سلامة القلب... بين الراحة النفسية والغذاء الصحي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مع ارتفاع ضغوط الحياة العصرية وتنوع اصناف الطعام المشبع بالمواد الصناعية الضارة مضافاً اليها ما تعانيه البشرية اليوم من ارتفاع الاوزان الى جانب ممارسة العديد من العادات السيئة كالتدخين والكحول، اصبح الحفاض على قلب سليم خالي من الامراض والازمات امر اصعب من قبل خصوصاً وان مناعة الانسان امام امراض القلب قد تداعت بشكل كبير مع الاستمرار بهجر العادات الصحية والابتعاد عن البساطة في الطعام والشراب.

وقد تناولت الدراسات العلمية بشكل مفصل تلك الممارسات السلبية واضرارها الخطيرة على قلب الانسان وسائر جسده اضافة الى ذكرها الموارد الايجابية التي يمكن للإنسان ومن خلال الدوام على ممارستها وتجنب الازمات القلبية ومضاعفاتها الصحية السيئة علماً ان الكثير من تلك النصائح والارشادات التي تقدمها هذه الدراسات تمتاز ببساطة تطبيقها وسهولة عملها ومن دون ان تكلف الانسان أي شيء يذكر الا ان نتائجها على صحو الانسان ذات اثر كبير.

الافضل لصحة القلب

اذ لا شك أن السعادة هي أحد أسباب صحة القلب، هذه الحقيقة التي يتفق الشعراء قبل الأطباء عليها، أيدتها دراسة علمية حديثة، أجريت مؤخراً في جامعة هارفارد، وأظهرت الدراسة أن الأشخاص المتفائلين في الحياة، هم أقل عرضة للتعرض إلى نوبات قلبية، أو أمراض القلب أو الجلطات، وقد استعرض العلماء أكثر من 200 دراسة، ووجدوا أن عوامل مثل التفاؤل والشعور بالرضا قد يؤمنان للشخص الحماية اللازمة ضد مختلف الأمراض القلبية، وبينت الدراسة أن هذا الأمر ينطبق على جميع الأشخاص، بصرف النظر عن الفئة العمرية، أو الوزن، وتاريخ أمراض القلب في عائلة الشخص، إذ أن خطر الإصابة بأمراض القلب انخفض بنسبة تصل إلى 50 في المائة لدى الأشخاص الأكثر تفاؤلاً، مقارنةً بأولئك الذين هم أقل رضا بحياتهم اليومية، ولا يعرف الباحثون الأسباب الكامنة وراء صحة القلب أكثر لدى المتفائلين، إلا أنهم يلمحون إلى أن الأمر له علاقة بتعامل أفضل مع الضغوط النفسية والتوت، .ويعيش المتفائلون نمط حياة أكثر صحية من غيرهم، يتضمن ذلك ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذاء صحي، والحصول على كمية كافية من النوم يومي، ويشير الباحثون إلى أن التعامل السلبي مع المشاكل، ومعالجتها بالغضب والقلق، قد يشكل خطراً على القلب، ويأمل الباحثون أن توظف دراساتهم كإستراتيجية لمنح الأطباء أداة أخرى في مكافحة أمراض القلب. بحسب سي ان ان.

