نفط العراق... موارد واعدة وتطور متنام

 

شبكة النبأ: يسعى العراق وبشكل جاد الى تطوير قطاع النفط الذي يعتبر الشريان الرئيسي للاقتصاد العراقي ويرى بعض المتخصصين في هذا المجال انه وبرغم من الصعوبات والمشاكل والازمات السياسة التي تشهدها البلاد فهنالك مساعي جاده الى تطوير هذا القطاع المهم وفي هذا الشأن فقد اطلقت وزارة النفط العراقية جولة التراخيص الرابعة لحقول النفط والغاز التي تشمل 12 رقعة استكشافية في العراق، بمشاركة عشرات الشركات العالمية. وقال وزير النفط عبد الكريم لعيبي في كلمة افتتح بها الجولة في بغداد ان "عملية التنافس شفافة وعلنية وستشارك فيها العديد من الشركات المؤهلة" وعددها الاجمالي 47.

واضاف ان "الجولة تعتبر مهمة جدا للوزارة والبلد، لتطوير وتنمية الاقتصاد، واستمرارا لجولات التراخيص السابقة في تحقيق فرص ثمنيه". ومن اصل ثلاث رقع استكشافية عرض التنافس عليها في بداية الجولة، فاز ائتلاف بقيادة "كويت انرجي" (40 بالمئة) بالرقعة الاستكشافية الواقعة في محافظة البصرة على الحدود العراقية الايرانية، وهي رقعة نفطية. وتقدم الائتلاف الذي يضم شركة "تي بي ايه او" التركية (30 بالمئة) ودراغون اويل (30 بالمئة) الاماراتية باجر بلغ 6,24 مقابل كل برميل، وهو سعر اقل مما حددته وزارة النفط. ولم تتقدم اي شركة بعروض حيال الرقعتين الاخريين، الاولى غازية وتقع بين محافظتي نينوى والانبار، والثانية غازية ايضا وتقع بين محافظتي النجف والانبار.

وقال وزير النفط ان "الهدف الاساسي من هذه الجولة زيادة الاحتياطات ودخول الصناعات الغازية"، مشيرا الى ان "هذه الجولة نوعية، تختلف عن الجولات الثلاث السابقة التي كانت لتطوير حقول، اما هذه الجولة فهي استكشافية". واضاف "خلال السنوات سعينا الى توقيع عقود لزيادة الطاقات الانتاجية اما هذه الجولة فهي لتعزيز الاحتياطي، خصوصا من الغاز، بالنظر للحاجة المتزايدة اليه خصوصا في قطاعي الصناعة والكهرباء".

واوضح لعيبي ان "الرقعة الاستكشافية تعني منح قطعة ارض للمستثمر كمرحلة اولى للاستكشاف، اما المرحلة الثانية، فهي تطوير الحقل". وكان الوزير الذي ادار عملية فتح العطاءات والتي تنقلها قناة "العراقية" الحكومية مباشرة قال "نحن كوزارة، سنبذل كل جهود لدعم ومساعدة الشركات في عملية التطوير والبناء لمصالحنا المشتركة".

وتشمل جولة التراخيص الجديدة سبع رقع استكشافية للغاز وخمس رقع للنفط، تتوزع على محافظات البصرة والنجف وبابل والمثنى والديوانية وذي قار في جنوب البلاد، ونينوى في الشمال، وديالى في الوسط، والانبار في الغرب. وبحسب المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، فان "ميزة هذه الجولة تمكن في ان الحقول هي رقع استكشافية غير مطورة لذا فان عمليات التطوير من قبل الشركات ستكون على ثلاث مراحل وهي الاستصلاح والتطوير والاستخراج وهو ما سيجعل العمل فيها اكبر مما كانت عليه في جولات التراخيص السابقة". بحسب فرنس برس.

يذكر ان العراق استثنى شركة اكسون موبيل النفطية الاميركية العملاقة من جولة التراخيص هذه على خلفية اتفاق وقعته في 18 تشرين الاول/اكتوبر مع حكومة اقليم كردستان العراق لاستثمار حقول نفطية، الامر الذي رفضته بغداد. ويشكل النفط 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم بعد السعودية وايران. وفي اذار/مارس، اعلنت وزارة النفط ان انتاج العراق اليومي هو الاعلى منذ 1979 حيث تجاوز الثلاثة ملايين برميل، فيما ان معدلات تصدير النفط في نيسان/ابريل كانت الاعلى منذ العام 1989.

