سوريا... اقتتال داخلي ام مواجهة مع الارهاب؟

 

شبكة النبأ: بغض النظر عما يطلقه العالم على الصراع المتصاعد في سوريا فهو يبرر تحذيرا أطلقته الأمم المتحدة من حرب أهلية وشيكة بعد مذابح زادت خطر اتساع رقعة العنف الطائفي. ويقول محللون سياسيون إن عددا من العوامل القوية تهيء المسرح لاضطراب سيستمر لفترة طويلة  هو تحسن تنظيم وتسليح المعارضة والهجمات الانتحارية المدمرة التي تشنها جماعات مسلحة غامضة إلى جانب تزايد الاهتمام في دول مجاورة بتسليح الأطراف المختلفة. لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا سيترجم إلى صراع عسكري تقليدي بين أطراف متنافسة تسيطر على مناطق مختلفة أم إلى شكل ما من أشكال التمرد المكثف.

لكن المحللين يقولون إن التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في تصريح للصحفيين بعد ان ألقى كلمة في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي  كان مناورة مبررة لتنبيه القوى الخارجية إلى أنه إذا استمرت محاولات إجهاض التحركات من أجل إحلال السلام فسيحدث الأسوأ.

وقال فواز جرجس وهو أكاديمي مولود في لبنان "أرى أن الوضع في سوريا اليوم يشبه الوضع في لبنان في عام 1975" في إشارة إلى العام الذي انزلق فيه لبنان إلى حرب أهلية استمرت 15 عاما أشعلها التوتر الطائفي والصراعات بين القوى الإقليمية.

وقال جرجس وهو استاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "المذابح تسكب الزيت على نيران طائفية مشتعلة .. وإذا استمرت فستنزلق سوريا على الأرجح إلى صراع طائفي" في إشارة للتوتر المتنامي بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد والأغلبية السنية في البلاد. وأضاف "بمجرد انهيار جسور الثقة وبمجرد إراقة دماء كثيرة في المذابح تنقلب الجماعات على بعضها بين عشية وضحاها. وبهذا الشكل تماما بدأت الحرب الأهلية في لبنان."

وبشكل متزايد ترى المعارضة السورية ودول غربية وخليجية تسعى للإطاحة بالأسد أن خطة السلام التي وضعها كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية مآلها الفشل بسبب استخدام سوريا المستمر للقوة العسكرية لسحق المعارضة التي تتحول على نحو متزايد إلى معارضة مسلحة. وقال بان "خطر الحرب الأهلية (في سوريا) وشيك وحقيقي" مضيفا أن "الإرهابيين يستغلون الفوضى."

وقال إد بتلر الرئيس التنفيذي لشركة سالامانكا للاستشارات الأمنية وهو ضابط سابق برتبة بريجادير في القوات الخاصة البريطانية إنه يرى عددا من العوامل الداخلية والخارجية التي ستؤدي إلى تفجر حرب أهلية شاملة في سوريا. وتابع "العوامل الداخلية الرئيسية الثلاثة هي رضا الشعب (بذلك) وقدرات قوات المعارضة وقدرات الجيش السوري. الفظائع التي ارتكبت في الآونة الأخيرة أدت بلا شك إلى تزايد عدد الأصوات الراضية بين الشعب السوري لكننا نتساءل بشأن قدرة جماعات المعارضة."

وقال إن جماعات المعارضة أثبتت أنها منظمة بشكل جيد على المستوى المحلي لكنها تفتقر على ما يبدو إلى القدرات في مجال النقل والامداد التي تتيح لها الاندماج والتحول إلى قوة وطنية متماسكة وقادرة على تحدي الجيش الذي يفوق كثيرا من حيث العتاد قوة القوات المسلحة الليبية لمعمر القذافي في فبراير شباط 2011 .

ويرى آخرون أن قدرات بعض جماعات المعارضة تتزايد. وقال بول روجرز أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية إنه يظن أن تقييم بان يعكس إدراكا لتزايد الطابع العسكري للصراع وكذلك تراجعا في قدرة القوات الحكومية على السيطرة على كل أراضيها. وقال "ما يقوله بان في الحقيقة هو ان سوريا تتحرك على مسار من عصيان إلى تمرد مسلح إلى حرب أهلية ويرجع ذلك في جزء منه إلى العنصر المرتبط بالأراضي.. حيث لا تكون الحكومة المركزية قادرة على السيطرة على كل الأرض." وأضاف "في حروب كثيرة تؤدي سيطرة جماعات مسلحة ناشئة على اراض إلى صراع أكثر رسوخا عادة. وفي سوريا فإن عناصر المعارضة جيدة التنظيم وتتلقى امدادات جيدة حاليا وتلحق خسائر فادحة بالقوات الحكومية حتى وإن ظلت المعارضة ككل مفتتة."