المرضى وصور شرايينهم

فيما كشفت دراستان نشرتا مؤخراً أن المرضى الذين يطلعون على صور المسح المقطعي لشرايين قلبهم المسدودة، يواظبون أكثر من غيرهم على تناول عقاقير "ستاتين" بغية تخفيض نسبة الكولستيرول السيء لديهم، وفي إطار هذين البحثين اللذين عرضا خلال الدورة الحادية والستين من المؤتمر السنوي للمعهد الاميركي لأمراض القلب الذي انعقد في وقت سابق في مدينة شيكاغو (ولاية إيلينوي، الشمال)، خضع المشاركون لفحوص بالمسح المقطعي لقياس نسبة تكدس الكالسيوم داخل شرايينهم، وعرضت على المشاركين الصور الواضحة والمفصلة للقلب والشرايين التي ألتقت بواسطة هذه التقنية، وأشار القيمون على هذه الأبحاث إلى أن المرضى الذين كانت شرايينهم الأكثر تضررا هم الذين امتثلوا للعلاجات والنظم الغذائية المخفضة للوزن، وتأتي هذه النتائج دالة جدا، إذ ان ما بين 20% إلى 50% فقط لا غير من المرضى الذين توصف لهم عقاقير "ستاتين" المخفضة للكولستيرول يتناولون الدواء بانتظام، بحسب الباحثين، وشرح الطبيب نوفي كاليا الذي أشرف على الدراستين قائلا أن "هذه المقاربة القاضية بعرض الصور على الأشخاص المعنيين، ساهمت في حثهم على اعتماد سلوكيات ونمط عيش من شأنها أن تخفف من نسبة الوفيات والأمراض الناجمة عن مشاكل في القلب والأوعية الدموية"، وكانت دراسات سابقة قد أظهرت تأثير صور المسح المقطعي للشرايين على سلوك المرضى، غير أن هذه الابحاث هي الأولى الموسعة التي تؤكد هذه الفرضية، وقد شملت هذه الأبحاث 2100 مريض خضعوا لمسح مقطعي قبل أن يجيبوا على أسئلة ذات صلة، وتبين أنه كلما زادت نسبة الكالسيوم في شرايينهم، زاد امتثالهم للعلاجات، وقد تم التوصل إلى نتائج مماثلة في إطار دراسة أجريت عن تأثير صور الشرايين في ما يتعلق بدفع المرضى إلى اعتماد نظام غذائي لتخفيض الوزن شملت 518 مشاركا. بحسب فرانس برس.

مكملات زيت السمك

من جهتها خلصت دراسة دولية الى أن مكملات زيت السمك التي تعرف باسم احماض اوميجا-3 الدهنية المستخلصة من اسماك مثل التونة والسلمون ربما لا يكون لها تأثير كبير في منع النوبات القلبية والجلطات في الاشخاص المصابين بالفعل بامراض القلب، وتوصلت الدراسة التي نشرت في دورية سجلات الطب الباطني الى عدم وجود اختلاف في عدد النوبات القلبية أو الجلطات أو الوفيات بسببها بين أكثر من 20 ألف مريض بالقلب جرى اختيارهم عشوائيا لتناول احد مكملات زيت السمك أو اقراص لزيت السمك بلا مادة فعالة، وتباينت نتائج البحث بشأن الفوائد المحتملة المتعلقة بالقلب لإحماض اوميجا الدهنية -وخصوصا النوعين اللذين يطلق عليهما (اي.بي.ايه) و(دي.اتش.ايه)- والتي يمكن الحصول عليها من مكملات زيت السمك أو من خلال تناول الاسماك، وتوصي هيئات طبية مثل الجمعية الامريكية للقلب بتناول مثل هذه الاسماك مرتين على الاقل اسبوعي، وقالت جوان مانسون رئيسة الطب الوقائي بمستشفى النساء في بوسطن والتي شاركت في كتابة تعليق مع الدراسة "هناك اعتقاد شائع بأن مكملات زيت السمك تمنع امراض القلب والاوعية الدموية وفي الواقع فان الادلة متضاربة وغير قاطعة". بحسب رويترز.

واضافت "انها قضية مهمة لان نسبة كبيرة من الناس يتناولون مكملات زيت السمك من دون استشارة الطبيب"، وجمع باحثون من كوريا نتائج 14 دراسة رصدت حالات لمصابين بامراض القلب تناولوا زيت السمك او اقراص بلا مادة فعالة دون ان يعرفوا ما يتناولونه لفترة امدت من عام الى خمسة اعوام، وشمل ذلك تقارير من الولايات المتحدة والهند وايطاليا والمانيا واماكن اخرى في اوروب، وكان اغلب المرضى من الذكور في الستينات من العمر في المتوسط، وتساوى المرضى الذين تناولوا مكملات زيت السمك في التعرض للاصابة بمشاكل في القلب أو حتى الوفاة مع المشاركين الاخرين في الدراسة الذين تناولوا ادوية بلا مادة فعالة احتوت على زيت نباتي أو مواد اخرى غير مرتبطة بصحة القلب، وقال سيونغ كوون ميونغ من المركز الوطني للسرطان في السان وزملاؤه انه لم تكن هناك ايضا اختلافات في الوفيات أو مشاكل القلب والاوعية الدموية الاخرى بين من تناولوا جرعات اعلى أو اقل من زيت السمك أو بين اولئك الذين تناولوا مكملات زيت السمك لمدة عام أو عامين أو لفترة اطول.

