن الحنفية سندية سوداء وهي امه لبني حنيفة ولم تكن منهم، وانما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم)، ومثل هذا القول لا اعتبار له لأنه قد جنف عن الحق وابتعد عن الحقيقة واستند الى البغض الذي تكنه اسماء وابنها عبد الله بن الزبير لمحمد لامتناعه عن البيعة مع جماعة من بني هاشم لابن الزبير عندما دعا الى البيعة لنفسه في مكة بعد مقتل الإمام الحسين (ع) فلم تجد اسماء في محمد ولا في أمه ما يُعاب فالتجأت الى هذا القول الزائف للتقليل من شأنها ومما يؤكد زيف قولها انه لم يرد مثله من غيرها من نساء المهاجرين والانصار وخاصة اسماء بنت عميس التي كانت خولة في دارها بعد سبيها فأكرمت مثواها ثم ان خالد لم يصالح بني حنيفة لا على الرقيق ولا على أنفسهم وقد خالف هذا القول الواقع التاريخي.

كانت خولة سيدة شريفة في قومها اشتراها أمير المؤمنين (ع) بعد سبيها وأعتقها ومهرها وتزوّجها، وقد روى المجلسي في بحار الأنوار ج9/ص618 حديثاً طويلاً جرى في المسجد بين السيدة خولة وأمير المؤمنين (ع) أمام ابي بكر وجمع من الصحابة دلّ على ان لهذه السيدة الجليلة منزلة عند الله تعالى وقد خصّها لتكون زوجة لوصي رسول الله (ص).

كنت ولادة محمد سنة (15)هـ وكنّاه أمير المؤمنين (ع) بـ(أبي القاسم) وهي ميزة اجتمعت لمحمد في جمع الاسم مع الكنية حيث ان رسول الله (ص) امتاز عن الأمة بخصائص لم يشاركه فيها أحد منها انه لم تسمع الشريعة المطهرة لأحد من الناس بالجمع بين الاسم بـ(محمد) والكنية بـ(أبي القاسم) تأدباً مع صاحب الرسالة المقدسة وتكريماً لجلالة النبوة، وقد روى النوري في المستدرك ج2/ص619 ومسلم في صحيحه ج2/ص228 عن النبي الاكرم (ص) أنه قال: (يولد لعلي (ع) مولود من غير ابنتي فاطمة فقد أنحلته إسمي ونيتي وهو محمد بن علي) وهذا من خصائص النبوة ومما يؤكد ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته ج5/ص66 ان طلحة أراد تهييج الرعاع وتجرأ على الوقوف بوجه أمير المؤمنين (ع) معترضاً بوقاحة فقال: (لا كجرأتك تسمي بإسمه وتكنّي بكنيته)، فقال له أمير المؤمنين(ع) : (الجريء من اجترأ على الله ورسوله) ثم نادى علي (ع): يا فلان إدع لي فلاناً وفلاناً، فجاء جماعة من أصحاب النبي (ص) من قريش فشهدوا ان رسول الله (ص) رخّص لعلي أن يجمع الاسم والكنية، وقد روى مثل هذا الحديث الحافظ في أنواع الحديث وابن سعد في طبقاته وغيرهما من أرباب الحديث، وفي ذلك يقول السيد الحميري في مدح محمد بن الحنفية:

ألم يبلغك والأنباء تنمي مقالُ محمدٍ فيما يؤدي

الى ذي علمه الهادي علي وخولة خادم في البيت تردي

ألم تر أن خولة سوف تأتي اوري الزند صافي الخيم نجدِ

يفوز بكنيتي واسمي لاني نحلتهماه والمهدي بعدي

والاشارة في البيت الاخير واضحة الى الامام المهدي المنتظر (ع) الذي تضافرت الروايات عن النبي (ص) والأئمة الطاهرين (ع) في اسمه وكنيته منها ما رواه المجلسي في البحار ج5/ص305 عن النبي (ص) قوله: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، وقال المجلسي في روايته هذا الحديث: (وكذلك رخّص - أي النبي الاكرم (ص) - في ذلك – أي التسمية والكنية - للحجة المنتظر علج الله فرجه وكان السيد الحميري عندما قال هذه الأبيات كيسانياَ يعتقد بأن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي المنتظر(عج) وله أشعار كثيرة في ذلك فكان يعتقد - وهذا زعم الكيسانية - ان محمد بن الحنفية لم يمت وانه حي في جبل رضوى وعنده عينان عين من الماء وعين من العسل يأخذ منهما رزقه، وعن يمينه أسد وعن يساره نمر يحفظانه من اعدائه الى وقت خروجه، ومن شعره في ذلك:

يا شعب رضوى مالمن بك لا يرى حتى متى تخفى وان تقريبُ

يا ابن الوصي ويا سمّي محمد وكنّيه نفسي عليك تذوبُ

لو غاب عنا عمر نوحٍ أيقنت منا النفوس بأنه سيؤوبُ

ولكن السيد الحميري رجع عن معتقده الباطل هذا واعترف بإمامة الصادق والأئمة من بعده عندا التقى بالإمام الصادق (ع) في مكة المكرمة أيام الحج فناظر الإمام (ع) وألزمه الحجة ومن ثم استبصر واهتدى وفي ذلك يقول:

ولما رأيت الناس في الدين قد غووا تجعفرت بإسم الله في من تجعفروا

وناديت بإسم الله والله اكبر وأيقنت ان الله يعفو ويغفرُ

وكانت هذه الفرقة الضالة قد ظهرت بعد مقتل الحسين(ع) وقالت بإمامة محمد بن الحنفية بعد الإمام الحسين (ع)، وبالطبع فإن محمداً لم يدع الإمامة وحاشاه أن يدعي ما ليس له وقد تضافرت الروايات عن الأئمة الطاهرين بأنه كان معترفاً ومقراً للإمام زين العابدين(ع) بعد مقتل أبيه الحسين (ع) ومنها قول الإمام الصادق (ع) : (ما مات محمد بن الحنفي حتى أقرّ لعلي بن الحسين بالإمامة)، كما كان ذا منزلة كبيرة عند أبيه واخويه الحسن والحسين (ع)، وهو أجلّ قدراً وأرفع شأناً من أن يخالف وصية النبي وأمير المؤمنين في الأئمة بعدهما، ورغم ان هذه الفرقة الضالة كانت وقتية ثم انقرضت إلا انك تجد من المؤرخين من ينسّبها الى الشيعة وينسب عقائدها الفاسدة اليهم وهم براء منها ومن اصحابها.

كان محمد باراً بأمه حتى ضرب به المثل في ذلك فيروي ابن سعد في طبقاته وابي نعيم عن صالح بن ميثم انه قال : رأيت في يد محمد بن الحنفية أثر الحناء فقلت له ما هذا؟ فقال: كنت أخضب أمي، عن سالم بن ابي حفصة : ان محمداً كان يمشطها ولا عجب من المتأدب بآداب اهل البيت (ع) ان يبلغ برّه بأمه ان تضرب به الامثال فقد رُبّي في بيت تأدب أهله بآداب الله، واصبح مثلاً أعلى في الاخلاق والفضيلة والى جانب هذه الاخلاق العالية التي تمتع بها محمد فقد اشتهر بالشجلعة والرأي الحصيف يقول ابن الكثير في (البدابة والنهاية) ج9/ص38 : كان محمد بن الحنفية من سادات قريش ومن الشجعان المشهورين ومن الاقوياء المذكورين.