والمصطلحات التي يستخدمها المجتمع الدولي لوصف الصراع في سوريا ليست مصطلحات نظرية تماما لأنها قد تؤثر على القدرة على تطبيق القانون الدولي الإنساني واحتمال ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب قضائيا.

وفي الثامن من مايو أيار قال جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع في حمص وفي محافظة إدلب هذا العام توفرت فيه المعايير الثلاثة التي تضعها الوكالة لصراع مسلح غير دولي وهي الشدة والمدة الزمنية ومستوى تنظيم المعارضة التي تحارب قوات حكومية.

ويعني تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إمكانية تطبيق القانون الدولي الإنساني - الذي جسدته معاهدات جنيف التي تحدد قواعد الحرب - على الحكومة والمعارضة في بعض المناطق في سوريا. ويلزم القانون بالمعاملة الإنسانية لمن يسقطون في يد العدو وتقديم الرعاية للجرحى والمرضى. لكنه يعني أيضا أن من حق الأطراف في صراع داخلي مهاجمة الأهداف العسكرية.

وقال ضابط عسكري غربي كان يقدم المشورة لحكومة دولة غربية كبرى أثناء حرب البوسنة عند سؤاله عما إذا كان الصراع في سوريا أصبح حربا أهلية إنه يرى أن هدف تصريح بان دبلوماسي أكثر منه قانوني. وقال إنه وسيلة لافتة للانتباه لتحذير العالم من أن "الأمور ستصبح أسوأ بكثير" في غياب مزيد من الضغط الفعال على الطرفين. وقال الضابط الغربي "لا توجد علامة على استعداد أي من الطرفين للاستسلام ومن المؤكد أنه لا توجد علامة على أن الحكومة تدرك خطورة الوضع في البلاد." بحسب رويترز.

وقال روجرز إنه توجد الآن في سوريا مجموعات معارضة متفرقة ولكن نشطة من المسلحين الجهاديين اكتسبت خبرات من المواجهة مع الجنود ومشاة البحرية الأمريكيين المدربين تدريبا عاليا والمسلحين بشكل جيد في العراق في منتصف العقد الماضي. وأضاف "هذا أحد العواقب الخطيرة بشكل خاص ... للحرب في العراق ومن المرجح أنه سيسبب تعقيدات شديدة لأي محاولة لإنهاء الصراع."

حرب أهلية

من جهتها قالت وزارة الخارجية السورية إن تصريحات إيرفيه لادسو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام بأن سوريا الآن في حرب أهلية وصف للصراع لا ينسجم مع الواقع. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بيان وزارة الخارجية قوله "الحديث عن حرب أهلية في سوريا لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري لأن ما يجري في سوريا حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقا للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر ومستقبل الشعب السوري."

وكان رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة ايرفيه لادسو قال ان الصراع الذي بدأ قبل 15 شهرا في سوريا تحول الى حرب اهلية كاملة تحاول الحكومة فيها استعادة مساحات واسعة من المدن سيطرت عليها المعارضة. وهذه أول مرة يعلن فيها مسؤول كبير بالأمم المتحدة أن الصراع السوري حرب أهلية.

ووصف دبلوماسي في مجلس الأمن تصريحات لادسو بأنها "شديدة الأهمية" وقد يكون لها تأثير على مناقشات المجلس بشأن الخطوات التالية بخصوص الصراع. وقالت الخارجة السورية ان "سوريا لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لإستئصال آفة الارهاب ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة."

اضافت "انه تبعا للقانون الدولي وللتفاهم الاولي الذي تم توقيعه بين سوريا والامم المتحدة...فان من واجب السلطات السورية التصدي لهذه الجرائم وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها." ومضت تقول "سوريا تعيد تأكيدها على احترامها لخطة عنان واستعدادها لتنفيذها وعلى ضرورة ان يتخذ المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة موقفا حاسما ضد الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة والتأكيد على ضرورة وقف أي دعم عسكري او مالي تقدمه اوساط اقليمية ودولية لهذه المجموعات الارهابية التزاما بقرارات مجلس الامن الداعية الى تظافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة آفة الارهاب."