الكاري والازمات القلبية

على صعيد مختلف وجدت دراسة جديدة أن الكاري قد يساعد في عدم الإصابة بأزمات قلبية لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الشريان التاجي التحويلية، وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن باحثين في جامعة شيانغ ماي التايلاندية وجدوا أن نبات الكركم الذي يستخرج منه الكاري، قد يخفف من خطر إصابة الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الشريان التاجي التحويلية بأزمة قلبية، لدى تناوله مع الأدوية العلاجية التقليدية، وتجرى جراحة الشريان التاجي التحويلية، من أجل تحسين ضخ الدم إلى القلب، ويقول علماء إن الالتهابات تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بأمراض عدة، بينها أمراض القلب، لكن الكركم يؤثر في ذلك، فهو معروف بمزاياه المضادة للأكسـدة والمضادة للالتهاب، وقال الباحث بارات أغاروال، من مركز «اندرسون» للسرطان في تكساس، الذي درس استخدام الكركم في علاج السرطان، إن الكركم «مشجّع جداً جداً»، وشملت الدراسة 121 مريضاً خضعوا لجراحة الشريان التاجي التحويلية في المستشفى بين العامين 2009 و2001، وتناول نصف هؤلاء غراماً واحداً من الكركم أربع مرات يومياً، بدءاً من اليوم الثالث قبل الجراحة حتى اليوم الخامس بعده، ووجـد الباحثـون أن الأشخاص الذين يتناولون الكاري ينخفض لديهم خطـر الإصابة بأزمات قلبية بعد الجراحة بنسبة 65٪. بحسب يونايتد برس.

جهاز إنذار للنوبة القلبية

من جهة اخرى طوّر أطباء القلب في الولايات المتحدة جهاز إنذار للنوبة القلبية، يحذر صاحبه من اقتراب حدوث النوبة من خلال صفير أو اهتزازات، وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى أن كثيراً من ضحايا النوبات القلبية لا تظهر عليهم علامات الإنذار المبكر المعروفة مثل ألم شديد في الصدر أو تصبب العرق ولا يشعرون بشيء أكثر من ضيق خفيف، وآخرون يتجاهلون هذه العلامات أو يتعرفون عليها بعد فوات الأوان، والنتيجة أن ساعات ما تمر غالباً قبل سعيهم إلى مساعدة طبية، وبالنسبة للبعض هذا التأخير يكون قاتل، ويأمل مخترعو الجهاز المعروف باسم "إنجيل ميد جارديان سيستم" أن يقلل من معدل الوفيات بالنوبات القلبية إلى الربع، بتحذير مستخدمه بأسرع وقت ممكن، وهذا الأمر سيمكن الشخص من الذهاب إلى المستشفى ربما قبل ساعتين من حدوث النوبة، ما يقلل احتمال الوفاة والحفاظ على عضلة القلب، ويعمل الجهاز الجديد بالتقاط التغيرات البسيطة في الإشارات الكهربائية التي ينتجها القلب عندما يكون أحد الشرايين الرئيسية في خطر، يوشك أن تسده جلطة دموية.

