حروب الإنترنت... معارك شرسة وخسائر مكلفة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو أن عصر حروب الإنترنت قد بدأ والذي بزغ بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ تحولت حرب الإنترنت من الخيال العلمي إلى واقع،  حيث ارتفاع عدد الهجمات عبر الإنترنت المثيرة للقلق بكونها تمهد لصراعات شرسة في المستقبل؛ إذ إن السهولة التي تطبع عملية تجميع الوسائل التي تخاض بها هذه الحرب، بحيث لا تتطلب كثيرا من الموارد البشرية او المادية عكس الحرب ميدانية التي تتطلب مليارات الدولارات، والكثير من الناس والموارد الأخرى. إذ تكمن أهداف هذا الصنف الجديد من الحروب بالبنية التحتية للأمة لأن الشبكة الإلكترونية تمتزج بحياتنا اليومية أكثر فأكثر، ولهذا السبب أقامت العديد من البلدان وكالات هدفها المراقبة والتأكد من أن البنية التحتية الحساسة محصنة ضد الهجمات عبر الإنترنت، وعلى الرغم من أن الكثير من البلدان بدأت تعي خطورة هذا النوع من الحروب، وبالتالي أخذت تحصن نفسها لمواجهتها، وفي ذات الصدد ذكر بعض المحللين الأمنيين التابعين للفرع الأوربي بأن هناك على الأقل خمسة بلدان من المعروف أنها تسلح نفسها استعدادا لهذا الصنف من الصراعات، وهذه البلدان هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وكوريا الشمالية، ومعلوم كذلك أن لدى الولايات المتحدة كتيبا عمليا يفصل في القواعد والإجراءات التي ينبغي الالتزام بها لخوض حرب إنترنت. ومن المعروف كذلك أنها استخدمت أساليب قرصنة أثناء حملتها في العراق، وهي نفس الأساليب التي تنتهجها من أجل إحكام رقابتها الأمنية على الصعيد القومي ومع إيران أيضا، وقد تبين من الدوافع التي أدت إلى شن مثل هذه الهجمات أنها كلها نابعة من أغراض سياسية، حيث بدأت العديد الدول تعد العدة للتصدي لهذه الهجمات ولشن أخرى مضادة عبر الإنترنت، فأصبحت تنذر ببزوغ عصر حروب الإنترنت في المستقبل القريب.

أسلحة ذكية

فقد يفضي التقدم الكبير في تكنولوجيا حرب المعلوماتية قريبا الى تطوير جيل جديد من "الاسلحة المعلوماتية الذكية"، ويحذر كبار الخبراء في تكنولوجيا الدفاع من انه لن يمكن وقفها نظريا، وقال إن تيوغو خبير تكنولوجيا المعلومات في مركز الدفاع المعلوماتي التابع لحلف شمال الاطلسي في تالين خلال المؤتمر السنوي الرابع للمركز "ان التطور السريع في (تكنولوجيا) المعلوماتية قد يفضي الى اسلحة معلوماتية ذكية يصعب السيطرة عليها ومن شبه المستحيل استخدام اساليب للتحقق من سلامة الاسلحة المعلوماتية الذكية من قبل مستخدميها"، كما حذر من انه يمكن للبرامج التي يتم تطويرها للتصدي لفيروسات مثل ستاكسنت ان تحدث مفعولا مستقلا وأن تثير بنفسها نزاعات، واضاف "لهذه البرامج استقلالية ويمكنها العمل بشكل مستقل وقد يصبح من الصعب التحكم بها في وقت من الاوقات"، وقال المار تام مدير مركز الدفاع المعلوماتي في حلف شمال الاطلسي "ان فيروسي ستاكسنت وفلايم اظهرا جانبا من الشبكة المعلوماتية لا يفكر فيه المستخدم العادي لكنه سيطرح تحديات عديدة للخبراء الذين يتعاملون مع مسائل جوهرية تتعلق بحماية البنى التحتية". بحسب فرانس برس.