وقد ذكر ابن خلكان في وفيات الاعيان عن أبي اسحاق الشيرازي فثي طبقات الفقهاء وغيره قصصاً كثيرة عن شجاعة محمد بن الحنفية وقوته، كما اثنى عليه كل من   ذكره وترجم له من المؤرخين ففي حلية الاولياء عن الزهري قال : (كان محمد بن الحنفية اعقل الناس وأشجعهم معتزلاً عن الفتن وما كان فيه الناس) وعن العجلي قال: (محمد تابعي ثقة كان رجلاً صالحاً يكنى أبا القاسم) وقال ابو نعيم : (كان ابن الحفية احد أبطال صدر الإسلام وكان ورعاً واسع العلم)، وعندما يعدد ابو نعيم طبقات التابعين يقول عندما يصل الى ذكر محمد بن الحنفية : (ومنهم الإمام اللبيب ذو اللسان الخطيب الشهاب الثاقب والنصاب العاقب صاحب الاشارات الخفية والعبارات الجلية ابو القاسم محمد بن الحنفية)، وقال ابن حبّان: (كان من أفاضل أهل بيته)، وقال الابشيهي في المستطرف: (ابو هاشم محمد بن علي بن ابي طالب كان ابوه يلقيه في الوقائع ويتقي به العظائم وهو شديد البأس ثابت الجنان)، وقال الزركلي في الأعلام: ( محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ابو القاسم المعروف بأبن النفية احد أبطال الاسلام الاشداء في صدر الإسلام وكان واسع العلم ورعاً واخبار قوته وشجاعته كثيرة )، وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب: ( محمد بن الحنفية، نهاية في العلم غاية في العبادة )، واخيراً وليس آخراً قال الشيخ جعفر النقدي في (منن الرحمن): ( كان محمد بن الحنفية من اروع الناس وأتقاهم بعد أئمة الدين وكان عابداً متكلماً فقيهاً زاهداً شجاعاً كريماً خدم والده الكرار وأخويه السبطين خدمة صادقة شهد حروب والده وأبلى مع أخيه الحسن بلاءاً حسناً، وكانت الكيسانية تقول بإمامته ولكنه تبرأ منهم ومن دعواهم وكان يرى تقديم زين العابدين فرضاً وديناً وكان لا يتحرك بحركة لا يرضى بها)، شهد محمد معركة الجمل مع أبيه امير المؤمنين (ع) وله فيها مواقف مشهودة وقد دفع امير المؤمنين (ع) رايته اليه وقال له إحمل فحمل حملات كثيرة أزال بها القوم عن مواضعهم وطعنهم طعناً منكراً فلما رآه علي (ع) قال:

محمد ما في عودك اليوم وصحة ولا كنت في الحرب الضروس معرّدا

أبوك الذي لم يركب الخيل مثله عليٌ وسمّاك النبي محمدا

فلو كان حقاً من أبيك خليفةً لكنت ولكن ذاك مالا يرى بدا

وانت بحمد الله أطول غالبٍ لساناً وانداها بما ملكت يدا

وأقربها من كل خير تريده قريش وأوفاها بما قال موعدا

وأطعنهم صدر الكمي برمحه وأكساهم للهام عضبا مهندا

سوى اخويك أن يعطي عدوّك مقعدا من الارض او في اللوح مرقىً ومصعدا

كان حامل الراية في صفين وفيها أبهر العقول بشجاعته وبطولته وقد سجّل له التاريخ مواقف فيها صارت غرّة في تاريخ البطولات أوردها مفصّلة نصر بن مزاحم في كتابه (وقعة صفين)، ويقول الخوارمي في مناقبه ص147: ( لقد قتل محمد من ابطال اهل الشام سبعة في ساعة واحدة )، كان محمد عظيم القدر جليل المكانة لدى أهل البيت (ع)، وهناك شهادة في حقه من الإمام الحسن (ع) رواها الدينوري في الاخبار الطوال (ص203) قال: ( اشتكى الحسن بالمدينة فثقل وكان اخوه محمد بن الحنفية في ضيعة له فأرسل اليه فلما دخل عليه جلس عن يساره والحسين عن يمينه ففتح الحسن عينيه فرآهما فقال للحسين (ع) : يا اخي اوصيك بمحمد اخيك خيراً فإنه جلدة ما بين العينين، ثم قال: يا محمد وانا اوصيك بالحسين كانفه ووازره.

شهد محمد شهادة أبيه واشترك مع اخوته في تغسيله (ع) وحمل نعشه الشريف من اكلوفة الى الغري ليلاً قال المفيد في الارشاد (ص14): دخل فيره – أي امير المؤمنين - الحسن والحسين ومحمد وبنو علي عبد الله بن جعفر.

كان محمد معترفاً بإمامة اخويه بعد ابيهما مطيعاً لهما وقد أكدت كلماته ومواقفه كلها ذلك ومنها موقفه عندما قضى اخوه الحسن (ع) مسموماً شهيداً، قال اليعقوبي في تاريخه: ( لما قضى الحسن ابن علي وقف محمد وقد اغرورقت عليناه بالدموع وقال: رحمك الله يا أبا محمد فوالله لان عزت حياتك لقد هدّت وفاتك ولنعم الروح روح عمر به بدنك ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ولنعم الكفن كفن تضمنه لحدك وكيف لا تكون كذلك وانت سليل الهدى وليف اهل التقى وخامس اصحاب الكساء وجدك المصطفى وأبوك المرتضى...الى ان يقول: وانك واخاك لسيدا شباب اهل الجنة.