من جهة اخرى أظهرت بيانات ملاحية أن صادرات النفط العراقية من المرافئ الجنوبية تراجعت بواقع 170 ألف برميل يوميا منذ بداية مايو ايار لكن العراق لا يزال يأمل في مواصلة تصدير الشحنات بنفس المعدل القياسي المرتفع الذي سجلته في ابريل نيسان. وكشفت البيانات أن الصادرات من مرفأ البصرة النفطي ومرفأ خور العماية ومنصتين عائمتين جديدتين في الخليج بلغت في المتوسط 1.94 مليون برميل يوميا في أول 18 يوما في مايو. وقال العراق إن متوسط الصادرات من الجنوب بلغ 2.11 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي.

وقال مسؤول في قطاع النفط العراقي إن الإنتاج تراجع بسبب الاضطرار لإجراء صيانة عاجلة في أحد الحقول الجنوبية. وقال المسؤول "نأمل أن تبلغ الصادرات 2.1 مليون برميل يوميا في الجنوب وأن يبلغ إجمالي صادرات البلاد 2.5 مليون." وإذا حدث انخفاض طويل الأمد للصادرات فقد يقوض الآمال في زيادة طال انتظارها لطاقة العراق التصديرية في 2012 ودورها في تخفيف نقص في الإمدادات العالمية. والعراق هو المصدر الوحيد لإمدادات جديدة كبيرة في المستقبل القريب.

وقال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية "هناك بلد واحد فقط بإمكانه تعزيز الإنتاج بنسبة كبيرة اليوم وهو العراق. "إذا لم تكن هناك أنباء سارة من العراق فهذا نبأ سيء لتوقعات النفط العالمية." ووقعت شركات نفطية أجنبية سلسلة عقود لتطوير الحقول في 2010 لزيادة إنتاج النفط العراقي الذي أعاقته سنوات من الحرب والعقوبات.

وينمو الإنتاج من الحقول الجنوبية وهي الرميلة الذي تشغله مجموعة بقيادة (بي.بي) وغرب القرنة 1 الذي تشغله إكسون موبيل والزبير الذي تشغله إيني. وإذ استمرت الوتيرة الحالية فقد يبلغ متوسط الصادرات العراقية 2.34 مليون برميل يوميا في مايو شاملة الشحنات الجنوبية و400 ألف برميل يوميا يجري نقلها في خط أنابيب من كركوك بشمال العراق إلى تركيا. بحسب رويترز.

وهذا سيكون أقل من متوسط الصادرات في ابريل حين صدر العراق 2.5 مليون برميل يوميا إلى الأسواق الدولية بحسب بيانات شركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو) وهو معدل قياسي منذ الحرب. ومن المتوقع أن يحقق العراق أكبر نمو في طاقة تصدير النفط في العالم في 2012 بفضل افتتاح منصتين عائمتين في الخليج في وقت سابق من العام. وبلغ معدل الصادرات الجنوبية حوالي 1.7 مليون برميل يوميا في معظم فترات العام الماضي.

كردستان و تصدير النفط

على صعيد متصل قال اقليم كردستان إنه يتوقع البدء في تصدير إنتاجه من النفط الخام عبر خط أنابيب جديد يصل إلى الحدود التركية عند الانتهاء من مد الخط في اغسطس اب 2013 . ويعد ذلك تحديا لبغداد في نزاع طويل الأمد بين الجانبين حول السيطرة على صادرات البلاد النفطية.

ودخل اقليم كردستان ولديه حكومته وجيشه الخاص به في خلاف مع الحكومة العراقية المركزية في بغداد وأوقف صادراته النفطية في أبريل نيسان بعد أن اتهم بغداد بالتأخر في تحويل مدفوعات. وقال اشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية في اقليم كردستان العراق في مؤتمر نفطي بكردستان "في اغسطس 2013 سيصبح بوسعنا التصدير مباشرة من حقول منطقة كردستان. سنصبح مسؤولين عن تصدير النفط. وسيظل نفطا عراقيا."