منتجات الحليب قليلة الدسم

في سياق متصل أظهرت دراسة جديدة أن البالغين قادرون على التقليل من احتمال إصابتهم بالذبحة القلبية على المدى الطويل من خلال استهلاك منتجات الحليب قليلة الدسم، وذكر موقع «هيلثداي نيوز» أنّ فريقاً من الباحثين برئاسة سوزانا لارسون من معهد كارولينسكا، في ستوكهولم، أجرى دراسة توصل بنتيجتها إلى أن تناول منتجات الحليب قليلة الدسم يمكنه أن يقلل من احتمال الإصابة بذبحة قلبية، وذلك من خلال استطلاع شمل 75 ألف بالغ سويدي تابعهم الباحثون على مدى 10 سنوات، وقالت اختصاصية تغذية ومساعدة أستاذ التغذية السريرية في جامعة تكساس في دالاس لونا ساندون: «أعتقد أن هذه النتيجة منطقية، فعندما تتناول كميات أكبر من منتجات الحليب كاملة الدسم، ترتفع في جسمك نسبة الدهون المشبعة، وهي كما هو معروف نوع من الدهون التي تسهم في ارتفاع مستويات ما يعرف بالكولسترول السيئ، كما يؤدي تناول الدهون المشبعة إلى سد شرايين القلب والدماغ، ما يزيد احتمال الإصابة بالذبحة القلبية». وأظهرت الدراسة أنّ نحو 4100 شخص من بين الـ75 ألفاً أصيبوا بالذبحة، ووجد الباحثون علاقة بين تناول منتجات الحليب قليلة الدسم والتقليل من احتمال الإصابة بالذبحة، لكنهم لم يستطيعوا إثبات علاقة السبب والنتيجة المباشرة بينهم، وأشار الفريق إلى أن «خلاصة الموضوع هي أن الإكثار من تناول الدهون، أياً كان مصدرها، يزيد من خطر تصلّب الشرايين، وبالتالي من خطر الإصابة بذبحة قلبية»، لذلك نصَح بـ«تناول ثلاث حصص غذائية من منتجات الحليب للحصول على كمية كافية من الكالسيوم والبوتاسيوم، لكن في الوقت نفسه التأكد من أنها خالية من الدسم». بحسب يونايتد برس.

تقليص عضلة القلب

بدورها من المقرر أن تبدأ في مدينة ليفربول البريطانية عمليات استخدام الكهرباء لإحداث انكماش في قلوب المرضى الذين يعانون فشلا في عضلة القلب، وبهذه الطريقة يتم استخدام الكهرباء لتحفيز أحد الأعصاب المؤدية إلى القلب، وهو ما يعلق عليه الأطباء آمالا كبيرة في إعادة حجم عضلة القلب إلى وضعها الطبيعي وبالتالي زيادة العمر المتوقع للمريض، وتعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها تجربة تلك الوسيلة في علاج مرضى القلب من بني البشر، بعد أن أثبتت نجاحها في تمكين الفئران والكلاب المصابة بالمرض ذاته من العيش لفترة أطول، وسيجري إخضاع أول مريض لهذه العملية خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المعروف أن القلب يعمل على ضخ الدماء في أنحاء الجسد، وحينما يفشل في أداء هذه المهمة بكفاءة تبدو على المرء علامات الإنهاك الزائد وتسارع أنفاسه، وبعض المرضى يبدون وكأنهم يخوضون سباقا بينما هم جالسون على أريكتهم، ويعاني فشل القلب نحو 900 ألف مريض في المملكة المتحدة، ومن أبرز أسبابه ارتفاع ضغط الدم وموت عضلة القلب بعد السكتات القلبية أو بسبب العيوب الجينية، وتتضخم عضلة القلب تدريجيا حينما يمتلئ بالدم بسبب فشله في ضخ ما يصله من الدم، وتتزايد أعراض فشل عضلة القلب بتزايد حجمها.