واضاف تام "ان عدد النزاعات الالكترونية في ازدياد ومن المهم ان ندرك الجهات التي تقف وراءها وكيف يمكن تصنيف الاحداث والجهات الضالعة وكيفية تفسير كل هذه الامور" مشيرا الى ان المسؤولين الغربيين تاخروا في ادراك وجود تهديدات الكترونية، واشار خبراء في المؤتمر الى ان الصين وروسيا رفعتا قدراتهما على مواجهة اي تهديد الكتروني في السنوات الماضية من خلال انشاء وحدات جديدة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، من جهته قال كنيث غيرز الخبير الاميركي في الدفاع الالكتروني امام 400 خبير في تكنولوجيا المعلومات ان "الدعاية لا تزال السلاح الاقوى اليوم على الشبكة الالكترونية، الفرصة لاستخدام الانترنت من اجل بث رسالة"، وقال كير جيلز مدير مركز دراسة النزاعات في جامعة اوكسفورد انه يبدو ان بعض القادة الروس "يعتقدون حقا ان الولايات المتحدة مسؤولة من خلال شبكة الانترنت عن تحريك تجمعات المعارضة التي جرت مؤخرات في اعقاب الانتخابات الرئاسية في روسيا".

الهجمات الالكترونية

فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يقف وراء ازدياد الهجمات الالكترونية ضد البرنامج النووي الايراني وذلك حتى بعد اكتشاف امر الفيروس المعلوماتي القوي ستاكسنت في 2010، وقالت الصحيفة ان هذه الهجمات التي بدأت في عهد جورج بوش تحت الاسم المرمز "اوليمبيك غيمز"، هي الاولى بهذا الحجم التي اطلقت في الولايات المتحدة ضد بلد ما، واستخدم البرنامج رموزا مؤذية وضعتها اسرائيل، كما اضافت الصحيفة التي اوضحت ان مقالها يستند الى سلسلة من المقابلات اجريت طيلة 18 شهرا مع مسؤولين اميركيين واوروبيين واسرائيليين سابقين وحاليين، وانه مستوحى من كتاب الصحافي ديفيد سانغر الذي يتناول "حروب اوباما السرية"، والهجمات الالكترونية التي تهدف الى منع طهران من صنع السلاح النووي وتجنب هجوم وقائي تشنه اسرائيل ضد ايران، اربكت منشأة نطنز النووية في ايران، بحسب الصحيفة، لكن مسؤولين كبارا في الادارة الاميركية فكروا في وضع حد لها بعدما "تسرب" من المنشأة عنصر من البرنامج صيف العام 2010 ليظهر في الانظمة المعلوماتية لدول اخرى، كما اكدت نيويورك تايمز، لكن اوباما امر اخيرا بمواصلة الهجوم، وبعد اسبوع على اكتشاف الفيروس ستاكسنت، وضعت صيغة جديدة من البرنامج ما بين الف الى خمسة الاف جهاز طرد مركزي ايراني في تلك الفترة خارج الخدمة موقتا. بحسب رويترز.

واشتبه الخبراء لفترة طويلة في ان الفيروس ستاكسنت هو من عمل الولايات المتحدة واسرائيل، لكن ايا من البلدين لم يقر بذلك على الاطلاق، ورفض المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جون كيربي الجمعة التعليق بالتفصيل على مقال نيويورك تايمز، لكنه اعلن ان الرئيس اوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا جعلا من الهجمات الالكترونية اولوية، وقال المتحدث "كما قلنا مرارا، وكان الرئيس ووزير (الدفاع) واضحين في هذا الشان، فان الهجمات الالكترونية تشكل مجالا ينبغي علينا مراقبته واعادة تقييمه باستمرار، ويتعين علينا ايضا ان نحاول توسيع مروحة الخيارات التي في حوزتنا في المجال الالكتروني"، ويأتي مقال نيويورك تايمز في حين اعلن الناشر الروسي للبرامج المضادة للفيروسات "كاسبرسكاي لاب" الاثنين انه كشف فيروسا جديدا ذات قدرة تدميرية لا تضاهى اطلق عليه اسم "فلايم" (الشعلة) ويستخدم "كسلاح الكتروني" ضد عدة دول.

