عراق نيس للأرقام القياسية

اعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: موسوعة غينيس الشهيرة للارقام القياسية، فيها كل غريب ومثير ولا يمكن تصوره من ارقام تؤشر لنماذج متعددة من جموح الخيال البشري وجنونه.. وتعد الرغبة في التميز إحدى الخصال التي يسعى إليها البشر منذ القدم، ولهذا يستميت الكثيرون في بذل الكثير من الجهود للفوز بلقب الأول أو الأكبر أو الأكثر تميزاً في مجال ما مهما كلف الأمر.

 ففيها مثلا: صاحب أكبر مجموعة من شخصيات السنافر، أكبر استعراض لنماذج جيوش فيلم Star Wars، أكبر فندق ورقي من بطاقات مفاتيح غرف الفنادق، أكبر حشد يرقص على موسيقى مايكل جاكسون، صاحب أكثر جلد مطاطي في العالم، الأكثر بخلا على الإطلاق، المرأة الأكثر زواجا في العالم، أضيق لف لمقلاة من الألومنيوم، أكبر لاعبة لتنس الطاولة سنا، آكل أكبر طائرة جوية.. وغيرها من ارقام..

و(غينيس للأرقام القياسيّة) فرع من مؤسسة (هيت الترفيهيّة) الرائدة في مجال إنتاج البرامج العائلية العالية الجودة وتوزيعها عبر العالم. تمّ إنشاء مؤسسة (هيت الترفيهية) عام 1989، وهي من أسرع الشركات صاحبة حقوق الملكيّة الفكريّة نموًا في العالم. وتجدر الإشارة إلى أنّها متخصّصة في شخصيات البرامج المعدّة للأطفال، وتتمتع بشبكة توزيع شاملة فضلاً عن علاقة متينة ومديدة مع كبريات قنوات البث التلفزيوني والإذاعي.

موسوعة غينيس للأرقام القياسية (بالإنجليزية: Guinness World Records) هو كتاب مرجعي يصدر سنويًا، يحتوي على الأرقام القياسية العالمية المعروفة. الكتاب بنفسه حقق رقماً قياساً، حيث أنه يعتبر سلسلة الكتب الأكثر مبيعاً على الإطلاق. تم إصدار أول نسخة من الموسوعة في 1955 بواسطة شركة غينيس. وتعد هذه الموسوعة من أدق المراجع التي يتم الرجوع إليها في معرفة الأرقام القياسية.

 بحسب موقع شركة غينيس للأرقام القياسية على شبكة الأنترنت فإن الشركة تقول بأن في آخر طبعة عام 2006 هناك 64,000 رقم قياسي عالمي في شتى المجالات والفعاليات الفردية منها والجماعية، وكذلك فإن الموسوعة بيع منها في الأسواق 100 مليون نسخة لحد اليوم وهو رقم قياسي بحد ذاته يخولها للدخول إلى الموسوعة هي الأخرى.

 شهد العام 1951 بزوغ فكرة كتاب (غينيس) للأرقام القياسية. ففي ذاك العام، دخل السّيد (هيوغ بيفر)، الذي شغل آنذاك منصب مدير معمل "غينيس" لصناعة البيرة، في جدال أثناء مشاركته في رحلة صيد. ودار الجدال حول أسرع طير يستخدم كطريدة في ألعاب الرّماية في أوروبا، (الزقزاق الذهبي) أم (الطيهوج)؟. في تلك اللحظة، أدرك السّير (بيفر) مدى النجاح الذي قد يحقّقه كتاب يأتي بالأجوبة الشافية على هذا النوع من الأسئلة. فكان على حق!

كل رغبات الانسان في عصر ما بعد الحداثة وعصر ما بعد النانو، كلها اصبحت مشروعة وخارج نطاق التساؤلات الاخلاقية او الدينية.. وكل تساؤل يمكن ان يطرح يحاول ان يلائم بين هذه الرغبات وبين امكانية نشرها وتطبيقها في المجتمعات تحت شعارات الحقوق الفردية للكائن الانساني.

لست في وارد الحديث عما يمكن تسميته بالمفارقات العبثية في حالات التمايزات والاختلافات بين الرغبات البشرية، على سبيل المثال لا الحصر (زواج المثليين – المراة التي تزوجت من كلبها) وغيرها من امثلة، بل الحديث هو عن موسوعة غينيس وارقامها العجائبية بنسختها العراقية.

في العراق بلد العجائب والغرائب التي لا تنقضي موسوعته الخاصة للارقام القياسية، فقد حقق العراق رقما قياسيا جديدا، حين كشفت دراسة أعدتها منظمة أوكسفام البريطانية أن الموظف العراقي هو الأكثر كسلاً في أداء مهماته الوظيفية، مقارنة بأقرانه في بلدان العالم الأخرى.

وبيّنت الدراسة أن الموظف العراقي يخصص 7 في المئة من ساعات يومه للعمل، بينما تتوزع الساعات الأخرى بين النوم ومشاهدة التلفزيون.

وأظهرت الدراسة أن العراقي يقضي 42 في المئة من وقته في النوم، و13 في المئة في مشاهدة التلفزيون، و12 في المئة في تناول الطعام. وأكدت أن الموظف العراقي في القطاع الحكومي يقضي 7 في المئة من وقته اليومي فحسب في العمل، أي أقل من ساعتين فقط من مجمل الدوام الرسمي الذي يبدأ عند الثامنة والنصف صباحاً وينتهي عند الثالثة عصراً، فيما يقضي أكثر من ست ساعات من دون عمل على رغم وجوده في المكان.

كما لفتت الدراسة إلى ارتفاع نسبة البطالة المقنعة في البلاد، الأمر الذي أكدته إحصاءات وزارة التخطيط العراقية التي كشفت في تقرير حديث أن حوالى 4 ملايين عراقي يعملون في القطاع الحكومي في الوظائف المدنية والعسكرية بنسبة زيادة بلغت مليونين ونصف مليون درجة وظيفية، استُحدثت بعد عام 2003.

وهو رقم جديد يفتخر به عراق القرن الواد والعشرين، بعد ان سجل رقما قياسيا وبقي محافظا عليه حتى كتابة هذه السطور، اذ تعد بغداد الاغلى في اسعار العرقارات وهي تتفوق على لندن وطوكيو في هذا المجال.

والصيف لازال في ربعه الاول، يتفوق العراق على جميع بلدان العالم شرقيها وغربيها، متقدمها وناميها، في احتوائه على اطول مجموعة اسلاك كهربائية وهي مجموع اربعة انواع من التيار الكهربائي، الاول هو الكهرباء الوطنية، والثاني هو كهرباء المولدات الاهلية، والثالث هو كهرباء المولدات المنزلية، والرابع هو كهرباء التجاوزات على النوع الاول.

وربما يتفوق العراق في عدد المحطات التلفزيونية التي لاتسمن ولا تغني من جوع الا لاصحابها، في بازار المواقف السياسية.. وهو يتفوق ايضا في اعداد موظفيه الكسالى على الشقيقة مصر التي يبلغ عدد موظفيها الخمسة ملايين مقارنة بعدد نفوسهم البالغ تعدادهم اكثر من ثمانين مليون نسمة.

وبعد ان كان العراق يفتخر باول ابجدية في العالم واول قانون واول عجلة، وجميع الاشياء التي جعلته اولا على العالم في ما يجب الافتخار به، اصبح الان الاول في الكثير من الامور السلبية والكئيبة والهامشية، واصبح الاخير دائما في سلم الرقي والحضارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/حزيران/2012 - 3/شعبان/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م