وكانت الخارجية السورية قالت ان الولايات المتحدة "تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسوريا ودعمها المعلن للمجموعات الارهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سوريا." واعتبرت الخارجية السورية في بيان ان التصحريات الامريكية "تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الارض وتشجع المجموعات الارهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والارهاب." بحسب رويترز.

وقال مسؤولون امريكيون واوروبيون إن تصاعد العنف في سوريا حدث بسبب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لمنعه من فرض عقوبات على دمشق لاجبارها على وقف الهجوم على الانتفاضة. وحذر الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون من أن خطر تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية وشيك.

تحول التكتيكات

فيما قال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي إن العنف في سوريا يتفاقم إذ صعد الجيش هجماته على المراكز المدنية واتجهت المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية السورية.

وقال المكتب الصحفي لبان في بيان "يعبر الأمين العام عن بالغ قلقه للتصعيد الخطير للعنف المسلح في انحاء سوريا خلال الأيام القليلة الماضية والمخاطر الشديدة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تتعرض للقصف." وأضاف البيان قوله "يجب ان تتوقف إراقة الدماء والمعارك على الفور." وقال البيان ان مراقبي الأمم المتحدة العزل في سوريا أبلغوا عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.

واضاف المكتب قوله "العمليات العسكرية المكثفة للحكومة ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من انباء عن قصف مراكز سكانية اخرى وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان." وقال البيان "يؤكد الأمين العام أهمية وصول قوة المراقبين التابعة للامم المتحدة بلا قيد إلى الحفة وسط انباء عن حشد للقوات الحكومية حول البلدة." بحسب رويترز.

وتابع البيان بقوله ان قوة المراقبين التابعة للامم المتحدة تراقب أيضا "الهجمات المخططة والمنسقة (للمعارضة) على القوات الحكومية والبنية التحتية المدنية في العديد من الأماكن."

وقال بيان الأمين العام ان "العنف على وجه الإجمال يشتد مع تحول التكتيكات." واضاف ان بان حث الجانبين على الوفاء بالتزامهما بالسلام بموجب خطة الوسيط الدولي كوفي عنان للسلام التي قبلاها في وقت سابق من هذا العام. وقال البيان "يستنكر الأمين العام هذا التصعيد للعنف المسلح ولا سيما قصف المراكز السكانية والهجمات على البنية التحتية المدنية من قبل كل الأطراف وهو ما يعطل تقديم الخدمات الأساسية ويتسبب في تفاقم الأزمة الانسانية." وحث الأمين العام "كل البلدان التي لها نفوذ على احد الجانبين بإقناعهم بإعلاء أمر رفاهية السوريين أولا والتراجع عن حافة الهاوية والتفكير في العواقب المدمرة التي يسببها تزايد العنف لشعب سوريا والبلد والمنطقة."

من أجل سوريا

الى ذلك يصوره خصومه على أنه جزار تقطر من يديه دماء الالاف الذين قتلوا خلال الحملة التي يشنها للحفاظ على حكم اسرته لسوريا المستمر منذ اربعة عقود. لكن الرئيس بشار الاسد الذي تغلب على ما اعتبرها البعض موجة لا يمكن وقفها من الاحتجاجات الشعبية يقول انه يقاتل لانقاذ البلاد من "ارهابيين" تدعمهم قوى اجنبية يسعون لهدم الدولة.

وفي مواجهة ضغوط دولية بسبب مذابح مزعومة ودعوات بضرورة اتخاذ اجراء عاجل لمنع انزلاق سوريا إلى حرب اهلية شاملة قال الاسد امام البرلمان "لا مبرر للارهاب تحت اي ذريعة او عنوان ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه ولا تسامح الا مع من تخلى عنه وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تلوث يداه بالدماء."

وقال الاسد (46 عاما) وهو طبيب عيون خلال ظهور نادر قارن فيه نفسه بجراح يجري جراحة لانقاذ حياة شخص انه لا يوجد إنسان عاقل يحب الدماء. واضاف "عندما يدخل الطبيب الجراح إلى غرفة العمليات ويفتح الجرح وينزف الجرح ويقطع ويستأصل ويبتر .. ماذا نقول له تبت يداك هي ملوثة بالدماء أم نقول له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض." وورث الاسد السلطة عن ابيه بعد رحيله عام 2000 بعد ثلاثة عقود من الحكم ولم تظهر عليه علنا علامات على القسوة أو الجاذبية أو الوعيد التي اعتمد عليها حكام مستبدون آخرون في الشرق الأوسط لقمع الاحتجاجات.