وعندما عزم الإمام الحسين على السفر الى العراق قال له محمد: يا اخي انت أحب الناس إليّ وأعزهم عليّ...كما ذكر ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : ( لما بلغ محمد بن الحنفية مسير الحسين وكان يتوضأ وبين يديه طشت فبكى حتى اختلط مع دموعه)، وهذه المواقف تدلنا على شدة حبه لسيّديه واخويه سيّدي شباب اهل الجنة ولما جاء خبر مقتل الحسين (ع) الى المدينة وسمع به محمد بن الحنفية بكى بكاءاً شديداً حتى غشي عليه ولما أفاق قال: ( يعزّ عليّ يا أبا عبد الله يا أخي كيف طلب انصراً فلم ينصر ومعيناً فلم يعن..)، كما كان محمد مقراً بإمامة زين العابدين كما ذكرنا.

بعد مقتل الحسين (ع) وثب ابن الزبير واطلع رأسه وأظهر أمره في مكة المكرمة فأخذ يشدد على الأمة ويأخذ بخناقها وكثر سفك الدم وامتلأت السجون كل ذلك ازاء البيعة لنفسه حتى صار الناس يبايعونه خوفاً من القتل لأنه ليس اهلاً للخلافة قال المسعودي في تاريخه: ( وقد كان ابن الزبير عمد الى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشُعب وجمع لهم حطباً لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت احد منهم وفيهم محمد بن النفية)، وبلغ من عداوة ابن الزبير لأى البيت (ع) ان ترك الصلاة على محمد وآل محمد ثم حبس محمدً في سجن عارم الذي اصبح بعد ذلك سجناً للحجاج، كما يقول ياقوت الحموي وحلف ابن الزبير بالله ليبايعن او ليحرقنهم بالنار وكان مع محمد سبعة عشر رجلاً من بني هاشم فكتب محمد الى المختار يستغيثه وفي ذلك يقول كثير عزّة يحث المختار على انقاذ محمد ومن معه من بني هاشم من سجن ابن الزبير:

تخبر من لاقيت انك عائذ بل العائذ المحروم في سجن عارمِ

سمي النبي المصطفى وابن عمه وفكاك أغلال وقاضي مغارمِ

فأرسل اليه المختار مع أبي عبد الله الجدلي أربعة آلاف حتى دخلوا مكة فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فولّى هارباً واستنقذوا محمد مع اصحابه، ثم قال العجلي لابن الحنفية ذرونا نريح الناس من ابن الزبير فقال محمد: هذا بلد حرّمه الله الله مااحله لأحد إلا للنبي ساعة ماأحله لأحد قبله ولا يحله لأحد بعده فامنعونا واجيرونا، ثم ازداد ضغط ابن الزبير على الهاشميين لأجل ان يبايعوا ولكن محمداً واصحابه لم يبايعوا فخرجوا الى (إيلة) وهو جبل بين مكة والمدينة ثم جُلّوا الى الطائف وفيها مات عبد الله بن عباس فصلّى عليه محمد بن الحنفية ودفن هناك ولكا قتل المختار سنة68هـ أرسل عبد الله بن الزبير اخاه عروة الى محمد بن الحنفية يطلب منه البيعة مجدداً فأبى محمد وذهب الى الشام ولما قتل ابن الزبير طلب الحجاج من محمد البيعة لعبد الملك بن مروان فأبى فقال له الحجاج: والله لأقتلنك فقال محمد: (ان لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة وفي كل لحظة ثلاثمائة وستين قضية فلعله يكفيناك في قضية من قضاياه)، توفي محمد بن الحنفية بعد حياة مليئة بالجهاد والعلم وقد وافته المنية برضوى وهو جبل بالمدينة ودفن بالبقيع وانت وفاته سنة81هـ وروى عبد الله بن عطا عن أبي جعفر الباقر (ع) انه قال: (انا دفنت عمي محمد ابن الحنفية ونفضت يدي من تراب قبره).

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/حزيران/2012 - 3/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م