تفادي حرب عبر الانترنت

الى ذلك قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا إن الولايات المتحدة والصين لديهما قدرات متطورة في مجال الهجمات على شبكات الكمبيوتر ويتعين عليهما أن تعملا معا لتفادي حسابات خاطئة قد تؤدي الي صراع، ومتحدثا اثناء استقباله نظيره الصيني ليانغ قوانغ ليه -الذي يقوم بأول زيارة لوزير دفاع صيني الى الولايات المتحدة في تسع سنوات- دافع بانيتا عن التحول في التركيز الاستراتيجي للجيش الامريكي الى اسيا قائلا ان الهدف هو مساعدة اصدقاء امريكا على تطوير القدرة على التصدي للتحديات المشتركة التي يواجهونها وان واشنطن تريد نفس النوع من الروابط مع بكين، واضاف بانيتا قائلا "الولايات المتحدة والصين قوتان في منطقة الباسفيك وهدفنا هو اقامة علاقة بناءة للمستقبل... من الضروري لبلدينا ان يتواصلا بشكل فعال بشان نطاق عريض من المسائل الصعبة جدا، وناقش بانيتا وليانغ -الذي يرأس وفدا يضم 24 من كبار المسؤولين العسكريين الصينيين- الفضاء الالكتروني والاسلحة النووية وكوريا الشمالية وقضايا اخرى ذات اهتمام متبادل اثناء محادثاتها في مقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بهدف وضع الروابط العسكرية بين البلدين المضطربة في معظم الاحيان في اطار أكثر استقرارا، ودعا ليانغ نظيره الامريكي الي زيارة الصين في النصف الثاني من العام وقبل بانيتا الدعوة. واتفق الجانبان ايضا على اجراء مناورة مشتركة لمكافحة القرصنة في خليج عدن في وقت لاحق من هذا العام، وفي المؤتمر الصحفي رفض ليانغ تلميحات الى ان الهجمات على شبكات الكمبيوتر التي تستهدف الولايات المتحدة تأتي بشكل مباشر من الصين. بحسب رويترز.

وقال ان بانيتا اتفق معه في الرأي على انه لا يمكن ارجاع جميع الهجمات الالكترونية على الولايات المتحدة الى الصين وان الجانبين ناقشا سبل التعاون في مجال امن شبكات الكمبيوتر، وقال بانيتا ان دولا وقراصنة اخرين متورطون في هجمات الكترونية على الولايات المتحدة والصين، ومضى قائلا "لكن الولايات المتحدة والصين كلتيهما طورتا قدرات تكنولوجية في هذا المجال ومن المهم للغاية ان نعمل معا لتطوير سبل لتفادي أي حسابات او اعتقادات خاطئة قد تؤدي الى ازمة، وتناول الوزيران ايضا في محادثاتهما مسائل شائكة مثل البرنامج النووي لكوريا الشمالية وجهود الدفاع الصاروخي الامريكية ومبيعات السلاح الامريكي الى تايوان والمواجهة بين الصين والفلبين بشان جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وبرنامج التطوير العسكري للصين، وزار الوفد الصيني قاعدة البحرية الامريكية في سان دييجو حيث ناقشوا مكافحة القرصنة مع قائد عسكري امريكي عاد مؤخرا من عمليات لمكافحة القرصنة في خليج عدن، ومن المقرر ان يزور الوفد ايضا مقر القيادة الجنوبية الامريكية في فلوريدا والاكاديمية العسكرية الامريكية في وست بوينت في نيويورك.

اختراق  مواقع الحكومة اللبنانية

في حين اخترقت مجموعة يطلق عليها اسم "ارفع صوتك" 15 موقعا تابعا للحكومة اللبنانية مطالبين بتحسين مستوى المعيشة وانهاء نقص واسع النطاق في الكهرباء والمياه، وحقق الاقتصاد اللبناني نموا في السنوات القليلة الماضية لكن هذا النمو لم يترجم الى تحسن في الخدمات العامة الاساسية ومشاريع البنية الاساسية. ويلقي الكثير من الناس باللوم على الفساد والخلافات السياسية في تدني الخدمات وارتفاع الاسعار، وجاء في رسالة من الجماعة والتي وضعت على موقع وزارة العدل على الانترنت "لن نتوقف حتى يتم رفع مستوى المعيشة الى حيث ينبغي ان يكون في لبنان، ونشر مع هذا النص رسم لرجل سمين يرتدي حلة في رمز للحكومة يطعمه بالملعقة رجل نحيف لا يرتدي سوى ما يستر به عورته في رمز للشعب اللبناني، وقالت أيضا رسالة الجماعة "لن نتوقف حتى يتم حل هذه الحكومة التي صنعت بنفسها (المشاكل) مثل نقص الكهرباء ونقص المياه وارتفاع اسعار الغاز وارتفاع اسعار الطعام، كما تم اختراق مواقع الوكالة الوطنية للانباء والرئاسة ووزارات الطاقة والمياه والعدل والشؤون الخارجية، وبعد استعادة موقع وزارة الطاقة والمياه وضع جبران باسيل ردا على المخترقين وألقى باللوم على سلفه وهو عضو في حزب الله الذي تولى منه باسيل منصبه في 2009 في الانقطاع اليومي للكهرباء والمياه، وقال انه عندما تولى الوزارة كانت مثل "كرة نار" مضيفا "هم رأوا في النار حريقا لنا ونحن رأينا في النار طاقة للبلاد. بحسب رويترز.