وكان احد المناصب العامة القليلة التي تولاها قبل ان يقفز إلى دائرة الضوء بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في حادث سيارة عام 1994 منصب رئيس الجمعية السورية للحاسب الالي. ويلقي الاسد خطاباته دائما بأسلوب غير مثير وهادئ.

وقال الاسد في خطابه "أنا أؤكد أن انتهاء هذا الوضع قريب بغض النظر عن التآمر الخارجي ولن نسمح للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا شيئا لم يكتبه التاريخ من قبل وهو أن السوريين يوما دمروا وطنهم بأيديهم." لكن تقديرات الأسد المتفائلة تقف في مواجهة المبعوث الدولي الخاص كوفي عنان والأمين العام للامم المتحدة بان جي مون وعدد من زعماء العالم الذين يحذرون من ان شبح انزلاق سوريا إلى حرب اهلية شاملة ربما تتجاوز حدودها يلوح في الأفق بدرجة أكبر.

لكن قاعدة سلطة الاسد التي تتركز حول ابناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها وأجهزة مخابرات متعددة والجيش لم تهتز كثيرا تحت وطأة العنف المتزايد والانهيار الاقتصادي والعزلة الدولية. وربما أغضبت المعارضة رسائل الكترونية سربتها صحيفة جارديان البريطانية في مارس آذار أظهرته وهو يمزح مع زوجته بشأن اصلاحاته السياسية ويقوم بتحميل اغنيات من موقع اي تيونز في الوقت الذي كان الجيش يقصف فيه مدينة حمص لكنها في الوقت نفسه عكست حالة من الاطمئنان والثقة لدى الرئيس السوري.

وقال سياسي لبناني زار دمشق في يناير كانون الثاني ان الرئيس السوري كان يتناول العشاء في احد مطاعم دمشق الراقية بينما كانت قوات المعارضة تقاتل قوات الامن في ضواح على بعد نحو خمسة كيلومترات فقط. وطوال الازمة لم تتغير رسالة الاسد عن مضمونها الرئيسي وهو انه سيسحق اي معارضة مسلحة وسيقدم اصلاحات بشروطه وبالايقاع الذي يحدده. ويقول المعارضون ان الاصلاحات التي اجريت حتى الان والتي تتضمن انهاء حالة الطوارئ ومنح الجنسية لآلاف الاكراد واصلاحات دستورية خففت قبضة حزب البعث على السلطة ليست اكثر من مبادرات خاوية قوضها استمرار عمليات القتل والاعتقال.

وأعاد تعديل دستوري فقرة تتطلب ألا يقل عمر الرئيس عن 40 عاما وهو شرط جرى تعديله على عجل عام 2000 للسماح لبشار الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 34 عاما بتولي الحكم.

ومع توليه الحكم طرح الاسد فكرة اصلاح احدى اكثر الدول العربية خضوعا لقبضة محكمة واشرف على توجه لم يستمر طويلا نحو الحرية السياسية قبل ان يتلاشى "ربيع دمشق" وسط موجة من القمع والاعتقال. كما عزز الاسد تحالف ابيه الاستراتيجي مع ايران ودعم حركات اسلامية من بينها حركة حماس وحزب الله الشيعي اللبناني.

وانهى الاسد نحو ثلاثة عقود من الوجود العسكري السوري في لبنان المجاور تحت ضغوط دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. لكن انهيار الحكومة اللبنانية الموالية للغرب بقيادة سعد الحريري العام الماضي كان احدث علامة على ان الاسد استرد نفوذه في لبنان. وعلى الرغم من دعمه للنشطاء المعادين لاسرائيل بدأ الاسد محادثات سلام غير مباشرة معها على الرغم من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لمرتفعات الجولان منذ عام 1967 وابقى الجبهة هادئة بين البلدين. بحسب رويترز.

وفي الداخل بدأ الاسد تحرير الاقتصاد مخففا السيطرة المركزية التي استمرت لعقود وفاتحا الباب امام استثمارات اجنبية محدودة. لكن في حين حقق المحيطون به ومن بينهم ابن خاله رامي مخلوف لثروات طائلة لم يحصل السوريون العاديون على كثير من المكاسب. كما حافظ هيكل أجهزة الامن السورية القائم على المحاباة على حكم أسرة الأسد في خضم التهديدات الاخيرة حيث يقود شقيقه ماهر الحرس الجمهوري بينما يشغل صهره آصف شوكت منصب نائب رئيس اركان القوات المسلحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/حزيران/2012 - 26/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م