ضوء النهار وتخفيف النوبة

من جانبها كشفت دراسة أنّ التعرض لضوء النهار قد يساعد في التخفيف من أضرار النوبة القلبية، وذكر موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنّ التعرض لضوء النهار قد يساعد في التخفيف من مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية أو المعاناة من أضرار دائمة بعد الإصابة به، وأضاف أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بالنوبة القلبية قد يشفون بسرعة أكبر في المستشفى إذا تعرضوا لضوء النهار، ونقل الموقع عن خبراء قولهم إنّ الإجابة على هذه المسألة تكمن في "الساعة البيولوجية" أو النظام اليومي المرتبط بالضوء والظلام والذي تنظمه بروتينات موجودة في الدماغ، وهي نفسها موجودة في القلب، ومنها (وهو الأهم) بروتين Period 2 الذي يؤدي دوراً حيوياً في تجنب الأضرار الناتجة عن النوبة القلبية، وأضاف الموقع أنّه خلال النوبة القلبية، لا يصل الأكسيجين، أو تصل كمية قليلة منه إلى القلب، فيستبدل هذا الأخير حينئذٍ "الوقود" الذي يستخدمه عادةً (أي الدهون) بسكر الغلوكوز، فإذا لم يحصل هذا التغيير في أيض القلب، يتضرر جراء موت الخلاي، وأشار إلى أنّ بروتين Period 2 حيوي لأجل حصول هذا التبديل في "الوقود" من الدهون إلى الغلوكوز، وبالتالي يزيد من فعالية أيض القلب، وذكر الموقع أنّ ضوء النهار يساهم في تفعيل هذا البروتين عند الحيوانات للتخفيف من أضرار النوبة القلبية، وأنّ دراسات أخرى ستحاول أن تفهم كيف يغير الضوء أيض القلب عند البشر لاستخدامه في علاج النوبات القلبية عند المرضى، ونشرت الدراسة في مجلة "طب الطبيعة" العلمية. بحسب يونايتد برس.

مخاطر التدخين والكوليسترول

من جهة اخرى يُعد التدخين وارتفاع معدلات الدهون بالدم أخطر العوامل المؤدية إلى الإصابة بأزمة قلبية، حيث أشارت الجمعية الألمانية لاضطرابات التمثيل الغذائي للدهون في مدينة ميونيخ، إلى أن الاثنين معاً يشكلان ثلثي المخاطر المؤدية إلى الإصابة بأزمة قلبية، وأوضحت الجمعية أن مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تتسبب في ضيق الأوردة، ما قد يؤدي إلى تكلس الشرايين، ومن ثمّ تحدث الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، بينما يُمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة الدهون المضرة في الدم المتمثلة في ارتفاع نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة «الكوليسترول الضار»، وكذلك في ارتفاع نسبة الغليسريد الثلاثي بالدم إلى حدوث ترسبات خطرة بالأوعية الدموية، ما يؤدي إلى انسداده، وبناءً على ذلك يتضاعف خطر التحميل على الأوعية الدموية لدى المدخنين، الذين ترتفع لديهم معدلات الكوليسترول الضار بالدم، لذا يُعد الإقلاع عن التدخين الوسيلة الأكثر فاعلية في التغلب على ذلك، حيث أوضحت الجمعية الألمانية أنه بمجرد الإقلاع عن التدخين تنخفض معدلات الدهون بالدم بشكل سريع، ومن ثمّ يقل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، علمًا بأن خطر الإصابة بالأزمات القلبية يقل بالفعل بعد 24 ساعة فقط من التوقف عن استقبال مادة النيكوتين بالجسم، بينما يقل خطر الإصابة بالأزمات القلبية عموماً بعد مرور عام كامل من الإقلاع عن التدخين بمعدل النصف، أما عن معدلات الدهون الطبيعية بالدم لدى الأشخاص البالغين وغير المعرضين لأية عوامل خطورة أخرى كالإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الوزن في منطقة البطن، فينبغي أن تقل القيمة الإجمالية للكوليسترول بالدم لديهم عن 200 ملليغرام/ ديسيلتر، بينما ينبغي أن تقل قيمة الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) عن 160 ملليغرام/ديسيلتر، أما قيمة الكوليسترول «المفيد» مرتفع الكثافة فينبغي ألا تقل عن 40 ملليغرام/ديسيلتر، وبالنسبة للغليسريد الثلاثي، فينبغي أن تقل عن 150 ملليغرام/ديسيلتر. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