وخطط باسيل لتزويد البلاد بالكهرباء طوال 24 ساعة بحلول 2014 وقال في رده اليوم انه وضع "خطة انقاذ القطاع تعتمد للمرة الاولى بتوافق الجميع، وكثيرا ما يصيب الشلل حكومة لبنان الذي يبلغ عدد سكانه اربعة ملايين نسمة بسبب الخلافات بين اعضائها المختلفين دينيا وسياسيا والكثير منهم في أحزاب تشكلت خلال الحرب الاهلية التي استمرت 15 عاما، ووصفت جماعة "ارفع صوتك" نفسها في المواقع المخترقة بأنها "ببساطة مجموعة من الناس الذين لا يمكن ان يجلسوا بصمت ومشاهدة كل الجرائم والظلم الحاصل في لبنان.

المواقع الدينية والإباحية

من جهة أخرى قالت شركة "سيمنتك" الأميركية لمكافحة الفيروسات على الإنترنت، إن المواقع الدينية أكثر عرضة لالتقاط الفيروسات من المواقع الإباحية، وأوضحت الشركة ومقرها ماونتن فيو في كاليفورنيا، في تقرير حول التهديدات لأمن الإنترنت في العام 2011، أن متوسط عدد التهديدات على الموقع الديني مثل الإعلانات الزائفة، يبلغ 115 مقارنة بـ 25 في الموقع الإباحي، ولكنها أضافت أنه "من الواضح أن عدد المواقع الإباحية أكبر بكثير من المواقع الدينية ما يعني أن الحجم النهائي للتهديدات أكبر لدى الأولى منها لدى الثانية"، وجاء في تقرير الشركة، أنها أحبطت في العام 2011، 5.5 مليار هجوم إلكتروني، في زيادة بنسبة 81% عن العام 2010، وأن الهجمات التي تصدر عن مواقع ازدادت بنسبة 36% أي أكثر من 4500 هجوم جديد يومياً، وتم اختراع 403 أنواع جديدة من الفيروسات في العام 2011، أي في زيادة بنسبة 41% عن العام الأسبق، وأشارت إلى أن عدد الرسائل المزعجة على البريد الإلكتروني تراجعت بنسبة 13% في العام 2011 عن مستويات العام 2010، وقالت الشركة إن 39% من الهجمات الخبيثة غبر الإنترنت تعتمد رابطاً لصفحة على الإنترنت. بحسب يونايتد برس.

نظام غوغل

من جهتها اعلنت شركة محرك البحث الالكتروني غوغل عن نظام انذار جديد يحذر مستخدمي غوغل الذين تعتقد انهم يخضعون لهجمات من جهات رقابية حكومية عليهم، وقالت الشركة الامريكية إنها ستضع لافتة تنبه الى الخطر عندما يدخل المستخدمون إلى حساباتهم في غوغل، وسيقترح الرابط المرفق بها حلولا لحماية قاعدة بيانات المستخدمين من القرصنة مثل استخدام كلمات سر أكثر تعقيدا او اقتراح اجراء تحديثات في نظام عمل الكومبيوتر، ولم تعلن الشركة عما سيتسبب بدقة في ظهور مثل هذه التحذيرات، "لا نستطيع ان نخوض في التفاصيل دون اعطاء معلومات ستكون مفيدة لهؤلاء الفاعلين السيئين، الا أن تحليلنا المفصل - فضلا عن تقارير الضحايا انفسهم - تشير بقوة الى تورط دول او جماعات ترعاها الدول، اريك غروس نائب رئيس غوغل لشؤون هندسة نظم حماية الكومبيوتر، الا انها قالت إن ذلك سيعتمد فقط على اعتقاد الشركة ان المستخدم ربما بات هدفا لبرامج ضارة او برامج "تصيد" تقوم بالتقاط بعض معلوماته الشخصية من اطراف تدعي انها مصادر موثوقة، وكتب اريك غروس نائب رئيس غوغل لشؤون هندسة نظم حماية الكومبيوتر في مدونته " قد تتساءل كيف نعرف ان مثل هذا النشاط يتم برعاية دولة"، واضاف "لا نستطيع ان نخوض في التفاصيل دون اعطاء معلومات ستكون مفيدة لهؤلاء الفاعلين السيئين، الا أن تحليلنا المفصل - فضلا عن تقارير الضحايا انفسهم - تشير بقوة الى تورط دول او جماعات ترعاها الدول"، واشار تقرير لجماعة "مراسلون بلا حدود" صدر مؤخرا الى عدد من الحالات لما يقول التقرير انها كانت هجمات تدعمها دول خلال العام الماضي، وقال التقرير إن احدى الحالات شملت مستخدمين من روسيا البيضاء حاولوا الدخول الى شبكة اجتماعية محلية بيد انه اعيد توجيههم من قبل من يقدم لهم خدمة الانترنت الى مواقع تحتوي على برامج ضارة، واضافت الجماعة ان محاولات لـ "تصيد" اسماء حسابات وكلمات سر مستخدمين في شبكات التواصل الاجتماعي تم رصدها في سوريا وايران.