وتقول بغداد إن السلطات النفطية للحكومة المركزية هي الجهة الوحيدة التي لها حق السيطرة على الصادرات النفطية وترفض العقود التي وقعتها حكومة الاقليم بصفتها غير قانونية بينما تقول حكومة كردستان إن لها الحق في تطوير حقولها النفطية. وقال هورامي إنه بمجرد بدء الصادرات فإن حكومة كردستان ستستحوذ على 17 في المئة من إيرادات الاقليم المسموح بها في الميزانية العراقية وتعطي الباقي للحكومة المركزية. بحسب رويترز.

وأضاف أن المرحلة الأولى من مشروع خط الأنابيب ستستكمل بحلول أكتوبر تشرين الأول هذا العام لنقل النفط من حقل طق طق. وستربط المرحلة الثانية الخط بأنبوب كركوك-جيهان بطاقة مليون برميل يوميا بحلول أغسطس العام القادم. وتابع ان حكومة كردستان تطور أيضا خططا لبناء خط أنابيب مستقل يصل إلى مصفاة في ميناء جيهان التركي بحلول 2014. كانت كردستان اوقفت في ابريل نيسان صادرات الخام بسبب عدم التزام بغداد باتفاقيات دفع مستحقات الشركات الأجنبية التي تعمل في المنطقة مما أدى إلى تفاقم النزاع القائم منذ وقت طويل بين الجانبين بشأن الحكم الذاتي وحقوق النفط.

حماية حقوله النفطية

الى جانب ذلك قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون ان العراق يشتري طائرات بلا طيار من الولايات المتحدة لحماية حقوله النفطية بعد ان زاد من انتاجه بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من البلاد. ويهتم العراق العضو في أوبك بحماية البنية التحتية حول احتياطياته النفطية وهي رابع أكبر احتياطيات في العالم بينما يعيد بناء الصناعة التي تضررت من سنوات الحرب والعقوبات في عهد النظام السابق. وقال مسؤول من مكتب التعاون الأمني في العراق الملحق بالسفارة الأمريكية "البحرية العراقية تشتري طائرات أمريكية بلا طيار لحماية المنصات النفطية في الجنوب حيث يجري شحن معظم النفط العراقي."

ولم يقدم مكتب التعاون الأمني المزيد من التفاصيل عن عدد الطائرات أو نوعها. لكن مسؤولي أمن عراقيين أكدوا خطط استخدام طائرات بلا طيار لحماية البنية التحتية النفطية. وتولت القوات العراقية مسؤولية حماية البنية التحتية النفطية في عام 2005 لكن حتى انسحاب آخر جندي امريكي من العراق في ديسمبر كانون الأول كان الجيش الأمريكي يقوم بالمراقبة الجوية ويقدم خدمات لوجستية أخرى.

وتراجع العنف في العراق منذ ذروة الحرب عامي 2006 و2007 حين قتل الاف في تفجيرات انتحارية يومية وعمليات قتل طائفية لكن المسلحين مازالوا يستهدفون في كثير من الأحيان البنية التحتية النفطية. وقال اللواء حامد ابراهيم مدير عام شرطة النفط العراقية انه بناء على خطط سياسة الطاقة سيستخدم العراق طائرات بلا طيار بحلول نهاية العام وانه يجري تدريب مهندسين عليها. بحسب رويترز.

وافتتح العراق مرفأ جديدا لتصدير النفط قبالة سواحله الجنوبية في وقت سابق من العام مما ساهم في رفع صادراته الى اعلى مستوى منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 لتبلغ 2.317 مليون برميل يوميا في مارس آذار. ومن المنتظر أن تصل صادرات الخام الى 2.75 مليون برميل يوميا بنهاية عام 2012 ليكون العراق أكبر مصدر لإمدادات النفط الجديدة في العالم خلال الأعوام القليلة القادمة. والحقول الجنوبية حول البصرة هي المصدر الرئيسي للنفط العراقي حيث تعمل كبريات شركات النفط العالمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/حزيران/2012 - 21/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م