انقاذ رضيع بقلب صناعي

فيما أنقذ أطباء ايطاليون حياة رضيع عمره 16 شهرا بزراعة أصغر قلب صناعي في العالم لإبقائه على قيد الحياة حتى تم العثور على متبرع بقلب، وقال الأطباء بمستشفى بامبينو جيسوفي روما إن العملية أُجريت في وقت سابق وأعلن عنها مؤخر، وعاش الطفل الذي لم يتم الكشف عن اسمه 13 يوما على القلب الصناعي قبل عملية زراعة القلب وهو الآن على ما يُرام، وكان الطفل يعاني من اعتلال عضلة القلب التمددي وهو مرض يسبب عادة تمددا أو اتساعا في أنسجة القلب وهو ما يُضعف القلب ويمنعه من القدرة على ضخ الدم بشكل فعال، وقال الجراح انتونيو اموديو "هذا حدث تاريخي" مضيفا انه في حين يجري الآن استخدام القلب الصناعي كإجراء مؤقت قبل زراعة قلب إلا أنه يمكن أن يكون دائما في المستقبل، وقبل عملية الزراعة أُصيب الطفل بعدوى خطيرة حول مضخة آلية كان قد تم تركيبها في وقت سابق لدعم عمل القلب الطبيعي، وقال الجراح "من وجهة النظر الجراحية لم يكن هذا يشكل صعوبة حقيقية. الصعوبة الوحيدة التي واجهناها هي أن الطفل خضع من قبل لعدة عمليات"، وتزن المضخة الصغيرة المصنوعة من التيتانيوم 11 جراما فقط ويمكن أن تضخ الدم بمعدل 1.5 لتر في الدقيقة، ويبلغ وزن القلب الصناعي للشخص البالغ 900 جرام، وقال الأطباء إن الجهاز الذي ابتكره الدكتور الأمريكي روبرت جارفيك لم يختبر من قبل إلا على الحيوانات.

خلايا تساعد قصور القلب

الى ذلك نجح علماء للمرة الاولى في اخذ خلايا جلدية من مرضى يعانون قصورا في القلب وقاموا بتحويلها الى انسجة يمكن استخدامها في علاج مرضهم، وقال العلماء -ومقرهم حيفا- إن اختبار هذا النوع من الانسجة سيستغرق عدة سنوات لكن النتائج تعني انهم يمكنهم في نهاية المطاف اعادة برمجة خلايا مرضى القلب لعلاج القصور، وقال ليور جيبشتاين من معهد تكنيون- للتقنية والذي قاد البحث "أظهرنا ان من الممكن اخذ خلايا جلدية من مريض مسن يعاني حالة متقدمة من قصور القلب وتحويلها في المعمل الي خلايا شابة تنبض بالصحة- تكون مماثلة لخلايا قلبه في مرحلة ما بعد الولادة"، وقال الباحثون الذين نشرت نتائج دراستهم في دورية القلب الاوروبية ان التجارب السريرية على التقنية الجديدة قد تبدأ في غضون عشر سنوات، ودرس العلماء خلايا جذعية من مصادر متنوعة على مدى اكثر من عشر سنوات أملا في الاستفادة من قدرتهم على تحويل هذه الخلايا الى تشكيلة واسعة من انواع اخرى من الخلايا لعلاج نطاق من حالات قصور القلب. بحسب رويترز.

وقصور القلب هو حالة ضعف لعضلة القلب بحيث تكون غير قادرة على ضخ الدم بكمية كافية في اجزاء الجسم، وهناك شكلان رئيسيان للخلايا الجذعية وهما الخلايا الجنينية التي تأخذ من الاجنة والخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات والتي تأخذ في الغالب من الجلد أو الدم، وقام فريق جيبشتاين باخذ خلايا جلدية من رجلين يعانيان قصورا في القلب وعمرهما 51 و61 عاما على الترتيب وقاموا بتحويل هذه الخلايا باضافة ثلاثة جينات ثم جزيء صغير يعرف باسم حمض الفالبرويك الى نواة الخلية، ووجد الفريق ان الخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات الناتجة عن هذه العملية كانت قادرة على التحول الى خلايا عضلية تعمل بنفس فعالية خلايا اخذت من متطوعين شبان اصحاء، وتمكن الباحثون بعد ذلك من تحويل الخلايا العضلية الى نسيج لعضلة القلب نما في المعمل جنبا الي جنب مع انسجة اخذت من القلب، وقالوا انه في غضون 24 إلي 48 ساعة بدأ نوعا الانسجة في النبض معا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/حزيران/2012 - 28/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م