كلمات السر

على صعيد أخر اعلن موقع المدونات الصغرى "تويتر" انه يحقق لمعرفة كيف ان كلمات سر لعشرات الاف مستخدميه تسربت الى الانترنت على موقع تبادل الملفات "بايستبين.كوم، ويبدو ان معلومات تتعلق بما لا يقل عن 35 الف حساب وقعت ضحية هذا التسرب على ما جاء في رسالة بثتها تويتر عبر خدمتها الخاصة، واوضحت "تويتر"، "نحن ندرس الوضع وارسلنا كلمات سر جديدة الى الحسابات المعنية"، واللائحة التي بثت عبر "بايستبين" كانت تحوي خصوصا حسابات رسائل الكترونية غير مرغوب بها ومعلومات شخصية غير صحيحة. بحسب فرانس برس.

اختراق لينكدين

على الصعيد نفسه أعلن "لينكدين"، عملاق شبكات التواصل الاجتماعي للمحترفين على الإنترنت، عن كشف 6.5 مليون كلمة مرور سرية password، بعد نشر "هاكرز" روس للائحة ضخمة من تلك الأرقام السرية، تزامناً مع كشف موقع إلكتروني آخر عن تعرضه كذلك لقرصنة إلكترونية، وكان موقع "لينكدين" قد أكد في أن بعض الأرقام المسروقة والمنشورة تتطابق وأرقام مستخدميه، ولم يكشف الموقع عن أي معلومات إضافية عن كيفية تعرض الأرقام السرية للسرقة، أو حجم الضرر، واكتفى بالإشارة إلى "تحقيقات مستمرة" في هذا الشأن، ويعتبر الموقع الإلكتروني من أضخم الشبكات الاجتماعية المهنية، حيث يصل عدد مستخدميه 100 مليون مستخدم، ونشر "الهاكر" الأرقام السرية المقرصنة في منتدى روسي لتحليل شفرة الأرقام السرية التي كانت مشفرة بنظامي تشفير SSL وTLS، وقد أكدت مجموعة من المواقع التقنية صحة الأرقام السرية المسروقة، وقالت شركة "سوفوس" لأمن الإنترنت إن بعض الأرقام السرية المنشورة تعود لباحثين أمنيين يعملون لديها. بحسب السي ان ان.

ويشار إلى أن "الهاكر" لم يكشف سوى عن كلمات السر، وليس اسم المستخدمين بالموقع، وسط انتقاد خبراء للموقع باستخدامه نظام تشفير بال لتأمين المعلومات الشخصية لمستخدميه، ووفقاً لخبراء أمن المعلومات فإن كلمات السر المخترقة تحتوي فقط على كلمات السر المشفرة بخوارزمية التشفير المعروفة باسم "إس هتش أيه-1" (SHA-1)، ودعوا المواقع الإلكترونية الكبرى لإضافة نظام أمني آخر يعرف بـ"سولت، وينصح الخبراء المستخدمين بتغيير كلمات السر الخاصة بحساباتهم على (لينكدين) فوراً، وحذر بير ثورشايم، كبير مستشاري أمن المعلومات بشركة "أفري" النرويجية لتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: "لو كان وراءه مجموعة بلهاء عشوائية فالاحتمالات ضئيلة بأن يتمكنوا من استغلال الأمر لحد قد يضر فعلاً بـ(لينكدين).. لكن إذا كانوا من الجريمة المنظمة، فإن الأضرار المحتملة مرتفعة للغاية، في المقابل، أعلن موقع المواعدة الإلكتروني "إي هارموني" EHarmony عن تعرضه بدوره للاختراق، رغم استخدامه لأنظمة أمنية قوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/حزيران/2012 - 22/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م